إبراهيم وهاجر لم يذهبا لمكة مطلقا


مصطفى راشد
2023 / 5 / 24 - 18:50     

ابراهيم وهاجر لم يذهبا إلى مكة مطلقا
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
كل كتب التاريخ الإسلامى والمسيحى واليهودى ذكرت أن النبى ابراهيم تزوج هاجر المصرية فى مدين الوادى المقدس طوى بطور سيناء بمصر وانجبا فى نفس المكان ابنهم إسماعيل مم تسبب فى غيرة زوجة إبراهيم الأولى سارة التى تقيم فى فلسطين فقالت لإبراهيم يا أنا ياهاجر فقرر إبراهيم أن يعود لزوجته سارة ويترك هاجر وأبنهم إسماعيل على أن يعود لزيارتهم كلما أمكنه ذلك وعاد إبراهيم إلى سارة بفلسطين ، وكان من الطبيعى أن يترك هاجر وطفلها فى الوادى المقدس طوى مكان أهل هاجر لرعايتهم وحمايتهم وليس بمكة لأن الوادى المقدس طوى أقرب لفلسطين بكثير عن مكة لكننا فوجئنا بقصة وسيناريو صنعه بعض الفقهاء وهى أن الله أمر إبراهيم دون وجود نص صريح صحيح بذلك أن يأخذ هاجر وطفلهم إسماعيل ويذهبوا لمكة بمسيرة شهر بطريق ملىء بالخطورة والوحوش ويتركهم هناك بمنطقة صحراوية بلا ماء وهو فعل خالى من الرحمة لا أعرف كيف جرؤوا هؤلاء الفقهاء على نسبته لله تعالى، وأن يأخذ زوجته وطفله لمكة هذه المسافة الطويلة المليئة بالأخطار والوحوش فهو أمر غير منطقى كما أن القرآن حسم المسألة وحدد أن إبراهيم تركهم فى الوادى المقدس طوى حيث قالت الآية ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) وكلمة واد بالآية لم تذكر بالقرآن إلا على الوادى المقدس طوى فمكة لم يقل عنها القرآن واد أبدا
كما أن الوادى المقدس طوى به البيت المحرم أى البيت المعمور كما قال القرآن فى سورة الطور بقوله ( وَٱلطُّورِ (1) وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ (2) فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ (3) وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ (4)فالآيات تقول أن سيدنا موسى استلم كتابه فى الوادى المقدس طوى فى رق أى الواح فى البيت المعمور لأن الآيات معطوف على معطوف على معطوف كما أن إبراهيم رفع قواعد البيت المعمور بالوادى المقدس، والطور هو نفسه الوادى المقدس أو مدين أو جبل التجلى، كما أنه بالمنطق لو كان إبراهيم قدس الكعبة وذهب لها لفعل مثله اليهود والمسيحيون وقدسوا الكعبةقبل المسلمين كما قدسوا الوادى المقدس طوى وحجوا بها لكنهم لم يفعلوا ذلك ابدا مع مكة، ثم أن الكعبة بنيت قبل نزول الإسلام بخمس سنوات أى وقت أن كانت مكة وثنية وجاهلية كما يقول الجهلاء يعنى بناها الوثنين فلمن يحج ويعتمر المسلمين بمكة، وبئر زمزم موجود فى الوادى المقدس طوى ، لكن بئر مكة أسمه بئر جرهم نسبة لعائلة جرهم التى حفرت البئر ،وايضا موجود بالوادى المقدس طوى الصفا والمروة وجبل عرفات لأن جبل موسى قبل أن يقف عليه موسى كان اسمه حوريب الرب عرفات كما أن سيدنا النبى ص حج بالوادى المقدس فى بداية بعثته يوم الإسراء وترك عهدة نبوية ممهورة بكف يده شاهدتها أنا بعينى فى متحف دير سانت كاترين الموجود بالوادى المقدس والتى تتكلم عن حماية الدير والرهبان والحجاج لحمايتهم من العربان المسلمين اللذين كانوا يغيرون على الدير قتل وسرقة ،فشكى الرهبان لسيدنا النبى ص أثناء حجه فكتبلهم هذه العهدة، كما أن القرآن قالها صراحة حين أراد النبى شعيب مكافئة موسى على شهامته مع بنتيه حيث ملأ موسى لهم من بئر زمزم ليحميهم من الزحام فقالت الآية ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحدَى ابنَتَيَّ هَاتَينِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ)؛ [القصص: 27 ] فقال ثمانى حجج ولم يقل ثمانى أعوام لأن الوادى المقدس طوى كان مكان الحج تحسب فيه الأعوام بالحجة ثم نقل الحج منذ حوالى الف عام لمكة بسبب قيام خلافة بمكة على يد عبد الله بن الزبير ضد خلافة الشام التى كانت تسيطر على الحج بالوادى المقدس طوى ووقتها قام خليفة المسلمين بالشام بضرب الكعبة وحرقها وهدمها خشية أن يتحول إليها الحج لكن مسلمى مكة كانوا الأكبر والأكثر تأثيرا وسلطة من المصرين المسلمين وقتها .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة والقانون ت وواتساب 61478905087+