أين الحقيقة !!؟؟


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 4 / 19 - 11:51     

الفيلسوف فرويد اكتشف (اللاوعي) بوصفه منطقة مظلمة في النفس الإنسانية تتراكم فيها الرغبات الخفية والغرائز المقموعة وتشكل خزيناً لا ينضب ويتسرب بأشكال شتى إلى السلوك والكلام والخيال .. وهنالك سمتان للاوعي الذي يعتبر هو التحليل النفسي يمكن أن يجد تعبيرها في حياة الناس العامة وهما التبعية للماضي وخفوت الحس التاريخي لا يتوقف عن إظهار نفسه في الوقت الحاضر وأصبح من المستحيل فهم الحاضر دون الماضي لأن اللاوعي فاعل دائماً فلا زمن له ولا حدود وإنما هو اتصال لا ينقطع ينازع مبدأ الواقع (الأنا والوعي والعقل والنظام الاجتماعي) فيخترقه أحياناً وينكسر أمامه أحياناً أخرى دون أن يتلاشى في الحالتين ومن مشاهدة الخطابات السياسية السائدة في المشهد العراقي يلاحظ الاجترار الخيالي للماضي والإحساس بالمظلومية حتى في لحظات القوة والمقدرة .. والإنسان لا يطلب الحق من أجل الحقيقة ذاتها لأن الحق سلاح يستخدمه الإنسان في تعزيز مواقفه ومصالحه أكثر مما هو هدف مطلق يقصده لذاته وحين يتنازع الناس حول حق من الحقوق إنما ينشدون به مصالحهم الخاصة فإذا تناقض الحق مع المصلحة الخاصة كانت المصلحة الخاصة أولى بالاتباع وإن الإنسان حيث يسعى وراء مصلحته الخاصة يغطي سعيه ببرقع من الحجج المثالية ليدعم به موقفه كما أن الإنسان من أجل أن يثبت وجهة نظره يأتي بالأدلة العقلية والنقلية التي تنسجم مع رأيه ورغباته .. والإنسان الذي يثير الفوضى أصبح الآن يدعو إلى الاستقرار والانتخابات جاءت وأصبحت مزورة لأن نتائجها متناقضة مع مصالحه وأصبحت الحالة كالمثل الذي يقول (لو ألعب لو أخرّب الملعب).