أي مستقبل للحلم المغاربي؟


أحمد رباص
2023 / 5 / 1 - 00:20     

بادرت أربع منظمات مغاربية مكونة من مثقفين وأكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني، إلى تنظيم ندوة افتراضية بتاريخ 29 أبريل 2023، تحت عنوان: (65 عاما بعد "مؤتمر المغرب العربي" بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟)
نظمتت هذه الندوة لغاية وفاء لدماء الشهداء وتضحيات أجيال من الوطنيين والديمقراطيين في البلدان المغاربية من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والتنمية المندمجة، وتقديرا للزعماء الوطنيين وأجيال من السياسيين الرسميين ونشطاء المجتمع المدني في مرحلتي الكفاح ضد الاستعمار وبناء الدولة الحديثة الذين سعوا لتحقيق "الحلم ببناء منطقة مغاربية موحدة ومندمجة"، بدءا من قادة مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وعدة عواصم عالمية، وتكريسا لتوصيات قادة "الهيئات الشعبية" المغاربيين الذين وضعوا في مؤتمر طنجة، المنعقد ما بين 27 و30 أبريل 1958، نواة العمل المشترك وأسس "الاتحاد المغاربي"، بناء على المشاريع التي سبق أن نوقشت من قبل القادة الوطنيين في المنفى وخاصة أعضاء "لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة" وقيادات الأحزاب الثلاثة التي شاركت في المؤتمر: حزب الاستقلال المغربي وحزب جبهة التحرير الجزائري والحزب الحر الدستوري التونسي، ومتابعة لجهود النخب المغاربية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات التي أفرزتها قمة مراكش التأسيسية للاتحاد المغاربي في فبراير 1989 وبقية القمم والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للاتحاد في كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا..
وجهت الدعوة للمشاركة في هذه الندوة إلى كل من الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ونخبة من المثقفين والشخصيات الاعتبارية المؤمنة بضرورة تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، وبهدف الاستفادة من ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وفرص تكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع..
ولقد أسفرت هذه الندوة بالخصوص عن التركيز على استشراف المستقبل والانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في أبريل 1958 بطنجة. ولتحقيق هذه الغاية، توجه المشاركون بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق مع العديد من الجهات الفاعلة من أجل بلورة "رؤية استراتيجية جديدة" تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز "المغرب الكبير".
وأوصى المشاركون بأن تأخذ "الرؤية الجديدة" بعين الاعتبار التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات المناخ وتطور المعرفة والتقنيات ولاسيما الرقمنة.
ومن مخرجات الندوة إعادة الاعتبار للفكرة المغاربية؛ حيث
أكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال والفكرة المغاربية، التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى. كما دعوا إلى التركيز على فرص إحياء المشروع المغاربي والتوعية بفوائده والتعريف بمزاياه لدى الأجيال الصاعدة، في مواجهة الانتكاسات والخيبات والتراجعات المسجلة على امتداد عقود من الزمن.
كما اسفرت الندوة عن خلق فضاء للتفكير المشترك في البدائل؛ إذ دعت إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك نخب وفعاليات وهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني، وفي دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف تطوير وترسيخ التراكم والتجارب المغاربية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية (الشباب، المرأة، الطفولة..) والمهنية والجامعية والإعلامية.
وتوخيا لإنشاء آلية للعمل المشترك تحت مسمى "منتدى طنجة المغاربي"، أوصت هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية للتواصل والتنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من روح مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة في ذكراه الخامسة والستين، تحت مسمى "منتدى طنجة المغاربي".
كما سيصدر لاحقا تقرير مفصل حول أعمال الندوة بهدف توثيقها واعتماد مخرجاتها كإطار توجيهي للتشاور والعمل المشترك في المرحلة المقبلة.