الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي / جزء 4 من 5/ بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي
2023 / 6 / 3 - 04:52     

الطبيعة الطبقية للحزب الشيوعي (5/4)
يلتزم حزب الطبقة العاملة بالمبادئ الثورية للماركسية اللينينية ويسترشد بها
عقيدة الطبقة العاملة هي الماركسية اللينينية، يفترض الحزب السياسي للطبقة العاملة أنها أيديولوجيته وسياسته، وتصوّره الفلسفي، وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي.
ولدت الماركسية اللينينية من التجريد النظري للتنظيم والنضال العمالي، كتطور للفلسفة المادية، والمادية التاريخية، والاقتصاد السياسي، بعد تحليل طبيعة الرأسمالية. كان مبدعوها منغمسين في تنظيم نضال العمال، في صفوف الجمعية الدولية للعمال، كانوا مقاتلين وقادة نقابيين، منظمين للحزب الشيوعي. لقد ثبت هذا العلم ويثبت في الممارسة الاجتماعية، في نضال الطبقة العاملة في كل بلد وعلى الصعيد الدولي، في انتصار ثورة أكتوبر وغيرها من ثورات التحرر الوطني والاشتراكية. إنه الفكر الثوري، العقيدة السياسية الأكثر تقدمًا التي طورتها الإنسانية خلال رحلتها التاريخية الطويلة. مبادؤها الثورية لها صلاحية كونية، وهي صالحة في جميع البلدان؛ من الواضح أن تطبيقها يأخذ في الاعتبار الوضع الملموس. فالماركسية اللينينية عقيدة حية ومتطورة. ساهمت كل الثورات المنتصرة في تطورها؛ كما ساهمت النضالات المختلفة للطبقة العاملة وعمل الشيوعيين في جميع البلدان في هذا التقدم.
الماركسية اللينينية ليست عقيدة، إنها دليل للفعل، إنها فلسفة لتفسير العالم ولكن، وبشكل أساسي، لتغييره.
ولد PCMLE للدفاع عن الماركسية اللينينية، في مواجهة الخونة الذين حاولوا مراجعتها وإخضاعها. وهو يحارب اعتمادا على مبادئها، ويسعى جاهدا لتطبيقها بمبادرة وجرأة في المواقف المتغيرة للبلد والعالم. وهو متمسّك بهذه المبادئ لقيادة الثورة حتى النهاية.

