الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : من سيكسب معركة مستقبل إيران ؟ الثورة الشيوعيّة هي السبيل الوحيد للتقدم نحو تحرير الإنسانيّة !


شادي الشماوي
2023 / 5 / 4 - 00:42     

الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : من سيكسب معركة مستقبل إيران ؟ الثورة الشيوعيّة هي السبيل الوحيد للتقدم نحو تحرير الإنسانيّة !
جريدة " الثورة " عدد 800 ، 2 ماي 2023

لقد زلزلت الإنفاضة الشعبيّة غير المسبوقة ضد جمهوريّة إيران الإسلامية البلاد لمدّة ستّة أشهر و أذهلت العالم بجرأة النساء و حرقهنّ الحجاب و بالصرخة المدوذية التي أُطلقتها الجماهير : " لتسقط الجمهوريّة الإسلاميّة " . و تمثّل هذه الإنتفاضة بداية فترة تؤدّى إلى تغييرات درامية في إيران تكون إنعكاساتها عالميّة . و المسلة المطروحة هي ما نوع التغيير المرجوّ حدوثه ؟ هل يكون تغييرا في القمّة – كما جدّ في 1979 حيث وقع تعويض نظام رجعيّ بنظام رجعيّ آخر بوجوه مختلفة مع الحفاظ بمنتهى الدقّة على التأثير المدمّلا للنظام الرأسمالي ؟ أم يكون تغييرا ثوريّا هذه المرّة يفضى بدوره إلى موجات جديدة من معاداة الرأسماليّة – الإمبرياليّة و حركات تحريريّة و ثورات شيوعيّة في العالم ؟ في سبيل أيّ من هذين المستقبلين ينبغي علينا أن نناضل ؟
كلّ شخص في أيّ مكان كان يتطلّع إلى عالم مختلف راديكاليّا يتعيّن عليه أن لا يقف محايدا في معركة مستقبل إيران . جميعنا نعيش في ظلّ نظام رأسمالي عالمي واحد و هذا الواقع يربط أصلا الثورة في إيران بمستقبل العالم . و قد أحدث النظام الرأسمالي – الإمبريالي صدعا رهيبا في العالم حيث مليارات البشر في ما يسمّى ب " جنوب الكوكب " يُستغلّون بوحشيّة و يعيشون في ظلّ طغيان أنظمة مصّاصة دماء كجمهوريّة إيران الإسلاميّة في حين يوفّر ذلك الإزدهار و الديمقاطيّة لبضعة ملاين في " شمال الكوكب " . و يقود هذا النظام العالم إلى حرب نوويّة بين القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة " الغربيّة " و " الشرقيّة " . و اليوم ، الحرب في أوكرانيا محور هذا النزاع وغدا قد يتحوّل المحور إلى تيوان! و قد دمّر هذا النظام البيئة إلى درجة اللاعودة . و جعل من نصف الإنسانيّة الأنثوي عبيد القرن الواحد و العشرين . أليس هذا كافيا لنطالب بالتخلّص من هذا النظام في أقرب وقت ممكن عبر الثورات الشيوعيّة ؟
لهذا كافة الذين يتطلّعون إلى عالم مغاير جذريّا ينبغي أن يتبروا معركة مستقبل إيران معركتهم الخاصة . و في إطار الوضع الراهن في إيران ، قفزت جميع أصناف القوى البرجوازيّة بنشاط إلى ساحة المعركة لتتحكّم في الوضع و تفرض بدائلها الرجعيّة . هذا ما يحدث كلّما جدّت إنتفاضة إجتماعيّة كبرى لا سيما عندما تلوح الثورة في الأفق . و على سبيل المثال ، مومياءات النظام القديم المطاح به ، نظام الشاه ، خرجت من قبرها و إحتلّت ساحة الإحتجاجات الإيرانيّة في الشتات / خارج البلاد . و حُلم هذه المومياءات هو إعادة تركيز النظام الذى وصل سدّة السلطة بواسطة إنقلاب نظّمته الإمبرياليّة البريطانيّة و الأمريكيّة سنة 1953 و حكم بقتل معارضيه و تعذيبهم و سجنهم . و كذلك في 1978-1979 عندما نهض الشعب للإطاحة بنظام الشاه ، مجموعة مختلفة – الأصوليّون الإسلاميّون بقيادة الخميني – و هم بدورهم يمثّلون مصالح البرجوازيّة في إيران ، دخلوا ساحة المعركة و إستولوا على قيادة الإنتفاضة و حوّلوا ما يمكن أن يصبح ثورة إلى ثورة