بمناسبة الأول من أيار تطور النضال الطبقي للعمال، طريق تحرر المجتمع بأسره


منظمة البديل الشيوعي في العراق
2023 / 4 / 20 - 20:47     

بمناسبة الأول من أيار
تطور النضال الطبقي للعمال، طريق تحرر المجتمع بأسره

الأول من أيار، يوم التلاحم الاممي للطبقة العاملة ونضالها التحرري من اجل الغاء عبودية العمل المأجور، وتحرير نفسها والبشرية قاطبة من النظام الرأسمالي ومآسيه.
تعاني معظم الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية المحيطة بها اليوم، في مختلف بلدان العالم بما فيها العراق، من الافقار والاضطهاد الاقتصادي الشديد، والبطالة وتردي الواقع الصحي والحرمان، ومن جميع اشكال القمع والتهميش والتمييز، وتواجهها مخاطر التسلح والعسكرتاريا وحروب الدول الرأسمالية الامبريالية والقوى الإقليمية، ويعيش قسم كبير منها تحت براثن الأنظمة الدكتاتورية البرجوازية وتياراتها الحاكمة الرجعية من القومية والدينية والنيو فاشية، ودكتاتوريات رأسمالية الدولة في الصين وكوريا وغيرها التي تحكم باسم العمال.
في خضم هذه الظروف الناجمة عن سيادة النظام الرأسمالي العالمي المـتأزم، وفي أوضاع ما سببه هذا النظام من الدمار للبيئة ولحياة مئات الملايين من البشر نتيجة التصحر والحرائق والفيضانات، تنامت نضالات ومساعي العمال والمفقرين والفئات المضطهدة والمظلومة في بلدان العالم المختلفة لتحقيق مطالبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بحيث عمقت اكثر فاكثر من شدة وابعاد ازمة هذا النظام وباتت تُغّير ميزان القوى لصالح العمال في حالات عديدة.
لقد وجهت الطبقة العاملة في فرنسا ضربة مؤلمة لحكومة ماكرون وسياساتها المناهضة للمتقاعدين والتي تزامنت مع احتجاجات العمال النامية والمتواصلة في بريطانيا وغيرها من دول اوروبا. هذا، وهبت الشبيبة العاملة والنساء والجماهير المفقرة في ايران بانتفاضة ثورية خلال الأشهر القليلة الماضية للخلاص من البؤس الاقتصادي والحجاب الاجباري ونظام الملالي، وما لهذه الانتفاضة من آثار على صعيد منطقة الشرق الاوسط.
ان السياسات الاقتصادية و الاجتماعية للنظام البرجوازي القومي والاسلامي و تياراته الحاكمة في العراق وحكومة السوداني الحالية هي ذات السياسات البرجوازية العالمية النيو ليبرالية، مع فارق يجعلها اكثر دمارا على جماهير العمال والكادحين وهو تنفيذ هذه السياسات بشكل وحشي وبوتائر سريعة ممزوجة بفساد مالي واداري قل مثيله في العالم. لقد امتزجت الليبرالية الجديدة بلصوصية وفساد وسرقات هائلة بحجم عشرات المليارات من الدولارات مع كل ميزانية ودورة سنوية اقتصادية. وفي هذا السياق ابتكرت الحكومة الحالية مشاريع قوانين لمصادرة الحريات مثل "قانون المحتوى الرقمي" واستمرت في معاقبة العمال وناشطيهم ونقابييهم وفق قوانين النظام البعثي الفاشي التي تمنع العمل النقابي في شركات ومؤسسات الدولة.
تعاني المرأة العاملة والكادحة في العراق بشكل خاص من الاضطهاد المزدوج، الرأسمالي والذكوري، وتواجه جماهير النساء المضطهدات القتل والتعنيف والقمع السافر في ظل حكم ونفوذ تيارات الإسلام السياسي والقوميين والمؤسسة الدينية والعشائرية وعبر تعزيز هذه التيارات للتقاليد المعادية للمرأة.
