يخطو رئيس وزراء العراق .. لكنه على طريق معلقة.


علي عرمش شوكت
2023 / 5 / 10 - 23:36     

من المعروف ان اية طريق مثل ما لها بداية لها نهايتها المعروفة. هذا حينما تكون معبدة على الارض مباشرة. غير ان الطريق المعلقة تكون نهايته مبهمة اذ انها تدور حول نفس الحيّزالذي صنعت من اجله. تدور بحركة تخلو من الترقب للوصول الى المقصد النهائي، لكونها مكررة الدوران ، كما انها تبقى تفتقد لحسابات النزول الى ارض الواقع وباية محطة. هذه كما يبدو حال السيد السوداني رئس مجلس الوزراء. الذي نجده حريصاً على استخدام العلاجات الوقائية. منطلقاً من مفهوم غير حاسم يُشك في فعله العلاجي ( الوقاية خير من العلاج ) وهنا تتضح مقاصده الشخصية لحد ما ، المتمثلة قطعاً بضمان بقائه على راس السلطة. بيد ان علم الطب يؤكد بان الامراض الخبيثة والخطيرة ينبغي الاقدام على اجتثاثها وليس اعتماداً على العلاجات الوقائية والمسكنات التي غالباً ما تخلف الادمان.
الا يعلم السيد رئيس اين وصلت ثمار عمله بعد ستة اشهر من اخطر علة قاتلة في البلد المتمثلة بالفساد الشامل ؟ . واين هو من المحاصصة التي تمثل تقاسم اموال الشعب العراقي بصورة سافرة. واين هو من اباحة سيادة البلد بعد الغاء الفيزة مع الجارة ايران التي كشفت نوايا منح الجنسية العراقي لكل من مضى عليه سنة واحدة مقيماً في البلد ؟ واين هو من الجموع المتظاهرة طلباً لفرص التوظيف بغية العيش الكريم، واين واين.. عسانا ننبه بان الدخول في هذه الطريق ليس كما يظن المتنفذون.. طالما السلطة باليد فالنجاة متوفرة باية طريق حتى وان كان درب" الصد ما رد " طريق التورط غير الواع والذي يحسب عند العقلاء بمثابة " منقلة نار" وقودها من القش.. صحيح انها توفر بعضاً من الدفئ في البيوت الفقيرة ولكنها تقضي على الاوكسجين بفعل كثافة دخانها وهي تنهي ايضاً ما تبقى من دموع الباحثين عن شيئ من الدفئ . زد على ذلك عمرها القصير.
ان الزمن له ثمن.. هذه جملة مختصرة تنطوي على معنى بليغ يتطلب احتساب مستوى تراكم غضب الناس ومدى تحملها لاوجاع العسروالفاقة، وعدم توفر ابسط مستلزمات الحياة اليومية. سيما وان ثمة فئات كانت مسحوقة باتت اليوم " ملتي ملياردير" اي انهم غدوا في الصف الاول من مساطر اثرياء العالم . من خلال اموال العراق المسروقة، الامر الذي يلفت الانتباه الى منطق صراع الاضداد الذي يتوقع خوض مثل هذا التماحك الطبقي الحاد، بين قلة اغتنت وتجبرت واغلبية افقرت فاحتقنت وتضخم منسوب ثوريتها . لابد من ان تطرح اسئلة على السيد رئيس الوزراء بالمعنى التالي: فهل هو مدرك لما يدور حوله وهو الاول صاحب القرار، وهو الاول المفترض الذي يُحاسب قبل غيره من المسؤولين، حول مجريات او نهايات طريقه المعلقة ؟، التي يمشي عليها بقدم الوقاية وليس بقدم العلاج الجذري.
يبدو ان السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء ما زال محتفظاً ببعض من جيناته البدوية العربية الطيبة، التي تجعله يرى كل الناس مثله ويظنهم اهلاً بطرح الثقة المطلقة بهم، وبفعل ذلك يعلم او يغض النظر عن مفاعيل الدولة العميقة، التي نعجز هنا عن تعداد موبقاتها الشنيعة المعروفة لدى المواطنين . ومما يقوم به مقام الرئيس من جهد وقائي لا يساوي سوى" شروى نقير " ولا يداوي جرحاً من جراح العراق النازفة ابداً ... فهل يعلم نتمنى له ذلك.