الأدبيات المتعلقة بالمنجز المراد النهوض به وطريقة معالجتها


ياسر جابر الجمَّال
2023 / 6 / 1 - 04:47     

تقوم فكرة ذكر الدراسات السابقة أو الأدبيات السابقة أو المتعلقة بالبحث من أجل عدم تكرار السابق بصورة مماثلة، وإلا فإنه يمكن تكرار السابق بصورة مغايرة، كذلك ذكر نقاط الاتفاق والاختلاف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية، ومن خلالها يذكر الجديد الذي سوف تضيفه هذه الدراسة.
ويمكن ترتيب الدراسات السابقة من الأقدم للأحدث أو العكس، وقد تكون عربية أو أجنبية.
وفي نقطة الدراسات السابقة تُذكر نقاط الاتفاق والاختلاف بين الدراسة السابقة والدراسة الحالية من خلال مجموعة نقاط، كالمنهج والعينة والإشكالية والنتائج التي توصلت لها تلك الدراسة، ولا يُكتفى بذكر عنوان الدراسة وتاريخ صدورها فقط.
نموذج تطبيقي:
الدراسات السابقة:
يُقصد بالدراسات السابقة.. الدراسات التي تناولت موضوع البحث بالدراسة والتحليل قبل ذلك، أو تناولت جزءًا منه؛ لذلك يجب عرضها، وبيان الفرق بينها وبين تلك الدراسة، بحيث نستطيع تقديم رؤية جديدة في الموضوع محل الدراسة.
وهذه الدراسات التي تناولت الشعر السكندري في العصر الحديث، وبخاصة النصف الثاني من القرن العشرين -إذ هي الفترة المحددة لدراستنا- يمكن تقسيمها إلى محورين:
• المحور الأول: دراسات تناولت الشعر السكندري بوصفه اتجاهًا له خصائصه -أي الشعر السكندري- من خلال عرض إبداعات مجموعة من شعراء ذلك الثغر.
• المحور الثاني: دراسات تناولت الشعر السكندري، من خلال مبدعيه، وذلك بعرض تجارب لبعض هؤلاء الشعراء السكندريين كلٍّ على حدة، على النحو التالي:
1- الدراسات التي جاءت على النسق الأول:
• دراسة عبدالعليم القباني (1972)، وعنوانها: "رواد الشعر السكندري في العصر الحديث"، الهيئة المصرية العامة للكتاب..
قسَّم "القباني" هذه الدراسة إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: تناول فيه الشعراء الأوروبيين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية في النصف الأول من القرن العشرين، مثل: "كفافيس اليوناني".
القسم الثاني: تناول فيه الشعراء الشوام، مثل: "خليل شيبوب".
القسم الثالث: تكلم فيه عن شعراء جماعة الشلالات، وقد مثَّل له بستة من الشعراء، وهم: "عتمان حلمي" و"عبداللطيف النشار"، و"عبدالحميد السنوسي" و"محمد مفيد الشوباشي" و"زكريا جزارين" و"حسن فهمي".
أما في القسم الرابع: تناول "القباني" الحديث عن أصداء من شعر البعث، من خلال مجموعة من الشعراء، وهم: "محمود بيرم التونسي" والشيخ "أحمد أبو علي" و"محمود علي منصور" و"عبدالرحمن سالم" و"طنطاوي جوهري" و"إبراهيم حسني" و"إبراهيم العرب".
تختلف دراستنا عن هذه الدراسة في كيفية تناول الشعر السكندري؛ فـ"القباني" يعرض له خلال مجموعة من الشعراء بوصفه أن هؤلاء الشعراء هم محور القضية، لكن الباحث يعرض للشعر السكندري بوصفه مسارًا واتجاهًا يسلكه الشعراء السكندريون تجمعهم خصائص ومميزات، وندلل على ذلك من إبداعات هؤلاء الشعراء؛ نتناول في تلك الدراسة مسارات وليس شخصيات، بحيث نستطيع في نهاية الأمر التأطير لمدرسة إبداعية لها خصائصها ومكوناتها الإبداعية ورؤيتها الأدبية، ومن ثم يمكن القول إننا نتناول مسارات وليست شخصيات.
