دور الشبيبة والطلبة/ تجربة حزب العمل البلجيكي*


رشيد غويلب
2023 / 5 / 29 - 22:11     

بقلم: تشارلي لو بيغ
ترجمة
شكراً لدعوة للمشاركة في المنتدى، وإتاحة هذه الفرصة الفريدة لتبادل الرؤى والأفكار والخبرات.

ان دور الشباب - قضية مهمة وموضوعية، وكانت أيضًا في مركز مناقشات مؤتمرنا الأخير (مؤتمر حزب العمل البلجيكي - المترجم). أود أن أقدم لكم بعض الأفكار حول هذا الموضوع.

1 - دور الشباب - لا تغيير اجتماعي بدون الشباب
يلعب الشباب دورًا مهمًا في جميع الحركات الجماهيرية الكبرى تقريبًا، سواء كان ذلك في ثورات القرن العشرين، ام في المقاومة ضد الفاشية، ام في النضال ضد الاستعمار ام في فرنسا في ايار 1968، وكان هذا صحيحًا طيلة القرن العشرين، ولا يزال صحيحًا اليوم بالنسبة لحركات مثل الربيع العربي أو احتجاجات المناخ العالمية أو في حركة " حياة السود مهمة".

بدون الشباب ليس هناك تغيير اجتماعي.الطبقة العاملة - بسبب موقعها في عملية الإنتاج وتنظيمها وتقاليدها النضالية - هي الطبقة الوحيدة القادرة على قيادة وتنفيذ تغيير اجتماعي حقيقي. لكن الشباب، كمجموعة اجتماعية، لديهم القدرة على إطلاق هذه النضالات وتعزيزها. ان مبادرة الشباب وإبداعهم سلاح قوي. وبهذا المعنى يمكننا أن نقول إن الذين يكلون عن النضال من أجل الشباب، يكلون أيضًا عن النضال من أجل التغيير المجتمعي

2 - شباب اليوم – أربع خصائص
الشباب ليسوا مجموعة متجانسة. مثل المجتمع، فهي مليئة بالتباينات الطبقية الكبيرة. في الوقت نفسه، يعتبر الشباب فئة اجتماعية خاصة تعرف بأعمارها وتتغير وتتطور بسرعة. ولكل جيل رموزه الخاصة، عاداته، لغاته، طرقه في التفاعل، ومرجعياته الثقافية.

يتمتع جيل الشباب اليوم بأربع خصائص أساسية:
1 - تواجه الشبيبة بقوة، أزمة النظام الرأسمالي وأوجهها المختلفة اقتصاديا ومناخيا وعسكريا.

اقتصاديا، تعمق الأزمة الاستغلال. ويشكل الشباب الصف الأول في سوق العمل، الذي يتسم بالبطالة وعقود العمل غير المستقرة والمرونة (بالنسبة لأرباب العمل – المترجم) والتضخم والعمل المؤقت. و في عمر يرغب معظم الشباب فيه في تكوين أسرة، يمكنهم تحمل تكاليف السكن وسبل العيش الشخصي فقط. وفي أحياء الطبقة العاملة، يواجه الشباب عنف الشرطة والعنصرية في سن مبكرة. كما تركت جائحة كورونا بصماتها. واليوم، تؤدي أزمة الطاقة وأزمة الغذاء العالمية إلى تفاقم وضع جميع الشرائح، بما في ذلك الشباب. وتواجه الأجيال الشابة في أوروبا الغربية آفاقا كئيبة، وبالتالي يعيشون حياة أسوأ من حياة آبائهم.

