عندما نراهن على إقناع المقتنع.....5


محمد الحنفي
2023 / 4 / 21 - 00:19     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

كيف نجعل اليسار يتوحد على أساس الاقتناع بالمنهج الاشتراكي العلمي؟

وقد سبق أن ذكرنا، سابقا، أن اليسار إذا لم يقتنع بالاشتراكية العلمية، لا يعتبر يسارا. فالاقتناع بالاشتراكية العلمية، شرط وجود اليسار، والأحزاب التي تسمي نفسها يسارية، وهي لا تقتنع بالاشتراكية العلمية، إنما هي أحزاب للبورجوازية الصغرى، التي لا تهتم إلا بتحقيق تطلعاتها الطبقية، التي ترفع مكانتها، إلى مستوى البورجوازية، أو إلى مستوى الإقطاع، أو إلى مستوى التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، لتصير البورجوازية الصغرى، بورجوازية كبرى، أو تصير إقطاعا، أو تصير تحالفا بورجوازيا إقطاعيا متخلفا.

والسؤال الذي يفرض علينا نفسه، في إطار تحقيق البورجوازية الصغرى لتطلعاتها الطبقية، هو:

هل كل البورجوازيين الصغار، يحققون تطلعاتهم الطبقية؟

إنما نعرفه، ويعرفه الحكم، ويعرفه المعنيون، أن أفراد البورجوازية الصغرى، أو الذين يحملون عقلية البورجوازية الصغرى، من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يمكنهم أن يحققوا تطلعاتهم الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وقيادتهم، في تنظيمهم السياسي، وحدها، يمكن أن تحقق تلك التطلعات الطبقية، عن طريق:

أولا: تحول أعضائها إلى عملاء للسلطة المغربية، أو للسلطات، التي تمكنها، على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو الجهوي، أو الوطني، مما يجعل قيادات البورجوازية الصغرى، تمارس العمالة الطبقية، للمؤسسة المخزنية، أو للبورجوازية، أو للإقطاع، أو للتحالف البورجوازي الإقطاعي، مما يجعل قيادات البورجوازية الصغرى، المريضة بالتطلعات الطبقية، تنحشر في صفوف العملاء الطبقيين، حتى تثبت أنها جديرة، بأن تتلقى امتيازات الريع، التي تحقق تطلعاتها الطبقية.

ثانيا: شروعهم في تلقي الامتيازات، التي تمكنهم من ذلك، وتجعلهم يحرصون على الحصول على المزيد من الامتيازات، التي تقف وراء إحداث تراكم هائل، من الثروات، التي تنقل القيادات البورجوازية الصغرى، إلى مستوى الأثرياء الكبار، وخاصة، إذا صارت مالكة للمزيد من العقارات، في المجال الحضري، أو في المجال القروي، أو فيهما معا، حتى يحسبوا من البورجوازيين الكبار، أو من الإقطاعيين الكبار، أو من التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

ثالثا: استغلال الانتخابات، من أجل الوصول إلى تحقيق التطلغات الطبقية، عن طريق:

ا ـ استغلال التواجد في الجماعات الترابية، والتحايل على الأعضاء، ومن أجل التمكن من الوصول إلى رئاسة المجلس الحضري، أو القروي، والتمكن من التصرف، في ممتلكات الجماعة الترابية، وفي مواردها المالية، وفي مصالحها المختلفة، وفي ممتلكاتها العقارية، بهدف تحويلها إلى مجرد ضيعة، له ينهب ما شاء له النهب، ويرتشي ما شاء له الارتشاء، ويفوت لنفسه ممتلكات الجماعة، ويسخر الآليات الجماعية، من أجل تحقيق الفوائد الكبيرة، في مختلف المشاريع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. الأمر الذي يترتب عنه: أن رئاسة أي بورجوازي صغير، استطاع الوصول إلى رئاسة أي جماعة، يكون متمكنا من نهب ثروات الجماعة، ومن استغلال آلياتها، والتصرف في ممتلكاتها، ومن الارتشاء المتفاحش، في تقديم خدماتها، يمكنه، وبالسرعة الفائقة أن يصير من البورجوازيين، أو من الإقطاعيين، أو من التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

