طرد 4 آلاف عامل في إيران بسبب مشارکتهم في الاضرابات


سعاد عزيز
2023 / 5 / 3 - 11:39     

في خضم الاوضاع المضطربة التي تمر بها إيران وفي خضم الاوضاع المعيشية بالغة السوء والتضخم الاقتصادي الذي يدفع ضريبته المحرومين والفقراء من الشعب الايراني وبشکل خاص طبقة العمال، فإن النظام الديني المتطرف في إيران والذي أذاق الشعب الايراني کل صنوف العذاب والهوان وبدلا من أن يجد حلولا للأوضاع المعيشية المتدهورة ويسعى من أجل تحسينها فإنه يعمل على العکس من ذلك.
النظام الايراني يعمل کل مافي وسعه من أجل مضاعفة ممارساته القمعية وکذلك زيادة الفقر الى الحد الذي لم تبقى فيه هناك من طبقة وسطى في إيران، وهو ومنذ اليوم المشٶوم لإمساکه بزمام الامور في البلاد، فإنه يعتبر کل نشاط سياسي ضده مهما کان سببا في أن يقوم هذا النظام بالاقتصاص منه سواءا بتنفيذ حکم الاعدام به أو بطرده من عمله وجعله فريسة للفقر والحرمان.
عشية يوم العمال العالمي، وعقب الإضراب الذي استمر ثمانية أيام لعمال العقود والمشاريع في مختلف وحدات النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران، أكد الرئيس التنفيذي لمنطقة بارس الاقتصادية الخاصة نبأ فصل 4000 عامل في حقل بارس الجنوبی. وبهذا الصدد فقد أعلن سخاوت أسدي، الرئيس التنفيذي لمنظمة منطقة بارس الخاصة، أنه سيحل أربعة آلاف عامل جديد محل العمال المضربين.
الاضراب والاعتصام کمظهر من مظاهر الاحتجاج للمطالبة بتحسين الاوضاع، حق للطبقة العاملة في أغلب بلدان العالم، لکن يبدو إن النظام الرجعي الايراني حالة مختلفة عن کل دول العالم ويختلف عنها کلية، ذلك إن طرد 4 آلاف عامل دفعة واحدة من عملهم، يجسد ويٶکد الماهية الشريرة واللاإنسانية لهذا النظام ومن کونه يضرب بکل القوانين والقيم والاعراف الانسانية العالمية عرض الحائط.
مايجب ملاحظته هنا وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية من إنه يتزامن الإعلان عن إقالة أكثر من 4000 عامل مع خطاب خامنئي عشیة عيد العمال، الذي اعتبر الإضرابات العمالية من عمل المجموعات المناهضة للنظام داخل البلاد (في إشارة إلى منظمة مجاهدي خلق) وحاول في خدعة جعل العمال يظهرون وكأنهم مؤيدون للنظام. وهذا في حد ذاته يۆکد کذب وزيف وخداع کل ماکان قد أعلنه خامنئي في خطابه بشأن تحسين الاوضاع الاقتصادية وزيادة الانتاج إيجاد حلول لمعظم المشاکل، إذ أن إرتکاب هکذا جريمة لاإنسانية بطرد 4 آلاف عامل من العمل يعني وضع 4 آلاف عائلة إيرانية في فوهة مدفع الجوع والحرمان في الوقت الذي يعانون فيه أساسا من الفقر!