أزمة اليسار أم أزمة سماسرته


عبدالرحيم قروي
2023 / 4 / 27 - 02:53     

تتم مناقشة اشكالية "أزمة اليسار" من طرف من ساهم بكل ما يملك من وصولية وانتهازية سياسية في تمزيق اليسار ونهشه وشرذمته وتهميش مناضليه الحقيقيين وقمعهم والتضييق عليهم بواسطة المليشيات الحزبية اضافة الى الخدمة الجليلة المتمثلة في تبييض المؤسسات المغشوشة المزورة التي تشرعن للاستبداد والاستغلال.......... .فمن شيوعيي الحجاج الى منظّري فندق حسان الى اشتراكيي "النويبة" وغرق السفينة إلى الحمالات الشريفة والأساور الجميلة . وفقه التوالع وحلفاء شيوخ القومة وجهاد النكاح .............كلهم يرددون معزوفة "وحدة اليسار" في حين انها وحدة السماسرة والتهافت على الفتات .فبعد أن أدخلهم النظام المخزني في جبته هاهو الآن يشهّر بتفاهتهم وبلادتهم بالأوسمة والحمالات . في لعبة القرّاد الذي يعرض منتوجه في الترويض ويتفنن في مستوى التحكم لديه في سلوك القردة في الساحات العمومية . وباختصار شديد "الطماع ما كيقضي عليه غير الكذاب " . تدني في مستوى النقاش . والمداخلات أغلبها تعويم وتعميم وتبرير وهروب الى أساليب التمويه بخدعة " الإجماع " و"المصلحة الوطنية والأجواء الدولية".وماهي في الحقيقة سوى تسابق وتنافس على خدمة الاستبداد كل بطريقته ومن موقعه . وما يهمهم شيء أكثر من قبض الثمن بكل اريحية. وأظن أن التعرض من حين لآخر لأدوات النظام المبطنة في التضليل السياسي والتشويه والتشويش على الحركة الماركسية اللينينة ب"الاجتهاد الفقهي" باسم الخصوصية ضروري . لتنوير شعوبنا وتذكيرهم بأن الخوانجية اكثر خطورة على الحضارة الانسانية والتاريخ من أعتى الانظمة الاستبدادية في العالم وعلى مر التاريخ . وتزكيتهم من طرف التحريفية هو جزء من النصب والاحتيال لايحيد عن تحريف الصراع الطبقي . وفي اعتقادي أن مجرد الحوار مع الرجعية وبالأحرى التنسيق حتى "الميداني" منه كما يدعون للإحتماء بقوتهم التنظيمية الفاشية لتحقيق "بعض المطالب للجماهير" كما يزعمون أو صد هجمات العدو الطبقي كما يتوهمون . مجرد مناورة لإعطائها الشرعية النضالية حتى تركز وصايتها على البلاد والعباد .......فمن طمس حقيقة الصراع الطبقي وتحريفه وطمس حقيقة الواقع كنثيجة للتناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج وامتدادات الاستغلال الراسمالي بارتباطه بدوائرها الاقتصادية والسياسية والمالية تبعيا . إلى نشر وتوطين الغيبية في التحليل والتصور والتأويل الخرافي للمصير الاجتماعي على اساس الأرزاق السماوية .
