هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟.....19


محمد الحنفي
2023 / 4 / 9 - 00:36     

إهداء إلى:

ـ الرفاق المستمرين في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

ـ الغاضبين على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بقيادة الكتابة الوطنية السابقة، قبل الاندماج القسري، بدون شروط.
ـ المجمدين لعضويتهم قبل الاندماج، من أجل استعادة عضويتهم، والمساهمة في تفعيله وطنيا، وإقليميا، وجهويا، في حزب الطيعة الديمقراطي الاشتراكي.

ـ كل المناضلين، الذين انساقوا مع الاندماج، لتوهمهم بأنه سيستمر بنفس هوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبنفس تأثيره في الواقع، وبنفس أثره على الحياة العامة.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بنفس الهوية الاشتراكية العلمية، والعمالية، وبنفس الأيديولوجية المبنية على اساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية.

ـ من أجل جعل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي: حزبا ثوريا قويا.

ـ من أجل بناء مجتمع التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما خطط لذلك الشهيد عمر بنجلون.

محمد الحنفي

خلاصة عامة:

إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليس بضاعة تباع في الأسواق. إنه اقتناع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف. إنه ممارسة للاشتراكية العلمية. إنه اقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة، وحزب للطبقة العاملة. إنه يناضل، ويقود النضال، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى، حددها الشهيد عمر بنجلون، قبل اغتياله بما يقارب سنة كاملة، سنة 1975، وفي 18 دجنبر من نفس السنة، سعيا إلى وضع حد لاستمرار الماضي النضالي، للشعب المغربي، وللحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية. إنه قوة الطبقة العاملة في الحاضر، وأملها في المستقبل، لا يعرف الخروج عن الطريق. وعلى من أعياه، عدم تحقيق تطلعاته الطبقية، أن ينسحب من ميدان حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليندم في حزب فيدرالية اليسار، باعتباره حزبا "اشتراكيا كبيرا"، وهو ليس حزبا اشتراكيا كبيرا، ولا هم يحزنون، إنه حزب البيع، والشراء، مع المؤسسة المخزنية، وحزب تحقيق التطلعات الطبقية حزب تلقي الريع المخزني، من قبل المنتمين إليه، في كل مكان يتواجد فيه، من المغرب، بسبب احتكاكهم الشديد بالسلطة المخزنية، التي تقدم لهم الامتيازات الريعية، بدون حدود، بالإضافة إلى استغلالهم لمختلف التنظيمات، التي يتواجدون فيها، من أجل تنمية ثرواتهم، التي أصبحت تضاهي كبار الأثرياء، في كل منطقة يعيشون فيها، باسم النضال، وباسم الشعب، وباسم السعي إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. وهم في الواقع، لا يمارسون إلا الفساد، باسم النضال الجماهيري / الحزبي.

ونحن عندما طرحنا موضوع:

"هل أنجزت 08 ماي 1983، كل مهامها؟".

للنقاش الواسع، بين القراء، في الشرق، وفي الغرب، وفي الشمال، وفي الجنوب، من المغرب، ومن خارج المغرب، إنما نطرحه لتأكيد: أننا عندما اطلعنا على مختلف الوثائق، التي لم تعرض للنقاش، في مؤتمر الاندماج، لم نجد فيها، ما يشير، لا من قريب، ولا من بعيد، أي كلمة، يمكن أن تعبر عن مساهمة مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في الإعداد لمؤتمر الاندماج، ماديا، ومعنويا، كما لا يوجد ما يشير إلى أن من كانوا في الإعداد لمؤتمر الاندماج، أن مناضلي الحزب، وخاصة العناصر المتنفذة في الكتابة الوطنية، المندمجة في المكتب السياسي، لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، باعتباره "حزبا اشتراكيا كبيرا"، أصروا على احترام القرارات، التي تمت المصادقة عليها، في المجلس الوطني للحزب، المنعقد في مدينة فاس، والتي لم يحترم منها أي قرار، ولا يستطيع أي مندمج أن يقنعني بالعكس، سواء كان في القيادة، أو في القاعدة. وهو ما يعني: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، تم التخلص منه، باسم الاندماج.

وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لا يتم التخلص منه، لأنه يعتبر قوة مادية قائمة في الواقع، والصامدون في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، قادرون على إيجاد المناضلين، وإعادة البناء التنظيمي للحزب، والقيام بالإشعاع اللازم، حتى يعود الحزب إلى سابق عهده، في عهد الفقيد أحمد بنجلون، القائد التاريخي، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والقائد الأممي، الذي كان يملك الشعور بالتحريف، مهما كان مصدره، وكيفما كان هذا المصدر، وكان يقاوم هذا التحريف، بكل ما أوتي من قوة، وكان يفضح المحرفين، ويجعلهم أمام مسؤوليتهم التاريخية، في أفق إزاحتهم، ووضعهم في مزبلة التاريخ.

ونحن في تناولنا لموضوع:

"هل أنجزت 08 ماي 1983 كل مهامها؟".