• دراسة "عبدالله سرور" (1985)، وعنوانها: "الشعر السكندري واتجاهاته في النصف الأول من القرن العشرين، رسالة دكتوراه، إشراف الدكتور مصطفى هدارة، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، (صدرت في كتاب)، دار المعرفة الجامعية، 1985م.
هدفت هذه الدراسة إلى بيان اتجاهات الشعر السكندري في النصف الأول من القرن العشرين، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها:
- تنوعت اتجاهات الشعر السكندري في النصف الأول من القرن العشرين.
- أشار الباحث إلى الاتجاه التقليدي، كما تناول بدايات التطور.
- كذلك توصل الباحث إلى وجود خصائص أسلوبية فارقة في الشعر السكندري في النصف الأول من القرن العشرين.
تعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات الأكاديمية التي تؤسس للشعر السكندري في النصف الأول من القرن العشرين واتجاهاته؛ حيث انصب جهد الدكتور "عبدالله سرور" على جوانب تاريخية في الأدب نفسه تتصل بالتحولات والمتغيرات في اللغة، واهتم بالخصائص الأسلوبية أكثر من اهتمامه بانعكاس السياسة أو المجتمع أو السلوك العام والخاص للإنسان في الشعر، وتأتي المفارقة بين هذه الدراسة، في الحدود الزمانية، فدراسة الدكتور عبدالله تتحدث عن النصف الأول من القرن العشرين، وهذه الدراسة تتناول النصف الثاني من القرن العشرين، كما أن هناك مفارقات في طريقة التناول بين دراسة الدكتور "عبدالله سرور"، هذه الدراسة للشعر السكندري في القضايا الموضوعية والبناء الفني، تعد هذه الدراسة مكملة لها من الناحية الزمانية فحسب.
• دراسة "محمد زكريا عناني" وآخرون (1998م)، وعنوانها: "قرنفلة لسيدة البحار شعراء من الإسكندرية"، تقديم الدكتور "محمد زكي العشماوي"، الهيئة العامة لقصور الثقافة، إقليم وسط وغرب الدلتا الثقافي، فرع الإسكندرية.
هدفت الدراسة إلى تناول إبداعات مجموعة من الشعراء السكندريين بالدراسة والتحليل، أمثال: أيمن صادق، وأحمد محمود مبارك، وفؤاد طمان، وغيرهم، من قبل مجموعة من النقاد الكبار، أمثال: الدكتور "محمد مصطفى هدارة" و"الدكتور محمد زكي العشماوي" والدكتور "محمد زكريا عناني" والدكتور "محمد عبدالمطلب" والدكتور "فوزي عيسى" وآخرين... ولكن هذه الدراسة تناولت إبداع كل شاعر على حدة، بخلاف الدراسة الحالية التي تتناول الشعر السكندري بوصفه مدرسة لها أصولها المستقلة الخاصة بها.
• دراسة "فوزي خضر" 2003م، وعنوانها: (شاعرات من الإسكندرية)، هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية.
هدفت هذه الدراسة إلى التأريخ للإبداع النسائي السكندري، من خلال عرض التجارب الإبداعية لمجموعة من مبدعات الإسكندرية في شعر الفصحى والعامية، والشاعرات اللائي جمعن بين اللونين، بداية من العصور القديمة حتى العصر الحديث، وقد قسَّم دراسته إلى خمسة فصول، تناول في الفصل الأول: صورًا لشعر المرأة السكندرية منذ نشأتها حتى عام 1970م، في الفصل الثاني: أوضح الواقع الشعري في الإسكندرية في أوائل السبعينيات، وفي الفصل الثالث: تحدث عن شعر الفصحى من خلال تجربة "عزيزة كاتو" و"فاطمة جابر" و"كامليا عبدالفتاح".
