الذكرى الخامسة والسّبعون للنّكبة


الطاهر المعز
2023 / 5 / 15 - 21:59     

استندت نظرية المجال الحيوى الصهيونية الى ان اليهود شعب بلا ارض، وان فلسطين ارض بلا شعب، هكذا قامت الدولة الاسرائيلية غير المشروعة سنة 1948، ولما تبين وجود شعب فلسطيني يسكن أرضه، كان من الضرورى، لتأكيد كذبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، ابادة الشعب الفلسطينىني وهو ما يتم بصورة منهجية منذ أكثر من خمسين عاما.
هناك بلا شك أصوات كثيرة على امتداد العالم تريد أن تعرب عن احتجاجها ضد هذه المجازر المستمرة لولا الخوف من اتهامها بمعاداة السامية أو اعاقة الوفاق الدولى. انا لا اعرف هل يُدْرِكُ هؤلاء انهم يبيعون ضمائرهم فى مواجهة ابتزاز رخيص لا يجب التصدى له سوى بالإحتقار، لا احد عانى فى الحقيقة كالشعب الفلسطينى، فالى متى نَظَلُّ بلا ألْسِنَة؟
... شارون يعتقل ممثليهم، وينسف بيوتهم بينما تمنع قواتُه المُسلّحةُ سياراتِ الاسعاف من الوصول للجرحى الفلسطينيين المحبوسين كالبهائم فى معسكرات منذ نصف قرن معرضين للوحشية والاذلال، ومحاصرين على ارض من الاحزان... إن الضفة الغربية مُحاصَرَة بالطرق الاستراتيجية وبنحو 700 نقطة تفتيش ومحاطة بالمستوطنات... اطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل فى القتل. سامحونى اذ قلت اننى اخجل من ارتباط اسمى بجائزة نوبل. أنا أعلن عن إعجابى غير المحدود ببطولة الشعب الفلسطينى الذى يقاوم الإبادة، رغم إنكار القوى العظمى أو المثقفين الجبناء أو وسائل الإعلام او حتى بعض العرب لِوُجُودِهِ...
غابريل غارسيا ماركيز – كولومبىا 1927 – 2014، جائزة نوبل للآداب سنة 1982
مقتطفات من بيان أصدره الكاتب في شباط/فبراير 2002 قبل تأسيس البرلمان العالمي للأدباء
*****
لم أكن أعرف إنه من الطبيعى أن يبحث طفل فلسطينى دمروا بيته عن كُتُبِه ولُعَبِهِ وسط الأنقاض، لم أكن أعرف إنه من الطبيعى تماما أن تزين الرصاصات الاسرائيلية جدران المنازل الفلسطينية، ولا اعرف انه يلزم لحماية أقلية من الناس أن تُصَادَرَ مزارعُ وأن تُدَمَّرَ محاصيلُ، ولا إن توفير الأمن لهذه الأقَلِّيّة يقتضى احتجاز المئات عند نقاط التفتيش وحواجز الطرق قبل السماح لهم بالعودة الى منازلهم مُنْهَكين، هذا إن لم يُقْتَلُوا.. فهل هذه هى الحضارة، أيمكن ان نسمى هذه الأشياء ديمقراطية؟
جوزيه دا سوزا ساراماغو – البرتغال 1922 – 2010، جائزة نوبل للادب 1998
من شريط وثائقي بعنوان: "ساراماغو وبيلار" 2006
*****
يستهدف العدوان الإمبريالي والصهيوني كامل الوطن العربي، ما يجعل النضال العربي من أجل التحرير والوحدة صراعًا مع الرأسمالية في مرحلتها الإمبريالية، وضدّ الكيان الصهيوني الذي تأسّس وتوسَّعَ بدعم من الإمبريالية وضد الأنظمة الرجعية العربية التي تحرس مصالح الإمبريالية واحتضنت كيان العَدُوّ الصهيوني وساهمت في إبادة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى...
إن النضال من أجل تحرير الأرض العربية والإنسان العربي هو نضال ضد هؤلاء، كما ضد الدّين السياسي عموما (إخوان مسلمون أو سَلَفِيُّون أو منظمات إرهابية مُسلّحة...) وضِدَّ تجزئة الوطن العربي التي ساهم الإسلام السياسي في الترويج لها وفي تنفيذها، لأن عقيدة الإخوان المسلمين وتوابعهم وذيولهم تُسخِّر الدّين ضدّ العُروبة، فتعتبر المسلمين أُمّةً، وليس العرب، رغم أَسْبَقِيّة الوجود العربي عن الإسلام الذي يُشكّل جُزْءًا من ثقافة العرب وليس ماهيتهم، فالعروبة حضارة وثقافة وليست انتسابًا إلى أثنية أو عِرْق...
في ذكرى النكبة، نذكر أن الإمبريالية والصهيونية تستهدف الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. ألم تقصف الطائرات الصهيونية تونس والعراق وسوريا وليبيا والسودان ولبنان وغيرها؟ فضلا عن اغتيال المثقفين والعُلماء العرب في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر، وبالأخص ألمانيا وقبرص وفي العواصم الأوروبية: باريس وروما وأثينا...