كلمة تحية الحزب الشيوعي اليوناني في التظاهرة الانتخابية الكبيرة للحزب الشيوعي التركي في أنقرة


الحزب الشيوعي اليوناني
2023 / 4 / 12 - 00:45     

 شارك وفد للحزب الشيوعي اليوناني في التظاهرة الكبيرة التي نظمها الحزب الشيوعي التركي يوم الأحد 9-3 في أنقرة، قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى في تركيا في 14أيار-مايو. هذا و كان ثاناسيس بافيليس، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني وعضو البرلمان ورئيس قائمة مرشحي الحزب لنواب الدولة، قد سجَّل في كلمة تحيته:
«اﻷصدقاء و الصديقات الأعزاء، الرفاق و الرفيقات،
بالنيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، نوجه تحية حارة رفاقية و نضالية إلى أعضاء و كوادر و أصدقاء الحزب الشيوعي التركي.
إننا نشكر لجنة حزبكم المركزية على الدعوة ويمكننا القول إن الحياة جلبت اﻷمور مرة أخرى، بنحو يخوض فيه الشيوعيون الأتراك واليونانيون معاً معركة انتخابية مهمة في مايو في ذات الفترة، و ذلك حيث تُقام الانتخابات في بلدينا بفارق أسبوع واحد فقط.
و مع ذلك، ما هو معنى التصويت لصالح الشيوعيين في ظروفنا الحالية، حيث يشتد الاستغلال الرأسمالي و تُدفّعُ الشعوب نحو مجزرة الحرب الإمبريالية، كالحرب التي اندلعت في أوكرانيا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ضد روسيا الرأسمالية وحلفائها؟
* إن التصويت لصالح الشيوعيين في كل من تركيا واليونان يعني تصويتاً ضد الغلاء و التضخم الذي يفترس الدخل الشعبي،
* يعني التصويت ضد السياسات الرجعية التي تنفذها الحكومات اليمينية المناهضة للشعب، و هو في نفس الوقت تصويت لإدانة الأوهام التي تزرعها الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية و التي تزعم بإمكانية تغيير و أنسنة هذا النظام الهمجي،
* إن التصويت للشيوعيين هو تصويت ضد الخصخصة، و ضد تخفيض الأجور والمعاشات التقاعدية و ضد إلغاء المكاسب الاجتماعية،
* إن التصويت للشيوعيين هو تصويت ضد الحرب الإمبريالية، وضد القواعد الأمريكية وضد الأسلحة النووية، وضد الناتو وكل تحالف إمبريالي آخر.
* التصويت للشيوعيين هو تصويت ضد كل ما تنفذه الحكومات المناهضة للشعب، اليمينية منها والاشتراكية الديمقراطية.
الرفاق والرفيقات،
قبل بضع سنوات نُشرت شائعات هنا في تركيا كان مفادها أن النصر الانتخابي لسيريزا "اليساري" في اليونان كان من المفترض أن يغير الأمور نحو الأفضل بالنسبة للشعب. و مع ذلك فإن الحياة كذَّبت هذه الشائعات بنحو مدوٍ وفق تحذير الحزب الشيوعي اليوناني. لقد أقرَّ سيريزا أثناء حكمه ونفَّذَ "جبلًا" من القوانين الجديدة المناهضة للشعب، و حمَّلها على عاتق الشعب بالإضافة إلى إبرامِه اتفاق تضخيم القواعد الأمريكية الموجودة في اليونان. وبعد ذلك، قام بتسليم "عصا" الإجراءات الحكومية المناهضة للشعب إلى حزب الجمهورية الجديدة اليميني. حيث اختُبِرت في بلادنا كافة ضروب الحكومات: حكومات يمينية، ائتلافية بين اليمين والوسط ، و بين اليسار واليمين، و هي التي قامت جميعها بتحميل أعباء جديدة على كاهل الشعب!
كفاية!
إن الحل بالنسبة للشعب لا يتواجدُ في تغيير "سائق القطار" بين الحين والآخر، بل  في تغيير "سكة المسار" التي تتحرك عليها بلادنا.