• دراسة "فوزي خضر" 2006م، وعنوانها: (قراءات في دواوين من شعراء الإسكندرية)، هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية.
هدفت هذه الدراسة إلى تناول دواوين مجموعة من الشعراء بالدراسة والتحليل، ويسلط الضوء على النقاط الإبداعية في أعمال هؤلاء الشعراء؛ لكنها دراسة مقتضبة، تتناول تجارب هؤلاء الشعراء بصورة منفردة، بخلاف الدراسة الحالية التي تتناول الشعر السكندري بوصفه مدرسة لها روادها، وإسهاماتهم في الحقل الأدبي والإبداعي.
• دراسة "فوزي خضر" 2006م، وعنوانها: "شعراء من الإسكندرية"، دار الوفاء للطباعة والنشر، الإسكندرية.
هدفت هذه الدراسة إلى تناول شعراء الإسكندرية منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، وقد قسم هذا البحث إلى ثلاثة فصول متوالية: الفصل الأول: تحدث عن شعراء الإسكندرية في العصور القديمة، أمثال: "كليماخوس" وغيره... الفصل الثاني: تناول شعراء الإسكندرية في العصور الإسلامية، أمثال: "ظافر حداد" و"ابن قلاقس السكندري" و"البوصيري"، والفصل الثالث: تناول شعراء الإسكندرية في العصر الحديث، أمثال: "عبدالعليم القباني" و"أحمد السمرة" و"محمد زكي العشماوي" و"الأنصاري"، وهذه الدراسة تمثل تتبعًا تاريخيًّا لمسيرة الإبداع الشعري للإسكندرية؛ لكنها تختلف عن الدراسة الحالية؛ حيث جعل الدكتور "فوزي خضر" -المبدع الشاعر- هو محور الدراسة، أما هذه الدراسة فقد جعلت الظاهرة أو المسار الإبداعي هو المحور الأساسي.
• دراسة "أحمد عبد الحميد النجار" 2009م، وعنوانها (إطلالة على مشهد شعر الفصحى السكندري)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤتمر أدباء مصر، الدورة الرابعة والعشرون.
تتناول هذه الدراسة وتعالج الدواوين الآتية -وفقًا للترتيب الأبجدي لأسماء الشعراء والشاعرات- : "أحمد فراج" – ديوان (المشاوير للبحر)، "أحمد محمد حنفي" – ديوان (الرياح أهدرت حقها في المجيء)، "أشرف دسوقي علي" – ديوان (ليس الآن)، "جابر بسيوني" – ديوان (حزني.. أنا أولى به)، "رضا فوزي أحمد" – ديوان (أنشودة الصمت)، "شيماء محمد حسن" – ديوان (رجال في بوتقتي)، "عبد الرحمن عبد المولى" – قصائد مجمعة، "عبد المنعم سالم" – ديوان "الآبق من حفل صاخب"، علي بدران – ديوان "فيتو"، عمر حاذق – ديوان "أصدق شمس الشتاء"، محمود أمين – ديوان "هودج حلو اللمى"، مصطفى تمام – ديوان "البحر في حقيبتي"، هدى عبد الغني – ديوان "أنا والسيجارة".
وقد جعل أحمد عبد الحميد النجار المبدع –الشاعر– هو محور الدراسة، أما هذه الدراسة فقد جعلت الظاهرة أو المسار الإبداعي هو المحور الأساسي.
• دراسة "ناجي عبداللطيف" 2014م، وعنوانها: (رؤى نقدية)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، إقليم وسط وغرب الدلتا الثقافي، فرع الإسكندرية.
