عندما نراهن على إقناع المقتنع.....2


محمد الحنفي
2023 / 4 / 14 - 22:14     

الإهداء إلى:

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ رفيقات، ورفاق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تصدوا للتحريف، وللاندماج، فكان جزاء تمسكهم بهوية الحزب، وبالحزب، الطرد من الحزب، قبل انسحاب المندمجين من القيادة السابقة.

ـ عريس الشهداء: الشهيد المهدي بنبركة.

ـ الشهيد عمر بنجلون، في استماتته، من أجل جعل أيديولوجية الطبقة العاملة، أيديولوجية للحركة الاتحادية الأصيلة، وللحزب.

ـ الفقيد أحمد بنجلون، لدوره في بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية.

ـ الفقيد محمد بوكرين، والفقيد محمد برادي، والفقيد عبد الغني بوستة السرايري، والفقيد لحسن مبروم، والفقيد عرش بوبكر، لدورهم في ترسيخ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه الاشتراكي العلمي، والأيديولوجي، على أرض الواقع المغربي.

ـ من أجل إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نهج الفقيد أحمد بنجلون.

ـ من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ من أجل الشعب المغربي الكادح.

من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي

دور الرهان في تغييب القضية:

ونحن، عندما نحرص على استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعندما نتصدى لحله، بدعوى اندماجه في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، فلأننا، لا نراهن، إلا على استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في الميدان، كحزب اشتراكي علمي، ويقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، ويسعى إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، انطلاقا من التحليل الملموس، للواقع الملموس، ومن النتائج التي يتوصل إليها التحليل، في أفق العمل على تحقيق أهداف التغيير المنشود، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق تحرر الإنسان، والأرض، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، وتحقيق الديمقراطية، كما يريدها الشعب، وكما يتصورها مناضلو الحزب، الذين يعتبرون أنفسهم، جزءا لا يتجزأ من الارتقاء بالشعب المغربي، الذي ننتمي إليه جميعا، والذي نسعى، باستمرار، إلى أن يتمرس على الممارسة الديمقراطية، من الشعب، وإلى الشعب.

فالحركة الشعبية، التي منها نبتدئ، وإليها نعود، لنضمن استمرارها، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل ترسيخها في الواقع/ كما يتصورها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. والنضال من أجل تحقيق الاشتراكية، على أرض الواقع، والشروع في بناء الدولة الاشتراكية، لحماية التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

والذين يراهنون على اقتناع الحزبيين، المخالفين لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمعادين له، باعتناق الاشتراكية العلمية، وبالأخذ بأيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، وكما هي ، في كونها تجعل الحزب معبرا طبقيا، عن الكادحين، بصفة عامة، وعن طليعتهم الطبقة العاملة، بصفة خاصة، نظرا لكون الأيديولوجية، تعبيرا عن مصالح طبقية معينة، والحزب الذي يقتنع بها، هو حزب للطبقة العاملة، وإذا كان الأمر كذلك، فإن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي تعتبر أيديولوجية الطبقة العاملة أيديولوجيته. وهو لذلك، حزب الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدافع عن مصالحهم جميعا، ويقود نضالاتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق قيادة نضالاتهم، من أجل تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

فما المراد بالرهان؟

وما المراد بالقضية؟

فمفهوم الرهان، هو مصطلح، أصبح معتمدا في الاستعمال، لمن يغير موقعه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، كما هو الشأن بالنسبة للمنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين يقتنعون بأنهم، باندماجهم في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإنهم يناضلون من داخل الحزب، من أجل إقناع باقي المندمجين، الذين كانوا ينتمون إلى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أو كانوا ينتمون إلى التوجه الوحدوي، الذين انسحبوا من الحزب الاشتراكي الموحد، قبل انسحابهم منه. وهو ما يعني: أن إقناع المقتنع بأيديولوجية معينة، يعتبر مستحيلا، خاصة، إذا كان متقدما في السن. ولذلك، فعملية قيام المنسحبين، بإقناع الذين كانوا أعضاء في الحزب الاشتراكي الموحد، أو الذين كانوا منتمين إلى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، يعتبر من باب المستحيلات، لأن هؤلاء، الذين كان معظمهم، أو لا زال، عضوا في الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذين قضوا عمرهم فيها، ك"مناضلين"، بل كعملاء للك.د.ش، التي ارتبطنا بها في زمن العز، يوم كانت نقابة مناضلة، يضرب بها المثل في الصمود، وفي العز، ولم يقتنعوا، أبدا، بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بل يتجندون ضدها، من أجل التملص من ايديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بخلاف المنتمين إلى الوحدويين، الذين منهم من ينتمي إلى الك.د.ش، أو إلى الاتحاد المغربي للشغل، أو إلى نقابات أخرى، يسمونها مستقلة، ومع ذلك، لم يقتنعوا بأيديولوجية الكادحين، ولم يمارسوا قناعتهم في الحزب، الذي يقتنع بها. وهو ما يعني: أن هؤلاء جميعا، يعتبرون: أن الاشتراكية العلمية، أصبحت متجاوزة، كما كان يقول القائد السابق، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، قبل اندماجه في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بعد أن أفرغ هو، وسائر المنسحبين، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، من محتواه.

ولذلك، فالرهان على إقناع المقتنعين، المندمجين في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أو في حزب الاندماج، من غير المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لا يقتنعون، لا بالاشتراكية العلمية/ ولا بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، في تقديم التقرير الأيديولوجي، إلى المؤتمر الاستثنائي، المنعقد في يناير 1975.

أما المراد بالقضية، فهو الانشغالات، التي تدخل في إطار اهتمامات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد، أو بالاجتماع، أو بالثقافة، أو بالسياسة، خاصة، وأن كل معاناة تصيب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تعتبر قضية، وعلى حزب الطبقة العاملة، أن يهتم بقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يبرهن عن كونه حزبا للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

فالجماهير الشعبية الكادحة، ليست في حاجة إلى من يقنع المقتنع، بل إلى من يناضل من أجلها، ومعها، حتى تحقق أهدافها، المتمثلة في التحرير، وفي الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.

وحزب الطليعة، الذي تربينا فيه، على أيدي المناضلين الأوفياء، بأن نناضل من أجل الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، في أفق جعلها تطمئن على مصداقية الحزب، وإلى التمتع بتحقيق مكاسبها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي تمسك بأيديولوجية الطبقة العاملة، ويناضل من أجل رفع الحيف عن الكادحين، أنى كان لونهم، سواء كانوا عمالا، أو أجراء، أو كادحين، أو تجارا صغارا، أو معدمين، أو فلاحين فقراء، أو معدمين، أو عاطلين، او معطلين، إلى أن يصيروا متحملين لمسؤوليتهم، في الإطارات الجماهيرية، وفي حزب الطبقة العاملة، وفي النقابات المبدئية المبادئية، التي لم يتسرب إليها التحريف، والتي أصبحت نقابات للبورجوازية الصغرى، التي تسعى، عن طريقها، إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، خاصة، إذا كان من يعتبر نفسه نقابيا، يمارس الارتشاء، في تدخلاته لدى المسولين، عن طريق مختلف القطاعات، من أجل تسوية وضعياتهم الإدارية، أو لدى الباطرونا، من أجل تحسين أوضاع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى رفع وتيرة النضال العمالي، إلى مستوى العمل على تحرير الإنسان، والأرض، أو ما تبقى منها، وتحقيق الديمقراطية، من الشعب، وإلى الشعب، وتحقيق الاشتراكية، من أجل الوصول إلى بناء الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة وطنية، ودولة ديمقراطية، ودولة علمانية، ودولة للحق والقانون.