مع حزب شيوعي يوناني أقوى، ما من حكومة مناهضة للشعب شديدة البأس


الحزب الشيوعي اليوناني
2023 / 6 / 2 - 00:43     

 
 تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس، يوم 29-5 في اجتماع حضره جميع مرشحو الحزب الشيوعي اليوناني للبرلمان من محافظة أتيكي، و كوادر حزبية وغيرهم من المناضلين الذين واكبوا الحزب في المعركة الانتخابية ، و يواكبونه الآن لمرة أخرى، من أجل تحقيق دعم انتخابي أكبر للحزب، داعيا إلى دعم جديد للحزب الشيوعي اليوناني في الانتخابات البرلمانية الجديدة المبكرة التي ستُجرى يوم 25 حزيران-يونيو.
و في كلمته سجَّل الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني: «إن التعزيز الهام للحزب الشيوعي اليوناني، بنسبة بلغت 7.23٪ ، يعادلها 427 ألف صوت و 26 نائبا، و حصوله مرة أخرى على المركز الثالث في محافظة أتيكي، وهذه المرة بنسب عشرية في الأحياء العمالية الشعبية، ولكن مع تسجيل زيادة لنسبته في جميع المقاطعات على المستوى الوطني، هو رسالة تفاؤل لهذه الانتخابات، و بالتأكيد دون التغاضي عن تناسب القوة السلبي الإجمالي».
وأشار ذيميتريس كوتسوباس إلى أجندة حكومة حزب المناهضة للشعب، و هو الحزب الذي سيستطيع تأمين أغلبية حكومية في البرلمان مع تحقيق نسبة انتخابية أقل، بناءاً على قانون الانتخابات الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ في انتخابات حزيران-يونيو. و طرح سؤالا حول من يمكن أن يكون معارضا لسياسة حزب الجمهورية الجديدة المناهضة للشعب، في وقت اتفاق حزبي سيريزا و الباسوك "على الخيارات الاستراتيجية لرأس المال والاتحاد الأوروبي". كما و أفاد ذيميتريس كوتسوباس: «لا لتبني أي أحد للأوهام. و غير ذلك، فإن التجربة تؤكد الآن أن الاشتراكية الديمقراطية بجميع نسخها، أسواء بصيغة الباسوك أو بصيغة سيريزا، لا تعجز فحسب عن تقديم ردٍّ من وجهة نظر المصالح الشعبية، بل تشكِّل و باستمرار دعامة هامة للسياسة المناهضة للشعب.
و في كل حال فقد ثبت ذلك من خلال مسيرتهما الحكومية: عندما صوتا في صالح المذكرات واحدة تلو الأخرى، و عندما  أحضرا تدابير جديدة مناهضة للشعب، و عندما حكما في ائتلاف مع اليمين، حيث قام حزب الباسوك بذلك مرتين مع حزب الجمهورية الجديدة، و سيريزا مع حزب اليونانيين المستقلين. و عندما وضعا و بسهولة "يمينيين" مشهورين في قوائمهما الانتخابية. و عندما دعما كافة توجهات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و غير ذلك الكثير.
لقد ثبُت ذلك عبر برامجها "القابلة للتركيب" التي قدمتها قبل الانتخابات وخدمت جميعها ذات الأهداف الاستراتيجية وخياراتها المشتركة.
و لهذا السبب، و بعد كل شيء، فقد كانت المناقشة بأكملها قبل 21 أيار-مايو تجري حول ماهية التشكيلة و الشراكات الممكن أن تفضي إلى حكومة قادمة، و بالطبع ليس حول ما ستطبقه اﻷخيرة و لصالح من.
و لهذا السبب، عرض حزب الباسوك نفسه متاحاً للتعاون إما مع حزب الجمهورية الجديدة أو مع سيريزا.  و هو اليوم يعلن مرة أخرى أنه مستعد للتعاون -  بناءاً على تصريحات كوادره -  إذا لم ينجح حزب الجمهورية الجديدة في استحصال قوة اغلبية برلمانية.
هذه هي السياسة التي تقود أناس شعبيين نحو خيبة الأمل و إلى النزوع نحو المحافظة و الاعتقاد بعدم وجود بديل. هذه هي السياسة التي لوَّنت الخريطة باللون الأزرق في الانتخابات الأخيرة.
سيشغل حزب سيريزا و الباسوك فعلياً "وزارات المعارضة" في حكومة حزب الجمهورية الجديدة، التالية المناهضة للشعب.
انظروا الآن ماذا يقولون: إنهم يطلبون دعم الشعب حتى لا تكون حكومة حزب الجمهورية الجديدة شديدة البأس.
إننا نجيبهم: ما من حكومة برجوازية شديدة البأس، مهما بلغ عدد نوابها، عندما تكون هناك حركة عمالية شعبية، عندما يكون هناك حزب شيوعي يوناني قوي!
و في هذا البلد هناك حزب شيوعي يوناني حصل على 7.23٪ في انتخابات أيار-مايو، و باستطاعته في الانتخابات القادمة أن يتعزز بنحو أكثر.
إن وجود حزب شيوعي يوناني قوي يعني وجود حركة عمالية قوية، وشعباً قوياً لوضع العقبات و تأخير التدابير، وصولاً حتى تحقيق المكاسب أيضاً».


