المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا : نرفض القبول بالمستقبل الذى رسمه لنا هذا النظام ! بعدُ آن الأوان لنتنظّم من أجل ثورة فعليّة !


شادي الشماوي
2023 / 5 / 1 - 00:21     

المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا : نرفض القبول بالمستقبل الذى رسمه لنا هذا النظام ! بعدُ آن الأوان لنتنظّم من أجل ثورة فعليّة !

إنّنا نعيش في زمن من الأزمان النادرة في البلاد و في العالم . زمن فيه " إجتمعت كلّ التناقضات في حزمة واحدة " وهي توسّع " صدع زلزال " المجتمع بأشكال متعدّدة بعضها بطريقة لامتكافئة و محدودة مكانيّا و البقيّة بإنعكاسات عالميّة .
يبدو الوضع شبيها ، مع زيادة في المخاطر ، مقارنة بالسنة الفارطة . فقد جعل الغزو الإجرامي الروسي لأوكرانيا تنمو إمكانيّة صدام مباشر بين الإمبرياليّين قد يؤدّى بسهولة إلى محرقة نوويّة ... و يتصاعد التهديد بمزيد الحروب ، من بحر الصين مرورا بآسيا الوسطى و الشرق الأوسط ، وصولا إلى جزء هام من أفريقيا ... و تتزايد موجات اللاجئين الفارين إنقاذا لحياتهم تقريبا في كلّ القارات بسبب الجوع و الكوارث " الطبيعيّة " و الحرب إلخ ... و في الوقت نفسه لا تكفّ عن النموّ مع نموّ العنصريّة و رهاب الأجانب ... و ما إنفكّ يشتدّ تدمير الوسط البيئيّ الذى يهدّد حتّى بإضمحلال الإنسانيّة ذاتها ... و تزداد إستفحالا إهانات النساء و تجريدهنّ من إنسانيّتهنّ و إخضاعهنّ البطرياركي وهو يطال حقوقا مثل حقوق الإجهاض في الولايات المتّحدة ... و ما فتأ التفقير و البطالة يتصاعدان معا مع أقصى الإستغلال و الإضطهاد .
و يُدين المدافعون عن النظام كلّ ذلك على أنّه " الوجه غير المقبول للرأسماليّة " . لكن الأمر ليس كذلك . هذا هو وجه الرأسماليّة . فحين نشاهد نفس الأوضاع تؤثر مباشرة أو بصفة غير مباشرة في أماكن متفرّقة تبعد آلاف الكيلومترات عن بعضها البعض ، ينبغي علينا أن لا نتعاطى مع ذلك على أنّه ظواهر معزولة بل نعترف بجوهر المسألة . و منذ زمن ، مشاكل الكوكب صارت مترابطة جدّا .
في كولمبيا ، تأتى غرّة ماي هذه في ظروف سياسيّة مختلفة نوعا م عن تلك في السنوات السابقة . فالتمرّدات الهامة طوال تقريبا السنوات اربع المنقضية – 21 نوفمبر ( نوفمبر 2019 إلى فيفري 2020 ) ، و 9 سبتمبر( سبتمبر 2020 ) و 21 أفريل ( أفريل إلى جوان 2021 ) ، بنضالات في الشوارع يوميّا ، أثّرت بصفة لها دلالتها على المشهد السياسي ، مبينة اليأس و النقمة تجاه الأوضاع عامة ، و مثّلأت عاملا مفتاحا في تعبيد الطريق لرئاسة بترو .
و قد خمدت التمرّدات مع إنتخاب غستافو بترو ( مناضل قديم ضمن أنصاريّين وطنيّين إصلاحيّين مرجعه سيمون بوليفار و الجنرال المحافظ روخاس بينيا ) ، تقلّصت آمال اليائسين إلى الثقة العمياء في أن تتحقّق في الواقع على يد بترو" الرأسماليّة الإنسانيّة " . و حتّى العديد من الثوريّين سابقا في ستّينات القرن الماضي و سبعيناته ، بطرق صريحة أو غير صريحة ، في الواقع شجّعوا الإشتراكيّة الديمقراطيّة ، و قد إستوعبتهم بيروقراطيّة الحكم الجديد و هم يوهّمون أنّ أهدافهم السابقة ستتحوّل إلى ححقيقة مع بترو .
الإشتراكيّون الديمقراطيّون – في شكلهم الأكثر راديكاليّة – كانوا على الدوام يملكون " رؤية " وضع اليد على آلة الحكم ( ضمن النظام عينه ) و " جعلها تخدم الشعب " . لكن مهما تقنّعت هذه ليست سوى دكتاتوريّة . الطبقة ( التي تظلّ ) في السلطة تحتكر آلة الإضطهاد و الإستخدام " الشرعي " للقوّة و تعكس القوّات المسلّحة التي أوجدتها القيم و العلاقات الرجعيّة لهذا النظام . و كلّ ما يُقالعن " إصلاح " الرأسماليّة يعتمد على فكرة خاطئة عن ماهيّة الرأسماليّة ، كجزء أو أكثر من خداع الذات و خداع الغير .
في غرّة ماي هذه ، يريد بترو أن يكرّر المسرحيّة الهزليّة للوباز بوماريخو في غرّة ماي 1936 . و مع أمثال جلبرتو فييرا و أوتيكيو تيموتى الآن سيسعى إلى دفع نسخته من " الثورة على السكّة " للحزب الليبرالي و " الحزب الليبرالي التشيكيتو" الذى كان على الدوام الحزب " الشيوعي " الكولمبيّ . آن الأوان بعدُ لمواجهة الحقيقة المجرّدة و مفادها منذ عقود أنّ كلّ الغضب و النقمة الموجّهين ضد النظام القائم و جرائمه و الآمال و الطموحات لعام أفضل جرى غلقها ضمن حدود النظام القائم . و في آخر المطاف ، لم تبن شيئا أكثر من نقد بال للنظام فيما يخندق النظام حياة الإنسانيّة . الشعب الذى إحتلّ الشوارع في تمرّدات 2019 و 2020 و 2021 سيجد جزء هام منه نفسه أكثر إحباطا عند مشاهدة عدم تحقق أوهام الكثيرين في هذا الزقاق الجديد بلا مخرج ، لكن سيكون لهم مكان في النضال في سبيل الحلّ الحقيقيّ ، الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك، الحلّ الذى يتقدّم به هنا وفى بلدان أخرى شيوعيّون ثوريذون متسلّحين بنظرة الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان بما فيها بشكل ما الإنطلاق من أنّ " العالم بأسره قبل كلّ شيء " .
+ إن كنت ترفض القبول بإهانة النساء و تجريدهنذ من إنسانيتهنّ و إخضاعهنّ البطرياركي و بكلّ الإضطهاد القائم على التوجّه الجنسيّ أو الجندريّ ؛
+ إن كنت ترفض القبول بالتفقير و البطالة و الإنحطاط الأخلاقي و الفكريّ للناس ؛
+ إن كنت ترفض القبول بالحرب ضد الشعب و المجازر و النقل الإجباري من مواطن السكن و تجريم اشباب ؛
+ إن كنت ترفض القبول بالميز ضد و إضطهاد شعوب السكّان الأصليّين و السود و كلّ نوع من أنواع العنصريّة و رهاب الأجانب ؛
+ إن كنت ترفض القبول بخنق و قمع المعارضة و الفكر النقديّ و العلميّ ، و بالترويج لكافة ألوان التطيّر ؛
+ إن كنت ترفض القبول بإلحاق الضرر بالبيئة و تحطيمها ؛
+ إن كنت ترفض القبول بالهيمنة الإمبرياليّة و التبعيّة الغذائيّة و الحروب من أجل الإمبرياطوريّة ...
... عليك أن تتّحد / تتّحدى مع التصميم الجريئ الضروري و الملّح للغاية :
لا نقبل بالمستقبل الذى رسمه لها هذا النظام – بعدُ آن الأوان لنتنظّم من أجل ثورة فعليّة !
نرفض القبول بالمستقبل الذى رسمه لنا هذا النظام !
أجل ، من الممكن إنشاء عالم أفضل خالي من الإضطهاد و الإستغلال
لا لحرب الولايات المتّحدة – الحلف الأطلسي ضد روسيا ! و لتتوقّف تهديدات الولايات المتّحدة للصين ! لا لحرب عالميّة ثالثة !
هذا النظام و ليست الإنسانيّة هو الذى يجب أن يضمحلّ !
بعدُ آن الأوان لنتنظّم من أجل ثورة فعليّة ، لا شيء أقلّ من ذلك !
المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا – 1 ماي 2023