: من ارث لينين العظيم ( بمناسبة الذكرى ال 153 لميلاد لينين( 1870-2023)


نجم الدليمي
2023 / 4 / 22 - 20:48     

من ارث لينين:: الدليل والبرهان
ان من ارث لينين العظيم هو قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي غيرت مسار العملية التاريخية في العالم وكذلك يعتبر مؤسس الدولة السوفيتية دولة العمال ومؤسس حزب بروليتاري من طراز جديد فعلاً وهو من حول روسيا القيصرية المتخلفة في جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية... الى دولة عظمي هذه الدولة وهذا الحزب الشيوعي السوفيتي الذي حقق الانتصارات على قوى الثورة المضادة والتي دعمت وأسندت من قبل 14 دولة امبراطورية عدوانية بزعامة الامبريالية البريطانية وحلفائها المتوحشين وعملائها في داخل ، روسيا السوفيتية للمدة 1918-1922، وهي فعلاً حرباً اهلية طاحنة هدف قوى الشر الامبريالية هو تقويض الدولة السوفيتية ولكنهم فشلوا بذلك، وكانت الضحايا كبيرة وتراوحت ما بين 8-10 مليون شهيد ، وهرب قادة الثورة المضادة الى الغرب الامبريالي بزعامة بريطانيا في وقتها وتم التركيز على تطوير الاقتصاد الاشتراكي السوفيتي بالاعتماد على الموارد البشرية والطبيعة السوفيتية وتم وضع الخطط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية لتطوير الاقتصاد والمجتمع السوفيتي وخطة كهربة البلاد السوفيتية كانت احد اهم ركائز التطور الاقتصادي والاجتماعي للدولة السوفيتية وعندما سئل لينين العظيم ما تعني لكم الشيوعية؟ اجاب ان الشيوعية تعني سلطة الشعب مضافاً اليها الكهرباء، ان هذا التحديد يحمل معنى كبير حول اهمية الكهرباء للاقتصاد والمجتمع وبدون كهرباء لا يوجد اي تطور اقتصادي واجتماعي.. في المجتمع، ومن ارث لينين العظيم هو انه قد حطم وفكك النظام الكولينيالي العالمي ، وبسبب ذلك ظهرت عشرات الدول في اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية قد حققت استقلالها السياسي وعملت وتعمل الان على التحرر الاقتصادي لان لاقيمة للتحرر السياسي بدون التحرر الاقتصادي وكما قدم الاتحاد السوفيتي من 1950-1985 مساعدات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية.. للبلدان النامية وبدون شروط بدليل كان الاتحاد السوفيتي خلال الفترة المذكورة يقبل نحو 100 الف طالب وطالبة من البلدان النامية للدراسة في المؤسسات العلمية في الاتحاد السوفيتي ومجانا وتم بناء ما يقارب من 7000 مؤسسة صناعية لهذه البلدان وبكلفة قليلة او اشبه بالمجان السد العالي في مصر، سد الفرات في سورياً ،قناة الثرثار في العراق مصنع الحجار في الجزائر وغيرها من المشاريع الاخرى في البلدان النامية وتم انشاء نحو 300 مزارع ، تعاونية، مزارع دولة، هذه الانجازات وغيرها قد ارتبطت بدور واسم لينين العظيم قائد البروليتاريا.

ارث لينين في الميدان الفكري :: مقولات، وصايا
اولا:: لينين يقول... لينين يحذر.
** يقول لينين (( نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر وصعب، متكاتفين بقوة، يطوقنا الاعداء من كل الجهات، لقد اتحادنا بملئ ارادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الاعداء بالذات، لا للوقوع في المستنقع المجاور.... اتحدنا في جماعة.... وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة....)). وكما اشار لينين الى مسألة غاية في الأهمية وهي (( يجب علينا قبل ان نتحد، ولكي نتحد،ان نضع الحدود الفاصلة بصورة حازمة وقاطعة.... وان الوحدة هي عمل عظيم وشعار عظيم ولكن القضية العمالية بحاجة الى وحدة ماركسيين، لا الى وحدة ماركسيين مع اعداء الماركسية ومشوهيها وان اساس الوحدة يكمن بالالتزام الطبقي للحزب)).( 1).