حول "سقوط اليسار"
 
أشار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني إلى التحليلات التي أعقبت الانتخابات، و هي التي تتحدث - في حين اعترافها بالصعود الانتخابي الكبير للحزب الشيوعي اليوناني - عن "سقوط كبير لليسار" وأضاف:

«إننا نقول لهم ما يقوله لهم أيضا اليساريون التقدميون الذين أداروا ظهورهم لهم ودعموا الحزب الشيوعي اليوناني. لقد حارب الحزب الشيوعي اليوناني في الممارسة سياسة حكومة ميتسوتاكيس، و أن قواته لا تحتسب في جملة أولئك الذين صوتوا لصالح عشرات القوانين المناهضة للشعب.
أجل، لا يُحتسب أولئك الذين كسروا الحظر المفروض باسم الوباء، مع مجموع أولئك الذين اسندوا الحظر زاعمين بأنهم "سيتحاسبون لاحقاً".
من غير الممكن جمع أولئك الذين صوتوا ضد التوسيع الخطِر لحلف الناتو، مع أولئك الذين صوتوا لصالحه و رحبوا بزيلينسكي ونازيي آزوف في البرلمان اليوناني.
و لا يمكن جمع أولئك الذين كافحوا لمنع تحويل مواقع العمل إلى "مناطق اقتصادية خاصة"  دون حقوق للعمال، مع أولئك الذين صوتوا لصالح قوانين آذونيس يورغياذيس. مما أنتج نعينا اليوم لعامل قتيل وعاملين معاقين في منطقة بيراما. هذا هو المضمون الفعلي للتنمية التي وعد بها حزب الجمهورية الجديدة و التي تساندها الأحزاب الأخرى. و التي تتمثل في أرباح مصبوغة مرة أخرى بدماء العمال!
من الموصوف أن جزءاً كبيراً من اتفاقية العمل الجماعي لقطاع لبناء السفن يتعلق بتدابير الصحة والسلامة. إن حكومة سيريزا السابقة و حكومة حزب الجمهورية الجديدة التي لحقتها لم تضفيا سمة اﻹلزامية على الاتفاقية المذكورة.
من غير الممكن جمع أولئك الذين حاربوا الفاشية و منظمة الفجر الذهبي مع أولئك الذين اكتشفوا في عام 2023 وجود ناخبين مضللين من أجل تبرير اصطيادهم أصوات انتخابية في مياه الفاشية القذرة، على غرار فِعل تسيبراس، و كونستاندوبولو [ملاحظة: نائب سابق لحزب سيريزا ورئيس البرلمان. هي اليوم رئيس حزب "إبحار الحرية" (2.89٪)] وفاروفاكيس [ملاحظة: وزير سابق لحكومة سيريزا. و اليوم رئيس حزب "ميرا 25" (2.63٪)].


التصويت الوحيد المحتسب هو التصويت لصالح الحزب الشيوعي اليوناني
 
سجَّل ذيميتريس كوتسوباس في كلمته:«إن ما يُحتسب في 25 حزيران-يونيو هو مدى قوة الحزب الشيوعي اليوناني، وهو الحزب الوحيد القادر بثبات و اتساق و كفاحية، على ممارسة معارضة كفاحية فعلية لحكومة حزب الجمهورية الجديدة و لاستراتيجيتها المتبعة.
لقد أثبت الحزب ذلك طوال السنوات الماضية عبر نشاطه في البرلمان، و أثبته بنحو رئيسي إلى جانب الشعب والشباب في شوارع النضال.
و لهذا السبب ينبغي الآن تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني بنحو أكثر.
حتى من قبل عمال لم يُقدموا بعد على هذه الخطوة و بإمكانهم الآن تحقيقها.
لأي سبب ينبغي تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني:

        -لأنه الحزب الوحيد المُعارض بنحو ثابت لهذه السياسة، و لأنه يجيب بوضوح: في صالح حياة الكثيرين، على المعضلة التي مفادها "إما أرباح القلة أو حياة الكثيرين".

