احترام المعلم واجب مقدس ()

تأتي القدسية للمعلم لأنه مربي الأجيال القادمة ولأنه يعلم الحرف ويربي الأجيال وقد قال النبي محمد (ص) : من علمني حرفاً صرت له عبداً ... وقال الشاعر أحمد شوقي :
قم للمعلم وفّه التبجيلا ---- كاد المعلم أن يكون رسولا
والمعلم مربي الأخلاق من خلال المدرسة التي تعتبر أحد الأسس التربوية ونطلق على مؤسساتها التربية والتعليم.
وفي العراق المستباح وشعبه المذبوح حيث أبيحت كرامة الإنسان العراقي وقي مقدمتهم المعلم حيث علق أحد الشعراء على أبيات الشعر التي قالها أحمد شوقي فقال :
قم للمعلم وهزّ له (التوثيه) ---- كاد المعلم أن يكون ...........
لأن ما يؤسف له في العراق ضاعت القيم والأسس التربوية التي تمثلها (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) لأن الفقر والجوع والحرمان والبطالة والفساد الإداري تفشى لعشرة ملايين إنسان أي ما يعادل ربع عدد نفوس الشعب العراقي.
الأسس التربوية تجسدها وتمثلها (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) فالبيت أصبح رب الأسرة الذي هو الأب وربة الأسرة التي هي الأم بينما الأب يغادر بيته في الصباح الباكر ويعود إليه بعد غياب الشمس في المساء يقضي نهاره راكضاً من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته فأصبح بعيداً عن عائلته وأطفاله وعن تربيتهم والأم نتيجة الفقر والجوع والبطالة والحرمان تترك دارها وعائلتها وتعمل خادمة في البيوت أو متسولة في الشوارع من أجل مساعدة زوجها في توفير لقمة العيش لها ولأفراد عائلتها فأصبحت بعيدة عن تربية أطفالها ونتيجة قيام الكليات والجامعات برمي الخريجين وجبة بعد الأخرى في مستنقع البطالة أخذ أولياء الطلبة يسحبون أبنائهم من كراسي الدراسة ويرمونهم للعمل في الأسواق عتالين أو بائعي أكياس النايلون في الأسواق أو متسولين في الشوارع وبالقرب من وقوف السيارات في الترفك لايت وكثير منهم اختلطوا بالأشرار ومدمني المخدرات وأصبحوا مدمنين عليها أو أصبحوا لصوص وإرهابيين ... أما المدرسة الحكومية أصبحت لا تربية ولا تعليم بسبب رواتبهم الضعيفة وأكثرهم تركوا مدارسهم والذهاب إلى المدارس الأهلية والآن نسمع ونشاهد إضرابات المعلمين من أجل تعديل سلم الرواتب لهم ومظاهرات أصحاب العقود والخريجين وموظفي الدوائر الحكومية ... أما سلطة الحكم فأصبحت متخمة بالموظفين حيث تجاوز عددهم الأربعة ملايين موظف وأصبح حصة الموظف الواحد من الأداء والعمل ما يعادل نصف ساعة من معدل دوامه وعمله الذي يقدر بثمانية ساعات وانتشرت بينهم ظاهرة الفضائيون والبطالة المقنعة والفساد الإداري.
إن هذه المتراكمات من السلبيات والمعاناة والمآسي سببه نظام حكم استمر عشرون عاماً يقوم على المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية المصلحية أفرز الفساد الإداري والفقر والجوع والبطالة وتفشي المخدرات والانتحار وانفلات السلاح والعنف الأسري وانتشار ظاهرة الطلاق وتسيب الأبناء مع الأشرار والعصابات المنظمة والإرهابية والخلاص يأتي من حكومة إصلاح وتغيير جذري لنظام الحكم.