لقد أصبحت أزمة المناخ أكثر وضوحا. ومنذ زمن، عواقبها المأساوية واضحة في بلدان الجنوب، لكنها تتجلى بشكل متزايد هنا في أوروبا ايضا. تتتابع موجات الحر وحالات الجفاف القياسية عامًا بعد عام، ونشهد كوارث طبيعية مثل الفيضانات العظيمة في بلجيكا في صيف عام 2021. ونسير في التعامل مع قضايا المناخ في طريق مسدود، وأسرع مما توقعه العلماء. تؤدي أزمة المناخ العالمية إلى جعل الظروف المعيشية لمليارات من البشر محفوفة بالمخاطر وتثقل كاهل مستقبل الأجيال القادمة. ويستند الوعي المناخي للأجيال الشابة على هذه الحقيقة الموضوعية. وهذا يؤدي إلى تعبئة متنامية.

تضع الأحداث في أوكرانيا شباب أوروبا في مواجهة واقعية مع الحرب. وهي حقيقة يعرفها عمليا الشباب في قارات أخرى. وفي الوقت نفسه، توضح لنا كيف أن المواجهة الأمريكية مع الصين تزيد، بشكل متفاقم، من خطر نشوب حرب عالمية، الأمر الذي يقلق الشباب قبل غيرهم.

كل هذه الأزمات تؤثر على عموم الطبقة العاملة، وعلى الشباب بشكل خاص. على سبيل المثال التدابير التي تم اتخاذها خلال جائحة كورونا. في أحلك لحظات الأزمة، التي اتسمت بفرض القيود والإغلاق، عانى الشباب الكثير: تم إغلاق المدارس، وكذلك المرافق الرياضية وأماكن التجمع والمرافق الثقافية. البشر مخلوقات اجتماعية، والشباب، بحاجة إلى دعم بعضهم البعض وتطوير قدراتهم. ولكن عند اعتماد إجراءات صحية صارمة، كان الشباب أول من تم التضحية به، وآخر من يتم دعمه. لقد تركت الازمة طيلة هذه الأشهر والسنوات ندوبًا طويلة الأمد.

2 - لقد أتقن الشباب وسائل التواصل الحديثة، وسبل تواصلهم بالعالم مختلفة تمامًا. ونتيجة لذلك، أصبحت النضالات عالمية بشكل متزايد.

نشأ جيلنا مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، التي تفتح إمكانيات جديدة غير مسبوقة للتنظيم والتواصل. في عالم تتطور فيه التكنولوجيا بشكل متسارع. تزداد أهمية جيل الشباب أيضًا، لأنه يتعين علينا التعلم منهم أكثر بكثير من ذي قبل.

يؤدي التقدم التكنولوجي أيضًا إلى انتشار عالمي للحركات الاجتماعية، كما تبين ذلك في السنوات الأخيرة، في الإضرابات، الحركات المناخية، او حركة "حياة السود مهمة". لقد تخطى تأثير هذه الحركات ما هو أبعد من الحدود الوطنية.

3 - ما يميز الشباب عدم حسم خياراتهم الحياتية بعد، والكثير منهم لم يبدؤا ( يبدأوا) في تكوين أسرهم، ولا تزال الحياة مفتوحة أمامهم، ولا يتأثرون بالروتين والمعتاد وارث الماضي المعيق. ويجرؤ الشباب على التساؤل عما يبدو غير قابل للتغيير. وهم مصدر مهم للمبادرة والمشاركة والاحتجاج.

4 - يتزايد تنوع الشباب البلجيكي. في المدن الكبيرة، ثلاثة أرباع المواليد اليوم ينحدرون من أصول أجنبية. وهذا يختلف تمامًا عن واقع الأجيال السابقة، مما يجعل الشباب أكثر إحساسا بالتمييز، ورغبة بمكافحة العنصرية.

بعض هذه السمات نموذجية للشباب من كل جيل. وبعضها الآخر ينحصر فقط بشباب القرن الحادي والعشرين. وتُشكل هذه السمات أساس إمكانات للشباب الثورية.

3 – النضال لكسب الشباب
لم تعد الرأسمالية قادرة على تقديم مثل عليا للشباب. في السابق، كانت البرجوازية لا تزال لديها نظرة معينة للعالم. وهي اليوم غير قادرة حتى على طرح رؤية مجتمعية متماسكة. العلم مجزأ في قطاعات منعزلة، والاستجابة للأزمات تتأخر. ويشعر الكثير من الشباب بهذا.

