تفاصيل وافية عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة


أحمد رباص
2023 / 5 / 12 - 00:59     

قتل الجيش الإسرائيلي قياديا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوم الخميس 11 ماي قبل الفجر في غارة جديدة على قطاع غزة. اودت العمليات العسكرية للدولة اليهودية بحياة 25 شخصا في هذا القطاع الفلسطيني منذ يوم الثلاثاء، بحسب السلطات الفلسطينية. يعتبر التصعيد المستمر هو الأخطر بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة والجيش الإسرائيلي منذ غشت 2022.
أكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل مسؤول كبير في جناحها العسكري، سرايا القدس. وفي المقابل، أطلقت الجماعة الإسلامية، التي تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي إرهابية، عدة مئات من الصواريخ منذ يوم الأربعاء، حيث اعلن اخيرا مستشفى "برزيلاي" الصهيوني أنه استقبل 25 مصابًا منذ بدء التصعيد مع غزة. وأكد أن "عمليات القتل الإسرائيلية لن تمر دون عقاب وأن جميع الخيارات (كانت) مطروحة على الطاولة للمقاومة" .
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد وعدت بالفعل "برد بنفس الحجم على جرائم" الدولة اليهودية، بعد مقتل ثلاثة من قادتها العسكريين في غارات إسرائيلية خلفت 15 قتيلا في غزة يوم الثلاثاء. وكان من بين الضحايا اربعة اطفال. وبحسب السلطات المحلية، خلفت عمليات الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين عشرة قتلى إضافيين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات وأربعة مقاتلين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بالإضافة إلى القتلى في القصف الإسرائيلي هناك أيضا الصغير تميم داود، 5 سنوات، الذي توفي أمس متأثرا بنوبة قلق أثناء القصف. ثمة أجيال من الفلسطينيين ذهبوا ضحايا الصدمات النفسية.
ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن أربع نساء وأربعة أطفال ومدنيان آخران كانوا من بين 13 شخصا قتلوا في الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن من بين القتلى ثلاثة من كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن من بين الضحايا القادة وزوجاتهم وعدد من أطفالهم وآخرين في الجوار.
وشاركت أربعون طائرة حربية في غارات متزامنة استهدفت شقق قادة الجهاد الإسلامي ومواقع تدريب وأبراج مراقبة تابعة للحركة على الحدود بين إسرائيل وغزة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن القتلى هم جهاد الغنام أمين المجلس العسكري وخليل البهتيمي قائد منطقة شمال غزة وطارق عز الدين عضو المجلس العسكري في الضفة الغربية.
من بين الضحايا المدنيين العشرة في الضربات الجوية الإسرائيلية طبيب أسنان معروف بتقديم العلاج المجاني للعائلات الفقيرة، التي تعيش في نفس المبنى السكني الذي يعيش فيه عز الدين، وفقا لرويترز.
قتل جمال خسوان وزوجته ميرفت وابنه يوسف (21 عاما) وهو طالب طب كانوا جميعا نائمين في شقتهم وسط مدينة غزة.
وقد أشادت وزارة الصحة بالمدير السابق لمستشفى الوفاء للتأهيل والقيادي في نقابة أطباء الأسنان المحلية، باعتباره شخصية وطنية، "لم يدخر جهداً في القيام بواجبه الإنساني".
وأصيب 20 شخصا في الهجمات بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "قواتنا هاجمت مواقع لإنتاج أسلحة للجهاد الإسلامي، من بينها ورش لإنتاج الصواريخ في خان يونس، إضافة إلى موقع يستخدم لإنتاج مواد إسمنتية لبناء أنفاق إرهابية".
كما استهدفت ستة مجمعات عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي، استُخدم معظمها كمخازن أسلحة وهياكل لوجستية. تم كذلك استهداف موقع عسكري في جنوب قطاع غزة .
أعلنت وزارة التربية والتعليم في غزة إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في أعقاب الضربات الإسرائيلية لكنها أبقت بعض المؤسسات الحكومية مفتوحة لتقديم الخدمات.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي إن الرد الفلسطيني على هذه المجزرة العدوانية الشنيعة لن يتأخر، وسرايا القدس والمقاومة لن تتسامح مع إراقة الدماء وإزهاق الأرواح.
زأضاف البيان أن "العدو لن يحقق أهدافه ورغباته من وراء هذه الجريمة النكراء، فالمقاومة لديها صفوف موحدة ومواقفها ثابتة".
ونفذت إسرائيل غارة مماثلة في غشت أدت إلى اندلاع مواجهة عسكرية استمرت ثلاثة أيام.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس:
"اغتيال القادة في عملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل، بل المزيد من المقاومة. المقاومة وحدها هي التي تحدد السبيل لإيذاء العدو الغادر. العدوان يستهدف كل شعبنا. المقاومة موحدة في مواجهتها".
وكانت جماعات فلسطينية مسلحة في غزة قد ردت في السابق على مثل هذه الاغتيالات المستهدفة. تحسبا لهجمات صاروخية فلسطينية وردا على الغارات الجوية، نصح الجيش الإسرائيلي سكان التجمعات السكنية الواقعة على بعد 40 كيلومترا من غزة بالبقاء بالقرب من الملاجئ المنشأة لحمايتهم من للقنابل.
كما أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المدارس والشواطئ والطرق السريعة في المدن والبلدات في جنوب إسرائيل، وقيدت التجمعات العامة.