لأجل مدرسة عمومية متطورة بديلة ، لأجل حقوق الجيل الحالي


سفيان بوزيد
2023 / 4 / 14 - 02:47     

Pour une nouvelle vision pour l éducation
في عقود الاستقلال الأولى ، كانت المدرسة مكانا فضوليا و جديدا للأطفال القابعين في بأس الاستعمار و الفقر المدقع ، يعني ان نتخيل ان اطفالا ولدوا في المعمرّة (المعمرّة :كوخ بدائي يبنى بالحطب ، و في الحالات القصوى ، بالحطب و الطوب) ، ، و ان يمروا بجانب حيطان مزخرفة ، و طاولات و مقاعد و قاعات مزينة و معلمّ يلبس احسن اللباس و له من المقام العليّ ، فما بالك بمدير المدرسة من صفوة القوم ، مع خطاب رسمي من الدولة التي تشجع الأولياء على ترسيم ابناءهم في المدرسة العمومية مع اكل و مبيت و توفير الكتب و الكراز بصفة مجانية لأبناءهم ، ثم ذهبت الدولة الى ابعد من ذلك ، الى حدود تجريم الاولياء الذين لا يدرسون ابناءهم الى حدود السن 16 عشر
و لكن المدرسة اليوم ، بقيت في حالة توقف على الاقل منذ 3 عقود ، فلم تعد ذلك المكان الباهر الذي يجلب الاطفال ، و حتى الولي اضحى ذو قناعة ما ، بان المدرسة هي عالة عليه ، لا مستقبل فيها ، مصاريفها المستمرة، و ارتجالية الدولة في وضع برامج تكوينية للاطفال ، و الاحاطة النفسية بهم ، و تخلف المدرسة العمومية التكنولوجي الفادح ،و تعاسة بنيتها التحتية ، و ابتزاز نقابات التعليم و هبال قيادتها النقابية ، المدرسة اليوم لم تعد ذلك الاطار الجميل و الحالم و الذي يفتح افاق المصعد الاجتماعي.
و المثير للدهشة ان الجيل الجديد ، المسمى Génération Z ، هو من اكثر الاجيال ذكاءا و تعلما و يتميز ببنيته الفكرية المتقدمة من ناحية التفاعل الاجتماعي و القابلية للاخر و يؤمن بالحرية و الديمقراطية و مهتم جدا بقضايا المناخ و البيئة و المساواة لكنه يبدو اكثر تعبا و اشد اكتئابا ...
لكن ان ندرس جيلنا الحالي بطرق السبعينات و الثمانينات ، فاعتقد انه غباء منقطع النظير ، و لا يمكن ان نعتمد نفس معايير التقييم كما كنا منذ عقود ، لا يمكن ان نكون معلمين بتكوين قديم و ان يتعامل مع جيل مختلف تماما ..كما لا يمكن ان تبقى المدرسة عتيقة ، بهذه الشاكلة ، فالأطر التعليمية تتطور مع تطور البشر و المجتمعات... لا ريب ان احداث مجلس اعلى للتربية يمثل ادانة للمنظومة التعليمية القديمة ، لفشلها الذريع في انتاج فكر تونسي اصيل ،و جحافل من البطالة و العطالة الاقتصادية...المجلس الاعلى للتربية الذي احدثه الرئيس عليه ان يركز اساسا على تكنولوجيات المعلومات ، و استثمارها المتاح في فتح افاق جديدة ، و اخراج المدرسة العمومية من جمودها و تخلفها