هدفت هذه دراسة إلى استجلاء بعض الظواهر الإبداعية، جامعة بين دراسة الظاهرة بصورة مقتضبة، ودراسة الشخصية المبدعة، وقد قُسمت هذه الدراسة إلى عشرة فصول، تناول في الفصل الأول: ثلاثية المرأة والوطن والذات في قرابين الأنصاري، وتحدث في الفصل الثاني: عن ديوان (الرحيل إلى مدن الخوف) للشاعرة "عزيزة كاتو"، وتناول في الفصل الثالث: الحديث عن قصيدة الشاعر "عبدالله شرف" (السيف والظل)، وفي الفصل الرابع: تكلَّم عن ديوان محمد عبدالفتاح الشاذلي "الفارس النبيل يترجل"، وجاء الفصل الخامس: بالحديث عن الشاعر "أحمد محمود مبارك" تحت عنوان (أحمد محمود مبارك ومضة في جبين الجود)، وتحدث في الفصل السادس: (بين آلية النص الشعري وحتمية الصراع)، قراءة في ديوان (ليليت)، للشاعر "محمود عبدالصمد زكريا"، وكان الفصل السابع: عنوانه (قراءة في موكب الأعراف)، كما تكلم المؤلف عن (فرات عبدالله في موكب الأحزان)، وجاء الفصل الثامن عن: التناص بين الموروث القيمي والموروث الثقافي (قراءة في ديوان جدار حزين) للشاعرة "أمل سعد"، أما الفصل التاسع: فتناول مفردات الموت بين آلية الحركة وسكون الفعل (قراءة في ديوان من دفتر العشق)، للشاعر "كمال علي مهدي"، كما خُتمت الدراسة بالفصل العاشر الذي جاء تحت عنوان: بين الحلم والحنين (قراءة في ديوان عن الأبيض المتوسط والداخلين)، للشاعر "على عبد الدايم".
وتُعد هذه الدراسة رغم كثرة فصولها مقتضبة إلا إن بها كثيرًا من الإشارات اللطيفة التي لا غنى عنها للباحث في دروب الشعر بصفة عامة، وبخاصة في الشعر السكندري، وهي تختلف عن الدراسة الحالية، ليس في المنهج وطريقة التناول فحسب، وإنما في الجانب الموضوعي، فقد وقف "جهد ناجي عبداللطيف" على الظواهر الثقافية، مثل: موقف الشعراء من الحياة والموت والحب، وكذلك موقفهم من التجديد والتطوير الأسلوبي.
• دراسة "مختار عطية عبدالعزيز" 2016م، وعنوانها (رؤى نقدية في شعر الفصحى المعاصر، شعراء من الإسكندرية)، دار الثقافة اللغوية للنشر والتوزيع، 2016م.
تضم هذا الدراسة بين دفتيها أربع عشرة دراسة نقدية لاثني عشر شاعرًا سكندريًّا معاصرًا، قد أعدتها ما بين عامي ۲۰۰۰م: ۲۰۱۰م.
تحتوي الدراسة على دراستين عـن الشـاعر / جابر بسيوني، الأولى في ديوانه "لحن الماء" بعنوان "فنية التعبير في لحن الماء بين دقة الفكرة وعـمـق الـرؤى"، والثانية في ديوانه "لتكن ما شئت" بعنـوان "تجليات الفلسفة الحكميـة بـين طلبية الصياغة وانسيابية الأداء".
کـما تضـم الدراسة دراستين عـن الشـاعر "عادل خليل"، الأولى في ديوانه "تستوي الأشياء عندي"، بعنوان "شمولية الفلسفة الغزلية في ديوان تستوي الأشياء عندي"، والثانية في ديوانه "أنت منـي" بعنـوان "الـذات الغزليـة في غيبة الحس الجمعي".
أما الدراسة الخامسة فهي عن الشاعر "ناجي عبد اللطيف" في ديوانه "عـلى أعتاب المحبوب" بعنوان "المعجم الشعري ودلالات الأسلوب في ديوان على أعتاب المحبوب".
تتناول الدراسة السادسـة الشـاعر "محمود الفحام" في ديوانه "مـا ضـل قلبي"، بعنوان "كلاسيكية الخطاب وأصالة التناول- تأملات حديثة في بناء قديم".