ان البرجوازية القومية الحاكمة واحزابها الميليشية في إقليم كوردستان لا زالت تؤخر دفع رواتب الموظفين والعمال، وتمنع حريات العمل النقابي. وفي الآونة الأخيرة قرر برلمان الإقليم تشريع قانون عمل خاص، يحد حتى مما يتوفر من فقرات لصالح العمال في قانون عمل الحكومة الاتحادية.
يشهد العراق اليوم استقطابا طبقيا جليا وتصاعدا في زخم ووتيرة التظاهرات والاحتجاجات للعمال والموظفين والخريجين وعمال العقود والاجور والمحاضرين بالمجان وعلى مستوى مختلف القطاعات الصناعية والخدمية والمؤسسات الصحية والتعليمية والوزرات بحيث باتت هذه التظاهرات، ومنذ اشهر عديدة، من الظواهر اليومية في مختلف محافظات العراق.
اخذت الحركة العمالية في العراق تلم قواها وتتطور عاما بعد آخر اذ ان عمال وموظفي مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية يناضلون من اجل إحداث تغيير في قانون سلم الرواتب الحالي، بحيث تكون لصالح الفئات الدنيا من العمال والموظفين، كما وان نضالات عمال قطاع الصناعة و شركاتها المختلفة بوجه "إعادة هيكلتها" و خصخصتها و تسريح العمال، باتت تتقوى وتتوحد اكثر فاكثر، هذا بالإضافة الى تنامي تظاهرات خريجي الجامعات والمعاهد. كما وان مساعي ونضالات العمال لرفع الأجور و الحد من وطأة التضخم في الاسعار مستمرة على صعيد البلاد.
من اجل تطوير الحركة العمالية المتنامية وللمزيد من تقدم بنضالات جماهير العمال في مختلف المجالات الاقتصادية والخدمية وفي القطاعين الخاص والعام، بات ضروريا ان يكون احياء الأول من أيار هذا العام، يوم نضال موحد لعمال عموم العراق في سبيل تحقيق مطالبهم الآنية، وفرض التراجع على السلطات وعلى سياساتها الاقتصادية والاجتماعية المناهضة لهم.
ان الطبقة العاملة وجماهير الشغيلة بوقفة احتجاجية موحدة في الاول من أيار هذا العام ستسجل تقدما في إيصال صوتها الى المجتمع بأكمله وتؤكد بان طريق الخلاص من المأزق الحالي الذي تواجهه الجماهير هو طريق تطوير النضال الطبقي للعمال وجميع المضطهدين، وهو طريق تحرر الطبقة العاملة والخلاص من النظام الرأسمالي والخطو لبناء النظام الاشتراكي.
لنرفع في الأول من أيار هذا الشعار:
تطور النضال الطبقي للعمال طريق تحرر المجتمع بأسره.

ولنرفع مطالبنا:
• ضمان البطالة لكل معطلة ومعطل عن العمل.
• الغاء سياسات الخصخصة وهيكلة شركات قطاع الصناعة وتسريح العمال.
• حرية العمل النقابي في جميع مؤسسات الدولة الصناعية والخدمية والإدارية.
• تعديل قانون سلم الرواتب لصالح العمال والموظفين.
• حماية المرأة العاملة قانونيا في مواقع العمل من التحرش والعنف والتمييز.
• منع التمييز ضد العمال العاملين في العراق من مختلف الجنسيات وتوفير الحماية القانونية والعملية لهم بوجه كل اشكال الاستغلال والاضطهاد.
• منع التمييز ضد العمال على أساس الجنس والقومية واللون والطائفة والعقيدة.
• منع عمل الأطفال و توفير الضمان الاجتماعي لهم ولعوائلهم.
• دفع رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين بالكامل وبدون تأخير ورفعها في جميع القطاعات تزامنا مع نسبة التضخم.
• حرية التنظيم النقابي والاضراب والتظاهر.
• تثبيت بقية العمال والموظفين العاملين بالعقود والمحاضرين العاملين بالمجان.

عاش الأول من أيار
عاشت الاشتراكية

20 نيسان 2023