عرض كتاب (مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر) حسن خليل غريب


حسن خليل غريب
2023 / 4 / 27 - 10:10     

محتويات الكتاب
البحث الأول: نحو تأسيس مفاهيم قومية للثقافة العربية
البحث الثاني: نحو قواعد فقهيـة متجدِّدة حول الناسخ والمنسوخ
البحث الثالث: الإشكالية بين الفكرين القومي والديني
البحث الرابع : نحو تأسيس مفاهيم ووظائف معاصرة للجهاد
البحث الخامس: الإسلام: التاريخ والإيديولوجيا في فكر حزب البعث العربي الاشتراكي

مقدمة الكتاب
إذا كان على الكاتب أن يستند إلى قاعدة فكرية تؤسس لآرائه فإنني، من خلال الأبحاث الواردة في كتابي ها، استندت - كقاعدة فكرية – إلى الفكر القومي بما هو فكر حديث أرى أنه ما زال صالحاً للمرحلة المعاصرة.
ها الفكر – كما أنا مقتنع -جاء ليضع حلولاً لغرس علاقات إيجابية بين الأديان والمذاهب في داخل نسيج وطني أو قومي أصبح من اللازم عليها أن تتعاي في داخل دائرته، وأن تتفق على أسس موحدة على شتى الأصعدة الحياتية، بما فيها الاعتراف بالمذهبي أو الديني الآخر.
واستكمالاً لهذه القاعدة الفكرية فقد أوليت قاعدة مفاهيم وتعريف المثقف القومي أهمية في ذلك، ولهذا السبب قدمت لتلك الأبحاث ببحث أعرض فيه تعريفاً – من وجهة نظري الخاصة – للمثقف القومي العربي.
ولأن الدين الإسلامي هو السمة البارزة في تاريخ الأمة العربية، ولا يزال يمثل القاعدة الثقافية الأساسية عند أكثرية مواطني الأمة العربية.
ولأن الإسلام لا يزال يلعب دوراً مؤثرفي تشكيل أو إعادة تشكيل الحياة السياسية في معظم الأقطار العربية.
ولأن الكثير من الحركات الإسلامية تحولت إلى التبشير بنظام ديني سياسي يحكم باسم الشريعة الإسلامية على قاعدة إعادة الخلافة أو تطبيق حكم الأمة أو الفقهاء. ولأن تلك الحركات أصبحت من القوة وإثبات الوجود على أكثر من صعيد، ولأنها ليست موحدة الرؤى والاتجاهات، بل تعمل – في أكثر الأحيان – على تكفير بعضها البعض الآخر.
ولأن الأمة بمجموعها، الديني والعلماني، ليست مجمعة على تلك الدعوات.
لكل ذلك، وجدت أن هناك حاجة ماسة للعمل على قاعدة فتح آفاق الحوار بين تيار علماني، هو التيار القومي، وبين بعض المفاهيم الإسلامية – بشكل عام – الغاية منها الوصول إلى قواسم جامعة بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية.
ولأن المفاهيم الإسلامية متشعبة ومتنوعة، على قاعدة ما يؤمن به المسلمون من أن العقيدة الإسلامية تحيط بكل شأن من شؤون الحياة الدنيوية والأخروية، وقد يفوت قطار العمر إذا كان العمل من أجلها مرهون بجهد شخصي، آليت على نفسي أنجز ما أستطيع إنجازه من دراسات نقدية لبعض تلك المفاهيم من منظار قومي معاصر.
آملاً أن يكون الجهد الذي أبذله، كجزء من واجب معرفي عام، يسهم فيه بعض المفكرين العرب، مفيداً وحافزاً لحوار فكري بين تيارين من التيارات الفكرية التي تتكون منها القاعدة الثقافية والفكرية للمجتمع الذي تتشكل منه الأمة العربية كأحد المجتمعات الإنسانية المعاصرة.
لبنان في تموز / يوليو 2003
صادر عن دار الطليعة: بيروت: العام 2003