عندما نراهن على إقناع المقتنع.....19


محمد الحنفي
2023 / 5 / 31 - 18:18     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

ما العمل من أجل بناء حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

إن بناء أي حزب، مهما كان، وكيفما كان، يحتاج إلى الاقتناع بالحزب أولا، وبأيديولوجيته ثانيا، وبأسلوبه التنظيمي ثالثا، وبمواقفه السياسية رابعا. وبعد ذلك نفكر في البناء الحزبي، لأنه إذا لم يكن الاقتناع، لا يمكن التفكير في البناء التنظيمي، لانعدام المقتنعين بالحزب، وبأيديولوجيته، وبأسلوبه التنظيمي، وبمواقفه السياسية؛ لأن وجود المقتنعين بالحزب، شرط في التفكير في البناء الحزبي. وإلا، فإن التنظيم الحزبي، يبقى تنظيما فارغا، من مضمونه المتمثل في وجود المناضلين.

وعندما يتعلق الأمر بحزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإنه لا يكفي الاقتناع بالحزب، وبتوفر الإرادة، بل لا بد من الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالانتماء إلى اليسار الاشتراكي العلمي، والاقتناع بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالاقتناع، كذلك، بالتصور التنظيمي، وبالمواقف السياسية، المبنية على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، حتى يطمئن أبناء العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على مصير آبائهم، وأمهاتهم. وللوصول إلى ذلك، نرى ضرورة:

أولا: استيعاب الاشتراكية العلمية، كوسيلة، وهدف، بقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، نظرا لكون المناضل الحزبي، يحتاج إليهما، في حياته الحزبية، وفي علاقة الحزب بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومن أجل التعامل مع الواقع المختلف، للوصول إلى استنتاجات، تعتمد في التقدم، والتطور، وفي العمل على تطوير الأداء الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى جعل المناضلين الحزبيين، يحتلون الصدارة، في النضال الجماهيري، نظرا لتمييز تكوينهم المعرفي، والعلمي، والقدرة على تدبير العمل الجماهيري، في إطار جمعية معينة، وفي إطار هذه النقابة، أو تلك، مما يترك أثرا محمودا، في نفوس أعضاء الجمعية، أو النقابة. وما ذلك، إلا لاستبعاد المنهجية العلمية، التي تحكم الفكر، والممارسة، في نفس الوقت، مما يؤكد، أن استيعاب الاشتراكية العلمية، فكرا، وممارسة، لاكستاب المناعة ضد التحريف، وضد كل ما له علاقة بالاشتراكية العلمية، أو ما يحسب على الاشتراكية العلمية، وليس منها، وهو ما يفرض، أن التسلح بالاشتراكية العلمية، الذي لا يتطور، لا في الفكر، ولا في الممارسة، سيبقى واقفا، عند حدود معينة، لا يتجاوزها، وبالتالي، فإن الفكر الاشتراكي العلمي، بالنسبة إليه، لا يتجدد، ولا يتقدم، ولا يتطور، الأمر الذي يترتب عنه، اعتبار تجربة معينة، مثالا، يمكن الاقتداء به، كما هو الشأن بالنسبة للتجربة اللينينية، والتجربة الماوية، وغيرها من التجارب، التي قامت بدور تاريخي معين، في بلد معين، والتجارب، تبقى مجرد تجارب، لا يمكن الأخذ بها، بقدر ما يمكن الأخذ بالمنهج الاشتراكي العلمي، الذي يعتبر، وحده، صالحا لكل زمان، ولكل مكان، ما دام يتفاعل مع الواقع، ويتطور بتطور الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والمعرفي، والعلمي، والتكنولوجي، والتقنيات الحديثة، التي تفرض التفاعل معه، حتى يستمر المنهج الاشتراكي العلمي، في التطور، وفي القدرة على التعامل مع الواقع، أي واقع، كيفما كان، من أجل الوصول إلى العمل على تطوير ذلك الواقع، وفق شروط تختلف من واقع إلى واقع آخر، نظرا لتعدد الأماكن، وتعدد الأزمنة.

ثانيا: الإحاطة بالتجارب الاشتراكية، التي تؤكد لنا: أن كل تجربة، تختلف جملة، وتفصيلا، عن التجربة الأخرى، انطلاقا من خصوصية كل تجربة على حدة، سواء كانت هذه الخصوصية في الشمال، أو في الجنوب، في الشرق، أو في الغرب، أو في أي جهة أخرى. وهو ما يؤكد: أن الاشتراكية العلمية، واحدة، كما أكد على ذلك الشهيد عمر بنجلون، في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، في المؤتمر الاستثنائي، المنعقد في يناير 1975، وهذا التأكيد، لا يمكن أن يكون إلا علميا؛ لأن الاشتراكية، لا يمكن أن تكون إلا واحدة، ولا يمكن أن تكون إسلامية، أو عربية، أو أسيوية، أو إفريقية، أو غير ذلك، أو كما جاء في تقارير المؤتمر الاندماجي، المشؤومة، "الاشتراكية الأيكولوجية". وهي تسمية، تحمل قوة التحريف، المصحوب بالجهل العميق، بالاشتراكية العلمية، وبقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، كوسائل للتحليل الملموس، للواقع الملموس، أي واقع، في أي مكان، وفي أي زمان، من منطلق: أن الاشتراكية العلمية، لا تهتم إلا بتلك الخصوصية: خصوصية المكان، وخصوصية الزمان، الذي يحكم المكان، في ظل التحليل الملموس، للواقع الملموس. فنفس المكان المحكوم بزمن معين، ليس كنفس المكان المحكوم بزمن آخر. والأمكنة المختلفة، لا يمكن خضوعها لنفس التحليل، في نفس الزمن. لأن خصوصياتها، تختلف، حتى وإن قمنا بنفس التحليل، في نفس الزمن، لأنه لا يمكن الوصول إلى نفس النتائج.

ثالتا: معرفة الواقع معرفة حقيقية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

ولذلك، نجد أن معرفة الواقع، وعلى الأقل: الموضوع، الذي يقتضي العمل من اجل تحقيقه، ومن جميع الجوانب، التي لها علاقة به، حتى يتأتى العمل من أجل تحقيقه، عن معرفة حقيقية، كذلك، بما يجب عمله، من أجل تقدمه، أو تطوره، أو تغييره.

فكيف يجب أن يكون التغيير، على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى السياسي، حتى يؤدي العمل إلى تحقيق الهدف المنشود: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، خاصة، وأن أي تحليل ملموس، لواقع ملموس، يقتضي المعرفة الشاملة، بذلك الواقع، حتى يتأتى الفعل فيه، على جميع المستويات، وبالعمق المطلوب، الذي يستلزم عملية التغيير، كما يتصورها الحزب الذي يبني برنامجه المرحلي، والإستراتيجي، بعد دراسة الواقع، دراسة علمية هادفة، تمكن المناضلين، من تمثل الواقع، تمثلا علميا، حتى يمتلكوا القدرة على التعامل معه، من أجل تقدمه، أو تطوره، أو تطويره، حتى يصير في خدمة تحقيق الأهداف الإستراتيجية، التي يعمل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على تحقيقها، في الأمد القريب، أو المتوسط، أو البعيد.

رابعا: القيام بإعادة التكوين، على المستوى الاشتراكي العلمي، بإعادة دراسة القوانين العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، مع الوقوف على الجوانب التي حصل فيها تطور معين، كقوانين علمية، من خلال تفاعلها مع ما حصل من تطور في العلوم، والآداب، والفلسفة، والتاريخ، وفي علم المناهج، وخاصة في العلوم الطبيعية.

