الماركسيون المستقلون في العراق 1945 - 1958


سلمان رشيد محمد الهلالي
2023 / 4 / 10 - 17:00     

الماركسيون المستقلون في العراق 1945 – 1958

المقدمة
تعد الحركة الماركسية من اهم التوجهات الفكرية العلمانية الوافدة على العراق خلال القرن العشرين . وهذه الحركة توزعت على انساق متعددة من الميول والاهداف والتنظيمات فبعضها اتخذ صورة الاحزاب الثورية والماوية والتروتسكية والعمالية , فيما اتخذ البعض الاخر التوجه الماركسي المعتدل والديمقراطي , الا ان الاغلبية تماهت مع صفوف الحزب الشيوعي العراقي ,لانه اكثر تنظيما وتحركا في الساحة العراقية . واما الاقلية منهم فقد بقى مستقلا حزبيا وتنظيميا ,اتخذت دعوته للماركسية صورة التنظير الفكري والاكاديمي والادبي دون العمل الحزبي والسياسي المباشر . ويعود سبب بقاء هؤلاء الماركسيون مستقلون عن التنظيمات الحزبية الرسمية والثورية الى اسباب عدة ,اهمها الملاحقة الشرسة التي كانت تقوم بها الحكومات الملكية المتعاقبة للافراد والتنظيمات الشيوعية , وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والواجهات الفكرية والسياسية التابعة له عقائديا وايديولوجيا من قبيل انصار السلام وعصبة مكافحة الصهيونية وغيرها . كما ان اعتقاد هؤلاء الماركسيون المستقلون ان طريق التنظير الفكري والادبي والتثقيف الذاتي للمجتمع العراقي هو الافضل تاثيرا في ترويج الافكار الماركسية والمبادىء الثورية , ويتلائم مع عمل الصفوة الاكاديمية والنخبة المثقفة بدل العمل الحزبي والسياسي المباشر الذي يغلب عليه الطابع الشعبوي والتقليدي .
برز الماركسيون المستقلون في العراق بعد الحرب العالمية الثانية كصورة حضارية وثقافية مختلفة عن الصورة النمطية للاحزاب والتنظيمات الشيوعية العراقية التي تميزت خلال تلك المرحلة بصراعاتها السياسية وانشقاقاتها الايديولوجية التي يغلب عليها الجانب الذاتي والشخصي , فضلا عن الاختراق الحكومي والامني الكبير الذي اطاح بقيادات الحزب وكوادره واغلبية اعضائه الى السجون والمعتقلات - وحتى الاعدام - كما حصل للرفيق يوسف سلمان يوسف (فهد) سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وباقي القيادات عام 1949 . وكان اول عمل جماعي للماركسيون المستقلون خلال تلك الفترة هو النشر في مجلة (الثقافة الجديدة) التي صدرت عام 1953 واحتوت موضوعات فكرية وايديولوجية وادبية وثقافية عامة ادى بالسلطة الحاكمة الى اغلاقها في نفس العام بعد اصدارها ثلاث اعداد فقط .
ينقسم البحث الى مقدمة وثلاث محاور مع خاتمة لاهم الاستنتاجات وقائمة بالهوامش والمصادر .
احتوى المحور الاول على جذور الفكر الماركسي في العراق وتطوره التاريخي والتنظيمي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية . فيما اختص المحور الثاني بتعريف الماركسيون الاكاديميون والمنظرون المستقلون وتوجهاتهم الفكرية والسياسية . فيما تناول المحور الثالث الماركسيون الادباء ودورهم في الترويج للماركسية الثورية والحركات الاحتجاجية والمساواتية والتحريض على السلطة الملكية الحاكمة .
المحور الاول : جذور الفكر الماركسي في العراق والتطور التاريخي والتنظيمي للحزب الشيوعي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .
الماركسية : هى احدى النظريات الاشتراكية التي ظهرت في اوربا في القرن التاسع عشر كرد فعل ضد الاستغلال الاقتصادي والتمايز الطبقي الذي تبلور بقوة بعد الثورة الصناعية , استندت الى اراء الفيلسوف الالماني كارل ماركس وصديقه فردريك انجلز وافكارهم الثورية واليسارية . وقد انتشرت تلك الاراء في ارجاء العالم بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا بقيادة المنظر الماركسي فلاديمير لينين عام 1917 واعلان تاسيس الاتحاد السوفيتي(1).
ويعد العراق من اوائل البلدان التي وصلتها الافكار الاشتراكية والماركسية بصورتها المبسطة والمثالية , واخذت طريقها الى عقول الشباب والمثقفين كاحدى الحلول المقترحة لانهاء الاشكالات المستعصية التي يرزح تحت ظلها المجتمع العراقي , من قبيل التمايز الطبقي والاستغلال الاقتصادي والفقر والمرض والجهل(2). وقد انسابت تلك الافكار الماركسية من خلال طرق وروافد متعددة اهمها :
1 . الصحف والمجلات العربية التي كانت تصدر في مصر وبلاد الشام , ويكتب فيها النهضويون العرب الاوائل والاشتراكيون الرواد امثال بطرس البستاني وسلامة موسى وشبلي شميل وفرح انطوان وفؤاد الشمالي وسليم خياطة واهمها (المقتطف والمؤيد والهلال والمستقبل والسياسية والعصور وصوت العمال والشمس والطليعة)(3).
2 . الشخصيات الاجنبية الوافدة للعراق امثال الارمني (ارسين كيدور) مدرس التاريخ في المدرسة السلطانية عام 1914 والذي عين لاحقا كنقصل عام للاتحاد السوفيتي في العراق . والمعلمة الامريكية (المس كير) التي عينت للتدريس في دار المعلمات . فضلا عن (دونون مكنزي) الذي افتتح مكتبة في بغداد عام 1920 سميت بمكتبة مكنزي , وكان لها دور كبير في تزويد المثقفين بالكتب الاشتراكية(4). الا ان اهم الشخصيات التي كان لها الدور الابرز في ترويج الفكر الماركسي في جنوب العراق هو (بطرس فاسيلي) والمعروف محليا في الناصرية باسم (بطرس ابو ناصر) وهو مسيحي اشوري من اصل عراقي درس في جورجيا , كان له الدور الاساس في تنظيم الخلايا الماركسية الاولى في البصرة عام 1927 والناصرية عام 1928 حتى طرده من العراق عام 1934(5) .
3 . الحزب الشيوعي الايراني ودوره في نشر الافكار الماركسية , ونقلها للعراق من خلال استغلال التقارب الجغرافي وزيارة العتبات الدينية المقدسة في النجف وكربلاء(6).
4 . الطلاب العراقيون الذين يدرسون في الجامعات الغربية دور كبير في التعرف على الافكار الماركسية والحركات الاشتراكية في اوربا , والذين ساهموا لاحقا بنشر تلك الافكار في العراق كما في تنظيم جماعة الاهالي(7).
5 . الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 والنداءات التي وجهها الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين الى مسلمي روسيا والشرق بضرورة طرد المستعمرين من اراضيهم , ودور الاتحاد السوفيتي في تاسيس عدد من الجمعيات امثال (اتحاد تحرير الشرق الاسلامي في روسيا) عام 1918 و(منظمة الشؤون الاسلامية) عام 1918 و(جمعية تخليص الشرق الاسلامي) عام 1919(8).
6 . جمعية العمال الدولية الثالثة المعروفة اختصارا (الكومنترن) وهى منظمة شيوعية اسسها الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين عام 1919 وعقدت مؤتمرها الاول في موسكو في نفس العام والثاني في باكو عاصمة اذربيجان عام 1920 , وضمت ممثلي عن الاحزاب الشيوعية في العالم ,والتي وجهت نداء الى شعوب الشرق من عمال وفلاحين لمواجهة الاستعمار البريطاني والتخلص مما اسمته عبودية الراسمالية والاستعمار. وكان من اهم قرارات واعمال المؤتمر هو ارسال مبعوثين سريين لنشر الافكار الماركسية في دول الشرق الاوسط وتنظيم الخلايا الشيوعية الاولى في ايران وسوريا ومصر والعراق(9).
تبلورت تلك الافكار وتمظهرت باول تنظيم اشتراكي في العراق اسسه وتزعمه حسين الرحال عام 1922 وضم محمود احمد السيد ومحمد سليم فتاح ومحمد فاضل البياتي وعبد الله جدوع وعوني بكر صدقي , الذين كانوا يجتمعون في جامع (الحيدر خانة) في شارع الرشد ببغداد . ولم تطلق هذه الجماعة على نفسها اسما حركيا او تنظيميا , وعرفوا بين الشباب باسم (حملة الافكار الجديدة)(10). فيما اطلق عليهم احد الباحثين المعاصرين اسم (جماعة الصحيفة) نسبة الى مجلة (الصحيفة) التي اصدرتها هذه الجماعة عام 1924, والتي شهدت الجدل الفكري والثقافي والاجتماعي الاول حول قضية الحجاب والسفور وتحرير المراة بين المتزمتين والمتحررين عند اواسط المثقفين العراقيين(11). وفي الواقع لايمكن وصف هذه الجماعة بالحلقة الماركسية وانما بالتنظيم الاشتراكي المبسط, لان افكارهم لم تحوي اسس الماركسية الاولية من قبيل ديكتاتورية البروليتاريا والسيطرة على وسائل الانتاج وتاميم المصانع والملكيات الخاصة وغيرها . واما حسين الرحال فقد وصفه المؤرخ حنا بطاطو بانه اول ماركسي عراقي(12), وتابعه في ذلك العديد من الباحثين دون تحقيق او تاكيد , فيما الواقع ان الرحال تسامى عن الاشتراكية المثالية الا انه لم يقترب من الماركسية العلمية , لاسيما وان افكاره وصفت بانها (مبسطة ولم يكن له تتظير ايديولوجي ماركسي)(13)، بل ان احد الباحثين المعاصرين وصفه بانه (رائد الفكر الاشتراكي في العراق وان افكاره خليط من الليبرالية الديمقراطية والاشتراكية والشيوعية)(14).
واما الحلقة الاشتراكية الاخرى فقد تاسست في مدينة البصرة من قبل عبد الحميد الخطيب عام 1927 وضمت في عضويتها يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكريا الياس وداود سلمان يوسف وغالي زويد , التي استطاعت من تاسيس نادي الشبيبة في البصرة وجمعية الاحرار او (الحزب الحر اللاديني) . وحلقة عبد الحميد الخطيب كسابقتها حلقة حسين الرحال قد تسامت عن الاشتراكية المثالية , الا انه لم ترتقي لمرحلة الماركسية الثورية ,وان افكارها ايضا خليط من الافكار الليبرالية والديمقراطية والعلمانية الالحادية(15). واما اول حلقة ماركسية وشيوعية حقيقية في العراق فقد تاسست في الناصرية عام 1928 من قبل القيادي في حلقة البصرة السابقة يوسف سلمان يوسف المعروف لاحقا بالاسم الحركي (فهد) وضمت غالي زويد واحمد جمال الدين وعبد الجبار الحسون الجار الله واخيه عبد الكريم وعبد الرحمن داود وعبد الجبار الغفوري وحميد كسار وحميد مجيد دبة , وهى اول خلية تطرح الرموز والمنشورات الماركسية على الملا . فقد ظهر في شوارع الناصرية اول بيان ماركسي في العراق يحمل شارة المطرقة والمنجل في شهر اب 1931 وهو عبارة عن بيان موجه الى الفقراء من العمال والفلاحين للمطالبة (بالثروة التي ملكتها التجار), ثم وزعت بيانات ماركسية كتبها فهد عام 1932 تحمل توقيع (عامل شيوعي) وشعار(ياعمال العالم اتحدوا)(16).