مضادة خبيثة و حوّلوا إيران إلى الجحيم الذى هي عليه الآن . و قد أفلحت القوى الأصوليّة الإسلاميّة في مساعيها عن طريق المؤامرات السياسيّة و بدعم من الإمبرياليّين الأمريكان . و صحيح أنّ الإمبرياليّين الأمريكان في البداية ساندوا نظام الشاه ضد الإنتفاضة الشعبيّة . بيد أنّهم سرعان ما غيّروا موقفهم و بمساعدة تأثيرهم صلب هياكل الحكم ، كالجيش ، عبّدوا الطريق للأصوليّين الإسلاميّين ليبلغوا السلطة . و على هذا النحو ، قطع الإمبرياليّون الأمريكان الطريق على سيرورة تنطوى على إمكانيّة أن تُفضي إلى ثورة فعليّة . و بقدر ما كانت هذه السيرورة ستطول بقدر ما كان بوسعها أن تمكّن الجماهير لا سيما العمّال و سكّان مدن الصفيح و الريف من التوصّل إلى معرفة و الخوض العمليّ في و أيضا المساهمة في النقاشات المحتدمة المخاضة في جميع الأماكن بشأن مختلف البرامج و القوى التي تمثّل هذا أو ذاك المستقبل المختلف .
و في الإنتفاضة الحاليّة ، أيضا ، باتت الحاجة إلى تحصيل مثل هذا النوع من الوعي بيّنة بدرجة عالية . و صحيح أنّ هذه الإنتفاضة من خلال شعاراتها و حرقها الحجاب و الوحدة و التضامن الواسعين فلاى صفوف جماهير الشعب و فضحها الإضطهاد القومي و التمييز ضد المثليّين و المثليّات و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا و ما إلى ذلك ، قد أفرز تغييرات كبرى في الثقافة و موقف عدم القبول بايّ ضرب من ضروب جرائم جمهوريّة إيران الإسلاميّة . و صحيح كذلك أنّ الجماهير التي تقبل بجمهورية إيران الإسلاميّة قد تقلّصت بدرجة معتبرة و قد مُرّغت شرعيّة هذه الجمهوريّة في الوحل – كما إعترفت بذلك وجوه بارزة من المؤسّسات الحاكمة . لكنّنا لا زلنا بعيدين عن الثورة و سبيلنا إليها محفوف بالمخاطر.
و لننظر في العوامل الموضوعيّة و الذاتية العامة . لا تزال جمهوريّة إيران الإسلاميّة قويّة ! لكن أهمّ عائق أمام المضيّ نحو ثورة فعليّة عائق ذاتي – أي ، لا تزال هناك أوهام كبرى بصدد ماهيّة الثورة ! فغالبيّة الجماهير تعتقد أنّ الثورة تساوى " تغييرا في النظام " . إلاّ أنّ " تغيير النظام " الذى يعنى أن يحلّ نظام آخر محلّ جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، سواء كان نظاما جمهوريّا أم ملكيّا بينما يواصل توطيد النظام الرأسمالي ، لا يمكن أن يكون أبدا ثورة ! فالثورة تعنى الإطاحة بجمهوريّة إيران الإسلاميّة بكامل أجهزتها العسكريّة و الإداريّة و مؤسّساتها الإيديولوجيّة و ذلك بواسطة نضال شامل و منظّم هدفه تركيز دولة إشتراكيّة .
و هناك مشاكل ذاتيّة أخرى تخصّ حزبنا ذاته . فحزبنا لم يقاتل بما فيه الكفاية لنشر بديل ثورة إشتراكيّة كما يعرضها و يقدّمها في خطوطها العريضة " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في إيران " . في جميع عملنا ، يجب أن ننطلق من واقع أنّ إيران تحتاج ثورة و نوع الثورة التي نحتاجها و ما يقتضيه ذلك – ما هي الأشياء التي علينا أن نقوم بها و ما هي الأشياء التي لا يجب أن نقوم بها و ينبغي الإجتهاد للحصول على اللازم لتحقيق الظفر في مثل هذه الثورة . و تنشر البرجوازيّة المفهوم الخاطئ " الثورات بلا قيادة " عبر الناطقين بإسمها البرجوازيّين الصغار . ما من شيء من هذا القبيل وُجد أبدا أو كان مكنا أبدا ! غير انّ البرجوازيّة تستثمر في مثل هذه الأفكار لتجعل الوضع تحت قيادتها في وقت أنشأ فيه هذا التمرّد إنفتاحات جديدة لكسب الجماهير لخطّ و إستراتيجيا ثورة شيوعيّة .
