بوب أفاكيان يردّ على شباب قاعديّين – - الحسّ العام - عادة خاطئ و المقاربة العلميّة تبيّن أنّ الثورة ممكنة ، لا سيما في هذا - الزمن النادر -


شادي الشماوي
2023 / 4 / 9 - 22:16     

جريدة " الثورة " عدد783 ، 4 جانفي 2023


" إنّه لمجرّد حسّ عام أنّه لا يمكن التمرّد ضد هذا النظام و الإطاحة به "- هكذا يقول الشباب القاعديّ في الجامعات ردّا على نداء الإلتحاق بصفوف الثورة .
" الحسّ العام " هو الأفكار التي يؤمن بها معظم الناس في وقت معيّن (ما يبدو صحيحا ظاهريّا ، دون المزيد من التعمّق في الأمر .)
لفترة زمنيّة مديدة من تاريخ الإنسانيّة ، كان من " الحسّ العام " – كان معظم الناس يؤمنون ب – أنّ كوكب الأرض لا يتحرّك و أنّ الشمس هي التي تتحرّك حول الأرض في حين أنّ في الواقع الأرض " تدور حول الشمس " أيضا بما يجعل سير دورة تامة لها حول الشمس سنة زمنيّة .
و كان حتّى من " الحسّ العام " لآلاف السنين أنّ الأرض مسطّحةو ذلك لأنّ الناس في وجودهم اليومي لم يكونوا عادة يلمسون " كرويّة " الأرض . لكن هناك حقيقة أساسيّة دلّل عليها العلم في مناسبات عديدة ألا وهي أنّ الأرض كرويّة الشكل و ليست مسطّحة .
و بالتالى ، لفهم حقيقة الأشياء لا سيما منها تلك الأكثر تعقيدا ، لا بدّ من المضيّ أبعد من " الحسّ العام " . لا ينبغي أن نقبل ببساطة ب " ما يعرفه الجميع " وهو عادة خاطئ . لا بدّ من التوغّل إلى ما تحت السطح لبلوغ معرفة علميّة – فهم علميّ للواقع .
و ينسحب هذا على التمرّد على هذا النظام و الإطاحة به . " الحسّ العام " يقول إنّ هذا غير ممكن بالنظر على قوّة هذا النظام . بيد انّ المقاربة العلميّة تؤكّد لنا شيئا مغايرا . فهي تكشف التناقضات و نقاط الضعف الكامنة صلب هذا النظام الذى ينظر له " الحسّ العام " نظرة سطحيّة . و بالأخصّ ، تثبت لنا المقاربة العلميّة كيف يتطوّر الوضع الآن و ما يشتمل عليه من نزاعات عميقة ( ما فتأت تتعمّق ) في صفوف السلطات الحاكمة و في البلاد ككلّ ما يوفّر إمكانيّة تعبأة ملايين الناس من أجل ثورة فعليّة بفرصة حقيقيّة لتحقيق الظفر – لإلحاق الهزيمة العمليّة بالنظام و تفكيك المؤسّسات التي تفرض بالقوّة هذا النظام – و إنشاء نظام أفضل بكثير .
و هذا الوضع ، المشتمل على فرصة نادرة للقيام عمليّا بالثورة و إنشاء عالم مغاير تماما و أفضل بكثير ، شيء لا يمكن التفريط فيه أو التفويت فيه . يجب أن ننكبّ على العمل بأقصى طاقاتنا و بحماس متسلّحين بالمعرفة العلميّة التي نحصّلها ، لنحوّل إمكانيّة الثورة إلى ثورة في الواقع . و يجب أن نواصل كسب المزيد من الناس ليساهموا بنشاط في إنجاز هذا .
و قد تعمّقت في كلّ هذا في " الحوارات الثلاثة " التي أجريتها حديثا ضمن برنامج اليوتيوب " الثورة ، لا شيء أقلّ من ]Revolution Nothing Less- Show ذلك ! " [
إذا أردتم الحصول على فهم أتمّ لكيف أنّ هذا يمثّل حقيقة – و خاصة إذا أردتم المشاركة في القيام بثورة فعليّة - ، تعمّقوا في دراسة هذه الحوارات ... و ساعدوا في نشرها في كلّ مكان ...و إلتحقوا بالشيوعيّين الثوريّين الذين يجتهدون يوميّا من أجل إنجاز هذه الثورة ... و ساهموا بشتّى الطرق الهامة في هذه الثورة فيما تواصلون مزيد التعلّم و حتّى مزيد المساهمة في هذه السيرورة .