موازنة الدولة العراقية.. جاءت بفقدان موازين العدالة


علي عرمش شوكت
2023 / 5 / 26 - 18:42     

اعدت الموازنة ولم تتعدى طبع التشكيلة الحكومية، وارسلت الى البرلمان عبارة عن هيكل لا يوصف في احسن الاحوال الا ببقايا عصف خلفه الدهر الاغبر. مليئة بالتلابيب المسحوبة عنوة الى غير محلها.. تخيلوا هذا الحاصل قد جاء من قوى كانت قادت البلد عشرين عاماً، ومازالت تتمتع بفقدان موازين العدالة والقدرة السياسية بلا حدود. وهذا ما تجلى بتفجر قواعد والغام المحاصصة في برلمان الاوساط ذاتها. الامر الذي كشف عن ارادة عصبة بعيدة عن القوانين وحتى عن الاعراف التي تصون حقوق الشعب والوطن.
لقد اطال الجهل الاقتصادي والسياسي عمر اقرار هذه المخلوقة المسماة بـ " الموازنة " وربما اثناء كتابتنا لهذا المقال تتشنف أذاننا بسماع ولادة المولودة الهجينة المتلاعب بتكوينها.طبعاً ليس بتدخل علمي كما هوالحال في سماء الطب انما من رحم برلمان ( الهرج والمرج ).. وعليه ان هذه الولادة ستطلق العنان الى الفساد المتربص لحلول اوان تدفق الاموال الى وزارات المحاصصة و" المكاتب الاقتصادية " التي قد حضّرت السيناريوهات بغية تمهيد اوجه الصرف والتصريف والتصرف، الذي يغذي ارصدتهم الشخصية المهربة عبر الحدود والبذخ للدعاية الانتخابية بدون ضوابط قانونية.
من نظرية الاحتمالات نركن الى احتمال ان يعارضنا البعض المستفيد من الحكومة، ويشير الى قساوة معينة قد احتواها هذا المقال بحق هذه التشكيلة الوزارية. غير اننا نقول له ان البعض الاخر ينتقدنا بصورة عكسية ايضاً، ويحسب ما قلناه عن الحكومة هو عبار عن حرق الابخرة لطرد الشياطين الكامنة فيها . مع اننا نؤكد دوماً بان عراق اليوم يخلو من دولة ولا توجد فيه حكومة شرعية، لكونها قد تلملمت على اثر تنازل التيار الصدري الفائز وتقديمه امكانية الحكم على طبق من" الماس " للخاسرين.
ومن هنا تنطلق دعوتنا لخوض الانتخابات التي بمثابة صوت الاسعاف لاخلاء الطريق لغاية وصول المصاب الى غرفة العناية الفائقة في اقل تقدير. ومريضنا عراق اليوم هو اكثر من عليل. اذ انه يحمل فايروس نووي انشطاري حاد اذا ما تفجر. فحينها لا يمكن ان ينجو منه احد.. سوف لن تبح اصواتنا طالما مازلنا ننادي وننشر علامات هادية على الطريق القويم الوحيد المؤدي الى عملية التغييرالشامل. لان الانتخابات قد منحها هذا الزمان ألامكأنية آلمحتملة على الاتيان بحكم المواطنة والدولة المدنية الموسومة بدولة العدالة . هذا ياتي فقط بالاندفاع الملتزم للاطاحة بدولة الفساد.