وصل فهد الى بغداد عام 1933. وكان اول عمل قام به هو ربط خلايا الجنوب في البصرة والناصرية بخلايا بغداد المتفرقة ,واقتصرت تلك القاءات بين الافراد المنظمين على التعارف الشخصي وطرح الافكار العامة دون تاسيس اي تنظيم ماركسي مركزي او حزب شيوعي(17). وبعد ان سافر فهد الى موسكو للدراسة في (الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق) توحدت تلك الخلايا بتنظيم حزبي شيوعي حمل اسم (جمعية مكافحة الاستعمار والاستثمار) في 31/اذار/1934 وضمت سكرتير اللجنة المركزية عاصم فليح ومهدي هاشم وزكي خيري ويوسف متى وقاسم حسن . وبعد عام من ذلك التاريخ حمل الحزب اسمه الرسمي والحقيقي وهو (الحزب الشيوعي العراقي) واصدر جريدة سرية باسم (كفاح الحزب) في تموز 1935(18).
خلال عقد الاربعينات تعرض الحزب الشيوعي في العراق الى انشقاقات حزبية وايديولوجية عدة يغلب عليها الطابع الشخصي والسياسي والاستهداف الحكومي. وقد اختارت تلك المجموعات المنشقة اسماء ثورية ويسارية لها صلة بالادبيات الماركسية امثال(جماعة الاماميون والشراريون الجدد وجماعة وحدة النضال ورابطة الشيوعيين العراقيين وجماعة الحقيقة) . وقد واجه زعيم الحزب (فهد) تلك الانشقاقات من خلال الرد الايديولوجي والفكري ونشر المؤلفات التي تهاجم الطروحات الفكرية التي نادى بها المنشقون واهمها كراس(حزب شيوعي لااشتراكية ديمقراطية)(19). كما عقد المؤتمرات الحزبية المركزية والعامة من اجل ترسيخ وحدة الحزب واضفاء المشروعية على قراراته الشخصية واهمها مؤتمر الكونفراس (المجلس) الاول عام 1944 والمؤتمر الحزبي الوطني الاول عام 1945 , الا ان الحزب تعرض الى انتكاسة كبيرة تمثلت باعتقال (فهد) وبعض قيادات الحزب الشيوعي عام 1947 واعدامهم في بغداد عام 1949(20).
المبحث الثاني : الماركسيون الاكاديميون والمنظرون المستقلون وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.
الماركسيون المستقلون في العراق : هم الافراد والشخصيات التي تاثرت بالفكر الاشتراكي والماركسي ولم تنضم الى الحزب الشيوعي العراقي لاسباب شخصية او تنظيمية او سياسية. وينقسم هؤلاء الماركسيون المستقلون الى المنظرون الاكاديميون الذين تلقوا تعليما جامعيا رفيعا وحازوا على الشهادات العليا في خارج البلاد. والماركسيون الادباء من الشعراء والروائيين والقاصين والمسرحيين الذين روجوا للافكار اليسارية من خلال الادب. ويمكن ادراج اهم الاسباب التي ادت بهؤلاء المنظرون والادباء الى عدم الانضمام الى صفوف الجزب الشيوعي العراقي وبقائهم مستقلين تنظيميا وايديولوجيا وهى:
1 . الخشية من الملاحقات القانونية التي تقوم بها الحكومات الملكية المتعاقبة ضد المنضمين للحزب الشيوعي العراقي , والعقوبات القاسية التي تقوم بها من قبيل الفصل من الوظيفة والاعتقال والاعدام واسقاط الجنسية والنفي وغيرها.
2 . التسامي والترفع عن العمل الحزبي المباشر الذي يتميز بالشعبوية والانتهازية والصراعات السياسية والايديولوجية والانشقاقات التنظيمية.
3 . الاحساس بالنخبوية والتعالي عن التنظيم الحزبي الشيوعي الذي يهيمن عليه افرادا لم يتلقوا تعليما جامعيا عاليا , سيما اذا عرفنا ان اغلبية الماركسيين المستقلين حصلوا على شهاداتهم العليا من الجامعات الغربية .
4 . الاعتقاد بان الترويج للافكار الماركسية والدعوة الى العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة يكون من خلال التنظير الفكري والنتاج الادبي ,بدل العمل الحزبي المباشر .
5 . الايمان بان التغيير الاجتماعي يبدا من القاعدة وحتى الاعلى ,هو الافضل من التغيير السياسي والانقلاب الحكومي الذي يكون من الاعلى وحتى القاعدة .
الماركسيون الاكاديميون والمنظرون: وهم الافراد الذين حازوا على الشهادات الجامعية العليا في خارج العراق, وتاثروا بالفكر الماركسي ,واخذوا ينظرون له ايديولوجيا وثقافيا في الكتب والصحف والمجلات. واتخذ توجههم الماركسي مسارين: الاول, العمل السياسي المباشر ضد الحكومات العراقية في العهد الملكي او المساهمة في دعم ثورة تموز 1958 والمشاركة السياسية والادارية فيها. والثاني هو التنظير الفكري والايديولوجي للنظرية الماركسية من خلال كتابة المقالات او طبع الكتب الخاصة بها المسار. ونبدا بالاسماء حسب الاهمية والفاعلية:
1 . ابراهيم كبة(21): تاثر ابراهيم كبة في بداية حياته بمدرسة محمد جعفر ابو التمن(22) الوطنية وافكار الحزب الوطني الديمقراطي قبل سفره الى فرنسا للدراسة عام 1948. وبعد سفره الى باريس حصل عنده تتحول فكري الى المطارحات الاشتراكية وحضور الحلقات العراقية الماركسية هناك. وبعد عودته للبلاد عام 1952 اخذ يشارك في النشاط الفكري والثقافي من خلال الكتابة والنشر حتى وصف بانه (افضل من يفهم الماركسية في العراق)(23). وكان اول المواقف التي حصل فيها تصادم بين الحكومة العراقية وابراهيم كبه هو الموقف من كتاباته في مجلة (الثقافة الجديدة) التقدمية اليسارية . فخلال الاعداد الثلاث التي صدرت من هذه المجلة بين تشرين الثاني 1953 ونيسان 1954 كان لابراهيم كبة مقالات ودراسات فكرية وقانونية وثقافية عامة حمل اغلبها طابع الفكر الاشتراكي . فعندما صدر العدد الاول , نشر فيه كبه دراسة عن نظرية المحامي الامريكي (هانز كلزن) القانونية , الا ان التصادم الحقيقي حصل بعد ان صدر العدد الثاني في كانون الاول 1953 فقد نشر فيها كبة دراسة موسعة لخص فيها كتاب (تداعي النظام الكولونيالي) او (ازمة الحضارة الغربية) في (18) صفحة ,الامر الذي اعتبرته وزارة محمد فاضل الجمالي الاولى (17 ايلول 1953 – 27 شباط 1954) انتهاكا للقانون العراقي(24). فقد ذكر بان هذا العدد قد صودر بعد نزوله للمكتبات بساعات , قام بعدها محمد فاضل الجمالي بقراءة صفحات من مجلة (الثقافة الجديدة) في احدى جلسات مجلس النواب ,وقرا مقتطفات من دراسة ابراهيم كبة السابقة والنواحي الفلسفة الماركسية التي استند اليها ,مؤكد في ختام حديثه (انه يريد ان ينسف الدستور ونحن مكلفون بحماية البلد ودستوره وقوميته ودينه . وهذه المجلة تكتب في السياسية ولها سياسة ذات لون احمر)(25), وهو تبرير قانوني لاقفالها وسحب امتيازها ,الامر الذي اثار ضجة كبيرة كبيرة في الاوساط الثقافية في البلاد ,قدم على اثرها ابراهيم كبه وعدد كبير من اساتذة الجامعات والسياسيين والصحفيين والكتاب مذكرة الى محمد فاضل الجمالي طالبوا باحترام حرية الراي واطلاق الحريات العامة(26). وبعد ان صدر العدد الثالث في نيسان 1954 نشر فيه كبة ثلاث مقالات خاصة ,ولكن العدد لم يوزع وبقى في الحجز حتى ثورة تموز 1958 واغلقت بعدها المجلة(27). وبعد وزارة نوري السعيد الثانية عشر (3 اب 1954- 17 كانون الاول 1955) واعلانها المراسيم (16– 17– 18– 19– 25) في عام 1954 التي تقيد الصحافة والمطبوعات وتحظر النشاط الحزبي والسياسي, واغلاق الاحزاب والنوادي والجمعيات, وتمنع الترويج للافكار والمذاهب الاشتراكية والشيوعية وغيرها ,بادرت الوزارة الى فصل عدد من الاساتذة والطلاب لاسباب سياسية , كان اهمهم ابراهيم كبة , الذي فصل لمدة خمس سنوات وسيق لدورة الضباط الاحتياط العاشرة للمفصولين السياسيين في الكلية العسكرية في الرستمية , واستمر فيها حتى تسريحه في نهاية عام 1955(28). وقد صنفته الحكومة العراقية خلال هذه الفترة ضمن فئة الخطرين لكادر ملاك المعاهد العالية مع عدد من الماركسيين المستقلين(29).
انتسب ابراهيم كبة الى حركة انصار السلام في العراق ,التي ضمت العديد من الشخصيات الاكاديمية واليسارية والادبية ,وحضر مؤتمرها الاول الذي عقد في بيت صديقه احمد جعفر الجلبي(30) في تموز 1954 والذي خرج بجملة توصيات وقرارات مهمة اكدت على تنشيط الحركة الثقافية والترويج لمفاهيم السلام واهدافها الحقيقية(31). وبعد ازمة السويس عام 1956 والحرب التي شنت ضد مصر, ساهم ابراهيم كبه واساتذة جامعيون اخرون ابرزهم علي الوردي وعبد الرحمن البزاز وفيصل الوائلي برفع عريضة الى الملك فيصل الثاني في تشرين الثاني 1956 باسم رجال التعليم العالي طالبوا فيها من خلال نقاط محددة الى دعم التربية والتعليم وضمان الحرية الفكرية في البلاد , وتعرض من جراء ذلك للسجن والابعاد(32). وبعد تاسيس جبهة الاتحاد الوطني في شباط 1957 التي ضمت الاحزاب المعارضة للحكم الملكي واهمها الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي وحزب البعث مثل ابراهيم كبة المستقلين بهذه الجبهة التي طالبت بعدة توصيات سياسية مهمة , وقد كتب بيان الجبهة ابراهيم كبة بطلب من خاله وزعيم حزب الاستقلال القومي محمد مهدي كبة , وبعد ان عرض على ممثلي الاحزاب وافقوا عليه بالاجماع(33).
بعد ثورة تموز 1958 عين ابراهيم كبة وزيرا للاقتصاد , وهذا التعيين جرى بالتوافق بين سكرتير الحزب الشيوعي العراقي سلام عادل ورئيس الوزراء عبد الكريم قاسم . وقد وصفته احدى المصادر بانه (رجل الاقتصاد ابراهيم كبة اشتراكي علمي ماركسي لاجدال فيه)(34). واعتبر ممثل الشيوعيين في حكومة الثورة , وبدا انحيازه ظاهرا لهم في تلك الفترة, حتى انه رفض تعيين الشاعر بدر شاكر السياب(35) في شركة نفط العراق ,لانه هاجم الشيوعيين في مقالات نشرت بجريدة (الحرية) حملت عنوان (كنت شيوعيا)(36). الا ان ذلك لم يستمر طويلا اذا سرعان ماحصل الاختلاف بين الطرفين, فقد رفض ابراهيم كبة مقترح استيزار القيادي الشيوعي عامر عبد الله(37) بالحكومة حتى وصفته جريدة (اتحاد الشعب) بانه (مدعي الثقافة والتمركس)(38). وقد ساهم ابراهيم كبة بدور كبير في اتخاذ القرارات الثورية الاولى التي اتخذتها الحكومة من قبيل قانون الاصلاح الزراعي والتحرر من الكتلة الاسترلينية واعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الاشتراكية وخاصة الاتحاد السوفيتي وغيرها(39).
