عندما نراهن على إقناع المقتنع.....7


محمد الحنفي
2023 / 4 / 24 - 18:27     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

اليسار بدون المركزية الديمقراطية ليس يسارا:

إن ما تعودنا عليه، أن اليسار، لا يكون يسارا، إلا إذا اقتنع بالاشتراكية العلمية، كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، باعتبارها أساسا، ومنطلقا، لإيجاد أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. بالإضافة إلى اعتبارها: كوسيلة، وكهدف، كما قال الشهيد عمر بنجلون، في تقديم التقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي، المنعقد في يناير 1975، مما يعطي لليسار الحقيقي، مكانته، التي يجب أن يرتقي بها اليسار، على المستوى التنظيمي، والأيديولوجي، والسياسي، وعلى مستوى التمبدأ، بمبدإ المركزية الديمقراطية، الذي يعطي للديمقراطية، حسا سليما، دقيقا، يجعل التنظيم الحزبي، يستحضر كل أشكال التقدم، والتطور، الذي يتم بثه في الممارسة الديمقراطية للحزب، التي تقتضي إشراك القواعد الحزبية، الذين يبدون آراءهم جميعا، فيما يقبل الحزب على اتخاذه من قرارات، تهدف إلى تحريك الجماهير الشعبية الكادحة، في اتجاه معين.

وحزب اليسار، بدون المركزية الديمقراطية، وبدون الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبدون اعتباره حزبا للطبقة العاملة، هو حزب يفتقد الأسس، التي تجعل منه حزبا مناضلا، يتحول إلى مجرد حزب انتخابي صرف، يصنف إلى جانب معتنقي ديمقراطية الواجهة، التي شرعنها الحكم المخزني، الذي أو صد جميع الأبواب، في وجه قيام ديمقراطية حقيقية، بمضامين اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، ديمقراطية من الشعب، وإلى الشعب، تعمل على محاربة الفساد، وتفتح عيون المواطنين عليه، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يجدوا أنفسهم محاصرين لكل أشكال الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهذا الحصار، يهدف إلى فتح جميع ابواب المغرب، على مصراعيها، من أجل دخول جميع أنواع الفساد، التي أصبحت تستنبت في التربة المغربية، وتشاع في المجتمع المغربي، الذي يقتضي تطهير المجال، من كل أشكال الفساد، المنتشرة فيه: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وانتخابيا، وغير ذلك، مما يمكن أن يتسرب إلى الإدارة، من أجل تنظيفها من الفساد الإداري، وإلى الجماعات الترابية، من أجل تطهيرها من الفساد الجماعي، وإلى الانتخابات، من أجل تطهيرها من الفساد الانتخابي.

فالمسؤولون الذين شرعنوا الفساد، وحافظوا عليه، حتى يفيدهم أكثر، والذين تخلوا عن محاربة الفساد، بتخليهم عن الاشتراكية العلمية، وعن المركزية الديمقراطية، وعن أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، وصار على نهجه الفقيد أحمد بنجلون، فيعمل على المحافظة عليها، ثلة من المناضلات، والمناضلين، الوفيات، والأوفياء، اللواتي، والذين يحرصن، ويحرصون على استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره حزبا للطبقة العاملة، وباقتناعه بالاشتراكية العلمية، واخذه بمبدإ المركزية الديمقراطية، حتى يستحق أن يصير حزبا ثوريا، حتى يصير، فعلا، في مواجهة كافة أشكال الفساد، التي ينتجها الحكم، وتنتجها مؤسساته المختلفة، وتنتجها الأحزاب الانتخابية، التي تحول المغرب إلى سوق للنخاسة.

وإذا كان المدعون لليسار، لا يقتنعون بالاشتراكية العلمية، بل يعادونها، فإنهم، كذلك، لا يقتنعون بالمركزية الديمقراطية، ليؤكدوا، كذلك، أنهم لا يقتنعون بالديمقراطية الداخلية، التي تجعل جميع أعضاء التنظيمات القاعدية، تبدي رأيها، فيما يقبل عليه الحزب اليساري، فإنه يعتبر، كذلك، غير يساري؛ لأن اليسار، يكتسب من الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، في العلاقة بين القيادة، والقواعد الحزبية، وبين القواعد الحزبية، والقيادة.

