نص : اعتلال الغسق شعر مالكة حبرشيد / رد الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل


محمد الزهراوي أبو نوفله
2023 / 4 / 8 - 09:18     

إعْتِلال الغَسق

بعد قليل ..
ترحلُ الذاكرة
يضحكُ الرماد
ينسى الجميعُ كلَّ شيء :
جان دارك
صخرةَ سيزيف
جدارَ برلين
عددَ الغرقى عند مثلث برمودا
على صفحة التعايش والتسامح
تنفتحُ الظهيرةُ
تنسانا القصائدُ ..
التي ابتلينا بها
و هي بأوجاعنا تتعكّزُ
وحده الحزنُ ..
سيبقى حاضرا ..
بين حنايا أجساد ..
لا نعرفها إلا بقدر ما..
تتلقى من طعنات ..
ما تتقيأ من صباحات كاملة ..
أمسيات مخمّرة .. في جرار الانهيار
كلما اهتز رصاصُ الوعي
انطلق زئيرُ الموت
يترصّدُ الأحلام ..
في أزقة الشرايين .. يختفي
رافضا الخروجَ في تباريح الكلمة
هذي أصواتنا..
مثقلةٌ بالغيم
وثمارِ حلمٍ إلهيٍّ
لا تسّاقط مهما .. هززنا الجذع
يشدّها زمنٌ يطاردنا
يهزمنا .. كما اعتلال الغسق
كما انتحار الشمس ..
في زرقة البحر ..
لتعلن خيبتها الكبيرة
في قدرتنا ..
على صياغة ثورة عذراء
تحطم أوثان الناس ..
وتكون السجدة ..
خالصة لله

...................

أنا أمام شِعْر خالص وفنّ باذِخ لذا
أنْحني بِكُل خُشوع أمام هذا الجمال
الأشْهى وقد اسْتحْوذ عليّ حتّى
عُمْق أعْماقي إلى درَجَة السُّكْر بالشِّعْر
وذلِك لأن هذا النّصّ مِن أجْمل ما
قرأْت ويحْتاج إلى قارئٍ خاص وعلى
قُدْرَةٍ عالية مع أدواتهِ الأدبية العِلْمِية
لِيَدُلّنا على مابه مِن مواطنِ الخلْق والجمال
بِلُغةٍ مجازِية أنيقَةٍ وصُوَرٍ حِسِّيَةٍ ناطِقَةٍ
تنْبض بالحياة لتَهُز هِمّة المتلقّي
هزّاً وترْفعه إلى عوالِم أخّاذة أرْقى
وأسْمى وذلك لأنه الأحقُّ بِها
النصّ يحْتاج إلى قِراءات..
إلى تأويلاةٍ وتأويلات لأنّه محْشُوّ
بالأساطير متْخَم بالرموز الإنسانِية
الفاعِلة بالدّلالات السّياسِية المسْتَفِزّة
وكُل الظواهِر الكونِية الخلاّقة
وذلك حتّى يُوَفّى حقّه...
ــ ألأسْتاذة مالِكة ماهِرة في رُكوب
الأمواج العالِية والصّهوات الوعْرة
بِذائِقَتِها الجمالية المنْتَقِدة البنّاءة
وهِي تهُدّ الخرائِب على القبيلة
وذلك لأنّها تُمارِس الهدْم مِن
أجْل البِناء بِلُغةٍ مِطْواعة هِي غاوِية
رُؤى الشّعر ورِسالَتهِ وطموحات القَصيدة
لِتبُثّها شُجونها وجُنونَها فتمْتلكَ عنان
الشّمْس وتقودَنا مِن مسْتَحيل إلى
آخر بِرُؤْيَتِها المهيبة وراء اللا محدود
ولاحوْف عِنْدها مِن السقوط في
الهاوِيَة أو فُجاءَة الموت وذلِك كما
يحْدثُ في نهْرٍ نسْبحُ في مِياهه
المتَجدِّدَة دون انْقِطاع..
ذلك لأنّه نهْر هِراقْليط مِمّا جعلَ
النّصّ يحْفل بقيمَته الإبداعِية كعملٍ
فنّي إلى آخِر لحظة

عالي التقدير وخالِص حُبّي