واما في المسار الفكري فقد كان لابراهيم كبة العديد من المؤلفات الفكرية والاقتصادية التي تتعلق بمجال اختصاصه منها (المفاهيم الاساسية للاقتصاد العلمي وتاريخ النظام الاقتصادي ونظرية التجارة الدولية) . كما ساهم بترجمة الكتب التي تتلائم وتوجهه الماركسي منها كتاب (ازمة الفكر الاقتصادي) لهنري دنيس الذي ترجمه كبة ووضع له مقدمة بعنوان (الايديولوجية الامبريالية لازمة العصر) قامت السلطة بمنع نشره . كما ترجم كتاب (ازمة الفلسفة البرجوازية) لجورج لوكاش الذي انتقد النظرية الراسمالية. وبعد ان منعته السلطة من الكتابة والتاليف , نشر كتابه (تشريح المكارثية) باسم مستعار هو (ابو نسرين). كما نشر كتاب (معنى الحرية) وهو ترجمة للفصل الاخير من كتاب (الاشتراكية والاخلاق) لمؤلفه هوارد سيلسام. الا ان اهم كتبه خلال تلك الفترة هو (الاقطاع في العراق بين نوري السعيد وخبراء العالم الحر) والذي وجه فيه نقدا لرؤية نوري السعيد حول نهاية الاقطاع في العراق من خلال الارث وتوزيع الحصص بين اولاده بعد موت الاقطاعي(40).
2 . نوري جعفر(41): كانت اول مظاهر التصادم بين نوري جعفر والحكومة العراقية هو قيام الاخيرة في انتخابات مجلس النواب عام 1954 التي نظمتها حكومة ارشد العمري الثانية (29 نيسان 1954 – 17 حزيران 1954) بتزوير نتائج الانتخابات في مدينة القرنة في البصرة التي فاز فيها نوري جعفر وزميله اليساري عامر الحسك(42) كمرشحين عن حزب الامة الاشتراكي الذي يتزعمه صالح جبر, واستبدالهما بمرشحين عن حزب الاتحاد الدستوري التابع لنوري السعيد. ولم يستسلم جعفر لذلك التزوير وكتب بهذا الشان مقالات عدة في الصحف العراقية ,عبر فيها عن احتجاجه على ذلك العمل المنافي للديمقراطية ,الامر الذي ادى برئيس الوزراء ارشد العمري ان يستدعيه والطلب منه الكف عن تلك الكتابات المحرضة على الحكومة ,ودار بينهما حوارا متشنجا رفض خلالها نوري جعفر التوقف عن ذلك ,مما ادى بالحكومة الى فصله من التدريس في دار المعلمين العالية عاما كاملا , اضطر بعدها العمل في المدرسة الجعفرية الاهلية ,وعين مديرا لها بوساطة من القيادي في حزب الامة الاشتراكي السيد عبد المهدي(43). وقد احتج صالح جبر بشدة على هذا التزوير وبعث برسالة الى الملك فيصل الثاني ذكر فيها بانه سينشر (كتابا اسود) عن فضائح الانتخابات(44).
واما في المسار الفكري فان نوري جعفر بدا حياته متاثرا بالتوجهات الليبرالية واليمينية المحافظة حتى انه هاجم الشيوعية في مقالة نشرت في مجلة (العرفان) اللبنانية(45). ونشر العديد من الكتب التي التي تروج للفلسفة الغربية من قبيل ترجمته كتاب الفيلسوف الانكليزي براتراند رسل (السلطة والفرد) وكتاب عن الفيلسوف الامريكي ومنظر المدرسة البرغماتية جون ديوي بعنوان (جون ديوي حياته وفلسفته) عام 1954 الذي كانت تربطه معه علاقة شخصية ومراسلات خاصة . وكتاب (التربية وفلسفتها) عام 1952 الذي وجه فيه نقدا للمدرسة الماركسية وكتاب (التاريخ مجاله وفلسفته) وكتاب (العلوم الطبيعية واثرها في سير المدنية الحديثة) بل ان لنوري جعفر ثلاث مؤلفات بالتاريخ الاسلامي منها (فلسفة الحكم عند الامام) و(علي ومناوئوه) و(الصراع بين الامويين والاسلام) تخالف توجهه العلماني والتغريبي . كما نشر كتابا خاصا في مدح زعيم حزب الامة الاشتراكي ورئيس الوزراء السابق صالح جبر حمل عنوان (صالح جبر وكفاءاته وظروفه السياسية) وكتابا بعنوان (وقائع تزوير انتخابات النواب في القرنة لمصلحة السيدين حميد الحمود واحمد النقيب)(46). الا ان تحولا قد حصل لنوري جعفر في اواخر الخمسينيات نحو الماركسية, وهذا التحول قد تبلور في بادىء الامر ضمن المسارات العلمية والمعرفية, فقد انحاز للمدرسة النفسية السوفيتية واراء العالم الروسي (ايفان بابلوف) في نظريته عن الانعكاس الشرطي, وفضلها على المدرسة النفسية الامريكية التي ارتكزت على اراء عالم النفس النمساوي (سيجموند فرويد) في الوعي واللاوعي وفق نظرية التحليل النفسي, وعدها سلبية وتشاؤمية في تطلع الافراد والمجتمعات نحو المستقبل(47).
دعم نوري جعفر ثورة تموز 1958 ونشر كتابا خاصا عنها بعنوان (الثورة مقدماتها ونتائجها), استعرض فيه تعريف الثورة واراء الفلاسفة والمفكرين امثال هيغل وجون لوك وماركس فيها ,واعطى تبريرات خاصة عن الثورة في العراق مؤكدا (ان ثورة 14 تموز حدا فاصلا بين عهدين عهد ملكي فاسد قديم وعهد جمهوري عادل حديث) معتبرا (الدولة العراقية في عهدها الملكي البائد امتدادا للحكم العثماني الممقوت من حيث ذهنية الحاكمين ومن حيث اساليبهم في الحكم من الناحية العملية)(48) ونشر بهذا الصدد ايضا مقالتين حول الثورة في مجلتي (الفكر) و(المعلم الجديد) تؤكدان على الثورة في العراق واهميتها(49). ونشر في عام 1958 ايضا كتاب (المبادىء والرجال) عرف فيها المبادىء العامة وقسمها الى (مبادىء سماوية وارضية ومبادىء عميقة وسطحية) . وتطرق فيه ايضا للشان السياسي العراقي منتقدا العهد الملكي وعدم تطبيق الدستور وتناقضاته(50). ورغم تلك الكتابات والتاييد الكبير من قبل نوري جعفر لثورة تموز 1958 الا انه لم يحصل على منصب كبير يتلائم مع شهادته للدكتوراة, فقد عين مديرا عاما للدائرة القانونية في وزارة التخطيط, فيما حصل اخرون تابعين لجهات حزبية على مناصب وزارية(51).
3 . فيصل السامر(52): كان اول عمل قام به المدرس بدار المعلمين العالية فيصل السامر الذي عبر فيه عن معارضته للنظام الملكي واحتجاجه على السلوكيات القمعية التي يقوم بها ضد المخالفين لتوجهاته السياسية والفكرية, هو المشاركة في التوقيع على مذكرة الاحتجاج التي رفعها بعض الكتاب والاكاديميين والمحامين لرئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي احتجاجا على سحب ترخيص مجلة (الثقافة الجديدة) عام 1953(53). كما ان انضمامه لحركة انصار السلام وحضوره لمؤتمرها السري الاول عام 1954 ومعارضته العلنية للنظام السياسي وترشيحه عن الجبهة الوطنية في البصرة ,ادت الى قيام الحكومة بفصله من الوظيفة وسوقه الى الخدمة العسكرية الالزامية ,وادخاله في دورة الضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين عام 1955(54). وقد وضعته احدى التقارير الامنية خلال تلك المرحلة في خانة ملاك المعاهد العالية الخطرين(55). وبعد تسريحه اضطر للسفر للكويت والتدريس هناك , ولم يعد للعراق الا بعد ثورة تموز 1958 عين بعدها مديرا للتعليم العالي في وزارة التربية واصبح اول نقيب للمعلمين(56).
واما في المسار الفكري والايديولوجي , فقد نشر فيصل السامر اول مؤلفاته عام 1948 وهو (صوت التاريخ) مستعرضا الموضوعات الاتية (اثينا والديمقراطية, في الاسلام , الثورة البروتستانتية, اطراف من الثورة الاسلامية , تحرير رقيق الارض في روسيا وعلى هامش الحرب العظمى الاولى)(57). فيما يعد السامر من المؤسسين لمجلة (الثقافة الجديدة) التي صدر العدد الاول منها عام 1953. حيث نشر في العدد الثاني مقالا يعبر عن ايديولوجيته اليسارية والتقدمية بعنوان (بعض الاتجاهات الاجتماعية في حركة الزنج) وهى عرض لرسالته الماجستير التي طبعها عام 1954 بعنوان (ثورة الزنج) والتي اكد فيها ان ثورة الزنج هى ثورة طبقية ضد التمييز والفقر والاستعباد , وهى قراءة ايديولوجية ماركسية للتاريخ التي تؤكد على حتمية صراع الطبقات(58). فيما يذكر البعض ان الدراسة كانت حيادية وموضوعية, وليست ماركسية مؤدلجة(59). كما طبع السامر اطروحته للدكتوراة التي كانت بعنوان (الدولة الحمدانية في الموصل وحلب) , وكلاهما قد حصل عليهما من جامعة القاهرة في مصر(60).
دعم فيصل السامر ثورة تموز 1958 سياسيا وثقافيا من خلال كتاباته التي تروج للنظام السياسي الجديد من جانب, وافكاره وتوجهاته الماركسية واليسارية من جانب اخر . فقد نشر في مجلة (المعلم الجديد) مقالا تحت عنوان (نحو سياسية تعليمية جديدة) دعا فيها الى فلسفة تربوية جديدة تاخذ الواقع الجديد في البلاد بعد الثورة, من خلال بلورة خطة متكاملة تستمر من خمسة الى عشر سنوات ,مع التاكيد على الجوانب الادارية والفنية في تلبية حاجات المدارس(61).
4 . طلعت الشيباني(62): كانت اول مساهمات طلعت الشيباني المعارضة للنظام الملكي هو مساهمته في التظاهرات التي قامت ضد وزارة جميل المدفعي الرابعة (17 اب 1937 – 25 كانون الاول 1938) بسبب التنازلات التي قدمتها لايران حول جزء من شط العرب(63). وبعد تخرجه من كلية الحقوق عام 1941 سافر الى القاهرة لاكمال دراسته العليا في جامعة فؤاد الاول ,وتعرف هناك على بعض اليساريين المصريين اهمهم لويس عوض(64), فيما كان زميله في المسكن هناك القيادي الشيوعي عامر عبد الله . وحصل الشيباني على الدبلوم العالي في الاقتصاد السياسي, وعاد للعراق سنة 1945 الا انه سرعان ماحصل على بعثة دراسية في جامعة (انديانا) في الولايات المتحدة الامريكية, وحصل منها على الدكتوراة عن اطروحته (المحكمة العليا في العراق والمحكمة العليا في الولايات المتحدة دراسة مقارنة) عام 1952 (65). وقد وصفته التقارير الامريكية السرية التي اطلقتها بعد تعينه وزيرا للتخطيط في حكومة عبد الكريم قاسم بانه (صاحب نزعة يسارية ويعادي الافكار الراسمالية التي تمثلها امريكا)(66). ساهم بعدها بتاسيس حركة انصار السلام وحضرها مؤتمرها السري الاول عام 1954 وانتخب عضوا في المجلس العراقي للسلم والتضامن وشارك بالتظاهرات الاحتجاجية ضد الحرب على مصر عام 1956 وفصل من الوظيفة مدة ثلاث سنوات(67). وقد وضعته احدى التقارير الامنية العراقية في خانة الخطرين ضمن ملاك الديوان والادارة للمعاهد العالية(68). وكان اخر مساهمات الشيباني السياسية المعارضة هو مشاركته وانضمامه كعضوا مستقلا فاعلا في (جبهة الاتحاد الوطني) التي شكلتها بعض الاحزاب السياسية المعارضة عام 1957(69).
