الاستراتيجية الثورية والخط السياسي الصحيح عنصران أساسيان لانتصار الثورة / ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي
2023 / 5 / 8 - 02:56     

إن انتصار الثورة ليس أمرا عشوائيا، ولا يتحقق بطريقة "إرادية"، بل هو يتجسد ويتطور في خضم ظروف خصوصية ومحددة، تخلق شروط اندلاع العملية الثورية وانتصارها. وهذه الظروف تعتمد على قدرة الطليعة الثورية، أي حزب البروليتاريا، على تحقيقها، والذي يجب أن تكون لديه القوة الكافية حتى تسير العملية الثورية على هذا النحو.
قبل كل شيء، يجب أن يكون للحزب الماركسي اللينيني استراتيجية وتكتيك ثوريين، وخط سياسي صحيح يتوافق مع مصالح العمال والشعب ويقدمان حلا ثوريا للمشاكل القائمة ويحدّدان المهام والإجراءات التي تؤدي الى تدمير النظام البورجوازي والسيطرة الامبريالية الأجنبية.
تساعد الاستراتيجية الثورية والخط السياسي الصحيح على تحديد الهدف الاستراتيجي بوضوح في مرحلة معيّنة، وتحديد الأعداء الرئيسيين الداخليين والخارجيين الذين يجب أن يستهدفهم الهجوم الرئيسي، وكذلك تحديد الحلفاء الداخليين والخارجيين للبروليتاريا، الخ. "فالاستراتيجية تهتم إذن بالقوى الأساسية للثور واحتياطيّها"، وهي تتطوّر مع تقدّم الثورة من مرحلة إلى أخرى، بينما تظلّ دون تغيير جوهري في كل مرحلة من مراحل الثورة.
أما التكتيكات فتتعلق بأشكال نضال البروليتاريا وتنظيمها، والتغيرات والجمع بين هذه الأشكال. فمن مرحلة معينة من الثورة الى أخرى، يمكن للتكتيكات أن تتغير عدة مرات، حسب المد والجزر، وصعود الثورة وانهيارها "، كما يؤكد جوزيف ستالين في كتابه" أسس اللينينية ".
الهدف الاستراتيجي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني هو الإطاحة بالنظام الرأسمالي الإمبريالي وإرساء الاشتراكية في بلاده. وفي الحالة الخاصة ببلدنا، أقرّ الحزب الحزب الماركسي اللينيني بالإكوادور PCMLE أن الثورة الإكوادورية هي ثورة ديمقراطية ومعادية للإمبريالية، وهي ثورة تحرر وطني واجتماعي، ذات أفق اشتراكي. إن البرنامج الذي نقدمه للطبقة العاملة والشعب سيحقق تحولات ذات طابع ديمقراطي ومعاد للإمبريالية وفي نفس الوقت مهام اشتراكية.
يتحدد طابع الثورة الإكوادورية من خلال الخصائص الطبقية للمجتمع. فالإكوادور بلد رأسمالي، تابع للإمبريالية، وهو ما يحدد طبيعة التناقضات الأساسية في المجتمع، وبالتحديد التناقض بين الأمة الإكوادورية وشعوب الإكوادور من ناحية، والإمبريالية، وخاصة الإمبريالية الأمريكية، من ناحية أخرى؛ وكذلك التناقض بين الطبقات الاجتماعية المستغِلة والطبقات الاجتماعية المستغَلة.
"إن الهدف للثورة الإكوادورية هو حل هذين التناقضين. ومع ذلك، وبما أن هيمنة الإمبريالية والبرجوازية الموالية لها تؤثر على جميع الطبقات الكادحة - أي جميع المستغلين – يجب على الثورة أن توجه كل ما لديها من الجهود، في المقام الأول، ضد هؤلاء الأعداء، أي الإمبريالية والبرجوازية العميلة، الذين يتعاونون ويدعمون بعضهم البعض، ويمسكون بزمام السلطة السياسية، وهم يشكلون القوى الاقتصادية والسياسية الأكثر رجعية والأكثر إعاقة لتطور القوى المنتجة، المسؤولة بشكل رئيسي عن تخلف البلاد، واضطهاد الجماهير.
[...] إن البروليتاريا هي القوة الاجتماعية الوحيدة القادرة على قيادة الثورة الديمقراطية المناهضة للإمبريالية إلى انتصارها الكامل، وهي القوة الأكثر وعيا بضرورة الثورة الاشتراكية. لهذا السبب يجب أن تتصدّر قيادة العملية الثورية منذ بدايتها، وأن تنفذ التحولات الديمقراطية والمعادية للإمبريالية، وفي نفس الوقت، مهام بناء الاشتراكية. ستحدث الثورة الإكوادورية تحت قيادة الطبقة العاملة، تحقيقا لمهامها الديمقراطية والمناهضة للإمبريالية وفي البناء الاشتراكي ".
يرسم الخط السياسي الأهداف والقوى الأساسية للثورة، ويضع الطبقة العاملة كقوة رائدة للعملية. "تعتبر الأحزاب الماركسية اللينينية كشرط لا غنى عنه لوضع استراتيجية ثورية حقيقية، تحديد خط فاصل واضح بين القوى المحرّكة للثورة وأعدائها، والتحديد الواضح للعدو الرئيسي الداخلي والخارجي الذي، كما أشار ستالين، من الضروري توجيه الضربات الرئيسية له، دون التقليل من شأن أو نسيان النضال ضد الأعداء الآخرين". وكما يقول أنور خوجة في مؤلفه "الإمبريالية والثورة"، على الحزب توجيه الاهتمام إلى الطبقات المستغلة الأخرى - التي تتكون أساسًا من شبه البروليتاريا الحضرية والريفية والفلاحين الفقراء ، وكذلك نساء وشباب هذه الطبقات والشرائح الاجتماعية - الذين يشكلون جزءًا من القوى المحركة للثورة، قوات الاحتياط التي يمكن أن تتغير من بلد إلى آخر، في النضال السياسي الثوري.
إن وجود وتطور حركة نقابية قوية تحت قيادة حزب الطبقة العاملة هو أيضًا شرط لاستقطاب جميع الجماهير المضطهدة والمستغلة، ولتوحيد نضالها للمضي قدمًا على الخط الصحيح "، كما جاء في أحد مقررات الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية (CIPOML).

عن صحيفة "الى الأمام" اللسان المركزي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور