بصدد التجارب الحزبية العربية الحديثة والمعاصرة/ سلسلة حلقات

الحلقة الثانية
الأحزاب الشيوعية في الأقطار العربية
أعرق التنظيمات العقائدية على عموم الساحة العربية، أثرت مجمل تلك الأحزاب، في صناعة التاريخ الحديث، لتلك الساحة المترامية، والممتدة من المحيط الى الخليج.
أحزاب طال بها العمر، أحزاب معمرة.
يمتد عمرها، من تاريخ ولادتها ونشأتها، وتحديداً، ولادتها على أثر، وتأثير، وبفعل تداعيات نجاح الثورة البلشفية، ثورة أكتوبر الروسية الكبرى 1917، التي قادها زعيم الحزب الاشتراكي (الشيوعي) الروسي، فلاديمير لينين، وقائد مليشياته الحمراء، ليون تروتسكي، تحت الشعار الشعبوي المغري للأكثرية المجتمعية أنذاك، (الخبز والسلام والأرض للجميع).
وهذه الولادة، لتلك الأحزاب، لم تكن ناتجة من نمو، وتطور بئوي ذاتي للحاضنة المجتمعية العربية الطبيعي. ولا من ما تعوزه، وما تفتقر إليه، وتستلزمه تلك الحاضنة.
فتلك الولادة، أتت بفعل وبتأثير بيئي خارجي، ويتمثل بفعل وبأثر، وبتداعيات الصراع الطبقي، المتأجج حينها، بين النخب المتصارعة والصاعدة للطبقات المجتمعية النامية الأوربية، بعضها مع بعض. المستغِلة منها والمستغَلة.
وأثبت وثبت، الواقع ووقائعه على المحك، أن تلك الأحزاب بمجملها، كانت مرآة عاكسة لذلك الصراع ومآلاته، وبكل مراحله على الساحة العربية. تتأثر بسخونة ذلك الصراع، وببروده، وبكل فصوله.
للموضوع تتمة تتبع لاحقاَ.