تناولنا مفهوم 08 ماي 1983، في أبعادها المختلفة، من أجل الوصول إلى تأكيد: أن 08 ماي، كانت ضرورة تاريخية، كما تنا ولنا أن 08 ماي 1983، كانت لقطع الطريق على الممارسة الانتهازية، التي كانت الحركة الاتحادية ميدانا لها، كما أن 08 ماي 1983، كانت بمثابة إعلان للوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، والالتزام بالانكماش التنظيمي. ومحدوديته في البداية، هي تعبير عن عدم شيوع 08 ماي 1983، للتأثير في الواقع المغربي، وبإصرار على التخلي عنه، رغم المحاكمات، التي تعرض لها معتقلو 08 ماي 1983، وبعد أن صار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قائما، وبعد أن بلغ مؤتمره سنة 2016 والذي أنتج لنا القيادة المندمجة، صار الانسياق وراء الأوهام، هو المصير، بعد شبه التجميد، الذي عرفه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في السنوات الأخيرة، في عهد هذه القيادة السابقة بالخصوص، وصار فعل الحزب، غائبا غيابا مطلقا، من الميدان، بدعوى أن ما عليه التنظيم التقليدي للحزب، أصبح متجاوزا، وأن مفهوم الاشتراكية العلمية، أصبع غير مقبول، وأن أيديولوجية الطبقة العاملة، أصبحت متجاوزة، وأن الحزب نفسه، أصبح متجاوزا، وأن الفقيد أحمد بنجلون، عندما اختار اسم: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لم يكن مقتنعا به، لتبرير التنصل من الالتزام، الذي يجب تجاه الحزب، ماديا، ومعنويا، فكرا، وممارسة، والالتزام بالبرامج الحزبية المسطرة: اليومية، والأسبوعية، والنصف شهرية، والشهرية، والسنوية، أصبح غائبا. غير أن الممارسة الحزبية العامة، بسبب التضليل الممارس في الإطارات الحزبية المختلفة، وبسبب التجميد المقصود، الذي تعرضت له الخلايا، أصبح الخلط قائما، بين طموحات الشباب، وبين أوهام الشيوخ.

فالطموحات، التي عرفناها، منذ عرفنا دور الشباب، ودور الشابات، في تثوير الممارسة الحزبية، على المستوى الوطني، وخاصة في المدن الجامعية، المغذية لها، كما شهدنا، بذلك، وكما نشهد به، أمام التاريخ، خاصة، وأن جميع الفروع الحزبية، تستفيد من الحركة الحزبية الجامعية، وأغلب الأطر الحزبية، التي تم تفعيلها، والتعزيز بها، كانت في ذلك الوقت، في الشبيبة الحزبية، في القطاع الطلابي بالخصوص، وكان كل فرد من القطاع الطلابي، عبارة عن شحنة متقدة، في صفوف الطلبة، وفي صفوف الحزبيين، مما يجعل الحزب يتصدر في القطاعات الطلابية، ويعرف طرقه، في اتجاه التغلغل في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. يكفيهم أن يستوعبوا الاشتراكية العلمية، وأيديولوجية الطلقة العاملة، المعبرة عن مصالحها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

إلا أن عدم ثبات العديد من الحزبيين على المبدأ، جعل الحزبيين يفقدون البوصلة، ويتحول غالبيتهم إلى تابعين، وهو ما جعل الحزب يستغل، من واقع 08 ماي 1983، إلى واقع اللا تنظيم، والانخراط في البحث عن البديل التنظيمي، اللا اشتراكي، اللا علمي، المتجسد في حزب الاندماج، الذي لا يقتنع لا بالاشتراكية العلمية، ولا بأيديولوجية الطبقة العاملة، ولا يسعى إلى التغيير أبدا، ولا يتجاوز العمل، من أجل الحصول على أصوات الناخبين، وبعض المقاعد الجماعية، ومقعدا، أو مقعدين، في البرلمان. وعلى هذا الحزب الجديد، أن يصير عميلا للمخزن. كانوا يعتبرون التنظيم الخلوي، تنظيما مغلقا، إن أراد أن تصير له بعوض الجماعات، التي يتقوت منها. وهو ما يعني: أن المندمجين، كانوا يعتبرون التنظيم الخلوي، تنظيما مغلقا، وأن التنظيم المفتوح على الجماهير الشعبية الكادحة، هو التنظيم البديل، والذي يتمتع فيه المنتمون إلى الحزب الاندماجي، بتحررهم من الاشتراكية العلمية، ومن أيديولوجية الطبقة العاملة، وانخراطهم في الاختيار اللا اشتراكي، اللا علمي، ومن المحاسبة الفردية، والجماعية، ومن النقد، والنقد الذاتي، مع العلم أن التنظيم الذي يعتبرونه مغلقا، هو بوابة بناء الحزب الثوري، أما التنظيم المفتوح، فهو بوابة الانصهار في الاختيار اللا اشتراكي، اللا علمي، والتحرر من النضال، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كاختيار ثوري، من أجل أن نزرع الأمل في العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي انبثاق حزب ثوري حقيقي، عن الصراع من أجل قيام 08 ماي 1983، بأداء دورها التاريخي، حتى يؤدي الحزب الثوري الحقيقي، دوره في التغيير، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن يبقى الأمل في الطبقة العاملة، في تحقيق التحرير/ والديمقراطية، والاشتراكية.

ابن جرير في 16 / 02 / 2023