عندما نراهن على إقناع المقتنع.....12


محمد الحنفي
2023 / 5 / 5 - 18:43     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

التخلي عن بناء حزب الطبقة العاملة انسياق وراء أوهام البورجوازية الصغرى:

ومعلوم، أن بناء حزب الطبقة العاملة، سير بقيادة الصراع، في اتجاه تحقيق الأهداف الكبرى.

أما التخلي عن بناء حزب الطبقة العاملة، هو في نفس الوقت، تخلي عن قيادة حزب الطبقة العاملة. ولأن الصراع، في أي شكل من أشكاله المختلفة، والمتعددة، إن لم يكن موجها، فإنه يكون صراعا عبثيا، سرعان ما يتم القضاء عليه، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، أي تأبيد الاستغلال الهمجي للعمال، وباقي ، وسائر الكادحين.

بينما نجد أن الصراع، الذي يكون موجها، من قبل قيادة جزب الطبقة العاملة، لا بد أن يحرص على تحقيق الأهداف المسطرة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في تحقيق التحرير، وتحقيق الديمقراطية، وتحقيق الاشتراكية، حتى يكون حزب الطبقة العاملة، الذي هو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، قام بدوره التاريخي، على مستوى الدولة الواحدة.

وإذا أنجز كل حزب للطبقة العاملة، المهام الموكولة إليه، في كل دولة، بما في ذلك الدول الكبرى، أو العظمى، فإن النظم العالمية، ستعرف تغييرا شاملا، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليصل الصراع في كل دولة، إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ليصير العالم موحدا، على مستوى كونية النظام الاشتراكي، فإن جميع الدول، ستشد طريقها إلى دول، في اتجاه الاندماج، في إطار الدولة الاشتراكية الواحدة، التي تشرف، عالميا، على الاقتصاد الاشتراكي الواحد، وعلى الاجتماع الاشتراكي الواحد، وعلى الثقافة الاشتراكية الواحدة، وعلى التدبير السياسي الاشتراكي الواحد، عبر العالم، مما يدفع العالم، أجمع، إلى التفكير في عملية الانتقال إلى المرحلة الشيوعية، التي تنعدم فيها السلطة التقليدية، التي تحل محلها سلطة الشعوب، التي تنشئ لجانا، في كل جماعة، وفي كل قرية، وفي كل مدينة، على أن تكون تلك اللجان منتخبة من الشعب، وتمارس مهامها تحت مراقبة الشعب، ويمكن إعادة انتخابها، في أية لحظة، إذا ثبت أنها غير صالحة، على جميع المستويات. إما إذا ثبتت جدارتها، فإنها تنجز مهامها، في الآماد المحددة، ويعاد انتخابها.

فالجنوح في اتجاه المجتمع الشيوعي، الذي يتحرر فيه الناس من كل أشكال العبودية، والاستبداد، والاستغلال، ويمارسون حقوقهم الديمقراطية، كما يمارسون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وإذا كانت البورجوازية الصغرى، ليس من مصلحتها الوصول إلى تحقيق الشيوعية، أو نظام ما بعد الاشتراكية، الذي تختفي فيه السلطة القمعية، التي تحل محلها السلطة الشعبية، التي تكون مهمتها: التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وتدبير شؤون الناس، وتعمل على إيجاد الحلول المختلفة، للمشاكل المترتبة عن العلاقة فيما بين الناس: رجالا، ونساء، في أفق مجتمع شيوعي، بدون مشاكل، تشغل الناس عن مهامهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

والمطلوب: العمل على تجنب المشاكل، حتى يؤدي كل فرد دوره، في اتجاه المجتمع، من أجل أن يتمتع بكافة حقوقه: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الأمر الذي يترتب عنه: أن التمتع بكافة الحقوق، يستلزم إنجاز كل الواجبات، حتى يتأتى للمجتمع، أن يستمر، على أساس، أن يتمتع كل فرد بكافة حقوقه الإنسانية، والشغلية، حسب فهم الشيوعية للحقوق الإنسانية، والشغلية، حرصا من السلطة الشعبية، على إسعاد البشرية، التي يشعر أفرادها: ذكورا، وإناثا، بالمساواة فيما بينهم، في التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وفي التمتع بالحقوق، والقيام بالواجبات.

ولذلك، نجد أن البورجوازية الصغرى، التي تسعى إلى تحقيق التطلعات الطبقية، لا تطمئن على نفسها، وعلى مستقبلها، في إطار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره حزبا للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحزبا ثوريا، أنه سيفرض التزامها بما لا تستطيع الالتزام به، ولأن ما تلتزم به، يحول دون تحقيق التطلعات الطبقية، خاصة، وأن الالتزام بما يفرضه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يحول دون تحقيق تطلعاتها الطبقية، التي لها الأولوية، على الالتزامات الحزبية.

لذلك نجد أن عناصر البورجوازية الصغرى، التي كانت منظمة في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أعلنت مع نهاية المؤتمر الاستثنائي، المنعقد يوم 17 دجنبر 2022، انسحابها من الحزب، من أجل الاندماج في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بدون اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وبدون الأخذ بأيديولوجية الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبدون الأخذ بالمركزية الديمقراطية. فكأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يرعب البورجوازية الصغرى، التي كانت منتظمة في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مما جعلها توافق على التقارير المقدمة إلى المؤتمر التأسيسي، لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، مع أن التقارير الصادرة عن المؤتمر التأسيسي، لا علاقة لها بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والتي تعتبر مبررا، لرفض الاندماج، في الحزب التأسيسي الاندماجي.

غير أن البورجوازية الصغرى، المنسحبة من الحزب، تبين أنه لا شروط تضعها للاندماج، فخرجت من قاعة المؤتمر الاستثنائي، مهرولة للالتحاق بخيمة انعقاد المؤتمر التأسيسي، {الجلسة الافتتاحية} لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، دون أن تدرك، أنها دفنت تاريخها النضالي المرير، الذي سجله، بمداد الفخر، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ونسيت الحزب، ونسيت الشهيد المهدي بنبركة، والشهيد عمر بنجلون، والشهيد محمد كرينة، والفقيد أحمد بنجلون، والفقيد محمد بوكرين، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، وغيرهم/ ممن شاركوهم بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وتاريخه، وتضحياته، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.