كيف تحولت الجامعة إلى تكنة عسكرية والحاجة لفضح الفساد في مجال البحث العلمي : المغرب نموذجا


أحمد زوبدي
2023 / 5 / 12 - 23:24     

كيف تحولت الجامعة إلى تكنة عسكرية والحاجة لفضح الفساد في مجال البحث العلمي : المغرب نموذجا.

لا شك أن الجامعة في المغرب لعبت دورا رائدا في تكوين النخب التي كان لها الفضل الكبير في إعداد قوة أترث جدريا على ميزان القوى آنذاك. هذه النخبة بكل أشكالها واجهها النظام المغربي بالمضايقة والقمع. ورغم ذلك تمكنت من تحقيق مكتسبات كثيرة منها لا الحصر تمكين فئات هائلة من أبناء الشعب من الحصول على تكوين جيد وهادف. اليوم قام النظام إياه بتخريب الجامعة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية. الجامعة اليوم تسيرها وزارة الداخلية وليست الوزارة الوصية. رؤساء الجامعات، العمداء والكتاب العامون هم جزء لايتجزأ من وزارة الداخلية. ينضاف إليهم جزء كبير من المدرسين المافيوزيين الذين لا هم لهم إلا تزكية الإصلاح المزعوم والتبزنيس في التكوين وتزوير النقط وسرقة البحوث و تزكية متدكترين للالتحاق بالجامعة.
نقابة هذا القطاع تتفرج على المهازل المتكررة بل أقول أنها هي نفسها متورطة بشكل مباشر في ما يجري، أما خطابها المزيف تضامنا مع النقابات المركزية المزيفة المحسوبة على اليسار فهو لا يغدو أن يكون هلوسة ذهنية ليس إلا. هذا الوضع المأزوم أدى إلى تخريب الجامعة التي أصبحت لا تختلف عن سوق لبيع الديبلومات والشواهد الفارغة أما التكوين والبحث العلمي فقد تم إقباره. أكثر من هذا فالفساد في هذا القطاع الحيوي مستشري بشكل فضيع كاستنساخ وسرقة "plagiat" البحوث الجامعية بما فيها أطروحة الدكتوراه، وهي ظاهرة أصبحت متفشية بشكل كبير في الجامعة المغربية بتواطؤ المدرسين الذين هم أنفسهم يقومون بالسرقة هاته. وكباحث في الإقتصاد السياسي، فقد سبق لي أن عثرت على العديد من البحوث والأطروحات في هذا التخصص، لجأ أصحابها إلى سرقة جزئية أو كلية، بل هناك بحوثا تمت سرقة كل محتوياتها بما فيها المقدمة والخاتمة. للإشارة هناك الكثير من الجرائد تقوم بنفس الشيء، كما سبق لي أن أثرت ذلك في بعض مقالاتي ولو بشكل خاطف. نفس الشيء بالنسبة للمجلات و الكتب والدراسات التجارية التي تهيأ بالمقابل أي مقابل الريوع، وهو فساد مثل الفساد السياسي وأكثر خطورة من الفساد المالي. وقد سبق لي أن نبهت أصحاب السرقة العلمية والبحثية إلكترونيا تحت اسم مستعار وباسمي الشخصي. ولذا وجب فضح والتصدي لهذه الممارسات التي تؤدي إلى تحطيم المستوى الدراسي عندنا والذي وصل إلى الدرجة الصفر. مما يفرض محاسبة المفسدين في هذا القطاع الذي يعتبر رحى التقدم.
ما العمل اليوم في ظل هذا الوضع الذي يدعو للقلق الكبير ؟ أزعم أن الحل هو النضال فكرا وممارسة لفضح سياسة المخزن ومن يدور في فلكه طبعا من مسؤولي الجامعات والمدرسين المزيفين. النضال بالقلم يعتبر أكثر فتكا بالعدو الطبقي. النضال بالقلم هو نقد السلاح ليكون دور الجامعة هو تأطير المجتمع والدفع في اتجاه التقدم.