أما الدراسة السابعة فهي عن الشاعر "أحمد شعبان" في ديوانه "وداعًـا يـا أبي"، بعنوان "النزعة الإنسانية بين لذة الضمير وضمير اللذة".
وتتناول الدراسة الثامنة الشاعر "د. أحمد جويلي" في ديوانه "أشواق تائهـة" ، بعنوان "مرارة الشوق ولهفة الحنين - ثنائية الأمل".
أما الدراسة التاسعة فهي عـن الشـاعر "رضـا فـوزي" في ديوانه "أنشـودة الصمت"، بعنوان "انحناءات الكلم والاقتراب من اللا جدوى".
وأما الدراسة العاشرة فهي عن الشاعر "رحاب عابـدين" في ديوانه "نبـوءة الخريف"، بعنوان "ترانيم فلسفية محافظة".
وأما الدراسة الحادية عشرة فهي عن الشاعرة "هدى عبـد الغني" في ديوانهـا "بعيدًا عن الأحزان"، بعنوان "البوح والعشق والتمـرد- ثلاثيـة الـعـرف عـلى قيثارة الوجدان".
وأمـا الـدراسـة الثانية عشرة فهـي عـن الشـاعر "أحمـد شـاهر" في ديوانه "الأرجوحـة"، بعنـوان "منظومـة الطـهـر وديناميـات الإبـداع - دراسة في خصوصية النص".
وأما الدراسة الثالثة عشرة فهي عـن الشـاعرة "جيهـان بـركـات" في ديوانها "قلبي وإرث الأمتعة"، بعنوان "مسارات البوح واكتلام الحروف بـيـن أصـالة التراكيب وحداثية الرؤى".
وجاءت الدراسة الأخيرة عن الشاعر "كمال علي مهدي" في ديوانه "يا عيون النفط زمي"، بعنوان "جدلية الوجع والخواء والتمزق- حلقات مستقطعة مـن انكسارات الإنسان والمكان".
لكن هذه الدراسة تختلف عن الدراسة الحالية، حيث جعل الدكتور "مختار عطية" -المبدع الشاعر- هو محور الدراسة، أما هذه الدراسة فقد جعلت الظاهرة أو المسار الإبداعي هو المحور الأساسي.
2- الدراسات التي جاءت على النسق الثاني:
وهي الدراسات التي جاءت حول تجربة شاعر سكندري بصورة منفردة، أي تتناول تجربة شاعر من شعراء الإسكندرية فحسب، سواء على مستوى الدراسات الأكاديمية أو أبحاث قصيرة يعرض فيها لرؤية هذا الشاعر بصورة مختصرة، وهذه الدراسات كثيرة، وسوف نقتصر على أشهرها أو الأغلب الأعم منها، وفيما يأتي بيان بتلك الدراسات:
• دراسة "أمل سعد" 2010م، وعنوانها: (شعر عبدالعليم القباني دراسة فنية)، رسالة ماجستير، إشراف الدكتور/ محمد زكريا عناني، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، صدرت في كتاب، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2010م.
هدفت هذه الدراسة إلى استجلاء تجربة الشاعرة الكبير "عبد العليم القباني" الإبداعية، من خلال الموضوع الشعري عند "عبد العليم القباني" أي موضوعات شعر القباني، وكانت مابين القومي والوطني والسياسي والديني والوجدان، كما تناولت الباحثة بناء النص الشعري عند القباني، وتناولت الباحثة الأدوات الفنية عند القباني.
اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، ثم ختمت البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها، وهذه الدراسة من الدراسات القيمة التي تناولت تجربة الأستاذ "القباني" بالتحليل والمناقشة، وتعد إضافة حقيقية للمكتبة العربية، إلا أنها تختلف عن الدراسة الحالية من حيث إنها خاصة بالأستاذ "القباني" فقط، بخلاف هذه الدراسة التي اعتبرت الأستاذ "القباني" جزءًا منها، إذ إنه توجد عديد من الدراسات القصيرة والمقالات حول تجربة الأستاذ "القباني"، ولا مساحة هنا لذكرها جميعًا، فقد اكتفينا بهذه الدراسة، ولعل هذه الدراسة وغيرها قد فصلت في موضوع الدراسات السابقة عن "القباني" وأحصتها بصورة كاملة.
• دراسة "تغريد محمود عبد ربه عبد المجيد" 2014م، وعنوانها: (محمد عبدالمنعم الأنصاري شاعرًا)، رسالة ماجستير، إشراف الدكتور/ حامد عبدالفتاح، والدكتورة/ جملية محمد عماد الدين، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، جامعة الأزهر.
هدفت هذه الدراسة إلى تناول شعر الأنصاري بين الاتجاهات والمضامين، متناولة الاتجاه السياسي والوجداني والاجتماعي والاتجاه الإسلامي، وذلك في أربعة فصول، في الباب الثاني: تناولت تشكيل اللغة والأسلوب عند الأنصاري، في ثلاثة فصول، الفصل الأول: الألفاظ وخصائصها في شعر الأنصاري، والفصل الثاني: تحدثت فيه عن التجربة الشعرية عند الأنصاري، وفي الفصل الثالث: تناولت فيه الصورة الفنية في شعر الأنصاري، وفي الفصل الرابع: تكلمت عن الإيقاع والموسيقى.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي.
وهذه الدراسة التي أسهبت في الحديث عن "الأنصاري"، لا تتناول الشعر السكندري على امتداد تاريخي، وإنما دارت كلها حول "الأنصاري" ونتاجه الشعري وحده، ومن ثم فهي لا تتعرض لشعراء آخرين أو مسارات أخرى.
• دراسة "مصطفى عبد الشافي" 1978م: "على باب الأميرة: دراسة وتحليل"، مجلة القاهرة، العدد (73).
هذه الدراسة تتناول "الأنصاري" بوصفه واحدًا من أعمدة الشعر السكندري.
• دراسة "عزة رشاد" 2008م، وعنوانها: (أنشودة وفاء)، بحث جمعت فيه الباحثة قصائد الشاعر"محمود العتريس" التي لم تنشر وتم إصدارها بعنوان: (نهر بلا ضفاف)، مع دراسة عن الشاعر "محمود العتريس"، صدر عن مطبعة الفتح للطباعة والنشر بالإسكندرية، عام 2008م.
ويرى الباحث أن هناك مجموعة أخرى من الشعراء المبدعين كان لزامًا أن تنضم إلى تلك الدراسة، فقد وردت ضمن مؤلفات حول الإبداع السكندري، وهذه الأبحاث عبارة عن أبحاث قصيرة أو مقالات، ودراسات نقدية كتبها عنهم الأساتذة أمثال: "محمد مصطفي هدارة"، "محمد زكي العشماوي"، "محمد زكريا عناني"، "فوزي عيسى"، "فوزي خضر"، "حلمي القاعود"، "محمد عبد المطلب"، وغيرهم... ولعلنا نستعين بهذه الدراسات في ثنايا هذا البحث.
ويبقى أن نشير إلى أن هذه الدراسات السابقة سواء التي جاءت على النسق الأول أو النسق الثاني، لم تعط الشعر السكندري تمثيًلا حقيقيا في الساحة الأدبية، بوصفه مدرسة أدبية كبيرة لها روادها، وأعمدتها الأدبية الكبيرة التي استطاعت أن تنقش أسماءها في وسط أكابر الأدباء في العالم العربي، منذ الستينيات وحتى الآن، ونحن في هذه الدراسة نحاول التأصيل لهذه المدرسة الأدبية الكبيرة، وإخراجها إلى الساحات العامة؛ حتى يتمكن القارئ من الاطلاع على تلك التجارب الفريدة والمميزة في الإبداع السكندري.