الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 4 / 9 - 12:21     

لقد غمر الشعب العراقي شعور خلاصهم من حكم صدام الدكتاتوري الدموي إلا أن ذلك الشعور أصابه الألم والإحباط لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تخطو خطوة واحدة إلا من أجل مصالحها وإن أمريكا لم تجيش الجيوش الجرارة ومختلف الأسلحة الفتاكة إلا من أجل مصالحها وليس من أجل عيون الشعب العراقي ولو كان سقوط نظام صدام من قبل الشعب العراقي لأصبح الأفضل والأحسن حيث كانت الظروف تسمح بتحرك قوات بدر المتواجدة في إيران وقوات الأنصار المتواجدة في كردستان إضافة إلى قوات البيشمركة التابعة لحكومة كردستان لأن في ذلك الوقت كانت كردستان مستقلة ومنفصلة عن حكم صدام حسين وتحت الحماية الدولية وكان الجيش العراقي يشعر بالذل والمهانة والتذمر من حكم صدام حسين لإذلاله وزجه في الحروب الخاسرة المدمرة وكان المفروض من أول صاروخ أمريكي يسقط على بغداد أن ينتفض الشعب وتتدخل قوات بدر والأنصار في احتلال المدن العراقية ويصبح المجال مفتوح بالطلب من الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف الحرب بعد توجيه ضربات ضد الجيش العراقي المساند لصدام حسين وجعلها أمام الأمر الواقع ... إلا أن ذلك لم يحدث وترك الأمر للقوات الأمريكية في إسقاط نظام صدام حسين وأصبح (بول بريمر) الحاكم المدني العام للاحتلال الأمريكي في الحكم على العراق الذي كرس نشاطه من أجل أن يخلق حكم خاضع للاستعمار الأمريكي مما دفع بول بريمر إلى تأسيس مجلس حكم حسب النسبة الطائفية والقومية في العراق وتم تأليف حكومة عميقة وفق قاعدة مجلس الحكم الطائفي والقومي وقد استفادت القوى الطائفية من هذه القاعدة الطائفية وتكونت حكومات اتخذت من المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية المصلحية قاعدة للحكم مما تسبب في الفساد الإداري وتضخم وظيفي واقتصاد ريعي وتفشي المخدرات والسلاح المنفلت والعنف الأسري والفقر والجوع والبطالة وبعد عدة سنوات من الاحتلال الأمريكي انسحبت تاركة الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي بدون سلاح وتدريب مما ساعد ذلك على نشاط واستفحال القاعدة وداعش الإرهابيتين على تدمير الشعب العراقي بالتفجيرات والسيارات المفخخة والاغتيالات والخطف واستطاعت منظمة داعش من احتلال مدينة الموصل وأقضيتها ونواحيها والمنطقة الغربية من العراق وبلغ ما احتلته هذه المنظمة الإرهابية ثلث مساحة العراق وقد كلف الشعب والجيش العراقي والحشد الشعبي الخسائر الكبيرة بالأرواح والمال حتى استطاع بعد حرب ضروس من الخلاص من هذه المنظمة الإرهابية بعد أن تركت تلك المدن مهدمة ومدمرة وشرد أهلها.
كانت قوة الدعاية التي رافقت عمليات الإطاحة بنظام صدام الفاشستي الدموي وسعت باب الأمل الذي فتح أمام يأس العراقيين المدجن قد أتاح للمواطنين العراقيين الاسترسال بأحلام وردية عن شكل ومحتوى الحكومة القادمة وعن ما ستقدمه من إجراءات وما ستخطه من خطوات على طريق معالجة استراتيجية عديدة ظلت عالقة منذ سنين يمتد بعضها إلى عقود خلت من نظام الجوع والحصار والدكتاتورية فظهرت من جديد فئات اجتماعية وصراع من نوع جديد من الصراعات الطائفية والمحاصصة والفساد الإداري وانعكس على وحدة الانتماءات الطبقية مؤدياً إلى تشظي على أسس طائفية ومحسوبية ومنسوبية وجرى تنفيذها بهذه الطريقة للحكومات المتعاقبة التي استمرت عشرون عاماً من الجوع والفقر والبطالة وانفلات السلاح والعنف الأسري.