عودة (خاطفة جدا) إلى الماركسية كأداة للتغيير.


أحمد زوبدي
2023 / 4 / 14 - 18:51     

جميل القيام بسرد تاريخ الصراع السياسي في عصر البلاشفة وغير البلاشفة، لكن اليوم يجب تجاوز فكر وممارسة بشر أعطوا الكثير، أخطأوا و أصابوا خاصة مع انهيار المعسكر الاشتراكي.

الحاجة اليوم إلى إعادة بناء الاشتراكية في علاقة ذلك مع الثورة الرقمية - الناتجة عن القوى الإجتماعية المتصارعة وليس عن التكنولوجيا الصرفة - و التحول الكبير في الديموغرافية و شكل نمط العيش الذي فرضته الرأسمالية من خلال تسليع كل شيء ومنها الإنسان. ولهذا، كما قلت العديد من المرات، تقتضي التحولات الجارية في الرأسمالية تجاوز فكر ماركس والماركسية للإجابة على مشاكل روح العصر، وإلا سيكون المتشبتون بالنصوص الأصلية دون تفكيكها وتطويرها وتجاوزها، قد صنفوا أنفسهم، عن وعي أو دون وعي، من أصحاب الأصولية الماركسية والتي لا تختلف عن المذاهب الكنائسية.

تجاوز فكر ماركس لا يعني القطع معه بل تطويره أو كما يقال " مات ماركس، لكنه لم يدفن " !
في الممارسة، أزعم اليوم أن اليسار الجذري مدعو إلى الحفر في أريكيولوجيا المعرفة لحوار الواقع وتغييره. ذلك أنه لا يمكن للممارسة أن تتقدم دون الحوار مع الفكر و إنتاجه. هذا هو البلوكاج الحقيقي الذي تعرفه قوى اليسار غير الرسمي المدعوة للانكباب على هذا الملف من خلال تنظيم ورشات وندوات وموائد مستديرة..

هناك الكثير من الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها إلا بالمرور بالجوهر أي الفكر مثلا لا الحصر هيمنة الاقتصاد والصراع القائم في هذا المجال في الوقت الراهن مشكلة كبيرة في ما يتعلق بسيطرة احتكارات القلة عالميا والتي تخدم أجندة الإمبريالية. المثال الجوهري الآخر الذي أثاره هذا الفيلسوف المتميز هو التقدم التقني الذي يسمح بتحرير وتحرر الإنسان من دكتاتورية المال التي تؤمن استمرار الإستبداد والهيمنة.

اليوم بعد تقادم انتداب الأحزاب بكل مشاربها ، فالشعوب هي وحدها قادرة على تغيير ميزان القوى لصالحها ولو أن ذلك سيتطلب الكثير من التضحيات ومدة زمنية طويلة ...

من ناحية أخرى، في وقت تغول فيه الرجعية بشكل غير مسبوق، فإن المهمة العاجلة للقوى اليسارية الراديكالية خصوصا هي تغيير ميزان القوى وفضح المرتزفة ومنهم الذين يصنفون أنفسهم يساريون.

أعتقد أن المهام التاريخية الملقاة على عاتق اليسار الجذري اليوم شاقة ويجب أن تكون عنيفة ردا على العنف الذي تمارسه الرجعية والامبريالية والصهيونية.

أحمد زوبدي.