بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني نيسان 2023


الحزب الشيوعي الفلسطيني
2023 / 4 / 24 - 18:28     

في يوم السبت، الموافق 22-04-2023، انعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث نقاش المجتمعون التطورات السياسية على مختلف الصعد المحلية، العربية والدولية.
على الصعيد المحلي، رأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني أنه منذ صعود اليمن الفاشي الصهيوني إلى سدة الحكم، تصاعدت وتيرة اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ضد أبناء شعبنا وتمثل ذلك في زيادة أعداد الشهداء والأسرى الفلسطينين نتيجة عمليات الاقتحام المستمرة والمتواصلة للمدن الفلسطينة، في محاولة من هذه الحكومة حسم معركة الصراع ضد الشعب العربي الفلسطيني، كما زادت عمليات هدم المنازل ومصادرة الأراضي في المناطق المصنفة ج في الضفة الغربية، وزادت وتيرة الاستيطان ونتج عن هذه الاجراءات تصاعد في عمليات المقاومة في مختلف مناطق الضفة الغربية ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين زادت اعتداءاتهم ضد السكان المدينين العزل، وبحماية جيش الاحتلال، وما جرى في بلدة حوارة، والعديد من القرى الفلسطينية هو شاهد حي على فاشية هذا الاحتلال، والتي وصلت بوزير ماليته المتطرف سموتريش بالدعوة لمحو بلدة حوارة عن الوجود، لكن كل هذه الاجراءات لم تثني من عزيمة شعبنا في التصدي لاعتداءات الاحتلال وقطعان ومستوطنيه، وازدات المقاومة قوة وانتشارا، كما تم نقل المعركة ضد أسرانا البواسل في باستيلات العدو الصهيوني، حيث حاول المتطرف بن غفير فرض اجراءات عقابية جماعية على أسرانا الأبطال لكن الحركة الاسيرة واجهت هذه الاجراءات وانتصرت بمعركة الأمعاء الخاوية، وتصاعدت الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني وسكانها الفلسطينيين، وعلى الأماكن المقدسة وتحديداً المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، حيث عمد الاحتلال الى فرض اجراءات تعسفية من أجل منع المصلين من الوصول للأماكن المقدسة من خلال الاغلاقات والأطواق الأمنية، وصولاً للاعتداء على المصلين العزل كما حدث في اعتداء الاحتلال الغاشم على المعتكفين داخل المسجد الاقصى، ونتيجة لهذه الإجراءات الفاشية والعنصرية، اشتعلت الضفة الغربية ضد الاحتلال، ودخل قطاع غزة المحاصر ولبنان وسوريا على خط المواجهة، مما أرعب الحكومة الصهيونية المأزومة داخلياً، وأجبرها على التراجع عن كل اجراءاتها العنصرية في العشر الآوخر من شهر رمضان، وخلال الاعياد المسيحة تم الاعتداء على المصلين ومنع وصول أبناء شعبنا من قطاع غزة إلى مدينة القدس من أجل القيام بطقوسهم الدينية المعهودة، وحذرت اللجنة المركزية أن تراجع هذه الحكومة عن اجراءاتها هو مجرد خداع حيث لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني سيحاول مرةً أخرى ترميم صورة الرع لديه، والتي تضررت بسبب الأحداث الأخيرة، ومما يجعل من الأمور أكثر خطورة أن هذه الحكومة مأزومة داخلياً ويتحكم بها المتطرفين العنصريين والفاسدين أمثال رئيس وزارء حكومة العدو الذي يواجه تهم فساد بحقه، وسقوط حكومته يعني سجنه خلف القضبان، كما أن حالة الانقسام الذي يعيشها المجتمع الصهيوني نتيجة ما يسمى بالاصلاحات القضائية يمكن أن تدفع هذه الحكومة لمغامرة عسكرية من أجل الخروج من أزمتها، ويكون الثمن هو الدم الفلسطيني والعربي على حد سواء، وكررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني دعوتها من أجل تشكيل جبهة وطنية عريضة معادية لأوسلو وإفرازاتها هدفها قيادة المقاومة من أجل تحرير الأرض والانسان وإقامة الدول الفلسطينية العلمانية المستقلة على كامل التراب الوطني دولة لكافة أبنائها وعاصمتها القدس الموحدة.

وناقشت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني إضراب المعلمين في المدارس الحكومية، الذين أضربوا من أجل حقوقهم المشروعة ورفع أجورهم وهي الأقل من بين كل الوزارات ولكن نتائج هذا التحرك المطلبي كانت هزيلة وذلك بسبب سيطرة البرجوازية العفنة على ما يسمى اتحاد المعلمين والذي يمثل أي شيء إلا المعلم كما مارست الحكومة الفلسطينية سياسة الترهيب بحق المعلمين من أجل اجبارهم للعودة لمدارسهم، إن سبب فشل أي عمل نقابي تخوضه النقابات في الضفة الغربية المحتلة هو كما أسلفنا سيطرة البرجوازية على هذه النقابات والتي لا تدافع عن حقوق العاملين بقدر الدفاع عن مصالحها ومصالح الطغمة الحاكمة الفاسدة، وبناء على ما تقدم دعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني كافة المنتسبين في النقابات عدم التصويت لصالح هذه الطبقة الفاسدة وانما التصويت للممثل الحقيقي للطبقة العاملة الفلسطينية والمعبر الفعلي عن تطلعاتها .