وما حصل من تطور، في التكنولوجيا الدقيقة، حتى يمتلك المناضلون تكوينا دقيقا، متقدما، ومطورا، ومتطورا، في اتجاه العمل من أجل تحقيق الأهداف الكبرى، التي بدونها، لا نستطيع الوصول إلى تحقيقها، كما خطط لها، وكما صنفها، الشهيد عمر بنجلون، الذي وهب عمره للطبقة العاملة، ولباقي الأجراء، ولسائر الكادحين، ومن حق مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن يناضلوا من أجل تحقيق الأهداف، التي حددها الشهيد عمر بنجلون، ومن حق الشهيد عمر بنجلون على مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن يعملوا على تحقيق الأهداف، التي سطرها الشهيد عمر بنجلون، والذي رفع مناضلوا الحركة الاتحادية الأصيلة، شعارا شهيرا، يقولون فيه: "كلنا عمر". ونحن نقول في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي "كلنا عمر"، في نضال حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، من أجل قيامه بتحقيق الأهداف الكبرى، التي سطرها الشهيد عمر بنجلون، في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي، الذي انعقد في يناير سنة 1975، ليتم اغتياله في 18 دجنبر سنة 1975، على يد الظلاميين، وأمام باب بيته، وتحت إشراف تنظيم الظلاميين، وممثل المخزن، اللذين يجهلان في ذلك الوقت:

ما معنى التحرير؟

وما معنى الديمقراطية؟

وما معنى الاشتراكية؟

وهي الأهداف، التي ناضل من أجلها الشهيد عمر بنجلون، وناضل من أجلها الفقيد أحمد بنجلون، ويناضل من أجل تحقيقها مناضلوا حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حتى آخر رمق من حياة كل منهم، حتى تدرك جميع المغربيات، وجميع المغاربة، أهمية التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ومن أجل أن يخرجوا جميعا للنضال ضد الفساد، وضد العبودية وضد الاستبداد وضد الاستغلال، وبقيادة المناضلة الطليعية، حكيمة الشاوي، نائبة الكاتب العام للحزب، الذي انسحب، ليندمج في حزب، لا علاقة له، لا بالاشتراكية العلمية، ولا بالمنهج الاشتراكي العلمي، ولا بالمركزية الديمقراطية، ولا هم يحزنون، هو وزبانيته، التي كانت تحيط به، والذين كانوا يسيرون الحزب بقيادتين:

قيادة معروفة.

وقيادة غير معروفة.

وكلتا القيادتين، تعدان المناضلين إلى الانسحاب من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والاندماج في حزب آخر، ليبقى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لثلة وفية، من المناضلين، والمناضلات، أعضاء وعضوات اللجنة المركزية، والكتابة الوطنية للحزب، الذين يتفقون تنظيميا، وأيديولوجيا، وسياسيا.

خامسا: تفعيل العمل الحزبي، والعمل الجماهيري، في نفس الوقت، في أفق تحريك المجتمع جماهيريا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق نشر الوعي الطبقي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي، ومن أجل الوعي بالذات، وبالطبقة التي ينتمي إليها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويتبين:

ما العمل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، حتى يتنفس العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين الصعداء؟

ومن أجل أن تتفاءل الجماهير الشعبية الكادحة، ويتباهى الشعب المغربي بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عندما يتمكن مناضلوه، ومناضلاته، من استيعاب للاشتراكية العلمية، بقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وعندما تتم إحاطتهم بالتجارب الاشتراكية المختلفة، التي تمكننا من الاستفادة منها، باعتبارها تجارب، لا نستنسخها، بقدر ما نستفيد منها: من إيجابياتها، بما يخدم عملية التغيير، في التجربة المغربية، وعاملين على معرفة الواقع، معرفة دقيقة، تساعد على تفعيل البرامج الجماهيرية، والبرامج الحزبية، وحتى برنامج الحد الأدنى، الذي تفعله الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، إذا انخرط فيها الحزب، أو قادها، ابتداء من الدعوة إليها، بالإضافة إلى القيام بإعادة التكوين، على جميع المستويات، التي يحتاج إليها المناضل الحزبي، وتفعيل العمل الحزبي، والعمل الجماهيري، مما يترتب عنه: العمل المستمر، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية ،كما وضعه الشهيد عمر بنجلون، قبل اغتياله بما يقرب من سنة تقريبا.