ومخاوف المؤسسات المهيمنة تتزايد بشكل واضح. في عنوان نشر أخيرا في صحيفة فاينانشيال تايمز: "جيل الألفية يقطع مع القاعدة القديمة ويتوقف، مع تقدم العمر عن التوجه نحو اليمين" (30 كانون الأول 2022). وتبين دراسة بالاعتماد على معطيات عن المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن جيل الألفية، الجيل الذي أصبح مسيسًا في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008، يميل إلى اليسار، واقتصاديا يميل الى إعادة التوزيع من الأغنياء إلى الفقراء. وتظهر الدراسات أيضًا أنه على الرغم من الدعاية اليومية، فإن النظام الاقتصادي الرأسمالي أصبح أقل جاذبية للشباب، بينما أصبحت كلمة "اشتراكية"، حتى في الولايات المتحدة، شائعة (مرة أخرى).

على اساس هذه الخلفية، تسارع القوى البرجوازية النضال لكسب الشباب. إنهم ينشرون رؤيتهم للعالم ونماذجهم التجارية القائمة على الفردية والاستهلاك والمنافسة والأنانية. ويفرضون اختيارًا اجتماعيًا هائلاً على المستوى التعليمي، يؤدي عمليا الى ضياع الكثير من المواهب. هدفهم هو كسب أكبر عدد ممكن من الشباب وغرس الاستلام والإحباط والشعور بالعجز الجماعي في نفوس الجميع. لأن المشاكل الاجتماعية التي تسببها الرأسمالية تؤدي إلى مزيد من التشاؤم بين الشباب، الذين يفقدون الثقة في إمكانية مستقبل أفضل.

ويقابل هذا في أوقات الأزمات دوما، صعود قوى اليمين السياسي والديني، التي تسعى إلى استمالة الشباب أيضا، والرد على التشاؤم وغياب الهوية الجماعية، بتقديم هوية قائمة على العنصرية والقومية. والعنف، ورفض التنوع، رؤية مجتمعية تحجب التناقضات الطبقية.

إذا لم نقدم بديلاً اجتماعياً، فسيختار الشباب الفردية أو العدمية أو اليمين المتطرف. ان التحدي الذي يواجه القوى التقدمية هو خوض هذه المعركة والانتصار فيها. وهذه فرصة تتيح الانفتاح، فهناك عدد هائل من الشباب يبحثون حاليًا عن رؤية تحررية للعالم. نظرة أممية يتم فيها ضمان الحقوق والخدمات الجماعية بحيث يمكن للجميع أن يجدوا ذواتهم، ويطوروا مواهبهم. رؤية تعارض أي شكل من أشكال التمييز سواء كان ذلك على أساس العرق ام الجنس ام لتوجه الجنسي ام أي سبب آخر. رؤية مبنية على "نحن" الجماعية، و "نحن" الموحدة، و "نحن" صانعو الرفاه، و "نحن" الطبقة العاملة.

الأزمة الاقتصادية. أزمة المناخ. الحروب الامبريالية. هذه كلها نتائج للنظام الرأسمالي، وفي إطار هذا النظام لا توجد حلول دائمة لهذه المشاكل. يعتمد الأمر على قدرتنا في كسب الشباب، وترسيخ هذا الوعي. وكيف نجعل قضية المناخ قضية طبقية وشرح كيفية ارتباطها بالنظام الاقتصادي الحالي. لقد أظهر استطلاع أجريناه بين الشباب في بلجيكا أن المناخ هو الشغل الشاغل لهم، إلى جانب قضية العنصرية، وأنهم يعتقدون أن الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى هي المسؤولة الرئيسة. إنهم منفتحون على تحليل مناهض للرأسمالية. إن مهمتنا هي استخدام هذه الإمكانات وأن نقدم للشباب منظورًا تحرريًا، ومحررا.