من الأساسيّات أنّ إيران تحتاج إلى ثورة فعليّة . و من الحقائق الأساسيّة أنّنا في إيران و العالم بأسره نعيش في ظلّ نظام رأسمالي عالميّ واحد و الإطاحة بهذا النظام واجبة ! لقد أَفِل عصر الثورات البرجوازيّة و مجتمعنا يحتاج إلى ثورة بروليتاريّة . و الطابع البروليتاري أو الشيوعي لهذه الثورة لا يعنى أنّها تنتمى إلى العمّال أو أنّ العمّال هم بالأساس من سيناضلون من أجلها . لا ! إنّه يعنى بالأحرى أنّ الثورة الضروريّة لمجتمع اليوم و العالم متجذّرة في المصالح الأكثر جوهريّة و الأوسع للبروليتاريا ، و تتمثّل هذه المصالح في التقدّم بالمجتمع نحو الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة قاطبة من النظام الطبقي و شروره .
لذا ، نقول لجميع الذين لا يرغبون في أن يكونوا مجرّد نشطاء في هذه أو تلك من الحركات و يرغبون في القتال من أجل " كلّ شيء " و في أن يكرّسو حياتهم لذلك ، إنّكم تحتاجون إلى الإلتحاق بحزبنا لنستعدّ جماعيّا للفرص الكبرى التي وفّرتها إنتفاضة الشعب و نقطع خطوات حثيثة و كبرى من أجل القيام بهذه الثورة .
و تجرى الأحداث في إيران في إطار وضع عالمي نادر . الوضع العالمي مضطرب و جميع علاقات السلطة و هياكل حكم النظام الرأسمالي – الإمبريالي التي دامت لأكثر من 70 سنة منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية تنهار . و هذا العالم بمثابة جهنّم لمليارات البشر و القوى الإمبرياليّة تعدُ بتغذية لهيب نيران جحيمها حتّى أكثر .و إزاء هذا الوضع ، ليس أولئك الذين يجدون أنفسهم في جهنّم بعدُ فحسب بل كذلك الذين يوجدون في وضع أفضل ، ينبغي تعبأتهم من أجل هذه الثورة . فأمامنا مستقبلان لا ثالث لهما : ثورة أم أم زيادة الوضع بعدُ سوءا .
تبنّى الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان ، وهو مهندسها و ماركس زماننا ، و دراستها و تطبيقها لا ينبغي أبدا أن ينحصر في صفوف بضعة كوادر شيوعيّة . بالأحرى ، ذلك أمر حيويّ حيويّة الماء و الهواء خاصة بالنسبة إلى الذين يعانون أشدّ و أقسى أشكال الإستغلال و الإضطهاد الاجتماعي . إن كان هؤلاء الناس ليصبحوا العامود الفقريّ و القوّة المحرّكة للثورات الشيوعيّة ، عندئذ لا بدّ من أن يتمكّنوا من مواجهة و فهم واقع مجتمعنا و العالم لتغييره للأفضل . و لن يصبح ذلك ممكنا إلاّ بفضل الشيوعيّة الجديدة ذلك أنّها قائمة على منهج و مقاربة علميّين لفهم الواقع و تغييره .
نحتاج آلاف الناس في إيران و عبر العالم قاطبة من آسيا و أفريقيا إلى أوروبا و أمريكا يكرّسون أنفسهم للقتال من أجل تحرير الإنسانيّة فالعالم بأسره يصرخ طالبا التغيير و هذه الضرورة تبيّنت بصفة متفجّرة في شوارع إيران .
ليس لنا ما نفقده سوى قيودنا و أغلالنا ! و لدينا عالم نربحه !
cpimlm.org
27 أفريل 2023
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------