فأسباب فشل ما سمي بالثورات العربية لما سمي زورا ب"الربيع العربي" هو غياب البرنامج المجتمعي الذي تتبناه هذه الأحزاب حتى داخل تنظبماتها وبالأحرى في علاقتها بالحماهير التي تدعي خدمتها . فمن الطبيعي ألا تفق التنظيمات السياسية الوطنية على برنامج استراتيجي موحد في بدايتها .نظرا لتعدد الرؤى وفق الموقع الطبقي لكل قوة سياسية وان كانت معادية للنظام السياسي القائم . لهذا استوجبت الضرورة السياسية الوطنية والحضارية تحالف عقلاني تحرري يجمع بين هذه القوى التي تؤمن بالديمقراطية استراتيجيا وليس فقط تكتيكيا مثلما تنهجه القوى الظلامية . حتى وإن كانت متناقضة ومتعددة لكنها متضررة في نفس الوقت من الإستبداد المتقاطع مع أنظمة الحكم القروسطي- مبدأ صراع المتناقضات ووحدتها وفق المنطق الديالكتيكي- في اطار حد أدنى وهو ما يسمى ب "الجبهة الوطنية من أجل التغيير"أو"الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية ". برنامج مرحلي في أفق تحقيق مجتمع اشتراكي يسير نحو الشيوعية وفق ما نؤمن به كماركسيين لينينيين.بقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الاستراتيجيين .لأن الثورة تجدد نفسها وتقاوم وتشق طريقها بتباث اذا رسمت خطها بكل وضوح . فمسارها يتخد الشكل الحلزوني تماما كحركة التاريخ. فلكي تصعد الجبل لابد من قطع المنعرجات والمتاريس والحواجز وأحيانا يضطرالمنطق الثوري للتدخل لازالة الأشواك. وهذا ما يستدعي استبعاد الانتهازية . فما فعلته أحزابنا غيرالموقرة في تحييد الطبقة العاملة والجماهير من الصراع يعكس التواطئ المكشوف مع الطبقة الحاكمة
فاصبحت بالنسبة له لاتعني شيءا سوى ادارة اطفاء عكس ما كانت تدعي وزاد ذلك تحالفها مع الفاشية الدينية . لهذا وجب القطع مع كل من يكولس ويناور على الجماهير حفاظا على الثورة المنشودة من السرقة . والحرص على ذلك لكي لاتحرف فتصبح أكثر استبدادا وديكتاتورية ودموية واجراما في حق الانسان والتاريخ .كما يريد أن يوهمنا البعض في تحالفه مع "جماعة العدل والإحسان .وأعتقد شخصيا انه لا علاقة لهذه الجماعة حتى بالصوفية كما تريد ان توهمنا . في جانبها الروحي الراقي , الا من خلال خروجها عن الزاوية البوتشيشية راعية الدجل في المغرب عن طريق شيخها عبدالسلام ياسين بعد ان استقطبه الحسن الثاني في اطار مخطط محاربة اليسار على المستوى المحلي في تناغم مع ما ترعاه السعودية وإسرائيل والنظام الهاشمي ضمن خدام واشنطن في سياق الحرب الباردة . ف"جماعة العدل والاحسان" جماعة دينية فاشية يضعها النظام الحاكم في الاحتياط لتبوء موقع التنفيس وخدمة الانجدة السياسية على المدى البعيد , اد لا تشكل بالنسبة له نقيضا سياسيا بحكم استراتيجيتها التي تقوم على " واطيعوا الله والرسول واولي الامور منكم " ما عدا دعوة الحاكم واستجداءه للصلاح . وهدا ما تؤكده وصية الشيخ عبدالسلام ياسين في رساءله "رسالة لمن يهمه الامر" وغيرها وموقف الجماعة في آخر لحظة بتوصيات السفارة الأمريكية على هامش الحراك الجماهيري ل 20فبراير 2011 وحراك الريف وجرادة بعد دلك وانسحابها في آخر لحظة في عز اي حركة يمثل اكبر ضربة للنضال الجماهيري . ودليل قاطع على ان الجماعات الدينية في "العالم العربي- الاسلامي" خصوصا فروع "التنظيم العالمي للاخوان المسلمين " لا علاقة لها بالصوفية كسلوك ونظرية فلسفية راقية تصل الى حدود التوحد الروحي بالعمق الانساني . بقدرتمثل احتياطا سياسيا للأنظمة الدكتاتورية في "العالم العربي الاسلامي" . وسيدتها الأمبريالية والصهيونية ,