لم ينضم طلعت الشيباني للحزب الشيوعي العراقي , لانه كان ذو نزعة اشتراكية معتدلة ,وانضم بدلا من ذلك الى الحزب الوطني الديمقراطي , الذي كان يحمل بعض التوجهات الاشتراكية الديمقراطية , والقريب من توجهات حزب العمال البريطاني . فعندما عقد الحزب مؤتمره الاول في تشرين الثاني 1946 انتخب طلعت الشيباني عضوا في اللجنة المركزية للحزب الذي كان يمثل الجناح اليساري المعتدل فيه , فيما كان هناك اخرون يمثلون الجناح الماركسي المتطرف امثال كامل قزانجي وعبد الحسين الغالب(70), الامر الذي ادى بزعيمه كامل الجادرجي(71) ان يقدم الى اللجنة المركزية مذكرة اسماها (المذكرة الاشتراكية) احتوت مايقارب (99) صفحة دعا فيها الحزب الى تبني فلسفته الخاصة وهى (الاشتراكية الديمقراطية) من اجل استقلاليتة عن العناصر الشيوعية والتقدمية المتطرفة وتحييدها(72). وقد انشق الشيباني فيما بعد مع بعض الشخصيات اليسارية عقب مشاركة الحزب في وزارة نوري السعيد التاسعة (21 تشرين الثاني 1946 – 29 اذار 1947) مما ادى بالحزب الى فصلهم(73).
بعد ثورة تموز 1958 عين طلعت الشيباني عضوا في اللجنة الخاصة بتنظيم قانون الاصلاح الزراعي التي اخذت على عاتقها تنظيم قانون الاصلاح الزراعي ,وتحديد الملكية والاصول القانونية له . وبعدها عين وزيرا للاعمار في حكومة عبد الكريم قاسم بعد عزل فؤاد الركابي عن الوزارة , ثم الغيت وزارة الاعمار واستحدثت بدلا عنها وزارة التخطيط ,وعين الشيباني اول وزيرا لها في تاريخ العراق , واستمر بمنصبه حتى انقلاب شباط 1963(74).
في المسار الفكري , نشر طلعت الشيباني العديد من المؤلفات والمقالات الخاصة بالقانون اهمها : كتاب (من التاريخ الاقتصادي : التغيرات الاقتصادية في اوربا الحديثة) ونشره عام 1953 وكتاب (القوى المؤثرة في الدساتير وتفسير الدستور العراقي) دراسة تاريخية – تحليلية للقوى السياسية التي أثرت في تكوين الدستور العراقي والاتجاهات التي سارت بها منذ نفاذه سنة 1925 وحتى تاريخ تأليف كتابه هذا سنة 1954. كما تطرق الكتاب لظاهرة التزوير التي حصلت في انتخابات مجلس النواب التي حصلت في هذا العام , واقصاء الشخصيات التقدمية واليسارية . وكتاب (واقع الملكية الزراعية في العراق) عام 1958 و(دراسة في اقتصاديات القطن العراقي) عام 1958، وكتاب (أهمية الانتخابات في النظام الديمقراطي) . فضلا عن عدد كبير من البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية(75).
5 . صفاء الحافظ (76): تخرج صفاء الحافظ من كلية الحقوق عام 1946 وحصل على بعثة دراسية الى فرنسا لدراسة القانون في جامعة السوربون , وحصل على شهادتي ماجستير في في الاقتصاد والقانون , وشهادة الدكتوراة في القانون الدولي ,وعاد الى العراق عام 1953 وعين استاذا في كلية الحقوق(77). وفي العام التالي رشح لانتخابات مجلس النواب عن منطقة باب الشيخ , الا ان السلطة اعتقلته واودع التوقيف بسبب معارضته للحكومة اولا ,ومشاركته الفاعلة في حركة انصار السلام ثانيا . فقد اختير الحافظ عضوا في (لجنة السلام الوطنية) التي اخذت على عاتقها التنسيق مع (حركة السلام العالمية) وبين الاحزاب والشخصيات السياسية المعارضة في العراق . وقد حضر الحافظ مؤتمرها الاول الذي عقد عام 1954في منزل احمد جعفر الجلبي في كرادة مريم ببغداد مع العشرات من الشخصيات الادبية والاكاديمية والسياسية(78). كما انه ساهم بالتوقيع على مذكرة الاحتجاج التي قدمها العديد من الاساتذة والادباء والسياسيين الى رئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي بسبب اغلاق مجلة (الثقافة الجديدة) , حتى وضعته احدى التقارير الامنية السرية في اول اسم الخطرين ضمن ملاك المعاهد العالية , الامر الذي ادى الى فصله من التدريس الجامعي (79). وقد اسقطت الحكومة الجنسية العراقية عن صفاء الحافظ بسبب تلك المشاركة مع عدد كبير من المثقفين ,وعاش بعدها متنقلا بين فرنسا وسوريا ولبنان, عانى خلالها من العوز والحاجة والجوع لعدم قدرته على العمل دون الاوراق الثبوتية والرسمية , الامر الذي اضطره للعمل ليلا في احدى الصحف السورية. واستمر الوضع على هذا الحال حتى ثورة تموز 1958 حيث عاد صفاء الحافظ للبلاد من جديد, واعادت الحكومة الجنسية العراقية له, وعين مجددا للتدريس في كلية الحقوق في بغداد(80).
واما في المسار الفكري والثقافي , فقد كان صفاء الحافظ احد الكتاب المؤسسين لمجلة (الثقافة الحديدة) اليسارية التقدمية, ونشر في عددها الثالث الصادر في نيسان 1954 مقالا بعنوان (في المشكلة القومية وحلولها). ورغم التوجهات الماركسية التي يحملها الحافظ فقد نشر في كانون الاول عام 1958 مقالا في مجلة الثقافة الجديدة بعنوان (مشاريع الانماء الاقتصادي في الاقليم السوري) استعرض فيه الاوضاع الاقتصادية في الاقليم السوري التابع انذاك للجمهوريىة العربية المتحدة التي تضم مصر وسوريا , والاقتراحات الخاصة بالتنمية والانفتاح على الدول الشرقية من اجل اقامتها للمشاريع الصناعية والزراعية(81).
المبحث الثالث: الماركسيون الادباء المستقلون وتوجهاتهم الفكرية ونتاجاتهم الادبية.
الماركسيون الادباء المستقلون : وهم الافراد الذين تاثروا بالفكر الاشتراكي والماركسي , واخذوا يروجون له في مسارات الثقافة والادب المتنوعة , واهمها الشعر (الفصيح والشعبي) والقصة والرواية والنقد الادبي . وسنذكر اراؤهم السياسية والفكرية بحسب الاهمية :
1 . محمد مهدي الجواهري(82): كانت اول مشاركة سياسية للشاعر الجواهري بعد الحرب العالمية الثانية هو مساهمته بتاسيس حزب الاتحاد الوطني عام 1946 بزعامته عبد الفتاح ابراهيم(83). واتخذ الحزب في البدء جريدة (الراي العام) لصاحبها الجواهري لسان حال له, ثم اصدر جريدة خاصة به اسمها (السياسة) ثم (صوت السياسة). وعقد مؤتمره الاول في نيسان 1946, الا ان الخلاف سرعان ما حصل بين اعضاء الحزب من جهة وبين الجواهري من جهة اخرى حول رغبة الاخير في اصدار جريدة (السياسة) لتعبر ضمنا عن سياسة الحزب ,بينما تبقى جريدته (الراي العام) الناطقة باسمه , وقد رفض اعضاء اللجنة المركزية للحزب ذلك الطلب , الامر الذي ادى به الى تقديم استقالته في اب 1946(84). وتعرض اعضاء الحزب للملاحقة والاعتقال من قبل الحكومة العراقية حتى اغلق من قبل وزارة صالح جبر في ايلول 1947. وقد اعتبر الحزب بانه يمثل اليساريين الماركسيين الذين التفوا على عبد الفتاح ابراهيم رغم ان منهاجه لم يتضمن افكارا اشتراكية او شيوعية , بسبب طبيعة النظام السياسي الحاكم الذي يمنعها, الا ان هذا لم يمنع من احتوائه على بعض الشذرات والمفاهيم الماركسية منها وجود الصراع الطبقي في العراق ودفاعه عن الطبقة العاملة (85).
في اواخر عام 1947 رشح الجواهري نفسه عن لواء كربلاء لانتخابات مجلس النواب بتشجيع من الوصي عبد الاله الذي دفع رسوم التامين البالغة (100) دينار, ولكن المقعد النيابي ذهب لعبد الرزاق شمسة ,مرشح رئيس الوزراء نوري السعيد, الا انه وفاة شمسة جعلت الجواهري يرشح للانتخابات التكميلية ويفوز بالنيابة . وقد انضم في المجلس الى صف المعارضة , وانحاز لموقفهم ضد الحكومة(86). وكان اهم تلك المواقف هو تحريضه على المفاوضات الخاصة بين العراق وبريطانيا التي نتج عنها لاحقا معاهدة (بورتسموث) عام 1948. فقد كان الجواهري مالكا لجريدة (الراي العام) وكشف للناس تلك المفاوضات وخطورتها على استقلال البلاد ,وهاجم وزير الخارجية محمد فاضل الجمالي ودوره في المفاوضات الجارية حول المعاهدة (87), تطورت الامور الى قيام طلاب كلية الحقوق بالاضراب عن الدراسة, وحصول التظاهرات الشعبية العامة والشاملة في البلاد, الامر الذي ادى بالوصي عبد الاله الى الاعلان (بان المعاهدة الجديدة لاتلبي رغبات الشعب العراقي ولاتحقق امانيه). ثم قدم الجواهري مع عشرين نائبا استقالتهم الجماعية لرئيس المجلس عبد العزيز القصاب ,حتى اضطرت وزارة صالح جبر للاستقالة , ومن ثم تكليف السيد محمد الصدر بتشكيل وزارة جديدة في كانون الثاني 1948. ولم يكتف الجواهري بالمعارضة الرسمية للمعاهدة , وانما المشاركة بالتظاهرات الشعبية التي نتج عنها مقتل اخيه الاصغر جعفر على جسر الشهداء , الامر الذي حفزه على القاء قصيدة في يوم التشييع كان مطلعها :
اتعلم ام انت لاتعلم بان جراح الضحايا فم(88)
شارك الجواهري في (المؤتمر العالمي الاول للمثقفين للدفاع عن السلام) الذي عقد في اب 1948 في بولندا , وهو العربي الوحيد الذي حضر المؤتمر الذي نتج عنه تاسيس (مجلس السلم العالمي) الذي عقد مؤتمره الاول في باريس عام 1949. وظهرت في العراق دعوات لتشكيل جماعات لانصار السلام على غرار ماحصل في كثير من دول العالم, وتشكلت في تموز 1950 لجنة تحضيرية برئاسة الجواهري , كان اغلب اعضائها من اليساريين والماركسيين, اطلقوا نداء عاما لنشر السلام ووقف الحروب ,عرف باسم (نداء استكهولم للدفاع عن السلام), كان ابرز الموقعين عليه الجواهري وبدر شاكر السياب ويوسف العاني وعامر عبد الله ونزيهه الدليمي وتوفيق منير وغيرهم(89). وبعد ذلك قامت الحكومة العراقية بملاحقة اعضاء حركة انصار السلام واعتبرتها احدى واجهات الحزب الشيوعي ومنعت الانضمام لها , كما ان المراسيم التي تقيد حرية الراي والعمل السياسي وتاسيس الجمعيات والاحزاب السياسية التي اصدرتها وزارة نوري السعيد الثانية عشر ادت بالجواهري الى الذهاب الى سوريا عام 1956 والقاء قصيدة في رثاء العقيد عدنان المالكي(90) مطلعها :
خلفت غاشية الخنوع ورائي واتيت اقبس جمرة الشهداء
ندد خلالها بالحكومة العراقية وحلف بغداد , الامر الذي اضطره للبقاء في سوريا وطلب اللجوء السياسي , الا انه عاد للعراق بعد عام ونصف ,واستدعى للتحقيق وطلق سراحه(91). وحصل من الحكومة على ارض زراعية كبيرة في لواء العمارة , وبقى هناك حتى صباح 14 تموز 1958 واعلان الثورة واسقاط النظام الملكي وقيام الجمهورية العراقية , حيث سافر الجواهري مباشرة لبغداد , والقى قصيدة في مدح الجيش العراق بعنوان (جيش العراق) مطلعها :
سدد خطاي لكي اقول فاحسنا فلقد اتيت بما يجل عن الثنا(92)
والقى قصيدة اخرى ايضا بعنوان (باسم الشعب) مطلعها :
عصفت بانفاس الطغاة رياح وتنفست بالفرحة الارواح(93)
واصبحت العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم مثال للقوة والترابط , حتى وصف بانه اكثر شخصية مقربة من الزعيم قاسم في العراق. واعاد الجواهري نشر جريدته (الراي العام) في تشرين الثاني 1958 التي دعمت الثورة وقراراتها الاصلاحية واهمها قانون الاصلاح الزراعي الذي اعتبرته ثورة شاملة ضد الاقطاع والاستغلال, ووقفت بحزم ضد معارضيها من القوميين وغيرهم(94). وانتخب الجواهري نقيبا للصحفيين ورئيسا لاتحاد الادباء العراقيين, الا ان هذه العلاقة الايجابية مع الحكومة لم تستمر طويلا , اذ سرعان ماتوترت لاسباب عدة اهمها المقال الذي نشرته جريدة الجواهري (الراي العام) عن اضطهاد الشرطة العراقية لبعض الفلاحين في العمارة, الامر الذي ادى بالجواهري الى السفر الى تشيكوسلوفاكيا (السابقة) والبقاء فيها حتى انقلاب 1968(95).