والشرط الأول لذلك هو الوعي. في مؤتمرنا الأخير أشرنا إلى نقص في الوحدة حول هذه المسائل واستيعابها. نريد تحسين ذلك في السنوات المقبلة.

في عالم متغير، نحتاج كحزب طاقة الشباب والتزامهم وتصميمهم ورشاقة تعاملهم مع التقنيات الجديدة.

يحتاج حزبنا الشباب، والشباب بحاجة إلى حزب يمكنه توجيه وتعميق رغبتهم في التغيير، وتغذية طاقتهم، وربطهم بحركة التحرر الأوسع للطبقة العاملة.

4 – ضرورة التجديد / لنصبح حزب الشباب
اثبتت التجربة أن الشباب يجذب الشباب الآخرين، فنحن بحاجة إلى حزب شاب، للوصول إلى الشباب. في مؤتمر الحزب الأخير، ناقشنا بالتحديد الآليات التي تبطئ عملية التجديد واتخذنا سلسلة من التدابير:

كوتا للشباب دون سن الثلاثين، لا تقل عن 10 في المائة في مجلس الحزب الوطني ومجالس المحافظات التابعة للحزب، تشكيل لجنة للشباب في المجلس الوطني للحزب، تحميل الشباب مسؤولية اتخاذ القرار، ودعم وجود متحدثين شباب للحزب، تجديد نظام اتصالاتنا وتواصلنا، تجديد شباب المنظمات القاعدية، وتشكيل تنظيمات قاعدية مؤقتة للرفاق الشباب، والاستثمار في دعم منظماتنا الشبابية الثلاثة منظمة الاشبال (للأطفال)، ومنظمة روت فوكس (الثعلب الأحمر) للتلاميذ، منظمة كوماك (للطلاب). ومختصر الاسم يعكس طبيعة المنظمة: التغيير، التفاؤل، ماركسي، نشط، مبدع – المترجم).

5 - منظمة التلاميذ (الثعلب الأحمر) / تحدي بناء حركة شبابية واسعة
بخصوص النقطة الأخيرة: تلعب المنظمات الشبابية دورًا رئيسيًا في تعبئة الشباب وتنظيمهم.

منذ عام 2015 أنشأنا الأساس لإطلاق حركة واسعة بين التلاميذ، نظرًا لعدم وجود حركة شبابية حقيقية تعبئ التلاميذ منذ أواخر التسعينيات: منظمة التلاميذ الثعلب الأحمر. أود أن أشرح، بمزيد من التفصيل، هذا المثال، لإظهار أي إمكانات يمتلكها الشباب.

لماذا المنظمة مهمة كحركة تلاميذ؟

يشكل التلاميذ النسبة الأكبر من الشباب بما في ذلك شباب الطبقة العاملة. لقد حدد الطلبة خيارهم الاجتماعي بوضوح، على عكس التلاميذ، وخصوصا بينهم نسبة كبيرة من أطفال الطبقة العاملة.

إن النظرة الرأسمالية للعالم تُفرض على الشباب منذ سن مبكرة، لذلك من المهم تقديم بديل لهم في سن مبكرة أيضًا. خاصة وأنك تعلمت معارفك عندما كنت شابًا.

تعمل منظمة "الثعلب الأحمر" على توعية وتعبئة وتنظيم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و21 عامًا والذين لم يدخلوا الجامعة بعد. وللمنظمة الجماهيرية هياكلها الخاصة، ومبادئها التنظيمية الخاصة، وديناميتها وحملاتها الخاصة. والمنظمة مرتبطة بالحزب، لكن أعضاءها، أعضاء في المنظمة الشبابية فقط، وليسو أعضاء في الحزب، وتركز المنظمة على النشاط والتأهيل.