ثانياً :: وصايا لينين... ولمن المستقبل
** يجب على المخلصين من الشيوعيين ان يتذكروا وصية قائد ورسول الفقراء لينين (( ان الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الآن، فنيت لأنها اصيبت بالغرور، ولم تستطيع ان ترى اين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها اما نحن فلن نفنى ، لأننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف.... ان الاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي إلا نتيجة للقوة، اما الرياء فهو نتيجة للضعف)). وكما اكد قائد البروليتاريا العظيم (( في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الجهل او بشكل متعمد ومحسوب لها)).
** ان الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري تؤكد الحقيقة الموضوعية وهي ان المستقبل هو لحزب الطبقة العاملة وحلفائها الذي يعتمد في عمله نشاطه على نظريته العلمية والثورية، وهي النظرية الماركسية- اللينينية، ولا يمكن فصل تجزئة هذه النظرية الثورية والعلمية، وان حدث من قبل بعض القيادات المتنفذة في بعض الاحزاب (( الشيوعية)) فان هذا العمل يعد خيانة عظمى وتحريف مقصود يصب لصالح الطغمة المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي، اي لصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة سواء في دول المركز او في دول الاطراف، وهي قيادة ليست شيوعية وليس لها علاقة بالنظرية الماركسية اللينينية ولا بفكر ماركس، ولا بفكر انجلس ولا بفكر لينين...،
** ان المستقبل للشعوب الطامحة لبناء مجتمعها العادل، المجتمع اللاطبقي وهذه هي سنة وتطور الحياة الحتمي وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
** ان تحقيق هذا الهدف السامي والنبيل والعظيم يتطلب وحدة الاحزاب الشيوعية داخل كل بلد، وعلى الصعيد الاقليمي والدولي والتي تستند على اساس النظرية الماركسية اللينينية والالتزام بالثوابت المبدئية والوطنية والطبقية فالشيوعية هي الخيار وهي مستقبل الشعوب وهي تشكل النهاية الحقيقة لتاريخ المجتمع اللاطبقي، المجتمع البشري. ( 2).

