جدلية الثورة والثقافة في المفهوم الماركسي


عبدالرحيم قروي
2023 / 5 / 8 - 03:00     

لن تتحقق "الثورة الثقافية" بمعزل عن الثورة الاجتماعية - الاقتصادية ومنها "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية " كمرحلة انتقال وعبور على الأقل . فالحركة الفكرية لعصر الأنوار في فرنسا مثلا ومنها في سائر الدول الأوربية لم تأت من عدم بل واكبت تحول المجتمع الأوروبي من نمط الانتاج الفيودالي إلى نمط الانتاج الراسمالي عن طريق الثورة البورجوازية ليتم الحسم ليس فقط في مسألة السلطة السياسية والاقتصادية . بل وأيضا وبالموازاة مع ذلك . السلطة الروحية والثقافية للكنيسة كإيديلوجية للإقطاع. فالمنهج الجدلي والتاريخي -نظرية الصراع الطبقي - إذن علمنا أن الطبقة السائدة التي تتحكم في وسائل الانتاج وتسويقها تتحكم أيضا في كل البنى الايديلوجية من مدارس وجامعات ومساجد ووسائل إعلام وجمعيات وأحزاب ومؤسسات فكرية بما فيه "اتحاد كتاب المغرب" ولن تترك الفرصة لتمرير ثقافة بديلة تحرر العقل من الخرافة والدجل والاتكالية والرهان على اللوطو وطوطو فوت وثقافة الاستهلاك الليبرالي . بما فيه حل المشاكل الفردية منها والجماعية.بالانتهازية والاستجداء والتملق والانتظارية المرتبطة بالعلاوات والهبات والريع المخزني ........بل أنها تحارب كل محاولة لتشجيع ثقافة الخلق والإبداع وبناء الانسان السوي المسؤول الرافض لكل مظاهر الاستغلال.المسألة مترابطة ولا يمكن فصل الثقافي عن السياسي في كل عملية تغيير مهما كانت أهدافها وما بالك إن كنا نطمح إلى بديل حضاري يناقض الاستغلال بشتى مظاهره سواء على المستوى الوطني أو الاممي بحكم ارتباطهما البنيوي حسب منطق الاستعمار الجديد.ف"لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية كما أنه لانظرية ثورية بدون حركة ثورية".