فالقواعد الحزبية، تتعطش إلى المساهمة في بناء أي قرار، تقدم عليه القيادة الحزبية. والقيادة الحزبية، تحرص على إشراك القواعد الحزبية، في بناء القرار الحزبي، وبعد اتخاذ القرار، يؤول الأمر إلى القيادة الحزبية، التي تشرف على قيام القواعد الحزبية، بالالتزام بتنفيذ القرار الحزبي. وهو ما يسمى علميا، بالمركزية الديمقراطية.

والأحزاب التي تجعل مبدا المركزية الديمقراطية، والأحزاب التي تفعل مبدأ المركزية الديمقراطية، هي الأحزاب التي تقتنع بالاشتراكية العلمية، وهي التي يمكن تسميتها: بالأحزاب اليسارية.

ومشكل المنسحبين، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أنهم انسحبوا من حزب يقتنع بالاشتراكية العلمية، ويأخذ بمبدأ المركزية الديمقراطية، ليندمجوا في حزب، لا يقتنع بالاشتراكية العلمية، ولا يأخذ بمبدإ المركزية الديمقراطية، التي تعبر عن احترام، وتفعيل الديمقراطية الداخلية، التي تقتضي إشراك جميع الأعضاء، في بلورة القرار، وقبل اتخاذه، على المستوى المركزي، حتى يتأتى لجميع الحزبيين، أنهم لا يختلفون عن القيادة الحزبية، والقيادة الحزبية، لا تختلف عنهم.

أما الحزب الذي لا يأخذ بالمركزية الديمقراطية، هو حزب غير ديمقراطي، ولا يشرك قواعده في بلورة القرارات الحزبية، كمشروع، يتم اتخاذه مركزيا. وأعلى هيأة يمكن أن تبث فيه، هي المجلس الوطني، الذي تساهم في تكوينه القواعد المحلية، والإقليمية، والجهوية، والتنظيم الوطني، بالإضافة إلى التنظيمات الوطنية القطاعية.

غير أن التنظيم، الذي لا يقتنع بالاشتراكية العلمية، ولا يأخذ بمبدأ المركزية الديمقراطية، يصير فيه القائد الحزبي، هو كل شيء، وتصير فيه القواعد الحزبية، خاضعة لإرادة القائد، ولا تستطيع أن توجه النقاش المركزي، كما لا تستطيع ممارسة النقد على القيادة الحزبية، ولا يوجد شيء اسمه القيادة، التي تكتسب قوتها من القواعد الحزبية؛ بل إن من يعتبر مع القواعد الحزبية، هو الذي يكتسب قوته من التملق، للمتواجدين في القيادة الحزبية، إن لم يتملقوا للقائد الحزبي، مباشرة، حتى يمتلكوا القدرة على الاستقواء على الحزبيين، وعلى المنخرطين، في الإطارات الجماهيرية، التي ينتمي إليها الحزبيون، أو تعتبر نفسها تابعة إلى الحزب، أو تعتبر نفسها حزبية.

والخلاصة التي نصل إليها، أن المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المندمجين، بدون شروط، في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، انسحبوا من حزب يقتنع بالاشتراكية العلمية، ويأخذ بمبدإ المركزية الديمقراطية، واندمجوا في حزب لا يقتنع بالاشتراكية العلمية، ولا يأخذ بمبدإ المركزية الديمقراطية، مما يجعلهم ينسحبون من ميدان، يعرفون عنه كل شيء، إلى ميدان، لا يعرفون عنه أي شيء، وبدون شروط، ليضيعوا، بذلك، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ويبنون حزبا يستقطب من الشارع، ليبني تنظيماته المختلفة، يستغل التنظيمات الجماهيرية؛ لأننا لا نناضل من أجل الأحزاب، بقدر ما نناضل من أجل أن يصير التغيير لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن تتغير أوضاع الجماهير الشعبية الكادحة.