ثالثاً :: بعض مقولات رسول الفقراء
1- ا ن (( مبدأ ديكتاتورية البروليتاريا انما هو الحفاظ على التحالف بين البروليتاريا والفلاحين لكي تتمكن البروليتاريا في الاحتفاظ بالدور القيادي وسلطة الدولة.... وان المهمة الرئيسية لديكتاتورية البروليتاريا تكمن في بناء الصناعة والزراعة على الاسس الاشتراكية والقيام بالثورة الثقافية ذات النمط الاشتراكي في شكلها ومضمونها واعادة بناء مجمل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية على اسس الاشتراكية العلمية... ان اقامة ديكتاتورية البروليتاريا تعني الظفر بالديمقراطية)).
2- يؤكد لينين العظيم (( يجب ان نملك الشجاعة والجرأة وننظر بشكل مباشر الى الحقيقة المرة بان الحزب مريض)).
3- يشير المفكر العظيم لينين (( يفقد الحزب هيبته ولا يستطيع ان ينهض بدور زعيم الطبقة العاملة والشغيلة اذا لم يعد يلاحظ نواقصه ولا يفضح دون هوادة سلبياته)). كما اكد لينين (( من المستحيل التطلع الى الثورة الاجتماعية بدون النضال ضد الانتهازية بدون تمييز مبدئي واضح بين الثوريين والانتهازين)).
4- يوضح لينين (( اننا نقف الى جانب المركزية الديمقراطية وينبغي الادراك بوضوح، كم هو بعيد الفرق بين المركزية الديمقراطية وبين المركزية البيروقراطية، من جهة اخرى، وبينهما وبين الفوضوية من جهة اخرى)).
5-يوكد العالم والفيلسوف والمفكر لينين (( ان واجب الشيوعيين هو عدم السكوت عن نقاط الضعف في حركتهم، بل انتقادها علناً من اجل التخلص منها بمزيد في السرعة والجذرية)).
رابعاً -- مما يؤسف اليه ان بعض الاحزاب الشيوعية والقيادات المتنفذة في هذه الأحزاب (( الشيوعية)) عادت وتعادي لينين سراً او بالعلن، وقدمت على توجيه سمها الاصفر بالضد من النظرية الماركسية- وقدمت على فصل اللينينية عن الماركسية ، واصبح خطابها السياسي ليس له علاقة لا بالماركسية لا باللينينة انه خطاب سياسي هجين في شكله ومضمونه وان معاداة اللينينية تعني معاداة الماركسية والشيوعية وهذا يشكل خط، نهج تحريفي / انتهازي خطير في الحزب، وان بعض الاحزاب الشيوعية قد نست، او تناسب دور ومكانة لينين في الميدان الفكري والسياسي... والغالبية العظمى لم تدرس ارث لينين العظيم، بل قرأته فقط والفرق بينهما كبيراً ، في حين عندما كان الاتحاد السوفيتي قبل 1991 يتم التسابق في الحضور الى موسكو والمشاركة في المناسبات الفكرية ومنها حول لينين، ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى...، الان اختفى كل ذلك حتى لم يكتبوا شيئ في اعلامهم الحزبي ولاسباب عديدة ومنها عدم ازعاج (( الحلفاء - الأصدقاء)) الجدد التحول الفكري، اي تبني النقيض او اعتبارات اخرى. فجميع هذه الاعتبارات وغيرها تعد خيانة فكرية سواء كان ذلك بجهل او بغباء او مخطط ومحسوب لها، فهي تعد خيانة عظمى.
ان ارث لينين العظيم، باقي وصحيح واغنائه وتطويره يعد ضرورة موضوعية ملحة اليوم، ولكن الاقلام الصفراء والمشبوهة والمأجورة لا ولن تستطيع ان تشوه لينين العظيم وفكره العلمي ، مهما ضخت لهم من كمية الاوراق الخضراء من اجل العمل على نفي دور ومكانة لينين وارثه العظيم فهؤلاء مصيرهم مزبلة التاريخ وهو المكان الطبيعي للخونة والعملاء والطابور الخامس والليبراليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون من امثال غورباتشوف ،ياكوفلييف ،شيفيرنادزة ،يلسين ،كرافجوك ،ارباتوف، بوبوف، كوزيروف ،بوربوليس اناتتولي جوبايس، وغيرهم من خونة الفكر والشعب السوفيتي.
نعتقد من حق اي سياسي ان ينتقد ولكن ينبغي وان يكون النقد موضوعيا وعلميا وان يكون الناقد لديه اسهامات فكرية في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والايدولوجي... وان لا يكون نقده من اجل النقد او متاثر بالاعلام البرجوازي الاصفر المشوه للحقائق الموضوعية والعلمية والمصداقية، وان بعض النقاد هم متاثرون بالاعلام الغربي المؤدلج بالدرجة الأولى وليس لديهم اي اسهامات فكرية اصلاً فهذا غير واقعي وغير علمي وموضوعي فهؤلاء(( النقاد)) اما لجهلهم بالامور او مدفوع الاجر لهم وهؤلاء لم يستطيعوا الجلوس حتى في المرافق الصحية، نعتذر عن هذا الوصف ولكن هذه هي الحقيقة الموضوعية والمرة لهؤلاء (( النقاد)) فهم اما خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي او جهلة، دراويش لا يفقهون شيئا في علم السياسة والاقتصاد اصلاً، وهؤلاء وغيرهم من ساند مشروع الحكومة العالمية، الا وهو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991 والنتائج لا تحتاج إلى تجاهل او تعليق على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
المصادر ::
1-د. نجم الدليمي، رؤية مستقبلية حول ضرورة وحدة الشيوعيين العراقيين واقع وافاق الديمقراطية في العراق لمرحلة ما بعد عام 2014 ( بمناسبة الذكرى ال 80 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، بغداد، السنة 2014،ص،9.
2- المصدر السابق، ص،25.
3- جريدة البرافدا السوفيتية، 20-21/ ابريل - 2023 باللغة الروسية.
4- جريدة روسيا السوفيتية، في 21-22/ ابريل - 2023، باللغة الروسية.

موسكو - 22/ ابريل - 2023.