على الصعيد العربي والاقليمي، رأت اللجنة المركزية في الصراع الدائر في السودان، عبارة عن صارع بين مصالح البرجوازيات المحلية والإقليمية من أجل نهب ثروات الشعب السوداني وتقاسمها، وكذلك الأمر بسبب موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر، حيث تتصارع على أرض السودان الاحتكارت الأطلسية مع نفوذ البرجوازية الروسية ونفوذ الصين، وأعتبرت اللجنة المركزية أن الشعب السوداني هو الخاسر الوحيد لما يحدث على أرض السودان، وعبرت اللجنة المركزية عن تضامنها مع الشعب السوداني وطبقته العاملة والرفاق في الحزب الشيوعي السوداني في ظل هذه الحرب، وأعربت عن تخوفها من تقسيم السودان بسبب هذه الحرب بين الجنرالات والتي تهدف للسيطرة على الحكم والتحكم بمقدرات السودان، ودعت اللجنة المركزية كل القوى السودانية الشريفة للوحدة من أجل وقف القتال وتشكيل حكومة انقاذ وطني تقود المرحلة الانتقالية في السودان.

على صعيد الصراع في اليمن رأت اللجنة المركزية في وقف الحرب في اليمن انتصاراً للشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي الغربي، ورأت أن الأمور في اليمن لا زالت معقدة، فما زال اليمن مقسم فعلياً بين شمال وجنوب والجنوب مقسم بين جناحين جناح موالي للسعودية وآخر للإمارات، كل هذه الأمور تضع عقبات كبيرة أمام استمرار حالة السلم في اليمن واعتبرت أن حل هذه المشاكل المعقدة هي بيد الشعب اليمني وقواه الحية من أجل إعادة اللحمة لهذ البلد وقيادته لبر الأمان.

في الملف السوري اعتبرت اللجنة المركزية أن حصار سورية وعزلها اقليمياً وعربياً قد باء بالفشل حيث نشهد هناك انفراجة كبيرة في العلاقات العربية مع سوريا سوف تتوج قريبا بعودة سورية الى الجامعة العربية، وما كان لهذا أن يتحقق لولا صمود الشعب والجيش السوري في مواجهة المؤامرة الامبريالية ضدهم، ولكن لا زال هناك الكثير من العمل أمام السوريين إبتداءً بطرد قوات الاحتلال الامريكية والتركية من أراضيهم واستعادة كافة أرضهم من المجاميع الأرهابية في شمال غرب سوريا وعودة الدولة السورية لمناطق شرق الفرات حيث وجود القوات الأمريكية يمنع أي عملية تقارب مع قوات سوريا الديمقراطية.

على الصعيد الدولي، رأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، إن احتدام الصراعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في دول المركز يعبر أن أزمة بنيوية في النظام الرأسمالي العالمي، وعلى ضوء الحرب الروسية الأطلسية على الأراضي الاوكرانية نتج العديد من الأزمات الاقتصادية في دول الاطلسي وتصاعد الصراع الطبقي في تلك الدول، ولعل أكبر مثال على ذلك هي المظاهرات العمالية في كل من فرنسا وانجلترا ، هولندا، ألمانيا وصولا لدول أوروبا الشرقية، حيث يحاول النظام البرجوازي في تلك الدول التعتيم على الصراع الطبقي من خلال توجيه الأزمة باتجاه الحرب مع روسيا أو من خلال تحميل المهاجرين أسباب البطالة والفقر وحتى رفع سن التقاعد، وتستخدم البرجوازية كل آلتها الاعلامية الجبارة في المحاولة للتغطية على الصراع الطبقي وتضليل الطبقة العاملة وحرف بوصلتها في اتجاهات أخرى، وهنا يكمن دور الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية لتسلم دفة القيادة للطبقة العاملة وهدم النظام الرأسمالي الذي دمر كل شئ في هذا الكوكب من أجل الربح وسيطرة حفنة صغيرة من الرأسمال الاحتكاري على معظم سكان الكوكب، وتحديداً الطبقة العاملة وهي الطبقة المنتجة للثروة في المجتمع، واعتبرت اللجنة المركزية أن الأول من أيار من هذا العام يكتسب أهمية كبيرة من أجل تصعيد الصراع الطبقي في مختلف دول العالم حيث يشهد الصراع الطبقي تطوراً ملحوظاً في مختلف دول العالم، ورأت اللجنة المركز أن الإشتراكية والاقتصاد الموجه هما الحل الوحيد لكل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بعالم اليوم، فعالمنا أمام خيارين إما الاشتراكية أو الفناء.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني