عندما نراهن على إقناع المقتنع.....16


محمد الحنفي
2023 / 5 / 21 - 12:56     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

ما العمل من أجل جعل الرهان غير وارد؟

ومن التصدي للتحريف، وللتحريفيين، نجد أن العمل على إقامة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يقتضي من المناضلين الشرفاء، العمل على:

1 ـ أن يصير جميع مناضلي الحزب، مقتنعين بالاشتراكية العلمية، ومتسلحين بقوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في تطورهما، مع الاجتهاد في توظيف المادية الجدلية، والمادية التاريخية، توظيفا منهجيا، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من منطلق: أن التوظيف السليم، يقودنا إلى الوصول إلى استنتاجات علمية دقيقة، متقدمة، ومتطورة، ومفعلة للحزب، وللإطارات المختلفة، على المستوى الوطني، ومستقطبة للشرفاء، من أجل الانتظام في الحزب، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يصير الحزب محتضنا لهم، ومحتضنا منهم. ويصيرون محتضنين للحزب، إلى درجة أنهم يصيرون هم الحزب، ويصير الحزب هم، من أجل أن يعملوا، وبإخلاص، على تفعيل الحزب، قولا، وعملا، وعلى إنضاج شروط تطوره، وعلى جميع المستويات، ويعملون على تطويره، بما فيه الكفاية، حتى يصير الحزب قويا بهم، ويصيرون أقوياء بالحزب، أملا في السعي إلى تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

2 ـ أن يصيروا، منذ صار الحزب، حزبا للطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مقتنعين بأيديولوجية الطبقة العاملة، والعمل على تفعيلها، وإنضاج شروط تطورها، والعمل على تطويرها، حتى تصير مستجيبة للتطور، الذي يعرفه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومستوعبة لمختلف المستجدات، في حياة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والمعرفي، والعلمي، والتكنولوجي، وغير ذلك، من أجل أن تصير الأيديولوجية، التي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة، صالحة، في كل عصر، وحين، ومن أن يخترق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المجال السياسي، ومن بابه الواسع، في أفق قيادة النضالات الجماهيرية، التي تتصدرها، نضالات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

3 ـ أن لا يكون التنسيق إلا مع التنظيمات، التي تتقاطع مع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، وبالعمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وتبقى المشاركة في الانتخابات، أو عدمها، رهينة بطبيعة الشروط، التي تجري فيها تلك الانتخابات:

هل هي شروط سليمة؟

هل هي شروط غير سليمة؟

ليتم تطوير المشاركة، أو عدمها، خاصة، وأن الحكم الذي يتحكم في الانتخابات، عن طريق جعل وزارة الداخلية، وصية على إجراء الانتخابات، التي لا زالت أبعد ما تكون، عن أن تكون حرة، ونزيهة، مما يكلف الشعب المغربي كثيرا، على مستوى تمويل الانتخابات، وعلى مستوى النتائج الانتخابية، التي تكون الصدارة فيها للأحزاب المخزنية، وحزب الدولة المخزنية، ويمكن أن يسمح ببعض المقاعد الجماعية، وبمقعد، أو مقعدين في مجلس النواب، لما يعتبر من وجهة نظر المخزن، مسارا، ومن وجهة نظر الأحزاب، التي تعتبر نفسها يسارا، مع أن من شروط وجود اليسار، أن يكون مقتنعا بالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية الكادحين، وبالمركزية الديمقراطية، من أجل أن يعتبر يسارا، قولا، وفعلا، وإلا فإن من يعتبرون أنفسهم يساريين، لا علاقة لهم لا باليسار، ولا بالفعل اليساري.

4 ـ أن يسعى التنسيق القائم، بين حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبين الأحزاب، والتوجهات، التي تتقاطع معه الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية الكادحين، وبالمركزية الديمقراطية، إلا أن إقامة جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية، التي تتحمل مسؤوليتها، في العمل على تحقيق الديمقراطية، التي تكون من الشعب، وإلى الشعب، ومن أجل أن تصير الانتخابات حرة، ونزيهة، في أفق أن تتحول الانتخابات، إلى انتخابات ببصمة الأصبع، أو ببصمة العين، لتجنب ما يترتب عن الانتخابات غير الحرة، وغير النزيهة، من ممارسات تقود ثروات الشعب، المرصودة للاستثمار، أو للتسيير، أو لشراء مختلف التجهيزات، في الجماعات الترابية، كما تؤدي إلى الارتشاء، من قبل الرئيس، أو من قبل الأعضاء، أو من قبل العاملين في الإدارة الجماعية، سواء تعلق الأمر بالاستثمار، أو بالتجهيزات، أو بالتسيير، أو بالتوظيف، الذي يتقاضى فيه الرئيس، أو أي عضو، بصفة معينة، بالإضافة إلى السلطة الوصية، ما يزيد عن عشرة ملايين سنتيم، أو مائة ألف درهم، أو عشرة آلاف دولار، بالعملة الصعبة، مما يترتب عنه: اعتبار الانتخابات فاسدة، بسبب شيوع الفساد الانتخابي، والفساد المتمثل في صعود الفاسدين، إلى عضوية الجماعات الترابية، بسبب الفساد الانتخابي، الذي يمكن العديد من المرشحين، من شراء ضمائر الناخبين، ليصل المرشحون الفاسدون، إلى عضوية الجماعة الترابية، واستغلال تلك العضوية، من أجل الوصول إلى رئاسة الجماعة الترابية، أو عضو في مكتب تلك الجماعة الترابية، أو هذه، حتى يتمكن من المساهمة في النهب، والارتشاء، وغير ذلك، مما يسرع بصيرورة الرئيس، أو أي عضو في المكتب، من كبار الأثرياء، بالإضافة إلى استمرار أفرادها، في صفوف العاملات، والعاملين، في الإدارة الجماعية. وهو أمر، يصعب معه، اعتبار الانتخابات حرة، ونزيهة، مادام العمل الانتخابي، غير حر، وغير نزيه، وما دامت العلاقة مع الأعضاء الجماعيين الفاسدين، لا تكون إلا فاسدة، وما دام الفساد السائد، هو الذي يجلب الفاسدين، إلى عضوية الجماعة الترابية، وما دام العاملون، والعاملات، في الإدارة الجماعية، فاسدين، وفاسدات.

إن التنسيق، أو التحالف، هو الذي يقوم على أساس التقاطع، في نقط معينة، تجعل بعض القضايا المطروحة في الميدان، مشتركة.

أما التنسيق مع أي جهة، كيفما كانت هذه الجهة، أو تلك، حتى وإن كانت تدعي أنها يسار، لا يمكن أن ينتج إلا العبث، كما حصل في مؤتمر الاندماج، الذي لا تتضمن التقارير الصادرة عنه، ما يفيد: بأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حاضر في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي، لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي.

وكل الذين انسحبوا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، واندمجوا في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن يقوموا بذلك، لولا كونهم، لم يعودوا مقتنعين بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، وبالمركزية الديمقراطية، وبالشكل التنظيمي، المتبع في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. فكأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أصبح يشكل جرثومة في صفوف المرضى بالتطلعات الطبقية، من الذين كانوا ينتمون إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.