اتحاد الكتاب التونسيين: صراع الجديد والقديم


فريد العليبي
2023 / 4 / 9 - 00:50     

.
قبل حوالي عام انعقد مؤتمر اتحاد الكتاب التونسيين ولكن قراراته ظلت حبرا على ورق وساء وضعه مع مر الأيام، ومن مظاهر ذلك :
ـــــــــــ ظلت مطالب الكتاب المعنوية والمادية في الرفوف ولم يسمع عن تدخله مرة واحدة للدفاع عنها وتحقيق احداها بل ان مستحقات الكتاب لدى الاتحاد لم تصرف وتوفي احدهم طابت ذكراه ، فبقي الاتحاد له مدينا وهو في العالم الآخر وكان مشرفا على تحرير مجلته طيلة سنوات .
ـــــــــ توقف مجلتيه عن الصدور وهما " حوارات فكرية " و"المسار" منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم .
ـــــ اختفاء دار نشره المسماة " الاتحاد " وهناك شائعات عن بيعها لغاية في نفس يعقوب.
ـــــ افلاس الحانة /المطعم التي كان يديرها وصرف عليها أموالا طائلة وغلق أبوابها وكراء الرخصة الممنوحة له من بلدية العاصمة .
ــــــــ صمته في علاقة بالقضايا الوطنية والقومية ، الثقافية والسياسية ، وغيرهما فلا بيانات صدرت ولا ندوة صجفية واحدة انعقدت وحتى بيانات تابين أعضائه الذي وافتهم المنية بما في ذلك رئيس سابق فانها لم تصدر الا بعد تنبيه وعندما ضرب زلزال سوريا تمنت صفحته الفايسبوكية في جملة مقتضبة ان يتقبل الله الضحايا شهداء مما اثر السخرية في الوقت الذي تنادت فيه اتحادات عربية الى اصدار بيانات تطالب بالتضامن بما في ذلك جمع التبرعات وبينما يخيم خطر التطبيع الثقافي في تونس وغيرها من الأقطارالعربية لم يسمع للاتحاد في ظل واقعه الحالي أي صوت .
ــــــــ سيطرت مجموعة على هيئته المديرة وهى التي اضحت تعقد اجتماعات غير شرعية تدعو اليها من تريد وتقصي من لا تريد .و أصبحت تلك الاجتماعات تعقد سرا فلا اعلام ولا تبليغ ، فقط مكالمات بالهاتف للمقربين ولمن لا ضرر من حضورهم.
ـ تركيز فروع في غياب المسؤول عن الفروع .
ـــ تنظيم زيارات خارجية مكررة لرئيسه ونائبه وأمين ماله وتوقيع اتفاقيات لا اخبار عنها بينما تناولتها صحف ومواقع إخبارية أجنبية مثلما هو الحال بالنسبة الى زيارة سلطنة عمان .
ـــــ الايهام بالقيام بأنشطة بين محاضرات وندوات وهي التي لا تحضرها غير قلة قليلة ولا تقررها أيضا ضمن الهيئة غير قلة أقل .
ــــ والاهم مما سبق كله عدم فتحه ملف التصرف في ميزانيته خلال السنوات المنقضية وهى المتأتية رئيسيا من وزارة الثقافة ، حيث تحوم شبهات فساد ، في وقت يرفع فيه شعار المحاسبة في طول البلاد وعرضها .
ويطرح سؤال أول : ما سبب ذلك كله ؟
والاجابة هي ان المؤتمر الأخير افرز هيئة مديرة تتحكم بها تناقضات كبيرة فبعض من أعضائها كان ضمن الهيئة المديرة السابقة والبعض جديد وعندما طرح الملف المالي للدرس خاف القديم من المحاسبة فعمل بكل جهد على دفن الملف وقطع الطريق على ما يريده الجديد وهذا امر موضوعي وهوغير مستغرب . علما ان بعض المتنفذين ضمن تلك الهيئة كانوا من أعوان سلطة بن على سفارة وولاية ومن رموز العشرية السوداء بما في ذلك العمل كمستشارين ضمن رئاسة الجمهورية ويفزعهم اليوم ان ترى تونس الجديدة النور..
كما يطرح سؤال ثان : ما العمل لإنقاذ الاتحاد ؟
يوجد الجديد اليوم ضمن الهيئة المديرة جزئيا وهو ضعيف ولكنه يوجد بكثرة ضمن المنخرطين وهو قوي وبيد هؤلاء الحل بالمعنى الديمقراطي ، فإما ان يظل الاتحاد على حاله تحت سطوة القديم ويغرق اكثر فأكثر و يعود الى حالته السابقة عندما كان خلية دستورية او ان يتنادى المنخرطون والفروع الى فرض انعقاد جلسة عامة تقيم عمل الاتحاد وتقرر ما تراه مناسبا لإنقاذه مما تردى فيه ..
كما بامكان وربما واجب البرلمان والاعلام والسلطة التنفيذية فتح ملف الاتحاد فهو ملك أولا وأخيرا لتونس وطنا وشعبا .