كانت المتبنيات الفكرية للجواهري قبل الحرب العالمية الثانية تتميز بهيمنة التوجهات المذهبية والمناطقية على حساب المطارحات اليسارية والماركسية التي تبلورة بقوة بعد الحرب, فالجواهري (من اوائل المثقفين الوطنيين الذين انتبهوا لطائفية الدولة, ليس بمعناه الديني والمذهبي ,وانما بمعناه السياسي والاجتماعي المتمثل بحرمان الجماعة التي ساهمت بثورة العشرين والتي كانت اهم نتائجها تاسيس الدولة العراقية الحديثة من المشاركة في الادارة والحكم وتعرضهم للاقصاء والتهميش)(96) وقد عبر عن ذلك في قصائد عديدة منها قصيدته التي القاها بمناسبة مرور عام على ثورة العشرين مطلعها :
موطني شقت وابناء السقوط سعدوا
ياخوتي كل الذي املتوه بدد
نصيبكم من كل ما شيدتموه النكد(97)
ودخل في اشكالات عديدة بهذا الصدد مع مدير المعرف ساطع الحصري(98) الذي طالب بفصله من التعليم , لولا تدخل وزير المعارف السيد عبد المهدي, ويبدو ان هذا السبب الذي جعل القوميين يصفون الجواهري (عميد الادب الشعوبي)(99).
واما بعد الحرب العالمية الثانية فقد حصل تحول كبير عند الانتلجنسيا العراقية نحو الايديولوجيات الاشتراكية الثورية واليسارية , كان ابرز المتحولين هو الجواهري, حيث احتوت اغلب قصائده على تلك التوجهات التقدمية والنزعة المعارضة للحكم الملكي . كما نشر قصائد عديدة في مدح الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية منها مدح الزعيم الشيوعي ستالين مطلعها :
ياستالين وما اعظمها في التهجي احرفا تابى الهجاء(100)
ومن يطلع على ديوان الجواهري يجد تلك الافكار الثورية والنزعة الاصلاحية منها قصيدته في مؤتمر المحامين عام 1951 بعنوان (سلاما الى اطياف الشهداء الخالدين) امتدح فيها الوطنيين واليساريين مطلعها :
سلام على حاقد ثائر على لاحب من دم سائر(101)
2 . صلاح خالص(102): تخرج صلاح خالص من دار المعلمين العالية في عام 1946 وحصل على بعثة دراسية الى فرنسا , ودرس في جامعة السوربون وحصل على الدكتوراة في الادب الاندلسي عام 1952 , وعاد للعراق وعين استاذا في كلية الاداب,(103) وساهم بصورة فاعلة بتاسيس مجلة (الثقافة الجديدة) اليسارية التقدمية عام 1953 . وذكر صلاح حالص (انه اشرف على تاسيس المجلة مع صفاء الحافظ, وانها مجلة تقدمية تؤمن بوجود افكار رجعية تحاول منع المجتمع وعرقلة سيره, معتمدة على دروس التاريخ القيمة وعلى التفكير العلمي الصحيح)(104). ونشر في العدد الاول مقال بعنوان (المدرسة الواقعية في الفن والادب) , فيما عرض في العدد الثاني كتاب صالح احمد العلي (التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة) ونشر في العدد الثالث مقال بعنوان (حول المدرسة الواقعية الحديثة عناصر العمل الفني والادبي)(105). وبعد ان بادرت وزارة محمد فاضل الجمالي الثانية (8 اذار 1954 – 19نيسان 1954) سحب امتياز المجلة وغلقها , قدم صلاح خالص مع عدد كبير من الكتاب والادباء والاساتذة والسياسيين عريضة احتجاج الى رئيس الوزراء على هذا الاغلاق الذي يناقض حرية التعبير(106). كما ان مشاركته في حركة انصار السلام وحضوره المؤتمر الاول الذي عقد في دار احمد جعفر الجلبي في كرادة مريم في بغداد عام 1954 دور كبير في قيام الحكومة العراقية بفصله مع عدد كبير من الاساتذة في التعليم الجامعي , وقد حصل الفصل في وزارة نوري السعيد الثانية عشر (3 اب 1954 – 17 كانون الاول 1955) بعد المراسيم التي اعتبرت فيها حركة انصار السلام واجهة للحزب الشيوعي العراقي(107). وقد تهكم الكتاب القوميون على صلاح خالص بدعوى (انه كان يقدم العرائض تلو العرائض الى وزير المعارف خليل كنه ليعيده الى وظيفته بعد ان اعلن براءته من الشيوعية واخلاصه لمليكه المفدى)(108) , الا ان التقارير الامنية الحكومية وضعت صلاح خالص ضمن قائمة ملاك المعاهد العالية الخطرين(109).
بعد ثورة تموز 1958 عين صلاح خالص مديرا لدائرة البعثات , واعيد اصدار مجلة (الثقافة الجديدة) التقدمية اليسارية , واصبح رئيسا للتحرير . كما ساهم صلاح خالص مع عدد من الكتاب والادباء بتاسيس اتحاد الادباء العراقيين واختاروا الجواهري رئيسا له, وانتخب من ضمن الهيئة الادارية, واشرف على اصدار مجلة (الاديب العراقي). ونشر عدد من الكتب الخاصة بالادب الاندلسي والاسلامي اهمها ترجمة كتاب (جان كوكتو) عام 1955 وكتاب (محمد بن عمار الاندلسي) عام 1957 وتحقيق كتاب (طيف خيال للشريف المرتضى) عام 1957 وكتاب (المعتمد بن عباد الاشبيلي) عام 1958(110).
3 . عبد الوهاب البياتي(111): شكلت دار المعلمين العالية التي تاسست عام 1923 - والتي تحول اسمها الى كلية التربية التابعة حاليا الى جامعة بغداد - واحدة من اهم المؤسسات التعليمية التي خرجت العديد من الكفاءات والادباء والسياسيين والاكاديميين في العراق , وفي مختلف المجالات المعرفية امثال عبد الرزاق الحسني وحسين على محفوظ وذو النون ايوب وعاتكة الخزرجي وجواد سليم ويوسف الصائغ ونوري جعفر وفيصل الوائلي وشاذل طاقة وعبد الرزاق محي الدين ومصطفى جواد وعلي جواد الطاهر وفاضل حسين وجواد علي وعبد الله الفياض ولميعة عباس عمارة ورحيم عبد كتل وغيرهم . فضلا عن الشخصيات الرائدة في الشعر الحر وهم نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي(112). وقد وصفت دار المعلمين العالية بانها معقل التوجهات الايديولوجية والثورية واليسارية والمسارات الادبية المعاصرة , فيما اعتبرت كلية الحقوق معقل الافكار الليبرالية والديمقراطية والنخب السياسية والادارية(113). وكان من اهم الدارسين في دار المعلمين العالية من اصحاب التوجهات الماركسية واليسارية هو الشاعر عبد الوهاب البياتي التي تخرج منها عام 1950 واصدر ديوانه الاول (ملائكة وشياطين), وعمل مدرسا للغة العربية بين عامي (1950- 1953),(114) ثم ساهم بدور كبير في اصدار مجلة (الثقافة الجديدة) التقدمية عام 1953 واشرف على الجانب الذي يهتم بالادب, ونشر في العدد الاول قصيدة بعنوان (السجين المجهول) وقدم في العدد الثاني عرضا عن شخصية الشاعر التشيلي الماركسي بابلو نيرودا , فيما نشر في العدد الثالث قصيدة بعنوان (المذبحة)(115). وبعد ان سحبت الحكومة امتياز مجلة (الثقافة الجديدة) بادر البياتي مع عدد من الاكاديميين والكتاب والادباء برفع عريضة احتجاج الى رئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي اكدوا فيها (ان العراق يعاني من ازمة فكرية حادة ليس مصدرها اختلاف الاراء والافكار فحسب , وانما هذا الجو الخانق الذي لايسمح بوجود اي حركة فكرية ايضا) , وطالبوا باطلاق حرية الراي والتعبير والتفريق بين الثقافة والسياسة , وان تعيد الحكومة النظر تجاه الحركة الفكرية في البلاد (116). ان مشاركة البياتي بالتوقيع على هذه المذكرة الاحتجاجية التي قدمت للجمالي وانضمامه لحركة انصار السلام في العراق, ادى بالحكومة الى اعتقاله وايداعه السجن فترة من الزمن. وبعد اطلاق سراحه ترك البلاد وعاش في بيروت حتى ثورة تموز 1958 حيث عاد اليها, وعين مديرا للتاليف والترجمة والنشر في وزارة المعارف, وبعدها ملحقا ثقافيا في السفارة العراقية في الاتحاد السوفيتي, وبقى هناك حتى عزله من قبل البعثيين بعد انقلاب شباط 1963(117).
دعم البياتي ثورة تموز بقوة وكتب عنها الكثير من القصائد والابيات الشعرية, جمع الكثير منها في ديوانه (اشعار في المنفى) روجت للثورة والتفاؤل والحرية والعدالة التي ستحققها للمجتمع . فقد خاطب حبيبته بالقول (فاستيقظي حبيبتي... فاننا احرار... كالنار كالعصفور كالنهار... فلم يعد يفصل مابيننا.... جدار)(118). كما نشر في الشهور الاولى من الثورة اثنى عشر قصيدة بهذا الصدد بعنوان (12قصيدة للعراق) تميزت بانعكاس التوجه الماركسي الذي يحمله , منها قوله (يااخوتي العمال.. المح وجه العالم الجديد في عيونكم.... في اعين الاطفال... في قصائد برشت.... في اقوال لينين.... وهى تلهم الاجيال.... وتصنع الرجال)(119). كما اصدر ديوانه (المجد للاطفال والزيتون) عام 1958 الذي احتوى العديد من صور التفاؤل بالثورة والتغني بها والترويج للرموز الشعبية والثورية, الامر الذي جعل احد النقاد يعلن على (انحيازه الماركسي الذي لم يتخل عنه الى نهاية حياته والذي جعل منه بحق شاعر الطليعة اليسارية الماركسية)(120).
