ولو بعد حين- في عيد الأم-

في عيد الأم
ولو بعد حين
أمي المسافرة منذ سنوات
تركتْ باب الحديث مواربا و امتطت الصمت
كلما سقط غصن يابس من فوق شفتي الكلام
ابحث عن بعض وريقات شمس كانت قد تركتها في أحد إدراج الذاكرة
كلما خشخش عواء الريح خارج نافذة القبر أعيد طلاء جدراني من جديد بلون السماء الذي كانت تحب أن تقشره ليصلني صوتها
أمي المسافرة منذ سنوات لم تترك لي عنوان البيت
ويبدو المفتاح الذي أحمله ليس لهذا الباب الذي يغلق عليها
كلما قرعت أجراسها تنبهت الوحدة وهرعت تفتح لي بابتسامة
تحاول تلهيني ببعض وجوه عابرة ولا تجيب عن سؤالي الملح … متى تعود أمي من سفرها؟ متى ينتهي هذا الانتظار ؟ومحطات اللقاء بيننا كادت أن تلتقي عدة مرات .. وكنت ألمح وجهكِ يبتسم من بعيد .. لكن ما تلبث الحياة أن تعاود غرس المسافات بيننا من جديد.. وإحالة اللقاء إلى مواعيد جاحدة باللهفة إلى رؤية وجهكِ
فتقف في المسافة الفاصلة بيننا بقهقات خبيثة .. وتشتت انتباه عقاربها السامة فلا تضبط مواعيدها على مواقيت الحياة ولا مواقيت الموت … وأبقى حيث أنا في دائرة لا تنتهي من الانتظار .. وأنتِ تبتسمين من بعيد وتلوحين لي بإشارة أن حضنك الدافئ ما يزال يتسع لي ولو بعد حين