من فوضى الى زوال ..


حسام تيمور
2023 / 4 / 9 - 21:15     

مباشرة بعد القصف القادم من لبنان، تلقت اسرائيل الضوء الاخضر الأمريكي، بشكل رسمي، للرد، كما تحدث الناطق الرسمي باسم البيت الابيض، لكنها هذه المرة لم ترد، رغم انها لم تكن تحتاج أصلا لهذا الضوء، و كانت تتصرف احيانا دون الحاجة اليه او انتظاره، و احيانا ضدا على تلك الدعوات الخجولة الى التهدئة، و تجنب العنف و التصعيد، و هي دعوات لرفع الحرج لا غير، بمعنى انها ليست ملزمة في شيء، لكنها ليست اباحة علنية او مباشرة على كل حال، فما الذي يحدث بالضبط ؟
خلال حرب غزة قبل حوالي عامين، تلقى قائد الاركان السابق " افيف كوخافي" مكالمة او رسالة بصيغة الامر، من قبل وزير الدفاع الامريكي "لويد اوستن"، مفادها، "اوقفوا القصف فورا"، و مكالمة أخرى، انطلقت على شكل تقرير من البانتاغون، اعيد تصريفه كحديث او مكالمة، بين وزيري الدفاع، مختصره ان الاعمال العسكرية الاسرائيلية المتصاعدة ضد الوجود الايراني تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة، و يجب وقفها فورا، و هو ما كان موضوع ازمة صامتة بين واشنطن و تل ابيب، نتج عنها، و بشكل مباشر، رفض الرئيس الامريكي "بايدن"،الرد على مكالمات الوزير الأول انذاك " نفتالي بينيت"، و كذلك تصريح غير مسبوق لقائد الاركان السابق مرة أخرى "أ.كوخافي"، يتحدى فيه الادارة الامريكية، السياسية و العسكرية، و يقول فيه بالحرف، "اننا لن نستسلم للتمدد الايراني الذي بدا يستفحل يوما بعد يوم .. و سنواصل عملياتنا العسكرية"، و هو ما فسره البعض كذلك، على انه رد غير مباشر من قبل القيادة السياسية في تل ابيب، و التي كانت تتفادى أي احتكاك مع الادارة الامريكية فيما يخص الملف الايراني الشائك و المعلق، على الأقل منذ الفوضى التي احدثها انسحاب ادارة "ترامب" من الاتفاق النووي.
طبعا كان هذا في سياق ما قبل اندلاع ازمة او حرب اوكرانيا، أي قبل خروج الولايات المتحدة من منطقة الراحة، حيث كانت هناك محاولات لاعادة احياء الاتفاق النووي مع ايران ..لكن مؤخرا، لوحظ أن الادارة الامريكية نفسها شرعت في عملية الدفع باسرائيل، كقيادة عسكرية و سياسية، نحو اقتحام منطقة "الخطر"، أي زيادة النشاط العسكري المعادي لايران في اكثر من مكان، بهدف تشتيت الوجود الروسي، او شبكة الحلفاء التي بدات تنخرط فعليا في حرب اوكرانيا لصالح روسيا.
هنا وقف "جحش" الدفاع في العقبة، و تم تجاوز مسالة الحرب، بشكل ذليل و جبان، بداعي ان مصدر النيران ليس حزب الله، و هو كذلك فعلا، او قد يكون كذلك، الى حين ثبوث العكس، لكنه ليس عذرا، بالمعايير الصهيونية في قرار شن الحرب او سياسات الردع، و خصوصا بالنظر الى حجم الهجوم و خطورته.
الجواب الوحيد هنا، ان كرة الثلج كبرت كثيرا، و ان ثمن المواجهة، اي مواجهة، مع حزب اللاه، سيكون غاليا، اكثر مما يمكن تخيله، و كذلك ان الحرب ضد ايران كذلك، صارت مستحيلة بهذا المعنى، حتى بانخراط امريكي مباشر، و هو الذي لن يحمي الكيان اللقيط بأي شكل من الاشكال، من التفكك و الزوال بشكل نهائي، إلا في حال هوجمت ايران نوويا، و هذا كذلك شبه مستحيل، بسبب وجود الحليفين الاستراتيجيين في ايران، روسيا و الصين، و هكذا اكتملت الدائرة،
"و إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت" ..
و اسمعي يا .. جارة !