سلبيات الاقتصاد الريعي في العراق


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 5 / 1 - 11:51     

أصبح الاقتصاد العراقي يعاني من تشوه عميق وخطير بسبب تحوله إلى الاقتصاد الريعي بامتياز بعد أن كان للقطاعين الصناعي والزراعي دوراً مهماً في التاريخ المحلي وكان الشعب العراقي يكتفي منهما ذاتياً وخاصة الزراعية ويصدر ما يزيد عن حاجته إلى خارج العراق وكان يحافظ على أمنه الغذائي وأصبح يعتمد حوالي 95% على واردات النفط في توفير حاجياته وسلعه على ما يستورد من خارج العراق وهذا المؤشر يشكل تدهور كبير في البنية الاقتصادية والذي يقال عن حصول نمو الاقتصاد العراقي فهو غير صحيح أبداً.
أما السلبيات التي ظهرت على الاقتصاد العراقي حيث أصبح الاقتصاد العراقي الريعي في دولة وسطية بين القطاع الذي يولد الريع والقطاعات الاقتصادية الأخرى كالزراعة والصناعة وتحول دور الريع يصب في مصلحة نخبة حاكمة ومسبباً الاستبداد والاستغلال والنهب لأموال الدولة كما أدى إلى ظهور شرائح من الأحزاب والكتل السياسية جاهلة بعيدة عن مفهوم الإنتاج والإبداع تعمل من أجل الاقتصاد الريعي وقد سبب ذلك إلى تراجع كبير في الإنتاج الصناعي والزراعي في قطاعاته الإنتاجية وأصبح العراق مرتبطاً اقتصادياً بالأزمات المالية والاقتصادية لدى دول العالم كما أدى إلى حدوث تفاوت طبقي في المجتمع العراقي من خلال نشوء طبقة من الرأسماليين الجدد من الذين اهتموا بالمضاربات المالية والأرباح السريعة وأدى بالشعب العراقي أن يصبح شعب مستهلك وغير منتج عطال بطال يقضي وقته متسكعاً في الساحات والشوارع والمقاهي مما أدى إلى حدوث هجرة واسعة من أصحاب الشهادات والكفاءات وأبناء الشعب من أجل العمل وتوفير لقمة العيش وأصبح العراق يعتمد كلياً على واردات النفط من أجل توفير حاجياته وسلعه الصناعية والزراعية من خارج العراق وأصبح أمنه الغذائي مهدد بسبب ذلك ... وأصبح الاقتصاد الريعي سبباً واضحاً وموجهاً في أزمات العراق المالية والاقتصادية بمجرد هبوط في سعر النفط وأصبح من الضروري والواجب عدم الاعتماد على مصدر واحد لتمويل الدولة العراقية لأن الاقتصاد الريعي يعتبر سريع التأثر والعطب مما يتطلب ويستوجب على حكومة السوداني إلى تحويل الاقتصاد العراقي من ريعي إلى منتج من خلال تنمية الصناعة والزراعة في العراق كما أن ذلك يؤدي إلى القضاء على البطالة والفقر والجوع الذي يعاني منها الشعب العراقي.