بعد عشرون عاماً من حكم الأحزاب والكتل السياسية


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 4 / 11 - 11:47     

قبل البدء بالموضوع أود أن أذكر هذه النكتة الطريقة إلى زوار موقعي الكرام:
يقال أن شخص عندما يتوفى أحد الأشخاص يذهب إلى قبر المتوفى بعد دفته ويحفر القبر وينتزع الكفن من المتوفى وقد أشاعت هذه الحادثة بين الناس وأخذوا يسبون ويشتمون الفاعل وعندما سمع ابن ذلك الشخص الذي ينتزع ويسرق الكفن قال : سوف أجلب الرحمة والمدح لوالدي فأخذ يحفر القبر ويسرق الكفن ويضع (قازوغ من الخشب في مخرج المتوفى) وشاعت هذه الحادثة بين الناس وأخذوا يترحمون على ذلك الشخص الذي يسرق الكفن فقط. والآن أخذ الناس يترحمون على عهد صدام حسين الدكتاتوري الدموي.
والآن بعد مرور عشرون عاماً على الغزو الأمريكي للعراق أجرت مؤسسة غالوب الدولية استطلاع ذكر فيه نسبة 76% من الشعب العراقي بأنهم ليسوا أحسن حال بعد عام/ 2003.
أما فضائية الشرقية نيوز أجرت استطلاع الرأي العام العراقي فكانت النتائج تقول :
1) رمي العراق في آتون صراعات داخلية مريرة.
2) خلف طبقة سياسية معزولة عن الشعب.
3) خلق سلطة حاكمة جاهلة ومتخلفة وغارقة في الفساد الإداري.
4) دمرت روح المواطنة في العراق.
5) خلق بلد بعيد عن المواطنة والديمقراطية.
وقد ذكرت أرقام النسب كثيرة من المستطلعين عن سلبيات نظام الحكم بعد عام/ 2003 أن هذه الظاهرة والنتيجة ليست جديدة ولا غريبة عن الشعب العراقي لأنه لم يسكت عن هذه السلبيات وكان أبرز ما حدث من ردود أفعال هي ثورة الجوع والغضب التشرينية ضد هذه السلبيات التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ولا زال الشعب في مظاهراته واحتجاجاته المستمرة ضد نظام الحكم المحاصصي وسلبياته وكان المفروض أن يتركوا سلطة الحكم بعد انتخابات عام/ 2021 المبكرة ويلتزمون الصمت بعد فشلهم بالانتخابات إلا أنهم أقاموا الدنيا وأقعدوها بالاحتجاجات عن فساد وتزوير الانتخابات وبعد أن ثبت فشلهم أيضاً لجأوا إلى (الثلث المعطل) في إفشال البرلمان على انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف وزارة الأكثرية بقيادة التيار الصدري مما دفع السيد الصدر واستعجاله إلى سحب أكثريته النيابية من مجلس النواب واستقالتهم من المجلس مما شجع الإطار التنسيقي الذي كان في السابق يتألف من الأحزاب والكتل السياسية إلى استغلال ذلك الانسحاب وعوضهم بالفاشلين من المرشحين للإطار التنسيقي وعوضهم عن النواب المستقلين التابعين للتيار الصدري مما سهل للإطار التنسيقي أن يصبح هو الأكثرية النيابية وتأليف حكومة برئاسة السوداني كما استطاع أن يستغل أكثريته وسيطر أيضاً على رؤساء الكتل النيابية وعلى مركز النائب الأول لرئيس مجلس النواب ويستغل تأليف الحكومة حسب قاعدة المحاصصة وتعيين الخبراء والمستشارين للوزراء ولرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومن أجل أن يبقى في سلطة الحكم إلى ما لا نهاية من التاريخ استغل أكثريته النيابية في إلغاء قانون الانتخابات السابق واتخاذ قانون سانت ليغو سيء الصيت الذي ألغي في السابق من قبل ثورة الجوع والغضب بالدماء وقد وعد رئيس الوزراء السوداني الشعب بإجراء انتخابات مبكرة بعد مرور سنة على توليه السلطة إلا أنه تنكر لهذا الموعد وأصبحت إجراء الانتخابات بعد ثلاث سنوات من عمر وزارته لربما يحصلون شهادة حسن السلوك من الشعب عن ماضيهم الكارثي للشعب.
إن فترة الحكم السوداء للأحزاب والكتل السياسية الذي استبدل اسمه إلى الإطار التنسيقي ومن ثم إلى ائتلاف إدارة الدولة من أجل إخفاء سلبياتهم التي حدثت وتراكمت على مدى عشرون عاماً أن ينساها الشعب بينما يعلم الشعب العراقي أن الأحزاب والكتل السياسية سببت له الجوع والفقر والبطالة وانفلات السلاح وتفشي ظاهرة المخدرات والانتحار والعنف الأسري والفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية وغيرها مدة عشرون عاماً من الآلام والمآسي التي غرزت في القلوب.
الشعب ما مات يوماً ---- وأنه لم يموتا
إن فاته النصر يوماً ---- ففي غدٍ لن يفوتا