        -لأنه الحزب الوحيد الذي يصطدم مع النظام و مع الاتحاد الأوروبي ومجموعات الأعمال التي تخدمها الأحزاب الأخرى.

        -لأنه الحزب الوحيد الذي ما من التزامات لديه تجاه النظام، ولذا فهو الخيار الوحيد الفعلي ضد النظام.

        -لأنه الحزب الوحيد الذي يكافح من أجل تغيير تناسب القوة السلبي، ولديه برنامج حكم و سلطة و هو الذي ينص على أن يأخذ الشعب مصيره بأيديه و ألا يعلق آماله على "منقذين" طامحين.

هناك اليوم حاجة ليفكر الجميع، رجالاً و نساء و أن يجيبوا على التالي:

-من سيكون حاضراً غدا في أماكن العمل، في المصانع، في المكاتب، في الشركات، عندما يطلب أرباب العمل المزيد من التضحيات، ويكافح من أجل توقيع المزيد من الاتفاقيات الجماعية؟

-من سيكون في الأحياء السكنية يوم الغد عندما تتعرض العائلات الشعبية لخطر سلب منازلها من قبل غُربان الصناديق والبنوك؟

-من سيكون في مجابهة الحكومة غدا عندما تطلب تضحيات جديدة عن جديد  من أجل إثقال كاهل الشعب بعبء أزمة جديدة محتملة من أجل إنقاذ مجموعات الأعمال والبنوك؟

-من سيقف غدا في مواجهة  التقشف الجديد، و التخفيضات الجديدة في الإنفاق الاجتماعي على مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية باسم تحقيق الفوائض الأولية؟

-من سيتواجد غداً على حواجز المزارعين لإسناد المزارعين المكافحين من أجل البقاء،  و بجانب المهنيين العاملين لحسابهم الخاص المكافحين من أجل بقائهم؟

-من سيكون أمام الفنانين والمثقفين، و عمال الروح والفن والحياة من أجل نهضة البلاد الثقافية و من أجل تحقيق  التجاوزات العظيمة؟

-من الذي سيعيق حتى التغييرات الرجعية المتواجدة في خطط حزب الجمهورية الجديدة لمراجعة دستورية، على سبيل المثال للمادة 16، في وقت يعلن حزبا سيريزا و الباسوك أنهما منفتحان على مثل هذا الاحتمال، حتى قبل الانتخابات؟

-من سيكون غداً على أسوار النضال ضد إنشاء جامعات خاصة و ضد التسليع اﻷبعد لخدمات الصحة وغيرها الكثير؟

-من سيكون غداً في مواجهة قيام التدخل الإمبريالي إلى جانب الناتو في أوكرانيا، والذي يتخذ أبعاداً خطيرة جديدة مع ضحايا ستتمثل في شعبنا وشبابنا؟

-من سيكون ضد التطورات الخطيرة الجديدة الجاري إعدادها في الشؤون اليونانية التركية تحت مظلة أمريكا وحلف شمال الأطلسي وعلى حساب حقوقنا السيادية؟

-من سيكون في المقدمة، لكي يُفتح الطريق ليصبح الشعب نفسه بطل التطورات، ليضطلع نفسه بالسلطة من خلال برنامج خالص مؤيد للعمال و الشعب، مع تخطيط علمي مركزي للاقتصاد و للخدمات، و مع مشاركة و رقابة عمالية شعبية مباشرة، في مجتمع جديد يطيح بالعفن والبربرية الحاليين؟

إن الجواب بديهي للجميع رجالاً و نساء: سيكون الحزب الشيوعي اليوناني و نوابه هناك.
 وكلما زاد عدد هؤلاء النواب، ستزداد قوة هذه النضالات التي يتعين علينا جميعاً خوضها معاً.
لقد أقدمنا على خطوة، فكروا فيما سيحدث إذا انجزنا القفزة.

فلنمضِ لإنجازها. إن ذلك في وسعنا!
و لذلك، فإننا نمضي نحو اﻷمام بزخم. و لا نستكين مع كل ما حققناه.

إننا نعلم أن الكثيرين الآن يوجهون أنظارهم وآمالهم نحو الحزب الشيوعي اليوناني.
علينا أن نتجاوب مع تطلعاتهم.

دعونا إذن نخوض هذه المعركة أيضاً بواقعية وتفاؤل. لكي يكون الحزب الشيوعي اليوناني أقوى في 26 حزيران-يونيو. لكي يكون الشعب أقوى.
حزب شيوعي يوناني قوي، إن اﻷمل حاضر هنا!».