الدعم من الشعب أفضل من الدعم من السياسيين


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 5 / 8 - 13:02     

يفتخر السيد السوداني أنه مدعوم من السياسيين ويقصد بهم الإطار التنسيقي والقوى المتحالفة معها وعند التأمل والتفكير فإن دعم الشعب بقومياته وطوائفه أفضل وأعمق وعياً وإدراكاً كما أن الإطار التنسيقي نال السلطة والأكثرية النيابية عن طريق عملية التفافية غير أصولية مرفوضة من الشعب العراقي حسب العرف والتقاليد المتبعة ... كما أن الشعب خالد وباقٍ في الوجود أما القوى السياسية غير ثابتة ومتغيرة كما أن الشعب يحتضن المخلص والمتفاني والذي يعمل من أجله بشريان القلوب ويدافع عنه بآخر قطرة من دمائه أما السياسيون فتكون علاقتهم بالآخرين مرتبطة بالمصالح والمزاج اليوم معك وغداً مع الآخرين كما أن الشعوب أكثر وأوسع بينما السياسيون أكثريتهم وعددهم تربطهم المصالح الأنانية.
الكون وجد قبل الأرض والأرض وجدت قبل الشعب وحينما تكون الشعب أصبحت الأرض مشاعة يملكها الشعب وعندما وجد الشعب مر في أحقاب متعاقبة (المشاعية البدائية ومرحلة الرق والعبودية والنظام الإقطاعي ثم البورجوازي والرأسمالي والاشتراكي والشيوعي) .. وفي مرحلة المشاعية كانت القبائل تعيش في أنفاق ودهاليز وفي غابات الأمازون حياة مشاعية على صيد الحيوانات وثمار الأشجار وقد ظهر من بينهم أشخاص باشروا إلى تنظيم هذه القبائل وتصنيف وتنظيم واجباتهم وأعمالهم من حيث صيادي الحيوانات وقسم بتوفير أثمار وأعشاب المزروعات والآخر بتوزيع المأكولات على أبناء القبيلة وقد ظهرت في هذه المرحلة انتقال الإنسان من الحالة الحيوانية إلى الحالة البشرية وظهور العمل المشترك لوسائل الإنتاج من الأدوات الحجرية البسيطة من أجل ضمان وسائل المعيشة الضرورية للإنسان بالاعتماد على أدوات الإنتاج البدائية على أساس الإنتاج المشاعي والعمل الجماعي وطريقة التوزيع المتساوي للمنتجات الحيوانية والزراعية وانتقل الإنسان من هذه المرحلة إلى مرحلة العبودية التي ظهرت فيها الدولة من أجل تأمين الحماية للطبقات الاستغلالية من ملاكي الأراضي وملاكي العبيد ومرت الدولة في هذا العهد من الشكل الملكي كنظام سياسي إلى نظام سياسي امبراطوري وبين كل نظام فاصل زمني طويل ... ثم النظام الإقطاعي وفي أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر أخذت الطبقة البورجوازية تنمو في أحضان النظام الإقطاعي وظهرت في النظام البورجوازي مدارس فكرية نتيجة للظروف التعسة والبائسة التي يعيشها الإنسان الذي اضطهد واستغل في العمل اثنا عشر ساعة في اليوم وظهور محاكم التفتيش سيئة الصيت في أحكامها وسلوكها في اضطهاد الفكر والمفكرين وذلك أثناء الثورة الصناعية قال المفكر (هوبز) : إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان فرد عليه المفكر جان جاك روسو فقال : إن ظلم الإنسان ليس من أخيه الإنسان وإنما ظلم الإنسان يأتي من ظلم المجتمع للإنسان فقام المفكر الفرنسي (مونتسكيو) من أجل إنصاف الإنسان وإنقاذه من الظلم إلى تقسيم الدولة إلى ثلاثة أقسام (النظام التنفيذي والنظام القضائي والنظام التشريعي) .. النظام التنفيذي الذي السلطة التنفيذية وتمثلها الحكومة بجميع مؤسساتها والسلطة القضائية التي تعالج الأمور الخلافية التي تحدث بين المواطنين وبين السلطة التنفيذية (الحكومة) وبين السلطة التشريعية التي تمثل نواب الشعب المتكونة من مواطنين يختارهم الشعب عن طريق الانتخابات للدفاع عن حقوقه ومصالحه أمام السلطة التنفيذية التي تكون مهمتها استغلال الأرض التي هي ملك الشعب وتقديم خدماتها إلى الشعب وسعادته ورفاهيته.