لقد تم بناء المنظمة من خلال النشاطات والمبادرات الملموسة في المدارس ومناطق السكن، وكذلك عبر شبكة الانترنيت:

"دايفر ستي" (غواص المدينة) هو مهرجان يتم تنظيمه كل عام من قبل الشباب ومن أجلهم في حي شعبي في واحدة من مدن البلاد الكبيرة. كان المهرجان من المبادرات التي أدت إلى تأسيس المنظمة في عام 2015. ومنذ ذلك الحين يقام كل عام خلال شهر ايار كمبادرة ذاتية التنظيم للشباب، ولنشر التنوع ومناهضة العنصرية بطريقة إيجابية بواسطة أشكال التعبير الثقافي.. في عام 2022، شارك في المهرجان قرابة 6 آلاف شابة وشاب.

كانت التعبئة التاريخية للطلاب من اجل حماية المناخ في عام 2019 أيضًا لحظة مهمة في تطور حركة الشباب. منذ كانون الثاني 2019، قام آلاف الشباب في بلجيكا بأعمال استمرت لمدة أسبوع وأضربوا من أجل المناخ. وفي ذروة الحركة، في 24 كانون الثاني 2019، تظاهر 35 ألف تلميذ في شوارع بروكسل. أخذ العديد من أعضاء المنظمة مبادرة النضال بأيديهم في مدارسهم وفي مدنهم. لقد شكلوا لجانًا وأعلنوا عن أنفسهم ونظموا دورات تدريبية وإضرابات. لقد جمعوا آلاف التواقيع من اجل نقل عام مجاني. واثمرت مدرسة النضال هذه جيلًا كاملاً من النشطاء الشباب في بلجيكا، وتمثل نقلة نوعية في تاريخ المنظمة التي لا تزال حديثة التأسيس.

عندما عانى الكثير من الشباب، أثناء أزمة كورونا، من الإقامة الجبرية والعزلة في المنازل، أطلقت المنظمة مبادرة "الشباب والتضامن"، واستطاعت جذب مئات الشباب للقيام بأعمال تضامنية ملموسة. ساعد الشباب في دور رعاية المسنين أو المرافق الطبية، ووزعوا وجبات الطعام على المشردين والمهاجرين أو جمعوا أجهزة الكمبيوتر المحمولة للشباب المحتاجين.

ونُظمت أنشطة وحملات أخرى، على سبيل المثال، للتضامن مع الشعب فلسطيني بعد هجوم إسرائيلي في أيار 2021، ومن أجل حقوق الطلبة ضد التميز في اللوائح المدرسية.

تم إطلاق حملة كبيرة العام في 21 اذار 2022، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنصرية. والهدف هو خلق حركة شبابية واسعة خلال بضع سنوات، بواسطة الإضرابات والفعاليات في عدة مئات من المدارس في جميع أنحاء البلاد، لإطلاق حركة واسعة ضد العنصرية بين الشباب، تضع اليمين المتطرف في موقف الدفاع. ويمكن لهذا النوع من الحملات جذب نشطاء جدد. ويمكن أن يكتسب الشباب تجاربهم الأولى في النشاط والنضال السياسي والتعبئة والتنظيم وما إلى ذلك.

من بين مبادرات أخرى، طورت المنظمة „حزمة النشاط"، وأصدرت لهذا الغرض كتيبا يتعمق أكثر في مختلف الموضوعات ويقربها الى الشباب (بواسطة رسوم كاريكاتيرية ومراجع ثقافية وفرص للتفاعل المتبادل) ويقدم نماذج وأمثلة، يمكن القيام بها، لما يحدث في مدارسهم أو في مرحلتهم الصفية، تدفعهم للنشاط، الى جانب الخطة التنظيمية لتفعيل وتوجيه الأعضاء. لقد حفزت حزمة النشاط هذه بالفعل العديد من الشباب على استضافة أنشطة في أكثر من 100 مدرسة في جميع أنحاء البلاد بمشاركة الآلاف، نظمت من قبل أعضاء المنظمة والصلات الجديدة. لقد تم إرسال حزمة النشاط إلى قرابة 3500 زميل، بينهم 500 من الاصدقاء. لقد قام الشباب بتنظيم الأنشطة بأنفسهم، وكانت المرة الأولى بالنسبة لمعظمهم. في بعض الأحيان كانت أعمال رمزية صغيرة، وفي أحيان أخرى تضمنت اعتصامات وأعمال جماعية. وفي إحدى المدارس، ألقى تلميذ محاضرة عن العنصرية. والحملة هي تجربة رائدة في التنظيم والوعي. ونموذج نريد التوسع فيه أكثر في الأشهر والسنوات المقبلة.

