دور الإحصاء والتخطيط في إصلاح الاقتصاد العراقي (2)


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 4 / 10 - 12:23     

يعتبر الإحصاء علم له قواعده وقوانينه وأصبح يعرف بأنه مجوعة النظريات والطرق العلمية التي تهدف إلى وصف وتحليل البيانات المقيسة رقمياً لاستخدام النتائج المنبثقة عنها في التفسير والتعميم وضبط المتغيرات والتنبؤ والتحقق منها كما أن علم الإحصاء يستخدم في تطبيقات مجالات حياتية متنوعة حيث يمكن للقائمين على الأبحاث في فروع العلوم المختلفة المهتمين بحل مشكلات معينة من اتخاذ القرارات المناسبة التي تعتمد على المقارنة والتقدير .. كما أن الطرق الإحصائية التي تعتمد على جمع وعرض وتحليل البيانات الممكن الحصول عليها مع تفسير النتائج التي يتوصل إليها تؤدي إلى إظهار الحقائق التي يستفاد منها في اتخاذ القرارات دون التعرض للقرارات الخاطئة كما أن الاهتمام بالمعلومات الإحصائية وتناولها واستخدامها يعد في ذاته ظاهرة صحية تدل على الوعي الإحصائي وبالعكس فإن وجود ضعف الوعي الإحصائي لدى البعض من المشتغلين في أجهزة التخطيط وراسمي السياسات التنموية ومتخذي القرارات قد يكون لها انعكاساتها السلبية على اتخاذ القرارات في القضايا الاجتماعية والاقتصادية بسبب قصور المعرفة بالحقائق والركائز التي يفترض أن يستند إليها ويعتمد عليها للوصول إلى الأهداف المطلوبة .. أو قد يكون تم الاعتماد على بيانات ومعلومات إحصائية منقوصة أو مشكوك في دقتها من قبل القائمين على التخطيط .. أو قد يكون الفتور في العلاقات وضعف الاتصالات بين المسؤولين عن أجهزة التخطيط وصانعي القرار من جهة وبين منتجي الأرقام والمؤشرات الإحصائية من جهة أخرى أو انعدامه بشكل كلي.
إن الطرق الإحصائية التي تعتمد على جمع وعرض وتحليل البيانات الممكن الحصول عليها مع تفسير النتائج المتوصل إليها بالنسبة للظاهرة تؤدي إلى إظهار الحقائق التي تفيد في اتخاذ أنسب القرارات وأقربها إلى الصواب في حل المشكلات دون التعرض إلى المخاطر التي تؤدي في اتخاذ القرارات الخاطئة وما يترتب عليها من تكاليف ومجهودات قد يصعب التغلب على آثارها السلبية ويكتسب الإحصاء أهمية في مجالات الإدارة والاقتصاد والمحاسبة حيث أن عملية جمع البيانات في هذه الميادين لم تقتصر على تسجيل وحصر الحوادث بل تعدتها إلى تقسيم البيانات المسجلة وتحليلها واتخاذ قرارات تتعلق بالمستقبل ومن خلال العملية الإدارية يظهر بوضوح مدى ارتباط الإحصاء بالإدارة فالتخطيط السليم لا يمكن تحقيقه دون وجود البيانات الإحصائية وأساليب استخدامها تعتبر ضرورة لكل من يشارك بعمليات التخطيط لوجود علاقة وطيدة بين التخطيط والإحصاء.
إن ضعف الوعي الإحصائي بين العاملين في أجهزة التخطيط وراسمي السياسات التنموية ومتخذي القرارات قد يكون لها انعكاساتها السلبية على اتخاذ القرارات في القضايا الاجتماعية والاقتصادية بسبب قصور المعرفة بالحقائق والركائز التي يفترض أن يستند إليها ويعتمد عليها للوصول إلى الأهداف المطلوبة .. كما أن هذا الاهتمام يوضح العلاقة القوية التي تربط بين الإدراك بأهمية الإحصاء والوعي الإحصائي والطلب المتزايد على الإحصاءات من قبل المخططين وراسمي السياسات التنموية ومتخذي القرارات والباحثين في المجتمع مما يدل على الفهم والإدراك الواسعين بأهمية هذه الإحصاءات فإذا ما كان وعي إحصائي وفهم وإدراك لقيمة المعلومات الإحصائية فلا يكون هناك ندرة في هذه الإحصاءات على الإطلاق.