المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك : من اجل مكسيك إشتراكي و مستقلّ و أممي


شادي الشماوي
2023 / 4 / 30 - 00:52     

بعدُ يكفى القدر الكبير من الجرائم و الظلم و العذابات غير الضروريّة . لا نريد أن نعيش على هذا النحو و ليس علينا أن نعيش على هذا النحو . يستمرّ قتل 11 امرأة كلّ يوم ؛ و تستمرّ التجاوزات في المعاملة و الإتّهام و الإضطهاد العامين للنساء . و يستمرّ التمييز ضد و إزدراء شعوب السكّان الأصليّين المشتدّ بعدُ جرّاء المشاريع الرأسماليّة الكبرى للإبادة إزاء جماهير الإثنيّاتو تدمير البيئة و كذلك " قطار المايا " السيء الصيت ؛ و مشروع إستمو و عدد لا يحصى من مشاريع المناجم . و الغالبيّة العظمى من الناس يعيشون في فقر و ظلم و حقوقهم مُداسة . و الذين يحتجّون أو حتّى ينشرون معلوما صحيحة عن ما حدث يتلقّون ردّ القمع أو الموت ، بتنسيق خبيث بين الرأسماليّين الكبار و الجريمة المنظّمة و الدولة . و بقعل هذا التنسيق نفسه ، تُحفر القبور السرّية في جميع الأماكن . ، بأكثر من 140 ألف قتيل بوحشيّة و 444 ألف مختطَف في فقط ما يعادل السنوات الستّ الأخيرة . و القوّات المسلّحة و الشرطة المكسيكيّة تكرّس أوامر حكومة الولايات المتّحدة و يتّهم و تضرب و تسجن و تقتل في كلّ مرّة عددا أكبر من المهاجرين .
و يتسارع ارتفاع حرارة الكوكب جرّاء حرق النفط و محروقات أحفوريّة أخرى . و بهذا يقع تحويل جزء كبير من البلاد و العالم إلى صحراء قاحلة غير قابلة للعيش فيها ، غضافة إلى مشاكل عويصة أخرى . و هذا و غيره من تدمير الوسط البيئيّ قد أفضى بعدُ إلى إضمحلال الكثير من الأنواع ، و إذا لم يتوقّف ، سيؤدّى إلى إضمحلال المزيد و المزيد من الأنواع بما فيها ربّما نوعنا البشريّ . و القوى العظمى الإمبرياليّة تتصارع في كلّ مرّة بعنف أكبر للهيمنة على العالم ، و يتصاعد خطر حرب نوويّة عاليميّة مدمّرة للإنسانيّة قاطبة و للكوكب .
لا شيء من هذا مقبول و ما هو بضروري . وليس علينا العيش على هذا النحو . و كلّ هذه الفظائع و غيرها نتاج لنظام، النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي . و في المكسيك نعيش في ظلّ نظام في غالبيّته رأسمالي تهيمن عليه الإمبرياليّة رئيسيّا ، الإمبرياليّة الأمريكيّة . و يجب أن نواجه واقع أنّ المشكل العميق ليس هذا السياسي أو ذاك ، هذا الحزب أو ذاك ، و لن يعالج المشكل بإصلاح أو آخر و لا ب " المساهمة بوضع حجرة " بشكل ما في ظلّ هذا النظام . المشكل هو النظام الرأسمالي للإستغلال و الإضطهاد و الحلّ هو الثورة الإشتراكيّة ، ومن أجل إنشاء مجتمع مغاير راديكاليّا وأفضل بكثير ، لهذا من الواجب النضال في سبيل :
البرنامج الثوري لبلد إشتراكي و مستقلّ و أمميّ :