ب ـ استغلال تواجده في البرلمان، من أجل التمكن من تحقيق المزيد من الامتيازات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا. وإذا كان الأمر كذلك، فإن استغلال أي برلماني، لمسؤوليته البرمانية، فإنه يصير من أتباع المسولين محليا، أو إقليميا، أو جهويا، او وطنيا. والوصول إلى تحقيق ما يريد، عن طريق الانبطاح، بالإضافة إلى ما يتلقاه من أتاوات من الحكومة، مقابل التصويت على برنامجها، زيادة على ما يستفيد من مختلف الوزارات، عن طريق تحقيق المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ج ـ تمكين الرؤساء الجماعيين، والبرلمانيين، من تعويضات معتبرة، بالإضافة إلى استفادتهم من تخفيضات معينة، على مستوى النقل، وعلى مستوى اقتناء البضائع، وعلى مستوى اقتناء التجهيزات، والآليات المختلفة، مما يجعل خدمة مصالحهم الطبقية، حتى تستطيع جعلهم يتطورون: ماديا، ومعنويا، بمتوالية هندسية.

د ـ الأتاوات، التي يتقاضاها رئيس الجماعة، أو البرلماني، من المواطنين، الذين يتدخلون لخدمة الجهات الرسمية، التي تخدم مصالحهم: المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن رئاسة أي جماعة، والتواجد على أي مقعد برلماني، يمكن أن يستغله البورجوازي الصغير، من أجل الإثراء السريع، في علاقته مع السلطات المحلية، أو في علاقته مع الحكومة، أو في علاقته بأي وزارة، أو في علاقته بعامة الناس، أو في علاقته بالمؤسسة المخزنية، حتى يتأتى له العمل، على جعل البورجوازي الصغير، يصير محميا، بحيله، التي يركبها، من أجل الوصول إلى صيرورته من كبار الأثرياء، من لا شيء، خلال مسيرته.

رابعا: التمظهر بالتدين، لإلهاء الناس عن التفكير في مصادر ثرواتهم، التي لا تعد، ولا تحصى، وحتى يقولوا جميعا لعامة الناس: إن الله أعطاهم. ونحن جميعا نعرف: أنهم كونوا تلك الثروات، بطرق غير مشروعة، وحتى إذا كانوا تجارا، فإنهم لا يقنعون بالنسبة المخصصة لهم، حتى نقول: إن التجار يكونون ثرواتهم بطرق مشروعة، خاصة وأن الدولة، لا تراقب، ولا تعمل على وضع حد للفساد، إلا إذا استشرى أمره، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

فتحول رؤساء الجماعات الترابية، والبرلمانيين، إلى عملاء للسلطات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، هو المدخل، للحصول على الامتيازات، التي تتناسب مع درجة عمالتهم للسلطات المسؤولة، واستغلال الانتخابات، من أجل الوصول إلى تحقيق التطلعات الطبقية، والتمظهر بالتدين، لإلهاء الناس، عن رؤيتهم للأساليب غير المشروعة، التي يكونون بها ثرواتهم، والتي توقفنا على:

من هم هؤلاء الأثرياء الذين يقاس بهم المغرب، في هذا الزمن الصعب؟

وكيف كونوا ثرواتهم؟

وانطلاقا مما سبق، وبناء على ممارسة البورجوازيين الصغار، الذين يدعون انتماءهم إلى الأحزاب اليسارية، التي لا تتجاوز أن تكون أحزابا يمينية، للبورجوازية الصغرى، والتي نسق معها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وتحالف معها، وكون معها فيدرالية اليسار الديمقراطي، وكان المفروض: أن لا ينسق معها، وأن لا يتحالف معها، وأن لا يكون معها فيدرالية اليسار الديمقراطي، حتى يحافظ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على هويته، وأن لا ينسق إلا مع الأحزاب المقتنعة بالاشتراكية العلمية، حتى يبني بناء اشتراكيا علميا سليما، في أفق إيجاد المجتمع الاشتراكي العلمي المتطور.