4 . كاظم السماوي(121): ان اهم مساهمات الشاعر كاظم السماوي السياسية خلال العهد الملكي هو مشاركته الفاعلة في تاسيس حركة نصار السلام في العراق عام 1952. فقد كان الوسيط بين مجلس السلم العالمي وبين المطالبين بتاسيس الفرع في العراق, وعقد لقاء في بيروت مع المهندس انطوان ثابت(122) والدكتور جورج حنا(123) اللذين كانا عضوين في مجلس السلم العالمي(124). وبعد عودة السماوي لبغداد حاملا معه تقارير وبيانات مجلس العالمي, دعا الى اجتماع حضره كل من صفاء الحافظ وكاظم الدجيلي وخليل جميل الجواد, واتفقوا على تاسيس الحركة واصدروا اول بيان باسمها , وحصل على تاييد وترحيب العديد من الشخصيات السياسية واليسارية والثقافية والاكاديمية في البلاد (125). كما بادر السماوي بكتابة قصيدة بعنوان (اجنحة السلام) التي صدرت في كراس اكدت على مفهوم السلام في العراق , والتي اصبحت عندئذ مادة للنقاش والحوار السياسي والادبي بين الكتاب والمثقفين والادباء العراقيين في جريدة (العالم العربي) من قبل حسين مروة ومحمد علي شرارة وجاسم الرجب وغيرهم(126). وبعدها اصدر السماوي في بيروت ديوان شعري اكد فيه ايضا على اهمية السلام العالمي بين الشعوب بعنوان (الحرب والسلام) . كما شارك في عام 1952 في مؤتمر السلام العالمي لشعوب اسيا والمحيط الهادىء الذي عقد في الصين , الامر الذي ادى بالحكومة العراقية الى اسقاط الجنسية عنه . كما مثل السماوي حركة انصار السلام العراقية في مؤتمر الشعوب للسلام العالمي الذي عقد في النمسا عام 1952 مع وفد ضم العديد من الماركسيين ابرزهم نزيهه الدليمي . وكذا الامر في مؤتمر شعوب الشرقين الادنى والاوسط للسلام في بيروت عام 1953 , حيث مثل السماوي حركة انصار السلام بهذا المؤتمر , عاش بعدها في المنفى في هنغاريا حتى ثورة تموز 1958 حيث عاد للبلاد وعين مديرا للاذاعة والتلفزيون واصدر جريدة يومية اسمها (الانسانية)(127).
5 . محمد صالح بحر العلوم(128): كان اولى المشاركات السياسية للشاعر محمد صالح بحر العلوم بعد الحرب العالمية الثانية, هى مساهمته في تاسيس حزب الاتحاد الوطني عام 1946 الذي تراسه عبد الفتاح ابراهيم . وانتخب في لجنته المركزية ورئيسا للجنة الادارة والتنظيم الحزبي, حتى اغلاق الحزب في ايلول عام 1947(129). كما كان لبحر العلوم دورا كبيرا في المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد معاهدة بورتسموث عام 1948 التي عقدت بين العراق وبريطانيا, من حيث التحريض والقاء الخطب الحماسية والقصائد الثورية مدة ثلاث ايام متتالية, حتى اعتقاله من قبل التحقيقات الجنائية في 22 كانون الأول 1948(130).
يعد الشاعر بحر العلوم من اوائل الشخصيات التي انضمت لحركة انصار السلام واكثرها فاعلية وحماسا . فقد اصدر عام 1950 كراسا عن حركة السلام في العراق والعالم على اثر انعقاد مؤتمر السلام في برلين بعنوان (في سبيل سلم دائم). واتجه مع عدد من الكتاب والمثقفين الى تاسيس جمعية الدفاع عن السلم في العراق, وقدموا طلبا الى الحكومة للحصول على اجازة التاسيس , الا انها رفضت الموافقة من جانب ,وقامت باعتقال بحر العلوم والزامه بدفع غرامة مقدارها (15) دينار من جانب اخر(131). واما التظاهرات الطلابية التي حصلت في تشرين الثاني 1952 فقد كان لبحر العلوم مشاركة فعالة في التحريض والقاء القصائد الثورية ضد السلطات, الامر الذي ادى بالحكومة الى اعتقاله والحكم عليه بالحبس الشديد مدة ثلاث سنوات, والمراقبة مدة سنتين, تنقل خلالها في سجون بغداد والكوت وبعقوبة, ثم اخرها نقرة السلمان في صحراء السماوة, وبقى هناك حتى اطلاق سراحه في ايار عام 1956. واستمر في معارضته للنظام الملكي حتى ثورة تموز 1958 التي كرمته بتعيينه خبيرا في وزارة المعارف براتب مقداره (60) دينار , وانتخابه عضوا في اتحاد الادباء العراقيين الذي تراسه الشاعر الجواهري(132). كما زار خلالها العديد من الدول الاشتراكية ومدحها بالعشرات من القصائد جمعها في ديوان بعنوان (اقياس الثورة) . منها قصيدته (الى المجد) مطلعها :
صبرت وفي دمي الفائر شموخ على ضعة الفاجر
واحببت من اوجه النضال مقارعة القيد والاسر (133)
وقصيدة نظمها في النجف بعنوان (النجف تحيى ثورة 14 تموز) مطلعها :
هب الغري يحضن المجد الاغر بين ذراعيه ويلثم الظفر
وعمت البهجة غاب ثورة غالب ابراج الطغاة وانتصر(134)
وكان التوجه الماركسي في قصائد بحر العلوم ظاهرا من خلال طريقين: الاول المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية والتركيز على حقوق الفلاحين والفقراء والمعوزين الذين كانوا يعانون من الحرمان والجوع والمرض. والثاني مدح الثورة البلشفية وزعماء الاتحاد السوفيتي بسبب التقارب الايديولوجي والسياسي فيما بينهم, وخاصة قصيدته الشهيرة (ثورة اكتوبر) التي مطلعها :
انت ياثورة اكتوبر للعالم عيد
اشرقت من فجرك الشمس فحايا الوجود(135)
كما مدح الزعيم السوفيتي ستالين بقوله :
ياستالين بفضل العقل تبني فتجيد
وبناء العقل كالعقل قوي وعتيد(136)
الخاتمة والاستنتاجات
1 . ان الاصل الاجتماعي البرجوازي لاغلبية الماركسيين المستقلين جعلهم في حالة من التردد والاحجام عن قبول بعض الطروحات المتطرفة والثورية للحزب الشيوعي العراقي , من قبيل ديكتاتورية البروليتاريا وتاميم القطاع الخاص وسيطرة الحزب الطليعي على السلطة والغاء النظام الملكي الحاكم ومواجهة الغرب .
2 . ان اطلاع هؤلاء الماركسيين على ثقافة الغرب وقيمه الليبرالية والديمقراطية ابان دراستهم العليا هناك , جعلهم في موضع الاعتدال وقبول الاخر , وعدم الانسياق نحو الراديكالية بالافكار والتوجهات السياسية والايديولوجية .
3 . كانت الادبيات الماركسية عند القيادات الشيوعية واعضاء الحزب تتميز بالبساطة والخطابية والحماسية , فيما عمل الماركسيون المستقلون من جانبهم على تاصيل تلك الافكار وانضاجها ونشرها في الاوساط الثقافية في العراق .
4 . انشغل اعضاء الحزب الشيوعي بالعمل السياسي والتنظيمي المباشر دون الاهتمام بالعدالة الاجتماعية والترويج لها , الامر الذي القى على عاتق الماركسيون المستقلون واجب المناداة بها والمطالبة باصلاحها .
5 . شكل الماركسيون المستقلون تحديا مضاعفا للحكومة العراقية والاجهزة الامنية التابعة لها , بسبب تعدد الاهتمامات والنشاطات التي يقومون بها , من قبيل النشر والتظاهر والاحتجاج وغيرها , الامر الذي جعلها تقوم بملاحقتهم واعتقالهم .
6 . كان القاسم المشترك عند اغلب الماركسيين المستقلين هو النشر في مجلة (الثقافة الجديدة) التقدمية اليسارية والانضمام الى حركة انصار السلام والدراسة في دار المعلمين العالية .
المصادر والهوامش
(1) رفعت المحجوب، الاشتراكية، دار النهضة العربية، مصر، 1968، ص21 وما يليها؛ جورج سباين، تطور الفكر السياسي، ترجمة راشد البداوي، ج1، القاهرة، 1970، ص50.
(2) حول انسياب الفكر الاشتراكي للعراق ينظر: عامر حسن فياض، جذور الفكر الاشتراكي والتقدمي في العراق 1920-1934، دار ابن رشد للطباعة والنشر، بغداد، 1980، ص93 وما يليها.
(3) عبد اللطيف الراوي، المكونات الاولى للفكر الاشتراكي في العراق، مجلة الثقافة الجديدة، العدد 95، 1974، ص186.
(4) حول تأثير تلك الشخصيات الاجنبية ينظر: صلاح الخرسان، صفحات من تاريخ العراق السياسي الحديث (الحركات الماركسية) 1920-1990، مؤسسة العارف للمطبوعات، بيروت، 2001، ص14 وما يليها.
(5) حنا بطاطو، العراق، الكتاب الثاني، الحزب الشيوعي، ترجمة عفيف الرزاز، دار فرصاد، قم، 2006، ص56.
(6) عامر حسن فياض، المصدر السابق، ص125.
(7) الياس فرح، الاشتراكية في الوطن العربي، مجلة افاق عربية، العدد3، تشرين الثاني 1976، ص3.
(8) قابل محسن كاظم الركابي، اثر الثورة البلشفية على العراق 1917-1924، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة واسط، 2013، ص25.
(9) موفق المحامي، بيانات وموضوعات ومقررات الاممية الشيوعية، ترجمة طلال الحسيني، دار الطليعة، بيروت، 1972، ص11-15.
(10) ينظر التفاصيل: مؤيد شاكر كاظم الطائي، الحزب الشيوعي العراقي 1935-1949، تموز للطباعة والنشر، دمشق، 2013، ص60.
(11) خيري العمري، حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث، دار الهلال، القاهرة، 1969، ص93 وما يليها.
(12) حنا بطاطو، المصدر السابق، ص40.
(13) المصدر نفسه.
(14) فاضل حسين، تاريخ الفكر السياسي في العراق المعاصر 1914-1958، مؤسسة الخليج للطباعة، الكويت، 1984، ص82.
(15) فاروق صالح العمر وليلى ياسين الامير، بدايات الفكر السياسي الحديث في البصرة 1929-1941 في ضوء الوثائق الرسمية العراقية، دار ومكتبة البصائر، لبنان، 2013، ص11-14.
(16) زهير الدوري، الفكر السياسي للاحزاب والحركات العلمانية في العراق، جداول للنشر والترجمة والتوزيع، بيروت، 2014، ص144-145.
(17) كاظم حبيب وزهير الداودي، فهد والحركة الوطنية في العراق، دار الكنوز الادبية، بيروت، 2003، ص20 وما يليها.
(18) مؤيد شاكر كاظم الطائي، المصدر السابق، ص105
(19) عبد الرزاق مطلك الفهد، الاحزاب السياسية في العراق ودورها في الحركة الوطنية والقومية 1934-1958، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، 2011، ص36-39.
(20) خالدة ابلال الجبوري، التحليل التاريخي للبنية السياسية للاحزاب العراقية 1946-1958، دار محاكاة للنشر، دمشق، 2012، ص82.
(21) ابراهيم كبة : ولد في بغداد عام 1919 وتخرج من كلية الحقوق عام 1941 وسافر الى خارج العراق لاكمال دراسته العليا وحصل على الدبلوم العالي من مصر في القانون العام والاقتصاد والدكتوراة في الاقتصاد توفى في بغداد عام 2004 . ينظر :احمد مريح المنصراوي، ابراهيم كبة ودوره السياسي والفكري في العراق 1919- 2004، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية – جامعة ذي قار، 2011، ص12-17.
(22) محمد جعفر ابو التمن : ولد في بغداد عام 1881 من اسرة تجارية معروفة ساهم بثورة العشرين اسس الحزب الوطني العراقي وانتخب عضوا في مجلس النواب مرات عدة توفى عام 1945 ينظر : حميد المطبعي , موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين , ج1, دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1995 , ص 184 .
(23) عبد الله اللامي، كبه ماركسي يتحدث بلغة الاقتصاد السياسي، جريد الزمان، العدد 4461، (2 اذار 2013) ، ص10.
