الربيع الأمازيغي يؤجج النضال التحرري


كوسلا ابشن
2023 / 4 / 20 - 22:58     

الربيع الأمازيغي حالة دنامية مستمرة في تاريخ النضال الأمازيغي ضد السياسة الكولونيالية القائمة على التمييز العنصري و الإستبداد الوحشي و الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الشعب الأمازيغي. لم تكن تافسوت إمازيغن حالة عرضية و لا رغبة فردية بل هي حالة تاريخية لإستمرارية حركة النضال التحرري الأمازيغي في مواجهة النظام الكولونيالي الهمجي و سياسته اللاإنسانية في إستعباد و إستغلال الشعب و إنتهاك حقوقه الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية.
قمع إنتفاضة الربيع الأمازيغي بوحشية و شن حملة إعتقالات في صفوف المناضلين الأحرار, قد أفشل الإنتفاضة في حالتها السلمية و هي نتيجة حتمية في ظروف الإضطهاد الكولونيالي الهمجي و في ظروف عدم نضوج ميكانيزمات التحول الثوري و الإنتصار على الكولونيالية, لكن الفشل في مثل هذه الظروف لم يفرمل النضال الثوري التحرري, بقدر ما يهيئ الظروف الذاتية بالإرتباط مع الحالة الموضوعية لنضوج الحالة الثورية. النضوج الثوري التحرري لا يحدد بالزمن, فهو حلقات من الصراع المستمر بين النظام الكولونيالي و الشعب الأمازيغي في أشكاله القومية المختلفة, الإجتماعي, السياسي و الثقافي. دينامية الربيع الأمازيغي هي حالة طبيعية في النضال التحرري, لا يتوقف و لا ينتهي بالقمع الدموي (1980) و لا بالقتل العشوائي (2001), و لا بمحاولة آبادة لقبايل بحرق غابات المنطقة, و لا بالإغتيالات الجبانة لعشرات من المناضلين و على رأسهم ( مولود معمري و معتوب لوناس و كرماح مسينيسا و ...) و لا بالإعتقالات التعسفية, النموذج المناضلة (كاميرا نايت سيد), فالربيع هو الصيرورة النضالية المستمر في الزمن الإستعماري و المتجسد في كل نضالات الشعب الأمازيغي ضد النظام الكولونيالي بما فيها الإنتفاضة السلمية التي إندلعت في بلدة خراطة القبايلية يوم 16 فبراير 2019, لتمتد شرارتها الى جميع مناطق البلاد المحتلة. إذا كنا نستذكر اليوم الإنتفاضة السلمية (الربيع الأمازيغي), و ما تعرض له الأمازيغ آنذاك من تقتيل و إعتقالات و تنكيل, لنبين أن النظام الكولونيالي لم يستطيع دفن النضال التحرري الأمازيغي, بل مده الربيع بالقوة و الصمود و الإستمرار في عملية حركية و دينامية النضال الواعي في تحديد التكتيك و الإستراتيجية في العملية الثورية التحررية. النظام العسكري الكولونيالي بهمجيته إستطاع قمع الربيع الظرفي, لكنه لم يدرك أنه أعطى الحياة للربيع الدائم, القابل على حفر قبر الإستعمار. الإستبداد المطلق و الجمود الفكري لا يحفز على التفكير المستقبلي, و بالوصف اللينيني (ينظرون الى حد أنفهم مما يصابون بالعمى), فالربيع الأمازيغي هو صانع الوعي القومي المعاصر, و المؤسس للحركة السياسية الأمازيغية بمطالبها الحقوقية أو بمشروعها التحرري, و لم ينحصر الوعي القومي التحرري على لقبايل فحسب, بل إمتدى الى كامل جغرافية بلاد الأمازيغ (تمازغا), لينطلق صوت الأحرار المعبر عن عدالة قضية الشعب الأمازيغي و المندد بسياسة التمييز العنصري و الإستبداد السياسي المكمم للأفواه و الزج بالمناضلين الأحرار في غياهب معتقلات القرون الوسطى. سياسة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و مصادرة حرية الرأي و حرية التعبير داخل بلاد الأمازيغ, أفسح الطريق لدينامية النضال الأمازيغي في أوروبا و خاصة في فرنسا, مركز حركية النضال لقبايلي صانع ميلاد الربيع الأمازيغي, الواقفة وراء حكومة لقبايل في المنفى, و وراء حركته السياسية (ماك) المطالبة بإستقلال لقبايل, الحركة التي نظمت مظاهرة شعبية ضخمة في باريس بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي لسنة 2023, ضم جميع فئات الشعب الأمازيغي عامة و لقبايلي خاصة, لتعلن للنظام الكولونيالي أن الربيع مستمر في نضاليته و كفاحه الدؤوب حتى تحرير أرضه و دحر النظام الكولونيالي البغيض.
تافسوت إمازيغن خطوة نوعية في النضال الأمازيغي التحرري الثوري, وسيظل مشعل يضيئ درب الكفاح الأمازيغي حتى النصر.
المجد والخلود لشهداء الربيع الامازيغي (1980-2001), و المجد و الخلود لكل شهداء القضية الأمازيغية, و التضامن اللامشروط مع كل المعتقلين السياسيين في معتقلات النظام الكولونيالي العروبي.