سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 39 مُوريس بوكاي : (بالفرنسية: Maurice Bucaille) ( 1920 - 1998)


رحيم فرحان صدام
2023 / 5 / 5 - 03:23     


وهو طبيب فرنسي مسيحي كاثوليكي، وكان الطبيب الشخصي للملك فيصل آل سعود .
وقد اقترن إسمٌ موريس بوكاي، بقصة غرق الفرعون الذي تبِع موسى وبني إسرائيل. إسمٌ ردده الشيوخ على مسامعنا وألفوا حوله قصص متضاربة كلٌ منهم يروي واحدةً مختلفةً عن الأخرى، ولكن تتفق جميعها على أنه دكتور فرنسي أجرى أبحاثاً على مومياء فرعونية ذهبت إلى فرنسا في الثمانينات ، وتدعي المواقع السلفية الوهابية ان بوكاي وبعد دراسة للكتب المقدسة عند اليهود والمسلمين ومقارنة قصة فرعون، أسلم وألف كتاب التوراة والأناجيل والقران الكريم بمقياس العلم الحديث، اذ اكتشف بوكاي أثناء كشفه، أن المومياء عليها الكثير من حُبيبات الملح وأنها محفوظة بشكل سليم، مما قاده إلى الاعتقاد بأن هذا الفرعون مات غرقاً في البحر. وتتفق الروايات على أن بوكاي أراد أن يفصح عن اكتشافه المذهل (غرق الفرعون) إلى العلن، و لكن أخبره أحد مساعديه أن هذا الأمر مذكور في القرآن قبل 1400 سنة، فذُهِل بوكاي وقرأ القرآن وأسلم طبعاً عندما مر على الآية التي تقول ”فاليومَ نُنَجِّيك بِبدنِك لِتَكون لِمَن خلفَكَ آية“ وحَسُن إسلامه وكتب عندها كتاب ”التوراة والإنجيل والقرآن والعلم“ وشرح فيه عن الإعجاز العلمي في القرآن و ما إلى ذلك ، نهاية سعيدة كالعادة ، ولكن هل هذه القصص حقيقية ؟
الجواب هو ان هذا كله كذب ما زال يُروِّج له الشّيخ زغلول النّجار في كُلِّ مكان ، اذ يدّعي أن الدّكتور مُوريس بوكاي أَسلم بسبب اكتشافه أنَّ مُومياء فرعون "مرنبتاح" تدُلُّ على أنَّه مات غَرقًا، وأنَّ بوكاي فَحْصها في فرنسا حين تَمَّ بعث المومياء هناك لإجراء أبحاث عليها، فوجد أنَّ اكتشافه مُطابِق لما قاله القرآن، سبحان الله، الله وأكبر، ولا حَوْل ولا قُوّة إلا بالله! يُمكن قراءة مقال كامِل للشيخ زغلول النّجار في جريدة الأهرام المصريّة يُكرِّر فيه نَفْسَ الكلام في نَفْس الموضوع بتفاصيل مثيرة:
http://www.ahram.org.eg/Archive/2009/11/14/OPIN1.HTM
ويُمكن مُشاهدة ما قاله عن هذه القصة أيضًا في مُحاضرته في فاس حيث أعاد نَفْس الشّيء مع بعض التّوابل: https://youtu.be/7tqs90i41Vo?t=1h14m37s
طبعًا كلام الشّيخ زغلول عبارة عن كَذِب مُركَّب! وإليكم النبأ بالتّفصيل:
أَوَّل أكذوبة أنَّ موريس بوكاي لم يُعلِن إسلامه في أيٍّ من كُتُبِه أو أيٍّ من فيديوهاته على الإطلاق، وأنَّ ادّعاء إسلامه هو مُجرَّد ترويج وتلفيق. لقد كان موريس بوكاي على علاقة بالمملكة السّعوديّة، فبدأ يكتب مادِحًا الإسلام، ولكنه هو شخصيًّا لم يعتنق الإسلامَ في يَوْم من الأيام. كان بوكاي مثل الكثير من الأقلام المأجورة الّتي اشترتها أموال النّفط فصارت بين عشيّة وضُحاها تمدح الإسلام وتُمجِّده دون أن تعتنقه.
أمَّا الأكذوبة الثّانية فهِي أنَّ بوكاي قد أسلم بسبب مومياء الفرعون "مرنبتاح" والغريب أنَّ مومياء مرنبتاح لم تُغادِر مِصر أبدًا، أمّا المومياء الّتي بعثت لفرنسا فهي مُومياء رمسيس الثّاني وليست مومياء مرنبتاح! ولم تُرسَل مومياء رمسيس الثّاني بغرض فحصها وإنَّما بغرض ترميمها بسبب التّلف الّذي أصاب أجزاء منها، ولم يعثر موريس بوكاي فيها على أيِّ شيء يُوحي بغرقِها. أمَّا مومياء مرنبتاح فهِيَ الأخرى لا يُوجَد ما يوحي بموْتِ صاحبها غَرَقًا، بل المُؤكَّد أنَّه مات مَوْتًا طبيعيًّا، لكن زغلول النّجار يستغل فرصةَ أنَّ أحدًا لا يُراجِع كلامَه، فيبيع الكَذِب والوهْمَ للناس في مُجلّدات ومقالات وبرامج ومُحاضرات تُدِرُّ عليه دخلًا وفيرًا حتى صارت هِيَ مصدر رِزقه الرّئيسيّ.
فضلا عن ما تقدم يذكر موريس بوكاي في كتابه ”التوراة والانجيل والقرآن والعلم“ أن فرعون الإضطهاد هو رمسيس الثاني وأنه قد توفي عندما كان موسى في مدين، أما فرعون الخروج الذي غرق فيقول بوكاي أنه الفرعون مرنبتاح وذلك في الصفحتين 270 و271 من الكتاب المذكور.
ويضيف بعض الشيوخ بعضاً من بهاراتهم الخاصة إلى القصة، قائلين بأن بوكاي كان قد درس الإنجيل و التوراة قبل القرآن ولم يعثر فيهما على ما يشير إلى غرق الفرعون ونجاة جثته، ولذلك زادت دهشته عندما عَلِم بما ذكره القرآن.
إلا أن بوكاي نفسه يقول في ”التوراة و الإنجيل والقرآن والعلم“ صفحة 261: ”إن نص سفر الخروج واضح جداً. لقد كان فرعون على رأس الملاحقين، ولقد مات، لأن كتاب سفر الخروج يؤكد ’بأنه لم يبق منهم أحد‘ ولقد عادت التوراة إلى تفصيل هذا في مزامير داود“ — يذكر المزامير و الآيات ثم يختم بقوله: ”فليس من شك بأن الفرعون حسب رواية التوراة في الخروج قد مات في البحر“.
وفي الختام، هل حقاً أسلم موريس بوكاي؟ الجواب هو لا!