(24) ابراهيم خليل العلاف، تاريخ العراق الثقافي المعاصر، دار ابن الاثير للطباعة والنشر، الموصل، 2009، ص45 وما يليها؛ ابراهيم كبة، تداعي النظام الكولونيالي، مجلة الثقافة الجديدة , العدد الثاني، كانون الاول 1953، ص103-121.
(25) حسن الامين، مستدركات اعيان الشيعة، ج1 , دار التعارف للمطبوعات , بيروت , 1987 , ص131؛ احمد مريح المنصراوي، المصدر السابق، ص31.
(26) راجع نص المذكرة في : ابراهيم كبة، هذا هو طريق 14 تموز، ط2، دار الطليعة ،بيروت , 1969 , ص183-185.
(27) ابراهيم العلاف ، المصدر السابق، ص53-54.
(28) جعفر عباس حميدي، التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق 1953- 1958، بغداد، 1980، ص106-113.
(29) سعدون هليل (اعداد وتقديم)، علي الوردي في في ملفه الامني، دار سطور، بغداد، 2016، ص91.
(30) احمد جعفر الجلبي : ولد في الكاظمية عام 1913 وتخرج من كلية الطب الملكية في بغداد عام 1935 واصبح رئيس الجمعية الطبية العراقية عام 1944 توفى عام 1993 . ينظر موقع اطباء العراق : https://www.doctorsiragi.blogspot.com
(31) توفيق منير، حركة السلم على حقيقتها، بغداد، 1954، ص32.
(32) احمد مريح المنصراوي، المصدر السابق، ص43.
(33) محمد حديد، مذكراتي (الصراع من اجل الديمقراطية في العراق)، دار الساقي، بيروت، 2006، ص297؛ ابراهيم كبة، هذا هو طريق 14 تموز، ص17.
(34) عقيل الناصري، 14 تموز الثورة القومية، الكتاب الثاني، ج1، دار الحصاد، دمشق، 2009، ص507؛ اوريل دان، العراق في عهد قاسم، ترجمة جرجيس فتح الله، ج1، دار دنبر للطباعة، السويد، 1989، ص60.
(35) بدر شاكر السياب : ولد في البصرة عام 1926 واكمل دراسته في دار المعلمين العالية وتخرج منها عام 1948 انضم في البدء للحركة الشيوعية ثم تركها واصبح قوميا احد رواد الشعر الحر وله العيد من الدواوين الشعرية تعرض الى مرض عضال ونادر وتوفى مبكرا وهو بعمر (38) عاما عام 1964 . ينظر : عيسى بلاطة , بدر شاكر السياب حياته وشعره , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1987 , ص7 ومايلها .
(36) عيسى بلاطة، المصدر السابق، ص106. وقد جمعت مقالات بدر شاكر السياب في كتاب بعنوان (كنت شيوعيا) وطبعت في دار الجمل في المانيا عام 2007.
(37) عامر عبد الله : ولد في عانة عام 1924 ودرس الحقوق في بغداد ساهم عام 1946 بتاسيس حزب الشعب وانضم عام 1951 رسميا للحزب الشيوعي ليصبح عام 1955 عضوا في اللجنة المركزية ودخل في خلاف مع سلام عادل بعد ثورة تموز 1958 لعيش بعدها خارج القطر وبعد تاسيس الجبهة بين البعثيين والشيوعيين عام 1973 عين مرتين وزيرا توفى عام . ينظر : حسن لطيف الزبيدي , موسوعة الاحزاب العراقية , موسسة العارف للمطبوعات , بيروت , 2007 , ص 461 .
(38) حميد حمد السعدون، رجال وتاريخ، دار ميزوبوتاميا ,بغداد ,2013 , ص 55.
(39) ينظر التفاصيل: محمد كاظم علي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم، دراسة في القوى السياسية والصراع الايديولوجي 1958-1963، مكتبة اليقظة العربية، بغداد، 1989، ص96-105.
(40) صباح نوري المرزوك، معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000، بيت الحكمة، بغداد، 2002، ص82؛ احمد مريح المنصراوي، المصدر السابق، ص32-35.
(41) نوري جعفر: ولد في البصرة عام 1914 ودرس في دار المعلين العالية له العشرات من المؤلفات والمقالات توفى في ليبيا عام 1991. ينظر: حميد المطبعي, موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين , ج2, دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1996, ص 236 .
(42) عامر الحسك : ولد في البصرة عام 1907 وانضم للكلية العسكرية وتخرج منها ضابطا اشترك بحركة مايس عام 1941 في البصرة واعتقل بعد ذلك وفصل من الجيش عين مديرا لشرطة البصرة بعد ثورة تموز 1958 توفى عام 1982 ينظر : وليد سامي فارس ,عامر حسك الامارة (1907 – 1982) دراسة في سيرته ودوره العسكري والسياسي والاجتماعي في العراق ,كلية الاداب ,جامعة البصرة, 2019, ص 9 – 14 .
(43) عبد الجبار عبد مصطفى، تجربة العمل الجبهوي في العراق بين 1921-1958، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1978، ص235-240؛ توفيق التميمي، سيرة العالم الدكتور نوري جعفر عالم في التربية وعلم النفس ورائد في التنوير والاصلاح، جريدة التآخي , العدد 526, 7/12/2017، ص12.
(44) جعفر عباس حميدي، المصدر السابق، ص94.
(45) نوري جعفر، ملاحظات على التعليم في العراق، مجلة العرفان، الجزء 5-6، اذار ونيسان 1955، ص112-117.
(46) توفيق التميمي، المصدر السابق، ص11، وحول مؤلفاته واراءه الفكرية ينظر: نجاح هادي كبة، الدكتور نوري جعفر واراؤه التربوية والنفسية والاجتماعية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2004، ص16وما يليها.
(47) نجاح هادي كبة، العلامة الدكتور نوري جعفر بين مختبر العلم والسياسة، جريدة الزمان، العدد، 23/5/2013، ص9.
(48) نوري جعفر، الثورة مقدماتها ونتائجها، مطبعة الزهراء، بغداد، 1958، ص6 وما يليها.
(49) نوري جعفر، بين عهدين، مجلة الفكر، العدد الثاني، اب 1958، ص10-14؛ نوري جعفر، 14تموز في التاريخ، مجلة المعلم الجديد، العدد السادس، تشرين الثاني- كانون الاول 1958، ص20-23.
(50) نوري جعفر، المبادئ والرجال، مطبعة الزهراء، بغداد، 1958، ص16 وما يليها؛ ياسر جاسم قاسم، نوري جعفر رجل النهضة والاصلاح، دار رند للطباعة، دمشق، 2011، ص290.
(51) توفيق التميمي، المصدر السابق، ص12.
(52) فيصل السامر : ولد في البصرة عام 1922 واكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية ثم سافر الى مصر واكمل دراسته العليا وعين مدرسا للتاريخ في دار المعلمين العالية سنة 1953 له العشرات من المؤلفات والدراسات التاريخية والفكرية توفى عام 19 . ينظر : حميد المطبعي , جزء 2 , ص 182 .
(53) سعدون هليل، المصدر السابق، ص97؛ سعاد مقداد ناجي الاسدي، فيصل السامر ومنهجه في كتابه التاريخ الاسلامي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2019، ص9-12.
(54) عبد الجبار عبد مصطفى، المصدر السابق، ص237؛ جعفر عباس حميدي، المصدر السابق، ص113 ؛ وبعد فصل الدكتور فيصل السامر والدكتور صلاح خالص افتتحا مطعما في شارع الرشيد كتعبير عن احتجاجهما , الامر الذي ادى الى امتعاض رئيس الوزراء نوري السعيد وبعث بطلبهما واعادهم للوظيفة . ينظر : محمد حسين الاعرجي , في الادب وما اليه , دار المدى , دمشق , 2002 , ص 88 .
(55) سعدون هليل، المصدر السابق، ص91 .
(56) حميد المطبعي، المصدر السابق، ج2، ص182؛ لطيف الزبيدي، المصدر السابق، ص406.
(57) فيصل السامر، صوت التاريخ، مطبعة الاعتماد، بغداد، 1948، ص7 وما يليها.
(58) فيصل السامر، بعض الاتجاهات الاجتماعية في حركة الزنج، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الاول، 1953، ص272.
(59) فاطمة المحسن، تمثلات الحداثة في ثقافة العراق، منشورات الجمل، المانيا، 2015، ص. وحول الكتاب ينظر: فيصل السامر، ثورة الزنج، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2012، ص9 وما يليها.
(60) محمد توفيق حسين، الدكتور فيصل السامر مؤرخ الدولة الحمدانية، مجلة الثقافة، العدد الثالث، اذار 1983، ص38-42.
(61) فيصل السامر، نحو سياسة تعليمية جديدة، مجلة المعلم الجديد، العدد السادس، تشرين الثاني – كانون الاول 1958، ص1-4.
(62) طلعت الشيباني : ولد في ديالى عام 1917 وتخرج من كلية الحقوق عام 1941 واكمل دراسته الماجستير في القاهرة والدكتوراة في الولايات المتحدة مارس التدريس فترة من الزمن له العديد من المؤلفات توفى عام 1992 . ينظر : حميد المطبعي , المصدر السابق, ج 2 , ص 126 ؛ حسن لطيف الزبيدي , المصدر السابق , ص 430 .
(63) نبيل عبد الواحد حسن التميمي، طلعت الشيباني ودوره في العراق 1917-1992، رسالة ماجستيرغير منشورة , كلية التربية للعلوم الانسانية , جامعة ديالى,2015 , ص 33 ومايليها .
(64) لويس عوض : مفكر وكاتب مصري ولد عام 1915 وتخرج من كلية الاداب عام 1937 عين في العديد من المناصب الادارية والتعليمية له العديد من المؤلفات الادبية والفكرية توفى عام 1990 ينظر : نبيل فرج ,لويس عوض مقالات واحاديث , المجلس الاعلى للثقافة , القاهرة, 2001 ,ص 11 ومايليها .
(65) نبيل عبد الواحد حسن التميمي، المصدر السابق، ص67.
(66) توفيق التميمي (اعداد وتحرير) , وزير التخطيط الاول في العهد الجمهوري الدكتور طلعت الشيباني , جريدة التاخي , العدد 7242, 10 اذار 2016 .
(67) فاروق برتو، ذكريات وخواطر عن حركة السلم في العراق ابان العهد الملكي، جريدة المدى، العدد 7497، 12/5/2013، ص9.
(68) سعدون هليل، المصدر السابق، ص92.
(69) حسن لطيف الزبيدي، المصدر السابق، ص430.
(70) زهير الدوري، المصدر السابق، ص97. تلك الاشكالات والصراعات ينظر: فاضل حسين، تاريخ الحزب الوطني الديمقراطي، مطبعة الشعب، بغداد، 1963، ص132.
(71) كامل الجادرجي : ولد في بغداد عام 1897 وتخرج من كلية الحقوق وانضم لحزب الاخاء الوطني ثم الى جماعة الاهالي ايد انقلاب بكر صدقي عام 1936 تزعم الحزب الوطني الديمقراطي عام 1946 توفى عام 1968 . ينظر : محمد الدليمي , كامل الجادرجي ودوره في السياسة العراقية , المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, 1999 , ص 10 .
(72) انظر نص المذكرة في: كامل الجادرجي، مذكرات كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديمقراطي، دار الطليعة، بيروت، 1975، ص193 وما يليها.
(73) فاضل حسين، تاريخ الحزب الوطني الديمقراطي ، ص133-145.
(74) نبيل عبد الواحد حسن التميمي، المصدر السابق، ص160.
(75) حسن لطيف الزبيدي، المصدر السابق، ، ص126.
(76) صفاء الحافظ : ولد في الانبار عام 1923 وتخرج من كلية الحقوق عام 1946 واكمل دراسته العليا في فرنسا وحصل منها على الماجستير والدكتوراة اعتقل عام 1980 بعد انهيار الجبهة بين الشيوعيين والبعثيين ولم يعرف مصيره حتى الان . ينظر : صباح حسن عبد الامير , الدكتور صفاء الحافظ , المجلس العراقي للسلم والتضامن – فرع كربلاء سلسلة رجال السلام في العراق 8 , 2010 , ص9 .