1- تحطيم الدولة القائمة و تركيز جمهوريّة إشتراكيّة : الدولة القائمة في الأساس جهاز قمع لصيانة و الحفاظ على النظام الحالي للإستغلال و الإضطهاد ، و هذا لا يتغيّر بالإختلافات في الخطابة و السياسة بين السياسيّين الذين يسيّرون هذه الدولة . لهذا تواصل القوّات المسلّحة و الشرطة التجسّس و التعذيب و الإختطاف و القتل ، سنة بعد سنة ، لأناس من الجماهير الشعبية للحفاظ عليهم خاضعين و مضطهَدين . و أوّل خطوة تقطعها الثورة التحريريّة ستكون تحطيم الدولة القائمة و تركيز، إنطلاقا من النضال الثوري ذاته ، دولة جديدة إشتراكيّة و مغايرة راديكاليّا ، ستخدم ليس قمع الشعب بل دعم نضال الشعب للقضاء على كل شكل من أشكال الإستغلال و الإضطهاد . و لن تسمح فحسب بل ستشجّع المعارضة و النقاش ، لتشخيص المشاكل و الأخطاء في المجتمع الجديد و للمساهمة في توضيح الحقيقة على أساس علميّ ، و ستسمح حتّى بالتعبير عن الأفكار المناصرة للمجتمع الرأسمالي القديم إلاّ أنّ المحاولات المسلّحة لقبر الدولة الإشتراكيّة ستتعرذض للقمع . و سيتّم الغاء المعاهدات و الإتّفاقيّات العالميّة اللامتكافئة و سيُطرد عملاء القوى الإمبريالية ، و في الوقت نفسه ، سيُرحّب بالمهاجرين و سيُقدّم لهم الدعم .
2- مصادرة أملاك الطبقات المسيطرة و الشروع في تغيير المجتمع : يتحكّم الرأسماليّون الكبار الأجانب و المكسيكيّين في أجزاء حيويّة من الاقتصاد و يلحقونها بمنافستهم المحمومة من اجل الأرباح ، مستغلّين الشعب و مدمّرين الوسط البيئيّ. ستصادر الثورة المظفّرة بلا تعويض أملاكهم و ستحوّلها إلى إقتصاد إشتراكي مخطّط خدمة لحاجيات الناس و إصلاح وضع البيئة و تطوير بلد مستقلّ و التقدّم بالثورة العالميّة . و في ما يتعلّق بالرأسماليّين الصغار و المتوسّطين ، ستوجد سيرورة إدماج لمشاريعهم ضمن الاقتصاد الإشتراكي عامة بواسطة المصادرة مقابل تعويض .
3- توزيع الأرض على الفلاّحين و لاحقا التشجيع على المشركة الطوعيّة : إنّ تويزع جزء هام من الأرض أمر لازم في آن معا كمسألة عدالة و ضرورة للقطع مع نموذج المزارع الكبرى المرتهنة للشركات المتعدّدة الجنسيّات و المعتمدة على زراعة شيء واحد و على المبيدات الفلاحيّة و البذور الجنيسة التي تتسبّب في ضرر كبير للطبيعة و لصحّة البشر . و سيتمّ التشجيع على فلاحة متنوّعة لامركزيّة و موجّهة لإستعمال وسائل و بذور طبيعيّة ، و كذلك رفاه الفلاّحين و الشعب عامة و الطبيعة. و كجزء من هذا ، سيتمّ التشجيع في حينه على المشركة الطوعيّة لتعزيز علاقات التعاون المشترك بين الفلاّحين و الاقتصاد الإشتراكي في مجمله .
4- حكم ذاتي مناطقي و مساواة لشعوب السكّان الأصليّين : ستكون شعوب السكّان الأصليّين قوّة ثوريّة أساسيّة للإطاحة بالدولة الرجعيّة و دفع التغيير التحريريّ للبلاد . و كجزء من تجاوز قرون من الإضطهاد ، ستُركّز مناطق حكم ذاتي حيث يعيش السكّان الأصليّون ، و ستحظى هذه المناطق أيضا بدعم خاص لتطوير الاقتصاد و ثقافات و لغات مختلف شعوب السكّأن الأصليّين . و يجب على توزيع الأرض أن يحترم مطالب السكّان الأصليّين الشرعيّة باستعادة ما سُلبوا . و سيُطلق العنان للصراع في كلّ المجالات و في كامل البلاد ضد التمييز و الميز العنصريّ .
5- الحرّية و المساواة للنساء : يعود إضطهاد النساء إلى آلاف السنوات عندما ظهر إلى جانب إنقسام المجتمع إلى مستغِلّين و مستغَلّين . سيكون غضب النساء قوّة جبّارة من أجل الثورة الرامية للقضاء على كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال . و ستُركّز الثورة الحقّ التام في الإجهاض المجاني حسب طلب المرأة ، و ستوفّر العدالة السريعة في ما يتعلّق بجميع الجرائم و سيُدفع النضال الهائل لوضع نهاية لكافة ألوان البطرياركيّة و التمييز و التفوّق الذكوري في المجتمع .
6- ثقافة جديدة نقديّة و علميّة و متنوّعة و ملهمة : بدلا من الثقافة المقرفة السائدة حاليّا ، ثقافة " الإرتقاء " على حساب الآخرين ، و التشجيع على إحتقار " الداكنين جدّا " من السكّان الأصليّين و النساء ، و كذلك على الجهل و جميع أنواع الأفكار المعادية للعلم ، ستُطلق الثورة العنان لإنفجار الإبداع و إزدهار ثقافة جديدة متنوّعة و تحريريّة ، بمساهمات كلّ من المحترفين و الكثير من الناس من الجماهير العريضة . و سيتمّ تشجيع السكّان جميعهم على تحصيل المعارف العلميّة الأساسيّة و لمنهج العلميّ و أيضا التفكير الأساسي في الأدلّة بدلا من الإستبعاد الشخصي الديماغوجي و فرض الرأي . و في الوقت نفسه ، سيجرى تشجيع التنوّع و المعارضة ، و سيناضل الثوريون و الثوريّات ضد الأفكار الرجعيّة كالتفوّق الذكوري و العنصريّة و الإزدراء بالناس المثليّين و المثليّات و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا .
7- قاعدة إرتكاز للثورة العالميّة : حتّى مع إنتصار الثورة في هذه البلاد أو في عدّة بلدان أخرى ، سيظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي يستغلّ الناس و يضطهدهم و سيحاول الإنقلاب على هذه الثورات و يهدّد مستقبل الإنسانيّة . و سيترتّب علينا تشجيع الثورة العالميّة و كذلك مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة في المكسيك إلى أن يتحقّق تحرير الإنسانيّة جمعاء مع بلوغ الشيوعيّة و القضاء على كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد و اللامساواة الإجتماعيّة في العالم قاطبة .
لا نريد و ليس علينا أن نواصل العيش في ظلّ النظام القائم الفاسد . و الثورة هي المخرج الوحيد الحقيقي من كلّ هذا الجنون وهي تتطلّب في النهاية النضال المصمّمو الواعي للملايين . و أنت بوسعك المساهمة و مساهمتك ضروريّة جدّا في رسم مستقبل الإنسانيّة . توجّه / توجّهى إلى تحصيل المزيد من المعارف حول الثورة و الشيوعيّة الجديدة من مدوّنة " الفجر الأحمر " و من موقع أنترنت revcom.us . أكتب / أكتبى لنا رسائل على البريد الألكتروني أو إتّصل / إتصلي بنا على الفايسبوك . هناك صيغ كثيرة للمساهمة و المشاركة ، بداية من شيء بسيط للغاية كتقاسم هذا المنشور و مواد ثوريّة أخرى مع آخرين.
مستقبل الإنسانيّة مرتهن بما نفعله اليوم !
المشكل هو النظام الرأسمالي و الحلّ هو الثورة الإشتراكيّة !
الفجر الأحمر – لسان حال لمنظّمة الشيوعية الثوريّة ، المكسيك
aurora-roja.blogspot.com [email protected]
---------------------------------------------------------------------------------------------