حول ذكرى التاسع من نيسان


قاسم علي فنجان
2023 / 4 / 9 - 19:13     

لا يمكن ان تصدق ان انسانا عاقلا، بأدنى درجة من العقل، يفضل غزوا على غزو آخر، ويقوم ب "التفلسف" وبلغة مدرب عليها بشكل جيد، ويكتب حلقات كثيرة، ويحاول جهد الإمكان ان يقنعك ان الغزو المغولي كان بربريا ومتخلفا، نشر الخراب في العراق، اما الغزو البريطاني او الأمريكي فكان جيدا؛ هل يمكن ان يصدق أحدا ان هذا الانسان عاقلا؟ ام تراه مكلفا بذلك، فلا يوجد تبرير آخر لذلك. اما ان لوثة قد اصابت دماغه، او انه قد كلف بمهمة كهذه، تحسين صورة الديموقراطية الامريكية.

سربروس الديموقراطية الامريكية هذا لا يتوقف ابدا عن النباح والعويل، فهو مكلف بحراسة التعاليم التي تخرج من البيت الأبيض، ان لعابه يسيل بعد سماعه أحاديث بايدن وبلينكن، هو ليس الوحيد الذي يعوي، فهنا مثلا في بغداد، تسمع عن حزب جديد ناشئ ليبرالي، يطلق عليه "امارجي"، هذا يهلل ويطبل علنا للغزو الأمريكي للعراق، صاحبه اسمه "قصي محبوبة"، اول ما تلتقي به يقول لك ان مشكلة العراق تنحصر بالقضاء على "الاشتراكية"، عند ذاك تحل جميع المشاكل! تصور يقال عنه ان هذا الانسان عاقل، كيف ذاك؟ لا تعلم.

ها قد مضت عشرين عاما من الديموقراطية الامريكية، ها نحن نجني ثمارها؛ شكل حكم ميليشياتي عصاباتي مافيوي، مكون من إسلاميين طائفيين، قوميون شوفينيون، عشائريون متخلفين، وبعضا من الطفيليات الأخرى.

ها قد مضت عشرين عاما من الديموقراطية الامريكية، دفعت الناس من وراؤها ثمنا باهظا، ولا زلت تدفع؛ مدن مخربة تماما، صناعة ضاعت، زراعة تحتظر، نسب فقر مخيفة، جهل وامية تتفشى مثل الوباء، لا كهرباء، تتلظى الناس بحر الصيف اللاهب، وتغرق الشوارع في الشتاء الماطر؛ لا ماء صالح للشرب، فقد نسيت الناس الشرب من "الحنفية"، بل لا ماء لسقي الأراضي الزراعية، بدأ التصحر يزحف شيئا فشيئا، والنهرين اصابهما الجفاف، ويقال انه في السنوات القادمة سيوزع دجلة ك "أراضي صالحة للسكن".

ها قد مضت عشرين عاما من الديموقراطية الامريكية، ها نحن نجني ثمارها، نسب بطالة مرتفعة، يقابلها خصخصة وبيع لكل مؤسسات الدولة، وبدون ان نجرح كلاب الديموقراطية الامريكية، فهذه يطلقون عليها "نيو ليبرالية"؛ والتي تعني "تملك المال تعيش وتتعلم وتتعالج، لا تملك تموت"، وهذه من أفضل الثمار التي حصدناها من الديموقراطية الامريكية.

ها قد مضت عشرين عاما من الديموقراطية الامريكية، مرت علينا حروب أهلية، وحروب قومية، وصراعات للعشائر؛ تراجع البلد في كل شيء، فقد شيئا فشيئا وجوده، صار بلدا هامشيا، تصول وتجول به مخابرات الدول العالمية والإقليمية، مرتع خصب للقاءاتهم ومؤامراتهم؛ جيوش كثيرة داخلة فيه، قواعد للجيش التركي في الموصل ودهوك، يقصف متى شاء وأين ما شاء؛ اما إيران فان لها اليد الطولى في كل شيء، فاغلب من في السلطة هم ذيولها، حتى الكويت، دائما ما تسمع في الاخبار ان قواتها البحرية اعتقلت صيادين عراقيين.

كلاب الديموقراطية الامريكية هل اتاكم حديث النهب والسلب؟ فهذه الثمرة قد تكون قمة حصاد الديموقراطية الامريكية، يقال ان خسائر العراق قاربت الترليون دولار من عمليات النهب والفساد؛ لكن لم البكاء والنحيب، فالسيدة رومانسكي تطبطب وتربت على اكتاف قادة الإسلام السياسي، وتدفعهم للمزيد من القتل والنهب والتدمير.

يقال ان كلابا كثيرة دخلت التاريخ، طبعا أشهرهم سربروس، ذو الثلاث رؤوس، كما تقول الاساطير اليونانية، فقد كان يحرس هاديس، إله الجحيم، وهي ذات الأسطورة اليوم نشاهدها، فمن يحرس الديموقراطية الامريكية-هاديس- هم مجموعة كلاب جندتهم لذلك؛ الأسطورة تقول ان هرقل صارع سربروس وتمكن منه وسجنه، وفي خلال الصراع سال لعاب سربروس وسقط على الأرض، فأنتج اول النباتات السامة؛ والظاهر ان هذه النباتات السامة قد انتشرت كثيرا.