تنشط المنظمة على الإنترنت أيضًا: ويتم التواصل عبر الإنترنت، وكذلك استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. يتمتع الإنترنت بإمكانيات هائلة للوصول إلى الشباب والتفاعل معهم وتنظيمهم وتنشيطهم. لذلك أنشأنا متجرًا عبر الإنترنت حيث يمكن للشباب طلب رموز وملصقات مجانية للحملات والمواضيع التي تحركهم. وحتى الآن، طلب أكثر من 20 ألف شاب ملصقات ومواد ضد العنصرية والتمييز على أساس الجنس ، او للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أي ما مجموعه أكثر من 1.5 مليون ملصق. تم توزيع هذه الملصقات من قبل أعضائنا، ولكن أيضًا من قبل العديد من الشباب غير الأعضاء، وهي موجودة الآن في جميع أنحاء البلاد. وتتم الحملات والفعاليات المرتبطة بها في الفضاء الحقيقي والرقمي، مما يعني أنه يمكن إقناع الناس بهذه المواضيع بسهولة وبطريقة مستهدفة. مثلما وصلنا إلى الشباب الذين اشتركوا في حملة مواجهة العنصرية، فإننا نصل إلى المزيد من الشباب الذين يمكننا أن نقدم لهم العضوية وفرصة للانخراط في النشاط العام.

توصل المنظمة الصور ومقاطع الفيديو عبر الشبكات الاجتماعية مثل انستغرام وتك توك إلى آلاف الشباب. وتمت مشاهدة بعض مقاطع الفيديو المنتجة من قبل أعضاء المنظمة ملايين المرات. وبعد دعوتنا عبر تك توك لاقتناء رموز ظهرت في مقاطع فيديو قصيرة ضد العنصرية، تلقينا أكثر من ألف طلب في عطلة نهاية أسبوع واحدة فقط. لقد كتبنا إلى كل من طلب الملصقات، وعدد كبير من هؤلاء الشباب أصبحوا الآن أعضاء في منظمتنا. وبالتالي، فإن النشاط عبر الإنترنت يسير جانب التعبئة والمشاركة المباشرة. توفر الرقمنة فرصًا هائلة للوصول إلى الشباب والتي يجب ان لا تُترك لليمين المتطرف.

طورت المنظمة بالتعاون مع الشباب هويتها البصرية الخاصة بها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُستخدم أيضًا المواد العينية مثل الملصقات أو النشرات. نقوم أيضًا بتطوير الترويج بواسطة هذه الهوية البصرية. تظهر النتائج الأولى الإمكانات الكبيرة للتسويق التدريجي: هناك طلب قوي على السترات والقمصان والقبعات ذات الشعارات التقدمية المصحوبة بغمزة عين؛ كانت الأقنعة شائعة جدًا خلال أزمة كورونا أيضًا.

يريد الشباب اليساري التعبير عن هويته وأفكاره بصريًا أيضًا. إن نشر رموزه ورسائله التقدمية هو شكل من أشكال النشاط. يبحث الشباب عن طرق للتعبير عن هويتهم وقيمهم. ملابسهم تعكس موقف. ولهذا من المهم جدًا أن تتوفر لهم هذه الامكانية.

