فجيج: حياة بطعم الحياة..

يعيش أهل مدينة أو منطقة فكيك ظروفا قاسية، طبيعية وغير طبيعية. العديد من مناطق المغرب تعيش قساوة الطبيعة والتهميش الممنهج والاستغلال أيضا. لكن بالنسبة لفكيك تعرف ذلك وحصارا مستمرا من طرف النظام مؤطرا بخلفية الانتقام من الساكنة التي انخرط أبناؤها في أحداث مارس 1973.
استمعنا في إطار القافلة المنظمة الى فكيك يومي 26 و27 ماي 2023 لشهادات مؤثرة لأفراد من عائلات الشهداء (نساء ورجالا، صغارا وكبارا)، وزرنا منازل بعض الشهداء..
كانت لحظات حزينة تسائلنا جميعا وبصمت يمزق الأحشاء بشأن كشف الحقيقة كاملة وفضح المتورطين في جرائم لا تقبل التقادم، وبالتالي رد الاعتبار لتضحيات أريد لها أن تصير من الماضي.. فحتى تحاليل الحمض النووي ADN لرفات الشهداء لم تتم أو لم تسلم نتائجها للعائلات..
فعن أي "عدالة انتقالية" تحدث أو يتحدث المتحدثون المخصيون؟!!
كفى من تصديق أكذوبة "هيئة الإنصاف والمصالحة"..!!
كانت لحظات حارقة وضعتنا أمام حقيقتنا العارية، خاصة ومصادرة العديد من ممتلكات الساكنة ومصادر عيشها، سواء كانت معنية بالأحداث أم لا..
رأينا المعاناة والجراح المفتوحة، رأينا الظلم الذي خيم على المنطقة؛ لكن رغم ذلك رأينا الفرح المتدفق وملامح الأمل في مستقبل آخر، مستقبل سعيد..
استقبلتنا الساكنة بالأحضان وفتحت لنا أبواب بيوتها. فرغم عددنا الكبير وجدنا أمامنا الإقامة المريحة والتغذية الغنية المستمدة من عادات أهل المنطقة..
قمنا بجولات بشوارع المدينة والتحايا تعانقنا من طرف الصغار والكبار ومن طرف النساء والرجال..
تابعت فقرات برنامج القافلة (ندوات وشهادات ووقفات...) نساء ورجال بأعداد كبيرة ومن البداية حتى النهاية وبدون ملل رغم كثافة مواد البرنامج..
شوارع المدينة آمنة ومفتوحة ليلا ونهارا أمام الجميع وكأنها بيوت الجميع..
بفكيك، الحياة بطعم الحياة، رغم المحنة والحصار..