الهدف المركزي للحزب هو الاستيلاء على السلطة
تتماشى السياسات والمقترحات البرنامجية والأرضيات والشعارات مع هذا الهدف المركزي. فالصراع على السلطة يدور كل يوم، على أرض الواقع المجتمعي، في خضم الصراع الطبقي.
يتطور الصراع الطبقي بشكل مستقل عن إرادة الشعب والأحزاب السياسية. يتم التعبير عنه في المواجهة بين العمال وأرباب العمل، بين الطبقة العاملة والبرجوازية، بين الشعوب والإمبريالية. وفي ظل ظروف معينة، يصبح الصراع الطبقي حادًا، وبقدر كبير، ويواجه الطبقة العاملة، وبقية الكادحين، والشعوب، ضد من هم من فوق، ويمكن أن يؤدي إلى أزمة سياسية. في مناسبات أخرى عندما تكون المواجهة أقل حدة، فإنها تتطور إلى معارك اجتماعية منعزلة ومشتتة؛ حتى أنه، في أوقات معينة، يبدو وكأن الأمور هادئة، وأن هناك سلمًا اجتماعيًا. على أي حال، فإن الصراع الطبقي لا يختفي، بل له تعبيرات وأشكال ومستويات مختلفة.
يتم التعبير عن شخصية الحزب البروليتاري بشكل ملائم من خلال توجيه وتنظيم نضالات الطبقة العاملة والشعوب والشباب من أجل تحقيق المصالح الفورية، والاستفادة منها كرافعة لكشف الأسباب الحقيقية لأوضاع الجماهير العاملة، وتحديد الأعداء المباشرين وكذلك أصحاب السلطة، وتثقيفهم سياسياً وبيان توجهات السلطة.
كشيوعيين، نشارك عمدًا في الصراع من أجل السلطة الذي يحدث يوميًا داخل المجتمع، وننحاز إلى جانب قضية العمال والفقراء والمستغلين والمضطهدين، ونواجه القوانين المناهضة للعمال، والاستبداد والقمع وانتهاكات القضاة والشرطة والقوات المسلحة.
إلى جانب رفض سياسات الرأسماليين، نقدم مقترحات برنامجية، وإعلانات، ومسارات، وشعارات تسمح لنا بتعزيز سياسة الطبقة العاملة، ونشرها بين العمال، وبين الشعوب والشباب، أي داخل المجتمع ككل. إنها في الأساس السياسة الثورية لحزب البروليتاريا، ويتم التعبير عنها كل يوم وفي كل الظروف وفي كل مكان. من الواضح أنه في المجتمع الرأسمالي، في أوقات معينة، يشتد الصراع السياسي على السلطة، فتحدث مواجهات بين مختلف شرائح الطبقات الاجتماعية التي يقع حلها عبر الانتخابات والتمثيلية. وأحيانا تندلع الأزمات فجأة، فتشمل المجتمع بأسره، وجميع الطبقات الاجتماعية، والقطاعات الطبقية، بشكل موضوعي، ولا يمكن لأحد ان يبقى خارجها. في كل هذه الأحداث، يشارك PCMLE بصوته، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة والشعوب والأمة، والأهداف التنموية للبلاد.
وصلت الطبقة الرأسمالية، مثل الطبقات الحاكمة في الماضي، إلى السلطة وتعمل يوميًا للحفاظ عليها وإدامتها. تعتمد البرجوازية على القوة، على دور الشرطة والقوات المسلحة، وهي تدافع عن نفسها من خلال الإكراه والعنف الرجعي. ومع ذلك، من أجل الاحتفاظ بالسلطة وتطويرها، بطريقة أساسية، فهي تعمل على إضفاء الشرعية على هيمنتها.
إنها تبرر صعودها، واستخدام العنف والإرهاب، برفع رايات "الحرية والمساواة والتضامن"، وإعلان حرية الأقنان، وتحرير العبيد؛ والتقدم لوضع تشريع يعلن المساواة أمام القانون، وسنّ قانون الاقتراع العام، والتناوب في ممارسة الحكم، ووجود البرلمان، والديمقراطية التمثيلية. في مرحلة الإمبريالية، تعلن نفسها حامية للسلام والحرية والديمقراطية، وتعلن استعدادها للتدخل في أي بلد تنتهك فيه هذه المبادئ. وفقا لهذه التصوّرات التي يتم تحيينها حسب الأوقات والأحداث، يدّعي منظرو الرأسمالية أن العالم بإمكانه الوصول إلى أعلى مستويات التنمية والديمقراطية والسلام بفضل الحرية الفردية والمنافسة والتجارة الحرة. وبما أن العمال جزء من هذا المجتمع، وهم منخرطون في هذه الديمقراطية، يجب أن يكونوا فاعلين في هذا التطور المستمر والمستفيدين فيما يعود لهم منه، أي "الأجر" لضمان البقاء والتكاثر.
مع ظهور الرأسمالية، ظهرت الطبقة العاملة الصناعية، البروليتاريا التي جعلت من الممكن خلق الثروة، وتحويل الموارد الطبيعية إلى سلع مادية تجعل الحياة وتطورها المتواصل ممكنا. من الواضح أن الثروة التي ينتجها العمال يصادرها أصحاب الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وتحولهم الطبقة الرأسمالية إلى عبيد مأجورين.
يضع هذا الوضع الطبقات الرئيسية في المجتمع الرأسمالي في أقطاب متناقضة: العمال والبرجوازية.
عندما أطاحت البرجوازية بالإقطاع، أقامت عالماً ثورياً جديداً، وأعطت زخماً كبيراً للعلم والتقنية والتكنولوجيا، وأحدثت باستمرار ثورة في أدوات الإنتاج، وولّدت كميات كبيرة من الثروة وكذلك تركيزاً عظيماً لها. لقد بُني هذا العالم الجديد على أساس استغلال العمل المأجور لمليارات البشر، وعلى القهر الاجتماعي والسياسي، وعلى نهب الموارد الطبيعية لجميع البلدان؛ لقد كانت ملوثة منذ البداية بأسباب تقادمها واختفاءها. هذا العالم الجديد هو الآن عالم قديم فاسد ومتحلل.
إن طبقة الرأسماليين، التي نشأت على استغلال واضطهاد ملايين البشر، أصبحت عملاقة ذات قواعد هشة. ولمزيد النموّ، حولت الأقنان السابقين إلى عمال "أحرار"، وضاعفتهم عدديًا على جميع أطراف الأرض، ووضعتهم في اتصال مباشر مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، حتى صاروا تدريجيا على دراية بدورهم كحفاري قبور عالم رأس المال، وكصانعي عالم جديد، ومجتمع عمالي، عالم الاشتراكية.
البرجوازية والبروليتاريا هما الطبقتان المتضادتان في المجتمع الرأسمالي. إنهما في صراع مستمر للحصول على الدور المهيمن. في الوقت الحالي، الرأسماليون في السلطة، لكن العمال يناضلون من أجل الإطاحة بهم وإسقاطهم ليصبحوا الطبقة الحاكمة الجديدة؛ سيستمر هذا النضال إلى أن تنتصر البروليتاريا بشكل نهائي وتختفي الطبقات الاجتماعية، هذا الصراع يخلق الظروف المادية والروحية للقضاء على الطبقات الاجتماعية، بما فيها البروليتاريا كطبقة، من أجل ظهور الشيوعية.
يتخطى الصراع الأيديولوجي بين البروليتاريا والبرجوازية كل الظروف، وهو موجود في اللحظات المختلفة للصراع الطبقي. يتم التعبير عنه في نضال "الثوري الجديد" ضد "الرجعي القديم البائد"، بين "الحرية الفردية" والشخصية والأنانية في مواجهة المصالح الجماعية والتضامن؛ بين الديمقراطية البرجوازية، التي تبرر اضطهاد الجماهير العمالية وقمع النقابيين والثوريين، والديمقراطية البروليتارية، التي تمنح الحق في الكلام، والقرار وتنفيذ إنجازات عظيمة لصالح الأغلبية العظمى، بين الديمقراطية التمثيلية والحكومة الثورية التي ستتولى الإنجازات العظيمة للاشتراكية.
إن الحزب الشيوعي هو حامل لواء المثل العليا للبروليتاريا، وهو يشارك بحزم في هذا النضال الأيديولوجي، ويرفع راية الثورة والاشتراكية، وسلطة الشعب وديكتاتورية البروليتاريا

يتبع