هذا ما قام بإبرازه الحزب الشيوعي اليوناني خلال المظاهرات الأخيرة غير المسبوقة التي أجريت في جميع أنحاء اليونان قبل بضعة أسابيع، عندما قُتل 57 شخصاً، معظمهم من الشباب الصغار، في حادث تصادم قطارين. حيث كان كلٌّ من النقابيين  والبرلمانيين الشيوعيين قد حذروا من الجريمة المزمعة، و من غياب وجود تدابير سلامة أساسية، بسبب السياسة الإجرامية للدولة البرجوازية في صالح الربح الرأسمالي. حيث أبرزنا نحو الشعب أن الأمور وصلت الآن إلى النقطة التي يتعين عليه فيها الاختيار بين حياتنا أو أرباحهم؟
 و ذلك لكي:
* لا تُدفن الشعوب تحت الأنقاض عند وقوع الزلازل.
* لا تحترق عند اندلاع الحرائق،
* لا تغرق عند حدوث فيضانات،
و اسمحوا لنا بهذه الفرصة ومن هذه المنبر، أن نُعرِب و لمرة أخرى عن تعاطف وتضامن الشيوعيين وكل شعب اليونان مع ضحايا الزلزال في بلدكم. حيث انتشرت "موجة" تضامن غير مسبوقة في جميع أنحاء اليونان، تعبيراً عن الإرادة الشعبية الصادقة لمساعدة الشعب التركي المجاور الذي ضربه الزلزال. و كان الحزب الشيوعي اليوناني و جبهة النضال العمالي "بامِه" قد تصدراً  "موجة" التضامن هذه. حيث أظهرت العديد من الأنشطة أن شعبي اليونان وتركيا، ليس لديهما ما يفرقهما، و أن بإمكانهما و يجب عليهما العيش في سلام، و هو ما يمكن تحقيقه عبر إبعاد كل مصالح الطبقات البرجوازية و القوى الإمبريالية التي تفصل بينهما و التي تُعيق و باستمرار تحقيق ما ذُكِر.
 أيها الرفاق، لدى شيوعيي كِلا البلدين ذات "الأجندة الإيجابية"، أي تلك التي يمكن أن تحدث فرقاً فعلياً بالنسبة للشعبين:
* إننا نناضل من أجل مجتمع خالٍ من استغلال الإنسان للإنسان،
* مُجتمعٍ منظم بنحوٍ سيغطي الحاجات المعاصرة، لا أرباح الرأسماليين،
* إن قيام مجتمع كهذا، مجتمع الاشتراكية-الشيوعية، يتطلَّبُ الاستملاك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، و تطبيق التخطيط العلمي المركزي للاقتصاد مع رقابة عمالية.
إننا نعلم جيداً عدم إمكانية تحقيق هذا المجتمع مرة واحدة وإلى الأبد عِبر التصويت لمرة واحدة في الانتخابات، و أن هناك حاجة إلى خوض نضالات شاقة من أجل "تحريك عجلة التاريخ"،  ولكننا نعلم في نفس الوقت أن التصويت في أيار/مايو المقبل يمكن أن يعزز الحزبين الشيوعيين والحركة العمالية في بلدينا، من أجل فتح طريق جديد واعِدٍ بالأمل، لكي نُسقِط التناسب السلبي للقوى القائم اليوم، حتى تشعر الأحزاب البرجوازية و "أسيادها بأنفاسنا"!
إن الشعب وحده قادر على إنقاذ نفسه، على طريق إسقاط الرأسمالية مع حزب شيوعي يوناني قوي، كما يقول شعار الحزب الشيوعي اليوناني المتعلق بالانتخابات!
لدى الطبقة العاملة في تركيا حزبها الشيوعي التركي، أي حزبها الخاص وهي مدعوة للتصويت له في الانتخابات.
إن شعبينا اليوم بحاجة إلى حزب شيوعي قوي في تركيا و حزب شيوعي قوي في اليونان، و في كل موقع عمل، في النقابات، في كل حي شعبي وفي انتخابات شهر أيار-مايو و ذلك لكي نتمكن من "تغيير كل شيء!".
نأمل لكم خير العزم في نضالكم!
عاش الحزب الشيوعي التركي و الحزب الشيوعي اليوناني!
عاشت اﻷممية البروليتارية!