وللمنظمة أنشطة ثابتة، ولا سيما المخيم الصيفي ودورات التقوية المدرسية. يقام المخيم لمدة أسبوع في الصيف. يلتقي قرابة 200 شاب من جميع أنحاء البلاد، معظمهم من أعضاء الحركة الشبابية، للتعرف على بعضهم البعض وإجراء اتصالات أو للمشاركة في برامج تدريبية أو لتخطيط حملات وانشطة.

دورات التقوية هي مبادرة تعليمية قبيل الامتحانات المدرسية. بالتعاون مع فروع المنظمة، تنظم فضاءات جماعية حيث يمكن للشباب التعلم وتلقي دروس خصوصية من مختصين متطوعين. كل هذا مجاني ومنخفض التكلفة. إنها مبادرة مع عرض ملموس للمساعدة التي تولد التضامن وفي نفس الوقت تنظم شبكة داعمة من المختصين حول المنظمة، تتكون بشكل أساسي من أعضاء الحزب.

رؤية ومبادئ منظمة الثعلب الأحمر
كل هذه النقاط تعطي انطباعًا عن التجارب التي نمر بها مع حركتنا الشبابية منظمة الذئب الاحمر. وتبين الأفكار الأساسية التي تقف وراء المنظمة:

الثعلب الاحمر هي حركة شبابية تتعامل مع الشباب بصفتهم شبابًا بكل تنوع المواضيع التي تثير اهتمامهم. لا نريد اختزال الشباب بصفتهم كتلاميذ، إنهم تلاميذ، ورياضيون، ولاعبون، وعشاق، وحرفيون، ومتزلجون، وناشطو تك توك، وموسيقيون، ورواد حفلات، وباحثون عن المتعة، وأصدقاء، ومتطوعون، أو حتى معلمون، إنهم ببساطة شبيبة فقط.

نريد تعزيز كل الخصائص، كل إمكاناتهم، كل مواهبهم، نشاطهم واهتماماتهم.

لكي يتمكن الشباب من دعم هذه الحركة بأنفسهم، يجب علينا أيضًا بلورة توجههم السياسي وفقًا لذلك: سواء من حيث المحتوى (معرفة ما يحرك الشباب، وما الذي يثير اهتمامهم) وبشكل رسمي (تأشير طرق إبداعية متنوعة للحصول على المعلومات وكيفية التعامل الملموس). يهتم الشباب بالعديد من الموضوعات، ويطرحون أسئلة كثيرة ويريدون القيام بالعديد من الأشياء المختلفة. يجب أن تستجيب حركتنا الشبابية لهذه الاحتياجات من خلال طرح مواضيع مختلفة (العنصرية، عدم المساواة، المناخ، التمييز على أساس الجنس، الإمبريالية) وأنواع الحملات. الشباب متنوعون ومهتمون بمختلف المشاكل الاجتماعية. يجب أن تعكس حركتنا الشبابية هذا التنوع. إن جعل السياسة مناسبة للشباب أمر بالغ الأهمية حتى يتمكن الشباب من النهوض بحركة الشباب بأنفسهم، وتعبئة الشباب الآخرين، وبالتالي يمكن للحركة أن تنمو.

للشباب احتياجات ثقافية ورياضية وعاطفية واجتماعية يجب أن نأخذها في الحسبان ونكملها. ويمكن التعبير عن السياسة أيضًا من خلال الثقافة أو الموسيقى أو المسرح أو الفيديو أو الرياضة. وعلى الرغم من المنظمة حركة شبابية، إلا أنها أيضًا مكان للقاء الشباب والاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ.

نقوم بتطوير الحملات والمشاريع والنشاطات التي توقد الرغبة في العمل الجماعي الديناميكي من أجل التغيير. يتضمن ذلك المواد "الجاهزة للاستخدام" للمنظمات المحلية مع النشاطات المحتملة وفرص التأهيل، وخطة سنوية مع حملة واحدة أو أكثر توفر إطارًا سياسيًا وتنظيميًا لفترة زمنية محددة.