(77) عبد اللطيف الشواف، عبد الكريم قاسم وعراقيون اخرون، دار الرواق للنشر، بيروت، 2004، ص171.
(78) فاروق برتو، ذكريات وخواطر عن حركة السلم في العراق ابان العهد الملكي، مجلة الثقافة الجديدة، العدد 303، 1994، ص65.
(79) سعدون هليل، المصدر السابق، ص901؛ جعفر عباس حميدي، المصدر السابق، ص113.
(80) عبد اللطيف الشواف، المصدر السابق، ص176.
(81) صفاء الحافظ، في المشكلة القومية وحلولها، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثالث، نيسان 1954، ص77؛ صفاء الحافظ، مشاريع الانماء الاقتصادي في الاقليم السوري، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الخامس، كانون الاول 1958، ص42-47.
(82) محمد مهدي الجواهري : ولد في النجف عام 1900 من بيت علم وادب انتقل الى بغداد وعين في بلاط الملك فيصل الاول عام 1925 وعمل في الصحافة واصدر العديد من الصحف له العديد من الدواوين الشعرية . توفى في دمشق عام 1997 . ينظر : سليمان جبران , مجمع الاضداد دراسة في سيرة الجواهري وشعره , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت , 2003 , ص6 ومايليها .
(83) عبد الفتاح ابراهيم : ولد في مدينة الناصرية عام 1907 وهو من الاسرة الكيلانية المعروفة في بغداد – فرع المدرس عين والده واعظا في الناصرية . حصل على الماجستير من الجامعة الامريكية في بيروت ثم سافر الى الولايات المتحدة لاكمال دراسته العليا ساهم بتاسيس جماعة الاهالي . له العديد من المؤلفات الفكرية والتاريخية توفى عام 2003 . ينظر : سليم حسين ياسين التميمي , عبد الفتاح ابراهيم ودوره في الحركة الوطنية , اطروحة دكتوراة , كلية الاداب , جامعة البصرة , 2001 , ص 11 .
(84) دار الكتب والوثائق، البلاط الملكي، الاحزاب العراقية، الملف4491، و 86؛ انعام مهدي علي السلمان، حزب الاتحاد الوطني ودوره في الحياة السياسية العراقية 1946-1947، مجلة دراسات تاريخية، العدد 36، 2013، ص150.
(85) عبد الرزاق الحسني، تاريخ الاحزاب السياسية العراقية، مركز الابجدية للطباعة والنشر، بيروت، 1983، ص193.
(86) محمد مهدي الجواهري، مذكراتي، ج2، دار المجتبى للطباعة والنشر، النجف، 2005، ص30-31.
(87) المصدر نفسه , ص 17.
(88) حول احداث الوثبة ينظر: حنا بطاطو، المصدر السابق، ص205-209؛ محمد مهدي الجواهري، المصدر السابق، ص27.
(89) فاروق برتو، المصدر السابق، ص66؛ محمد مهدي الجواهري، المصدر السابق، ص103؛عزيز سباهي، عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ج2، منشورات الثقافة الجديدة، دمشق، 2003، ص51-53.
(90) عدنان المالكي : ولد في دمشق عام 1919 التحق بالكلية العسكرية وتخرج منها ضابطا عام 1939 وشارك في الحرب بين العرب واسرائيل عام 1948 اغتيل في دمشق عام 1955 واتهم الحزب القومي السوري الاجتماعي بالعملية . ينظر : سعد سعدي, معجم الشرق الاوسط, دار الجيل ,بيروت, 1998 ,ص 373 .
(91) محمد مهدي الجواهري، المصدر السابق، ص133.
(92) محمد مهدي الجواهري، تحية الجيش في ثورته المباركة، مجلة الفكر، العدد الثاني، اب 1958، ص19-22.
(93) محمد مهدي الجواهري، ديوان الجواهري، الاعمال الكاملة 1-7، بغداد، 1999، ص606-610.
(94) فائق بطي، اعلام في صحافة العراق، مطبعة دار الساعة، بغداد، 1971، ص190-194.
(95) محمد مهدي الجواهري، مذكراتي، ج2، ص259.
(96) حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق 1914-1990، دار المجتبى ، النجف، 2009، ص370.
(97) المصدر نفسه ,ص 370 .
(98) ساطع الحصري : ولد في اليمن عام 1880 ودرس في اسطنبول وتخرج من الكلية الملكية عام 1900 وعين في مناصب ادارية عديدة في الدولة العثمانية وبعد الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية التقى بالملك فيصل في سوريا وعين مفتشا عاما للمعارف عام 1919 وبعد سقوط الحكومة وتعينه فيصل ملكا على العراق ليعمل موظفا في وزارة المعارف عام 1921 سحبت عنه الجنسية العراق بعد تاييده حركة مايس عام 1941 وتوفى عام 1968 . ينظر : حسن لطيف الزبيدي , المصدر السابق , ص 370 ؛ وليام ل . كليفلاند , ساطع الحصري من الفكرة العثمانية الى العروبة , ترجمة فيكتور سحاب , دار الوحدة , بيروت , 1983 , ص 33 ومايليها .
(99) هلال ناجي ومحي الدين اسماعيل، جناية الشيوعيين على الادب العراقي، دار الكتب للنشر، القاهرة، 1963، ص20.
(100) يوسف عز الدين، الشعر السياسي الحديث في العراق، دار المدى، دمشق، 2008، ص181؛ سليمان جبران، المصدر السابق، ص140.
(101) محمد مهدي الجواهري، مذكراتي، ج2، ص71.
(102) صلاح خالص : ولد في البصرة عام 1925 وتخرج من دار المعلمين العالية عام 1946 وسافر الى فرنسا لاكمال دراسته العليا وحصل على الدكتوراة من جامعة السوربون عام 1952 توفى عام 1986 . ينظر : حميد المطبعي , المصدر السابق , ج 2 , ص 118 .
(103) سعيد عدنان , الدكتور صلاح خالص حياة حافلة بالثقافة والاعلام , جريدة المدى , العدد 2048, 1/5/2013 .
(104) ابراهيم العلاف، المصدر السابق، ص46.
(105) صلاح خالص، المدرسة الواقعية في الفن والادب، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الاول، تشرين الثاني 1953، ص67؛ صلاح خالص، عرض كتاب التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثاني، كانون الاول 1953، ص98؛ صلاح خالص، حول المدرسة الواقعية الحديثة، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثالث، نيسان 1954، ص.
(106) سعدون هليل , المصدر السابق, ص 92 -96 .
(107) جعفر عباس حميدي، المصدر السابق، ص113؛ فاروق برتو، المصدر السابق، ص67.
(108) هلال ناجي ومحي الدين اسماعيل، المصدر السابق، ص32.
(109) سعدون هليل، المصدر السابق، ص91.
(110) ابراهيم العلاف، مجلة الثقافة والدكتور صلاح خالص, مجلة دراسات اقليمية، جامعة الموصل , العدد (9)،2005 , ص77.
(111) عبد الوهاب البياتي : ولد في بغداد عام 1926 وتخرج من دار المعلمين العالية عام 1950 اعتبر احد رواد الشعر الحر في العراق بدا حياته قوميا ثم تحول لليسار اصدر العديد من الدواوين الشعرية توفى عام 1997 في سوريا ينظر : حميد المطبعي , المصدر السابق , ج1 , ص 138 .
(112) ابراهيم خليل العلاف، تاريخ العراق الثقافي المعاصر، ص189-194؛ فاطمة المحسن، المصدر السابقة، ص256.
(113) سيار الجميل، جامعة ال البيت في العراق 1924-1930، دار ضفاف للطباعة والنشر، بغداد، 2012، ص66-67 ؛ عيسى بلاطه، المصدر السابقة، ص44.
(114) نخبة من الادباء، عبد الوهاب البياتي رائد الشعر الحديث، دار اليقظة العربية، دمشق، 1958، ص9-14.
(115) عبد الوهاب البياتي، السجين المجهول، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الاول، تشرين الثاني 1953، ص ؛ عبد الوهاب البياتي، بابلونيرودا، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثاني، كانون الاول 1953، ص؛ عبد الوهاب البياتي، المذبحة، مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثالث، نيسان 1954، ص.
(116) سعدون هليل، المصدر السابق، ص95-97.
(117) صباح صلاح الدين عبد الله , الاغتراب في شعر عبد الوهاب البياتي , رسالة ماجستير غير منشورة , كلية الاداب , جامعة المنصورة , 2016 , ص 77.
(118) عزيز السيد جاسم، الالتزام والتصوف في شعر عبد الوهاب البياتي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1990، ص161.
(119) عبد الوهاب البياتي، 12 قصيدة الى العراق، مجلة المعلم الجديد، العدد السادس، تشرين الثاني، كانون الاول 1958، ص49-51.
(120) عبد الوهاب البياتي، المجد للاطفال والزيتون، مكتبة المعارف، بيروت، 1958، ص2 وما يليها؛ هاني الخير، عبد الوهاب البياتي شاعر العشق والمنافي، دار ارسلان , بيروت , 2017 , ص7.
(121) كاظم السماوي :ولد في السماوة عام 1919 وتخرج من دار المعلمين الريفية عام 1940 واكمل دراسته الجامعية في المجر له العديد من الدواوين الشعرية توفى في السويد عام2010 ونقل رفاته للسليمانية ليدفن هناك بامر من رئيس الجمهورية جلال الطالباني. ينظر: كامل سلمان الجبوري ,معجم الشعراء من العصر الجاهلي وحتى سنة 2002, المجلد الخامس , دار الكتب العلمية, بيروت, 2003 , ص 12 .
(122) انطوان ثابت : شيوعي لبناني اسس مجلة الطريق الثقافية اليسارية عام 1941 وحركة السلم في لبنان عام 1949 . ينظر : كريم مروة , الشيوعيون الاربعة الكبار في تاريخ لبنان الحديث , دار الساقي , بيروت, 2009 ,ص 114 .
(123) جورج حنا :ولد في لبنان عام 1891 ودرس الطب في الجامعة الامريكية في بيروت واكمل دراسته العليا في فرنسا له العديد من المؤلفات الادبية والفكرية توفى عام 1969 . ينظر: هيكل نعمة الله والياس مليحة (اعداد) , موسوعة علماء الطب , دار الكتب العلمية , بيروت, 1999 , ص 127 .
(124) كريم مروة , المصدر السابق , ص 114 .
(125) سيف عدنان ارحيم القيسي، الحزب الشيوعي العراقي من اعدام فهد حتى ثورة 14تموز 1958، دار الحصاد، دمشق، 2011، ص90-93.
(126) فاروق برتو , المصدر السابق , ص65 .
(127) كاظم السماوي , الحرب والسلام , بيروت , 1952 , ص32.
(128) محمد صالح بحر العلوم : ولد في النجف عام 1908 ودرس في المدارس الدينية التقليدية اعتقل اول مرة عام 1928 بسبب تحريضه ومعارضته للسلطة الملكية استقر في بعداد واصدر العديد من الدواوين الشعرية توفى عام 1992 . ينظر : كاظم الكفائي , عصور الادب العربي , مطبعة الاشاد , بغداد , 1968 , ص 176 .
(129) خالدة ابلال الجبوري، المصدر السابق، ص61.
(130) علي الخاقاني، شاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم، مطبعة اسعد، بغداد، 1958، ص22.
(131) عزيز سباهي، المصدر السابق، ج2، ص52.
(132) علي الخاقاني، المصدر السابق، ص28.
(133) محمد صالح بحر العلوم، اقياس الثورة، دار الشعب , بغداد, 1959 , ص22.
(134) علي الخاقاني، المصدر السابق، ص42
(135) رهبه اسودي حسين، المثقف والسلطة في العراق 1921-1958، اطروحة دكتوراه، كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، 2010، ص203؛ علي الخاقاني، المصدر السابق، ص83.
(136) المصدر نفسه، ص84.