دور وسائل التواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن هنا توعية الشباب وتنظيمهم وتعبئتهم. ان أشكال النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي تكمل الحركات الاجتماعية في الشوارع.

ديناميات المجموعة ضرورية للشباب؛ الشعور بالانتماء إلى مجموعة، والقبول بك كما انت، وتكوين معارف وصداقات جديدة. لهذا السبب تولي المنظمة اهتمامًا خاصًا بأجواء وديناميكيات المجموعة، والتعرف على الألعاب الأخرى واستغلال الوقت لمعرفة المزيد عن أعضائنا. ويسعى المسؤولون إلى خلق مساحة حيث يمكن للجميع الحصول على مكان والتعبير عن أنفسهم والمشاركة في المشاريع المشتركة.

نحن نقوم بتعليم سياسي مفصل حسب الحاجة. نختار منهجًا تربوي للشباب يشجعهم على التعلم والاكتشاف. نقدم لهم التدريب على القضايا التي تهمهم ونعلمهم الأساسيات الماركسية. وتستخدم المنظمة نتائج علم التربية الماركسي لتثقيف الشباب سياسيًا حول جميع الموضوعات التي تمسهم وتحركهم.

بالنسبة للمنظمة، يعد التركيز على القيم المشتركة أمرًا مهمًا: قيم التضامن، واحترام الآخرين، والشعور بالمجتمع، والثقة بالنفس، والمساواة، والأممية، والشعور بالمسؤولية أو احترام العمل. ان الشباب في مرحلة التطوير ويبحثون عن هويتهم ورؤيتهم للعالم. وستظل القيم التي نعلمهم اياها ترافقهم مدى الحياة. في كل اتصال مع الشباب، نشجع بنشاط هذه القيم، لا سيما في نشاطنا العملي.

ان الثعلب الاحمر هي منظمة من الشباب ولأجلهم بمستويات داخلية مختلفة: هناك أعضاء ومشرفون وقادة فريق. المشرفون هم من الشباب الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أكثر ملتزمون ويتحملون المسؤولية، ويلعبون دورًا مهمًا. والهدف هو منح الثقة للشباب وتحميلهم المسؤولية. وأعضاء الفريق هم من الشباب الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا ويتولون قيادة المجموعة المحلية والمراكز القيادية على المستوى الوطني.

يتم إيلاء اهتمام خاص لشباب الطبقة العاملة. والمنظمة تتوجه الى الشباب من خلفيات مختلفة ومن فئات اجتماعية مختلفة. التحدي الخاص هو التحرك على شباب الطبقة العاملة. علينا أن نخاطب تلاميذ المدارس الثانوية العامة وتلاميذ المدارس الفنية والمهنية. في هذا الشباب تكمن ثروة ومعرفة ودراية نريد أن نكتسبها. في النظام المدرسي، غالبًا ما يتم إبعاد هؤلاء الشباب إلى المجالات التقنية والمهنية. ويتم التقليل من قيمتهم وتحجيمهم. ويقال لهم إنهم غير مهمين، لكن هؤلاء الشباب هم من بين أبطال الطبقة العاملة في العالم. إنهم عمال الغد، الذين يحافظون على استمرار المجتمع والذين ينتجون الثروات. أنهم في مركز المعرفة التكنولوجية والإنتاج. ولبناء مجتمع الغد، بناء الاشتراكية، سنحتاج إلى هؤلاء الشباب ومهاراتهم.

الخلاصة: الشبيبة هي المستقبل
آمل أنه من خلال هذه الأفكار والامثلة الملموسة، تمكنت من إعطاء انطباع عن دورنا في بلجيكا، والطريق الذي سلكناه والتحديات التي لا تزال تنتظرنا.

*- مساهمة لتشارلي لو بيغ قدمت في منتدى الشباب للمؤتمر الدولي للتوازن العالمي، هافانا، 25 يناير 2023